أهداف العدوان الإسرائيلي - الأستاذ ميشال سماحة
المركز الثقافي
للبحوث والتوثيق
صيـدا
يقــدم
محاضــرة
أهداف العدوان الإسرائيلي
يلقيها
معالي الوزير الأستاذ ميشال سماحة
الزمان: الأربعاء الواقع فيه 8 أيار 1998.
المكان: قاعة محاضرات المركز الثقافي للبحوث والتوثيق ـ صيدا
إعداد وتحرير
د. مصطفى دندشلي
منشورات المركز الثقافي للبحوث والتوثيق ـ صيدا
كلمة ميشال سماحة
..... ثقافتنا الواحدة لمواجهة تحدٍ كبير أساسي واحد هو تحدّي عاشته صيدا والجنوب منذ مأساة فلسطين ما قبل 1948 إلى النّكبة ثمّ النّكسة، ثمّ الحروب على لبنان.. وثقافة المقاومة لهذا الاحتلال إلى أن أدخلنا، لأننا كنّا بلا سقف، ولأننا كنّا بلا مناعة داخلية، إلى ما دخلنا فيه منذ 1973 حتى 1991. ومن عام 91 حتى اليوم، ونحن نتلمّس طُرق استعادة الوطن للوطن، واستعادة الثقافة والمواطنية لمواجهة بناء مستقبل أكثر انتماء وأكثر أمناً، لأبنائنا حيث يمكنهم ليتمكّنوا في المستقبل أن يواجهوا العالم على أنهم مواطنون كاملون في وطن كامل، في أُمة كاملة، فخورين بالانتماء إليها وفخورين بأنها أعطتهم كل مستلزمات المعاصرة التي هي التحدّي الكبير لنا وللأجيال القادمة لنتمكّن من مواجهة ما لا يمكن أن نسالمه، لأنه لن يسالمنا، لنواجه من ربما يوماً نمرّ معه بأفضل الحالات بترتيبات إنما لا التاريخ ينبئ ولا الحاضر ينبئ بأن ما يُحضّر للمنطقة هو أكثر من أنها تسوية قائمة على ترتيبات ولا يمكن أن تصبح سلاماً ما لم يغيّر الله بأنفس مَن يعتبرون أنفسهم أنهم المختارون مِن بين أبنائه، فيقبلوا بأن يكونوا متساوين مع بقية مخلوقات الله البشرية...
ماذا عشنا في "عناقيد الغضب" التوراتية ؟ جميل أن يذكّرنا الصهيوني الإسرائيلي باستمرار أنّ كل ما يقوم به هو آتٍ من توراته ولا يقبل المهادنة مع أيّ كتاب آخر. لئلاّ نقع باستمرار في أوهام بائعي الأوهام، من أصحاب المصالح في الغرب والشرق، بأن الأحوال تغيّرت والفكر تغيّر وأن السلام ممكن مع من لا يريد السلام.
"عناقيد الغضب" كانت أهدافها المُعلنة إنهاء حالة الكاتيوشا في جنوب لبنان. لماذا رُفع هذا الشعار؟ رُفع تحديداً بعد قمة شرم الشيخ التي هي بنسبة كبيرة وليدة مقتل رئيس حكومة إسرائيل مِن قِبَل التوراتيّين في إسرائيل. حتى السلام بالحبّة من العناقيد بالنسبة للتوراتيّين ممنوعة... فبعد الحبّة الفلسطينية والحبّة الأردنية لم يتحمّل أهل التوراة في إسرائيل أن تدخلهم قيادتهم في إمكانية التنازل عن أشياء على أرض التوراة. وسقط رهان ربين ـ بريز في تحويل تنفيذ التوراة في العام المائة، وهم يتعاملون بالرموز، في العام المائة بعد مؤتمر "بال"، من تحويل إسرائيل الوعد، في مؤتمر "بال"، إلى إسرائيل الواقع، الكامل، المهيمن على أرض التوراة ما حولها، مائة عام بعد ذلك، بعد أن تمّ تأسيس إسرائيل بالفعل على بعد خمسين عاماً. وهذا أيضاً من الرموز الإسرائيلية، خمسين عاماً بعد مؤتمر "بال".
