الحياة - الحريري عرض لكتلته نتائج محادثاته مع نجاد: لم يطرح مبادرة وركزنا على اولوية الحفاظ على الاستقرار
الحياة
السبت- 16 تشرين الأول 2010
الحريري عرض لكتلته نتائج محادثاته مع نجاد: لم يطرح مبادرة وركزنا على اولوية الحفاظ على الاستقرار
بيروت - «الحياة»
ترأس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اجتماعاً امس في بيت الوسط، لكتلة «المستقبل» النيابية، جرى خلاله عرض المستجدات السياسية والتطورات. ونقلت مصادر الكتلة عن الحريري تأكيده ان اي مبادرة سياسية داخلية لم يطرحها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال اللقاء معه اول من امس، «انما كان التركيز على اولوية الحفاظ على الاستقرار في لبنان باعتماد الحوار الهادئ وسيلة للتخاطب والبحث عن حلول عوضاً عما جرى في الاسابيع الماضية من تصعيد وتهويل يمنع جميع الاطراف من سماع بعضها بعضاً وأظهر الرئيس الايراني للرئيس الحريري تقديره لهذه المقاربة».
ونقلت مصادر الكتلة عنه ابلاغه النواب في اجتماع الكتلة ان احمدي نجاد وجه اليه دعوة لزيارة ايران وان التنسيق سيتم لاحقاً لترتيبها من خلال القنوات الديبلوماسية المعتمدة بين البلدين.
وبحسب المصادر ذاتها، وصف الحريري للكتلة اجواء محادثاته مع الرئيس الايراني بأنها «كانت ودية وايجابية وصريحة»، ونسبت للحريري انه اكد لاحمدي نجاد «الالتزام بالبيان الحكومي بمندرجاته الداخلية والعربية والدولية، موضحاً أن ثقافة مواجهة اسرائيل متجذرة في عقول اللبنانيين منذ زمن طويل وانهم اكثر من تكبد الاثمان والتضحيات في هذه المواجهة لنصرة قضية العرب المركزية، قضية فلسطين، منذ اغتصاب اسرائيل لاراضيها. وبهذا المعنى فإن لبنان يناصب اسرائيل العداء قبل الدولة الايرانية نفسها، لكن هذه المواجهة تتطلب قدرات ومقومات اقتصادية وتنموية لا بد من تأمينها لضمان الصمود والقدرة على الاستمرار في المواجهة».
وأضافت المصادر أن الحريري أكد له «أن لبنان هو في جميع الاحوال جزء من الاجماع العربي ويلتزم مقررات القمم العربية في هذا الصدد، وآخرها مبادرة بيروت التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كما شدد في حواره مع الرئيس الايراني على أهمية استقرار العلاقات العربية - الايرانية التي لا يستفيد من استمرار توترها سوى اسرائيل تماماً كما ان اسرائيل هي المستفيد الوحيد من أي فتنة في لبنان لا سمح الله».
ونقلت مصادر كتلة «المستقبل» عن الحريري انه قال للرئيس الايراني انه «لن يألو جهداً لتغليب الهدوء ولغة الحوار لحل المشاكل الداخلية والوقوف في وجه الانزلاق الى الفتنة بالعمل مع جميع القوى السياسية في لبنان وفي مقدمها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله».
وبحسب المصادر نفسها، «لفت الحريري الرئيس الايراني الى أن التركيبة اللبنانية هي السلاح الحقيقي والافعل في وجه اسرائيل بتنوعها وصيغتها القائمة على العيش المشترك والحريات الفردية والعامة، مذكراً بأن هذه القيم هي التي تسعى اسرائيل الى القضاء عليها بصفتها نموذجاً نقيضاً للنموذج العنصري الاسرائيلي، وبالتالي هي قيم تتقدم على السلاح في المواجهة الحقيقية والتأثير على صورة اسرائيل في العالم».
وأكدت مـصـادر الكتلة ان الحريري بـحـث مع الرئـيـس أحـمدي نـجـاد «ما طـرحه فـي خـطابه في ملعب الرايـة فــي شأن محـور يـشـمل لـبـنـان وسـورية وفـلـســطين والـعراق وتركيا وايـران، ونقلت عـنه قوله للرئيـس الايـراني أن أحداً لم يبحث مع الدولة اللبنانية مثل هذا الطرح السياسي الذي يحتاج بحسب الصيغة اللبنانية الى خطوات داخلية، اضافة الى خطوات التشاور الطبيعية مع الاشقاء العرب ضمن قواعد العمل العربي المشترك، مذكراً بأن لبنان واضح في تحديد خياراته في وجه العدو الاسرائيلي ويلتزمها كاملة، بدءاً من ارغام اسرائيل على التطبيق الكامل للقرار 1701، وصولاً الى رفض اي تسوية معها لا تقوم على مرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية لعودة كامل الاراضي العربية المحتلة وحق عودة الفلسطينيين الى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف».
وكان الحريري التقى بعد ظهر امس، في «بيت الوسط» الرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني ونجله حسن في حضور نادر الحريري، وجرى عرض لمجمل المستجدات الراهنة، واستبقى الحريري الرئيس الحسيني الى مائدة الغداء.