صيداويات - لأبي محمد أربعة أولاد يصر على تعليمهم
لأبي محمد أربعة أولاد يصر على تعليمهم
صيداويات - الأربعاء 22 أيلول 2010
محمد صالح - السفير - صيدا :
يضع «ابو محمد» يدا فوق الأخرى وهو يقف داخل إحدى المكتبات في عاصمة الجنوب، ينظر الى الكتب وهي موضبة بعضها فوق بعض، ثم يمسك بلوائح الكتب التي بحوزته كالقابض على الجمر، وعلى وجهه علامات استفهام مشوبة بقلق على يومه وعلى غده.
وأبو محمد دخل عقده الخامس، وله أربعة أولاد يتلقون تعليمهم في المدارس الرسمية، موزعين على المراحل التعلمية الثلاث: الابتدائية والمتوسطة والثانوية. ولأبي محمد هاجس وحيد حاليا يتمثل بسبل تأمين كلفة كتب أولاده ومستلزماتهم القرطاسية، وصولا الى تسديد بدل الاقساط المدرسية ولو كانت رمزية. على فكرة، أبو محمد موظف في شركة خاصة، يتقاضى راتبا قيمته خمسمئة دولار شهريا.
تكاد عينا ابي محمد تدمعان وهو يشرح أن ثمن الكتب مع القرطاسية والشنط المدرسية لأولاده الأربعة ستستهلك ما يفوق نصف قيمة راتبه للشهر الحالي. هو لم يحتسب بعد قيمة الرسم المتوجب على القسط المدرسي الرسمي، أو أكلاف النقل و«النثريات» اليومية للأولاد على امتداد العام الدراسي. يسأل «كيف نعيش بقية أيام الشهر؟ بقية أيام السنة؟».
«شهر الدخول الى المدارس هو أكثر أشهر السنة صعوبة» بحسب أبو محمد الذي يضيف «نعد له العدة، ونحسب له الف حساب، من عام.. لعام». لذلك، فإن أي ارتفاع في الأقساط، أو ثمن الكتب والقرطاسية يهدد بقضم ما يتبقى من الراتب.
يشعر أبو محمد بأنه ينوء تحت وطأة الأوضاع وصعوبتها، الا أنه مع ذلك مصمم على الاستمرار في تعليم أولاده. كيف؟ «أسعى بكل السبل لتدبّر أمري بالتي هي أحسن، إذ لا خيار إلا المواجهة، وليس بمقدورنا ان نستغني عن تعليم أولادنا. هكذا، ألجأ الى شراء الكتب المستعملة من المكتبات إن كانت متوفرة. كما أننا نبيع الكتب القديمة التي لدينا، ثم نستدين من المكتبة عبر تقسيط ثمن الكتب على دفعتين أو ثلاث».
أما بقية المصاريف، والمستحقات.. بقية العام والأعوام الكثيرة المقبلة فتأمينها «على الله، وعلى علم الأولاد، وبفضل الاستمرار بالمواجهة، وابتكار الحلول».
http://www.saidacity.net