صيداويات - السحلب الصيداوي يتألق في رمضان وسط أصناف الحلويات
السحلب الصيداوي يتألق في رمضان وسط أصناف الحلويات
صيداويات - الأحد 05 أيلول 2010
محمد دهشة - البلد - صيدا:
يتألق مشروب "السحلب" الساخن في رمضان وسط عشرات اصناف الحلوى، ويحافظ الحاج زهير حنقير على صناعته منذ ست عقود بالتمام والكمال حين ورث المهنة عن والده فتى صغيرا في محل متواضع في احد احياء مدينة صيدا القديمة، فلم يعد مجرد مهنة يعتاش من ورائها انما تراث يجب المحافظة عليه من الاندثار أمام "ثورة" الحلويات بانواعها الشهية.
السحلب عبارة عن مشروب دافىء مكون من الحليب ومادة السحلب ـ النشاء والسكر وماء الورد تغلى في وعاء على نار هادئة لمدة نصف ساعة حتى تتماسك ويسكب عليه القرفة او المكسرات وهو مغذي يمكن أن يكون بديلا عن وجبة الإفطار لاحتوائه على كافة العناصر الغذائية، ففي الشتاء يزداد الاقبال عليه مع حاجة الجسم الى كوب دافئ من مشروب لذيذ الطعم، يبدد برودة الجو ويمنح الدفء والنشاط في العمل أو في المنزل، في شهر رمضان المبارك يعتبر تحلية يزود الانسان بما يحتاج الى من حلوى.
ويقول حنقير وهو ينهمك في سكب السحلب في اوعية انه ما زال في المحل ذاته منذ العام 1950، حين ورث المهنة عن والده، قبل ان يضيف "تطور كل شيء في صناعة الحلويات الا السحلب بقي على حاله لا يحتاج الا الى الخبرة ومعرفة المقادير.. الفارق الوحيد ناره، اذ كنا نغليه على الفحم قديما ثم تطور الى "بابور" الكاز وصولا الى الغاز اليوم وفي كل الاحوال نبيعه على اسم شهرة الوالد "ابو زهير" حنقير الذي كان مقصدا للناس بمختلف طبقاتهم الاجتماعية.
ويؤكد ان "كلمة السر" في السحلب اللذيذ هو كيفية صناعته بدء من المقاديير مرورا بالنار وصولا الى الوقت، مشيرا الى انه يصنع في اليوم ما يكفي ما بين 200 ـ 250 شخصا ويبيع الكيلو بـ 5 الاف ليرة لبنانية الى خارج المحل، بينما الزبون الذي يجلس داخله يقدم له "كاسة" مع كعكتين وابريق مياه ومحارم بـ 2500 ليرة لبنانية.
وجبة مغذية
ويضيف ان الاقبال على مشروب السحلب يكون عادة في الشتاء، لانه ساخن ويزود الانسان بالدفء والطاقة التي يحتاجها، وفي رمضان لانه يعتبر وجبة مغذية وتحلية تماما كما باقي انواع الحلوى، بينما في الصيف نعمل على الطلب ويتصل بنا عادة شخصيات وفاعليات لتأمين كميات منه لضيوف وافدين أو لتحلية بعد وليمة، مشيرا الى ان كثيرا من الرؤساء والوزراء والنواب اللبنانيين والعرب وغيرهم شربوا السحلب الذي نصنعه اثناء زيارتهم الى المكدينة وخاصة في "خان الافرنج".
وقال: لست نادما على احترافي المهنة، هي في الاصل لم تعد مجرد مهنة نعتاش من ورائها وانما تراث نحافظ عليه.. ربما اندم لاحقا لان اولادي لا يريدون ان يتعلموها كي تبقى في اسم العائلة وشهرتها، علما انها تسد رمق العائلة وتكفي الانسان ما يحتاج اليه لان موادها ليست غالية وتحتاج الى الجهد والخبرة اكثر من التكلفة بل يمكن التوفير من مدخولها.
تكريم الحلوانجية
والى جانب حنقير، وفي خطوة تقديرية لمحافظتهم على صناعة الحلويات في صيدا التي اشتهرت بها، كرمت "الهيئة الاسلامية للرعاية" الرعيل الاول من محترفي صناعة الحلويات واقامت احتفالا في ساحة باب السراي في المدينة القديمة حيث كانت تنتشر محال الحلوى قديما، وذلك تحت عنوان "تكريم حلوانجية زمان" بحضور المدير التنفيذي للهيئة مطاع المجذوب، المسؤول السياسي لـ "الجماعة الاسلامية" في الجنوب بسام حمود، رئيس الرابطة السنية الاسلامية الشيخ احمد نصار وعدد من ذوي واقارب الحلوانجية.
وروى عدد من حلوانجية زمان "عدنان الرملاوي، محمد بورا، زهير النقوزي، سعد الدين السبكي، زهيرحنقير ومحمد بديع ذكرياتهم مع صناعة الحلوى في المدينة وكيف تطورت من جيل الى آخر وتحولت الى تراث حملت اسم العائلات واشتهرت بها، فيما اكد مجذوب ان هذا التكريم عهو عربون وفاء لحلوامجية صيدا الذين تركوا بصمات حلوة على تاريخ المدينة منذ ما قبل 130 عاما الى اليوم.
http://www.saidacity.net