الوقت - علي فخرو: بحرنت «الصحة» وأسستُ الجامعة واصطدمت بـ «هوامير» التربية - أحمد العرادي
العدد 504 - الاثنين 24 جمادى الآخر 1428 هـ - 9 يوليو 2007
»أخبار وتقارير«
إبحار في ذاكرة الوطن 2-2
علي فخرو: بحرنت «الصحة» وأسستُ الجامعة واصطدمت بـ «هوامير» التربية
الوقت - أحمد العرادي:
ولد في بيت محرقي، من والد قطري وأم بحرينية العام 1932 ولذلك، عاش علي فخرو في البحرين وانتمى إلى ترابها وحمل جنسيتها وكافح من أجلها وخدم فيها ضمن سياق عروبي وفكر قومي ونزعة تنويرية حكمت طريقه، وإبداع مبكر على مقاعد الدراسة. بدأ كغيره منذ السابعة من عمره في الكتاتيب، غير أنه ختم القرآن الكريم في 3 أشهر فقط، وفي العاشرة التحق بمدرسة المعاودة الخاصة واستمر فيها عامين قبل أن يقرر ممارسة التجارة مستعينا بسفر والده السنوي إلى الهند، وهو القرار الذي لم ينبع من قناعاته بل بتأثير الأصدقاء ''لا أعلم كيف أقنعني البعض وأنا في زيارة لوالدي بقطر أن أترك الدراسة وأمارس التجارة..
ويبدو أن والدي هو الآخر لعب دورا في إقناعي عندما أعلن عزمه توفير رأس المال وقدره 100 روبية كي لا أبدأ من الصفر''.
لم يستمر طموح فخرو بالتجارة طويلا، إذ إنه عقب سفره للهند كانت والدته على وشك الوضع، فقرر والده العودة بها إلى البحرين، إلا أن الأقدار شاءت أن تضع والدته في السفينة (اللنج) وهي في طريق العودة، والمؤلم كما يقول فخرو أنها''وضعت مولودا ميتا''.
هذه الحادثة، حفرت أثرا عميقا في قلب الأب، فأرتأى عدم السفر ذلك العام وقرر علي فخرو الالتحاق بالتعليم النظامي بمدرسة الهداية الخليفية، لكن الوقت لم يكن مناسبا إذ إن الدراسة كانت قد بدأت في المدرسة منذ شهرين، ومع الإصرار الذي أبداه فخرو لدى الأستاذ حسين محمد حسين سعى الأخير إلى تحقيق رغبة الطالب الصغير العائد إلى الدراسة من التجارة، وهو ما حدث فعلا ''بدأت الدراسة باندفاع شديد، وشعرت بلذتها بعد تفوقي وهو ما أنساني قضية التجارة والهند''.
وأثناء الحوار كشف المفكر السياسي والوزير السابق علي فخرو في الحلقة الماضية، كيف بدأ العمل السياسي، وأول الخطب التي ألقاها من فوق برميل للقمامة، منوها إلى أنه كان أول طالب بحريني ينضم إلى حزب البعث.
كما أكد اقتناعه التام بمبادئ البعث التي انضم إليه على أساسها، وكيف بدا الخلاف بين البعث والقوميين العرب.
وفي هذه الحلقة يواصل فخرو، الإبحار في ذاكرة الوطن، والغوص في أعماقها.
*بما أنك عضو مؤسس لحزب البعث، ألم تكن هناك دعوات لحمل السلاح من قبلكم؟
ـ يمكنني الحديث عن الأيام التي كنت فيها بالحزب في لبنان، ففي تلك الفترة لم تكن هناك أي دعوات لحمل السلاح بتاتا، فقد كان الحزب جماهيريا شعبيا ،أقول ذلك وأنا متأكد تماما من حديثي هذا، حتى على مستوى كبار القادة كميشيل عفلق الذي كنت ملتصقا به فترة طويلة،لم يكن يدعو أو ينوي الدعوة لحمل السلاح.
*ما هي علاقتك بميشيل عفلق؟
كانت بيننا علاقة وطيدة، خصوصا مع بداية تكوين الحزب في بيروت، فكلما جاء إلى بيروت من سوريا أجتمع معه ولا أتركه إلا وهو عازم على العودة إلى سوريا، حتى إنني أحيانا كنت أكتب ما يمليه لي من بيانات ومنشورات وفي كثير من الأحيان أكتب التوضيحات التي تعود أن ينشرها والمتعلقة ببيان الالتباس المتعلق بموقف الحزب من الانقلاب والثورة، فقد كان يحمل شعار الانقلاب وليس الثورة كما كانت بعض الحركات تدعو إليها.