في الواقع، كان هناك صراع وما يزال، وكل ما رأينا وسنرى، وسأحلّل معكم، ولن أطيل، متأتٍ من أنّ المشكلة الأساسية اليوم هي بكل الحالات، مشكلة إسرائيلية داخلية، كيفما حسمت تحسم لتقدّم لنا "عناقيد المرارة" وعناقيد الحقد لأنّ الخلاف بينهم هو خلاف في ما يتعلق بنا بين السيئ والأسوأ. وليس بين مَن يقدّم لنا حلاً حقيقياً، لندخل سِلماً حقيقياً قائماً على العدل، بين مَن لا يريد السلام.
شمعون بريز قدّم لإسرائيل مشروعاً توراتياً معاصراً هو مشروع الشرق أوسطية، فبدل أن تحكم إسرائيل كل أرض التوراة بالحكم المباشر، أراد عَبر السلام الذي يريد الدخول فيه، أن يسيطر على منطقة الشرق الأوسط من خلال حقيقة القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين الجديدة، وهي الحقيقة الاقتصادية، فيدخل بالاقتصاد من تركيا إلى حدود الشرق الأقصى، انطلاقاً من الشرق الأوسط، ليقيم الأمبراطورية الإسرائيلية المرجع والقطب الجاذب لكل هذه المنطقة بالاقتصاد، فيُسيطر من خلاله على أمن هذا الاقتصاد، وبالتالي على القرار السياسي لهذا الاقتصاد.
وإنّ ما رأينا في "شرم الشيخ" هو بالفعل مثال حيّ على ذلك سأعود إليه... إلاّ أنني أريد قبلاً أن أتوقّف عند مَن قتل رابين أراد أن يقتل مشروع الشرق أوسطية من أجل مشروع التوراة الفعلية، من الفرات إلى النيل، فيحقّق من خلال ذلك أن لا تتراجع إسرائيل عن إمكانية حكم كل الأرض، باتفاقات مكتوبة مع الفلسطينيّين، وبأن لا تُعيد إسرائيل لأيّ كيان عربي في هذه الفترة، أيّ حق من حقوقه بانتظار أيام أفضل لإسرائيل في هذه المنطقة وعبر توافق إسرائيليّ ـ غربيّ حول ذلك.
عندما قُتل رابين، قال بريز بين السلام ورئاسة الحكومة، أختار السلام، وأبقي لي موعد الانتخابات في أيلول... وبعد مجموعة اتصالات داخلية وزيارة لوزير الدفاع الجديد وهو يبقى رئيس أركان في وزارة الدفاع، وبعد زيارة رئيس الأركان لواشنطن، وبسحر ساحر، انقلبت الأولويات، وبانقلاب الأولويات تقدّمت الانتخابات على مفاوضات السلام. لئلا تبدأ مفاوضات السلام الفعلية مع الفلسطينيّين في 4 أيار، كما كان متفقاً، وبالتالي ليتمكّن الإسرائيلي من تغيير قواعد اللعبة في المنطقة بعد الانتخابات.
