صيداويات - قلعتها استقطبت الفي سائح وبحر العيد متنفس الفقراء في صيدا - جمال الغربي
قلعتها استقطبت الفي سائح وبحر العيد متنفس الفقراء في صيدا
صيداويات - الإثنين 13 أيلول 2010
البناء صيدا - جمال الغربي:
على الرغم من تآكل مساحة ما يعرف في صيدا، بـ"ساحة بحر العيد" إلى الربع، إلا أنها لا زالت متنفساً لأولاد الفقراء ومتوسطي الحال المعيشي بالإضافة الى أولاد المخيمات، سيما منهم مخيمي عين الحلوة والمية ومية ليمضوا عطلة العيد بين أراجيحها وعربات الألعاب وبسطات المأكولات سيما ما يعرف بـ" كبيس العيد " كعرف متداول منذ الآباء والأجداد.
ففي الساحة التي تختزن ذاكرة صيدا في الزمن الجميل كما يقول جمال رضوان وهو أب لثلاثة أطفال، هي ساحة "أبو الفقير" كما يعبر إذ أنه يمكن أن يتنقل الطفل من "مرجوحة" إلى أخرى بمبلغ لايتجاوز السبعة ألاف ليرة بينما في مدن الملاهي الحديثة، لايمكن أن تفعل بهذا المبلغ سوى القليل ويقول في الأساس مش قدرتنا أن نرسل أطفالنا إلى مدن الملاهي بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي يمر بالبلاد.
وفي هذه الساحة التي كانت سابقا كخلية نحل، لم يبق فيها الآن سوى العشرات من الأراجيح وبعض "الدويخات" التي يديرها بعض الشباب الذين ورثوها عن آبائهم وأجدادهم أو حتى أقربائهم، مثل عبد الرحمن الترياقي الذي يبلغ من العمر 33 سنة وهو الذي يكمل عمل جده عبد الرحمن الذي بدأه منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي على إحدى "الدويخات" التي تستقطب إليها بحركتها الدائرية الأطفال.
ويقول عبد الرحمن الترياقي بأن "الدق" بـ500 ليرة لبنانية بس و"الدويخة" لعبة فقراء تدار من خلال محرك يعمل على المازوت بواسطة "مانيفال". ويشير إلى أن معظم الأطفال الذين يرتادون هذه اللعبة هم من الفئات الشعبية حيث ليس باستطاعتهم ارتيادها في الملاهي بسبب أجرتها الباهظة بالنسبة إليهم.
وفي موازاة " الدويخة" يصدح صوت أبو الهنا " كشوكشو... هالدبان... يلعن وشوا هالدبان " مع رديات لأطفال التي تلعب على أراجيحه الثلاث حالها حال أبو محمد الآغا الذي ينافسه مع الأطفال الذين يستخدمون أراجيحه في مضاربة من نوع آخر يستخدمون فيها رديات وإن إختلفت عن ردية الآغا "يولاد الكوشة... عنا جروشة".
سياحة القلعة
وغصت قلعة صيدا البحرية الأثرية بالكثير من المجموعات السياحية التي قدمت من مناطق مختلفة وتحديداً من قرى الجنوب والبقاع للدخول إلى ذلك المعلم حيث يؤكد أحد العاملين فيها أن عدد زوارها ألفي وصل إلى ألفين شخص.
وتحول عرس المدينة الذي نظمته لجنة مهرجانات التنمية المدنية بمناسبة عيد الفطر، على بولفار صيدا البحري ليل- السبت- الأحد الى عرس للفرح والحياة تألقت فيه صيدا عروسا للمتوسط، وشاركها آلاف المواطنين من كل لبنان.
أسماك طائرة
وقدمت الفرق الفرنسية واللبنانية المشاركة التي تضم أكثر من خمسين فنانا ومؤديا ، مثل Remue-Ménage créeو Motus Modules و"سيبال" وغيرها، عروضاً تضمنت: بالونات مجسمة طائرة اتخذت اشكالا مختلفة، فسبحت اسماك طائرة في فضاء قلعة البحر، وحلق منطاد بيضاوي على شكل طائر اسطوري التصقت به فنانة فرنسية لوحت بجناحين عملاقين، وارتفعت في اجواء المكان مجسمات لكائنات مائية.. وسار وسط الحشود أشخاص يرتدون بزات مضيئة أشبه بتلك التي ترتديها المخلوقات الفضائية، وأدت شخصيات أخرى العابا بهلوانية وقفزات في الهواء بواسطة قوائم اصطناعية طويلة. فيما قدمت فرقة قارعي الطبول عروضا ايقاعية راقصة على طول البولفار والكورنيش البحري حيث اقيم المهرجان.
وتدلى بعض افراد الفريق الفرنسي Motus Modules بواسطة الحبال في الهواء على ارتفاع امتار عدة حيث أدوا رقصات تعبيرية على وقع الموسيقى الصاخبة.
واختتم المهرجان بحفل موسيقي غنائي للفنان الهام المدفعي الذي قدم بعض اغنياته على وقع المؤثرات الصوتية والضوئية التي سهر معها جمهور المهرجان حتى ما بعد منتصف الليل.
http://www.saidacity.net