وفي هذا الإطار ماذا حدث؟!.. يتقدّم إلى الانتخابات الإسرائيلية، في 29 أيار، رئيسان اثنان لرئاسة الحكومة، لم يخرج أحد منهما لا من المدرسة التاريخية في تأسيس إسرائيل، ولا من المدرسة العسكرية التي هي المؤسسة الممسكة اليوم بالقرار الإستراتيجي الإسرائيلي، أياً يكن الحزب الحاكم. يختلفون على الألوان الداخلية، يختلفون في الاجتهاد حول الحكم الداخلي.. إنما الإستراتيجية الخارجية لما يسمّى الأمن الوطني، ولما يسمّى الإستراتيجية البقاء وبناء البقاء، فهذه لا يحدّدها لا حزب العمل ولا حزب الليكود ومشتقاتهما، إنما تحدّدهما المؤسستان الأُم في إسرائيل اللّتان هي المؤسسة الصهيونية من جهة والمؤسسة العسكرية التي هي المؤسسة النافذة والمنفّذة لهذه السياسة الإسرائيلية. وبالتالي من الصعب أن يصدّق أحدنا أنه ممكن لرجل منفرد أن يقتل بقرار منه، أو بتنظيم سريّ في إسرائيل "رابين".
هذا الخارج من التوراة والمشروع، خارج بحماية من المؤسسة.. لأنّ المؤسسة قرّرت أن تضع حداً لما كان، وتفتح صفحة جديدة في ممارسة إسرائيل في المنطقة.
بعد عمليات حماس، استنهضت إسرائيل تحت شعار تعديم بريز في الانتخابات، استنهضت القوى التي كانت قد حضّرتها في الغرب لعقد مؤتمر شرم الشيخ. ومنذ اليوم الأول أخلف الجميع على التسمية. إلاّ أن أصحاب العروش في المنطقة، الأنظمة الخائفة على واقعها ضمن دولها وبين أهلها، ودول الغرب كانوا متّفقين على أنّ القمة بمحتواها هي لمكافحة ما سُميّ بالإرهاب في تعريفهم في حين أراد العرب من المشاركين أن يعطوا الاسم دون المضمون لهذا الاجتماع، فسمّوه " قمة صانعي السلام"، وبنتيجة هذه الصناعة للسلام، حصد لبنان مجازر الـ 16 يوماً.. وإن كانت هذه طريق السلام، فأيّها طريق الحروب في نهاية هذا القرن؟.
استعملت "آرمة" الكاتيوشا، واسم حزب الله، وأرجو أن أفهم جيداً، هذا ليس انتقاصاً مِن فعل المقاومة الإسلامية وليس انتقاصاً من أهمية سلاح الكاتيوشا في فترة من فترات المواجهة... إنما هي الرمزية في تقديم عملية "عناقيد الغضب" مِن قِبل إسرائيل، هي رمزية تريد منها شحذ عطف الغرب المناوئ لفكرة الإرهاب والذي بُني عَبر إحدى عشرة سنة من فعل الإعلام اليهودي الصهيوني في الغرب بني منطق مواجهة حزب الله المتطرّف، حزب الله الإسلامي، حزب الله المناوئ للصهيونية والمسيحية في الغرب، تصوير أنّ كل الأفعال السيئة في العالم هي "فعلَ مسلم" متديّن، يراد به الشرّ لأهل بقية الأديان... بنتيجة ذلك، كان الضرورة ومن السهولة أن تبنى عملية عناقيد الغضب التوراتية على أنّ هذه العملية هي لاستئصال هذا المرض الذي يغذّى في لبنان مِن قِبل دول موضوعة على لائحة الإرهاب دولياً، ومطلوب من فلسفة شرم الشيخ استئصالها من حيث هي موجودة وهي موجودة في الأصل في لبنان وتحديداً في جنوبه..
عشنا تلك المرحلة معاً في إطار صمت عربيّ، اخترقه في الأيام الأولى بعض الأصوات الحاكمة التي تحرّكت على أرضها تظاهرات من شعوبها أو تململ من برلماناتها... وأتوقّف هنا عند المثل الأردني والمثل المصري... بخلاف ذلك، لم نرَ بالرغم من أنّ رئيس حكومة لبنان ذهب وزار على الأقل عاصمتين أساسيتين في العالم العربي، لم نرَ لهاتيْن العاصمتيْن أيّ أثر في الفعل الحقيقي في هذا الموضوع، في حين كنا في السنوات الماضية وزراء خارجيتها ومستشاري ملوكها أو رؤساء جمهورياتها يتحرّكون لتذليل أبسط العقد على طريق المسار الفلسطيني أو المسار الأردني في المفاوضات..
فعندما هُدّد لبنان، وضُرب لبنان فعلاً، لم نجد هذه الدول تتحرّك. وفي هذا الزمن الرديء، كان لابدّ، ولو للحظة وفي إطار عمر الأجيال الجديدة التي نمت في لبنان منذ الستينات، عندما رأت (أنظر التسجيل.. التتمة ).
ما هي الأهداف الحقيقية في الواقع؟
الأهداف الحقيقية تتناول لبنان باقتصاده، بأمنه، بقراره السياسي... أقول باقتصاده ولا أقول بأولويات حكومته... نتضامن مع الحكومة في المواجهة، ولنا حق مناقشتها في الأولويات التي يجب أن تكون لها وللبنان في إطار فعلنا الداخلي، في إطار نظامنا الديمقراطي، لنكون في المواجهات المقبلة محصّنين أكثر، أقوياء أكثر، لأنّ ما جرى في نظري ليس إلاّ الجولة الأولى من نوع جديد من المواجهات مع إسرائيل، لسنا نحن من يحدّدها للأسف وإنما علينا أن نكون جاهزين لما تحدّده إسرائيل من جولات قادمة...
فليس صدفة أن يستهدف لبنان في الأسبوع نفسه الذي تعقد فيه أهم الاتفاقات الإستراتيجية بين تركيا العائدة إلى المنطقة من باب شرم الشيخ عبر الزيارة الأولى لرئيس جمهوريتها لإسرائيل وولوجه شرم الشيخ بسيارته، بعد توقيع مجموعة من الاتفاقات الاقتصادية والسياسية مع إسرائيل، فيوقع على عتبة عملية عناقيد الغضب الاتفاق العسكري الذي له أكثر من بُعد، له بُعد استعمال المطارات، له بُعد التوافق على التصنيع المشترك وتبادل التكنولوجيا العسكرية، وشراء من إسرائيل صناعاتها الأميركية.. وبيع تركيا الصناعات العسكرية المتقدّمة لإسرائيل بتمويل أميركي (أنظر التسجيل.. التتمة).
... إذا نظرنا إلى الخارطة الإستراتيجية في المنطقة ورأينا كيف يستهدف لبنان: مفاعيل الاتفاق مع تركيا، مفاعيل تنفيذ الاتفاق مع الأردن نرى أنّ المستهدف هو لبنان وسوريا والعراق مجدداً، في إطار هندسة جديدة لشرق أوسط جديد، لا تسعى عَبره، ومن خلال ما تقوم به لا الولايات المتحدة الأميركية، ولا إسرائيل، إلى سلام فعلي.. إنما إلى تسويات منفردة تعطي من خلالها هيمنة لإسرائيل، الهيمنة العسكرية أولاً، الأمنية ثانياً والاقتصادية السياسية المكمّلة لها، وقد تبدّلت الأولويات.. ماذا استُهدف في لبنان؟ سأكون جارحاً في بعض التعابير... استُهدفت في لبنان وحدته، انطلاقاً من تهجير كمٍ كبير من الشيعة، كمٍ كبير، إلى مدن السُنّة وجبل المسيحيّين... هذا هو المنطق الإسرائيلي أنّ كماً كبيراً من الشيعة، في صيدا وبيروت، وكمّاً كبيراً من المهجّرين الشيعة في بلدات ومدن المسيحيّين الذين لم يعودوا من تهجيرهم إلى الجبل سيحدث بلبلات وحساسيات عالية تفتح وتنكأ جروحاً داخلية فسقط الرهان الأول، بأنّ تضامن من الداخل، خارجاً من مذاهبه وطوائفه إلى وطنه، بوحدة متألقة منذ (وجود لبنان)، وهي المرة الأولى التي تتجلّى، بتناغم كامل في أرجاء الوطن، منذ ما قبل 1975، حيث أُعطِي الإسرائيلي درساً بأنّ الشقوق التي كانت في البناء الوطني في جمهورية ما قبل 75، تخطّاها اللبنانيون قبل أن تُبنى جمهوريتهم الجديدة، لأنهم ذوي فعل وإرادة ببناء وطن منيع، مناعته من مواطنيه قبل أن تكون مناعته من حكوماته ومن سياسات الحكومات... فأُعطيت إسرائيل ومعها العالم الدرس الأول، وبإزاء الدرس الأول علينا أن نتنبّه في المراحل القادمة إلى أنهم قرأوا تماماً ذلك وأنهم سيستهدفون هذه الوحدة في الفترة المقبلة بوسائل أخرى. وعلينا أن نحسن تحصين وحدتنا بكل الوسائل ودفع درجة وعينا إلى مستوى متقدّم أكثر عبر حوار دائم ووعي دائم، وترابط دائم ما بيننا...
أرادوا ضرب اقتصادنا (أنظر التتمة).
مداخلات وأسئلة الحضور
من أجل حبة ترابٍ اغتصبت.
من أجل كل بسمة طفل حزينة.
من أجل كل دمعة أم وصرخة بطل.
من أجل كل نقطة دم في مجزرة قانا.
نقف دقيقة صمت.
وماذا بعد الثامن عشر من نيسان؟
- يومُ الحقدِ الأعمى المثقلِ بالدمِ والجراح،
المذهلِ للعالم... بعناقيدَ الحقدِ وخمرةِ الإجرام.
- ويصمد الجنوب البطل... ويضحّي.
- ويستفيقُ وينتفضُ لبنان، كلُ لبنان.
- ويهتز الضميرُ العالمي، وتتضافرُ الجهودُ مثمرةً شعلة مضيئة في ضمير هذا الشعب ومسؤوليه.
سلام الوحدة الوطنية الذي تجلّى بالتصدّي للعدو الغاشم، لم يكن ظرفياً، أقلّه بما يخص الجنوب والجنوبيّين.
والدليل الواضح ترحيب من الدكتور ميشال صيقلي بصاحب المعالي ميشال سماحة في قلب صيدا الأبيّة في المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا.
فباسم اللقاء الثقافي الوطني وباسمي الشخصي نشكر هذا المركز الذي أسفرت أبحاثُه وتوثيقُه عن ثقافة وطنية واعية، نشكره بشخص رئيسه الدكتور مصطفى دندشلي لاستضافتنا.
كما نتوجّه بالشكر للحضور الكريم الذي تحمّل مشقّة المجيء من أماكن متعدّدة للمشاركة بدراسة التعنّت الإسرائيلي وانعكاساته السياسية في لبنان.
صاحب المعالي،
عرفتك طالباً نشيطاً يعيش أحداث لبنان بعاطفةٍ جيّاشة وعقلٍ مملوء بالأمل.
عرفتك رجلاً سياسياً واضحاً تتعامل بشفافية وصراحة.
عرفتك رجلاً منفتحاً تؤمن بالحوار أسلوباً وبالديمقراطية مناخاً.
صاحب السعادة،
جرت العادة أن يُقدَمُ خطيبُ الاحتفالِ إلى الجمهور الكريم. أما اليوم اسمح لي أن أقدّم لك هذه الشريحة البشرية التي عانت الكثير من ويلات الحروب الإسرائيلية، وأصبحت متعطّشة لتحليل الحاضر وسبر أغوار المستقبل بطريقة موضوعية دون خلفيات خاصة أو شكلية. جمهور طالما تحسّس بالأمور الوطنية وكان سبّاقاً في رؤيتها وتحليلها.
* هل من المعقول مجزرة قانا وجميع المشاهد الفظيعة أن تُعرض جميعها على شاشات التلفزيون ويرى جميع الناس مِن ضمنهم الشيوخ والأطفال هذه المشاهد الفظيعة التي أثّرت على نفسية الجميع وأكبر دليل على ذلك شخصين توفّوا في مدينة صيدا من خلال تأثّرهم بهذه المشاهد. أليس من الأفضل كان لو عُرضت مشاهد موجزة خلال نشرات الأخبار فقط؟.
* وهناك طلب بأن تطلبوا من الحاضرين التوقّف عن التدخين.
مع الشكر
*هل تتوقّع رد من قِبل حزب الله بالصواريخ كورقة ضغط قبل الانتخابات في إسرائيل؟ وما هي وجهة نظرك بالخروقات مِن قِبل إسرائيل؟
معالي الوزير،
يرى البعض أنّ ما حدث خلال عملية عناقيد الغضب أعاد لبنان ساحة للتجاذب الإقليمي والدولي وللحروب بالوكالة. فما رأيكم في هذا المفترى؟
* كيف ترى الدور الإيراني إقليمياً ومحلياً خلال وبعد عملية "عناقيد الغضب"؟.
بقراءة بسيطة لمرحلة ما بعد الحرب قامت حكومات ما بعد الحرب بتقديم الإعمار على كل الأمور الأخرى للبحث عن دور سياسي للبنان تناسياً للوحدة الوطنية وتأكيدها وكذلك بتناسي مسألة الاحتلال والمقاومة. ما دوركم ودور المجلس النيابي في المرحلة القادمة لتلازم هذه الأمور الهامة؟.
* ذكرتم أنّ من أهداف عناقيد الغضب هو ضرب الاقتصاد اللبناني. وأنه قد تمّ توجيه ضربة قاسية لهذا الاقتصاد وهو ما حدث بالفعل. لأنّ الاقتصاد اللبناني كان يعاني المشاكل الخطيرة قبل العدوان. والسؤال هو هل أنّ عدم ارتفاع أسعار الدولار هو بسبب ضبط التلاعب بالدولار أم لوجود رئيس حكومة ربط الدولار والاحتكار بشخصه؟.
* مع قيام إسرائيل بعملية عناقيد الغضب شاهدنا صمتاً محلياً وعربياً مخيفاً لمدة خمسة أيام بماذا تفسّر هذا الصمت؟؟.
معالي الوزير،
المساعدات التي أُرسلت إلى لبنان بهذه السرعة هل كانت مجهّزة من قبل؟ بمعنى آخر أنّ الاعتداء الوحشي كان متّفق عليه بشرم الشيخ؟ وشكراً.
1- هل يعتقد معالي الوزير أنّ من أهداف عناقيد الغضب القضاء على المقاومة وضربها في لبنان ودفع لبنان إلى حل منفرد مع إسرائيل؟
2- بعد الوحدة الداخلية التي تجلّت في الأيام الأخيرة هل يؤدّي ذلك إلى تغيير في الخطاب السياسي وأيّ نهج وطني جديد؟
3- هناك آراء تقول أنّ مشروع الحكومة الحالية يصبّ لاحقاً في مشروع الشرق أوسطية هل هذه الحرب دحضت ذلك أم ثبّتته؟
4- من خلال معرفتك الشخصية هل هذه الحكومة ستغيّر من أولوياتها السياسية والاقتصادية؟
5- كيف تنظرون إلى تمثيل إيجابيات الأحداث الأخيرة لدعم الوحدة الوطنية الداخلية وتجاوز سلبيات الطائف بالنسبة للاستحقاق القادم والمهم ـ وهو قانون الانتخابات؟
معالي الوزير:
كنتم من الذين ركبوا قطار الطائف والتسوية السلمية فيما بعد، وإذا بكم اليوم معنا في صفوف المثقّفين الذين لم تأخذ برأيهم يوماً هذه الحكومة ومن هم وراء النظام الباقي الجديد، كيف السبيل إلى أن تأخذ هذه الحكومة برأي المثقّفين والاستجابة لرؤيتهم السياسية؟!