* هل كنتم في الحزب تسعون للانقلابات؟
ـ بالطبع ونقصد آنذاك الانقلابات الشعبية، فهو ما نعتقده الوسيلة الاكثر جدوى لتحرير المجتمعات، كانت الفكرة الانقلابية أساسية في أيديولوجية حزب البعث، وأعتقد أنها بقيت كذلك الى الوقت الذي تسلم فيه سلطة الحكم سواء في سوريا أو في العراق، حيث أن هذه الانقلابات عسكرية وهي حتما ضد الأفكار الأولى في حياة الحزب.
* أين كانت وجهتكم الأولى في الانقلاب، وهل نجحتم؟
ـ الانقلاب في سوريا، وأما عن النجاح، فأعتقد أن كل محاولات الانقلاب التي قام بها حزب البعث فاشلة، فقد دخلت في مسلسل الانقلابات الانتهازية، فهي لم تكن انقلابات شعبية جماهيرية، وإنما انقلابات يقوم بها من هم في مواقع القوة كضباط الجيش الكبار عن طريق الاتصال ببعضهم البعض واتصالهم بالشخصيات السياسية الكبيرة.
وهذا ليس فكر حزب البعث ومبادئه، وللأسف فإن الأخوة القادة في الحزب، أضاعوا فرصة تاريخية على الأمة العربية بعدم التزامهم بمباديء الحزب التي تعتمد على الجهد الجماهيري وليس جهد فئة صغيرة من الضباط.
أفكار الحزب الحقيقية جيدة.. وصالحة
* هل تتهم حزب البعث بالانتهازية؟
ـ لا، ولكن كانت أفكار الحزب نقية صافية، ليس بها شوائب، غير أن الحزب بدأ يسمح بانضمام كل من يمتلك القوة والمكانة حتى وإن لم يحمل الفكر البعثي، ولك أن تنظر ما حدث عبر التاريخ، فبعد دخول هذه العناصر، بدأ الحزب اتصالات مباشرة مع عناصر عسكرية كضباط الجيش السوري الحانقين على زملاء لهم، ويريدون تغييرهم باستغلال الحزب، وهذا الاتصال كان بمثابة مغامرة سياسية وعسكرية كبيرة.
لقد لوث الحزب، مكانته الطاهرة، والذي كاد أن يكون مثاليا في مبادئه وأفكاره يجمع تحت مظلته مجموعة نخبوية متحمسة من أطباء ومهندسين ومدرسين وكتاب وعمال وغيرهم.
كان باستطاعته الاستمرار، مستندا على نضال الشارع ولو فعل هذا لكان مستقبل الأمة كله تغير عما هو عليه الآن.
* بصراحة، هذا الحديث من رجل شارك في تأسيس حزب البعث، يعيد الى الاذهان حكاية (التجربة المرة) وهو العنوان الذي عبر به أمين عام سابق للحزب هو منيف الرزاز عن تجربته، ومرارته الحزبية والوطنية والقومية داخل الحزب، هل لكم تعليق على ذلك؟
- لقد مرّ الكثيرون بالتجربة المرة بأشكالها المتعددة
* هل تعتقد أن حزب البعث كان يمكن أن يحدث تغييرا للأمة بأكملها؟
ـ بالتأكيد، فرغم قلة كوادره إلا أنه كان فعالا، ففي سوريا لم يمتلك سوى عنصرين في البرلمان السوري، وصحيفة واحدة ناطقة باسمه، ومجموعة بسيطة من العمال والطلاب.
وهؤلاء استطاعوا بشجاعتهم وجرأتهم ونضالهم كل حسب موقعه أن يحدثوا تغييرا كبيرا في سوريا ويسببوا خوفا وذعرا للقوى الرجعية.
* هل كنت تحمل نفس الرأي في تلك الفترة؟
- للأسف لا، فذلك الوقت كان له فكر خاص به، فلكل زمن سمات وخصائص، وبالنظرة للموجة القوية التي لم تكن عربية فقط وإنما عالمية وجهت الحزب بعناصره لمنحى معين.
وقد لعبت في هذا المنحى العناصر الديمقراطية البرجوازية دورا كبيرا، فأصحاب المصالح والملاك والتجار كان لهم ضلع ليس باليسير في دفع الحزب نحو طريق مغاير لأهدافه، في الوقت الذي يتحدث فيه حزب البعث عن ديمقراطية شعبية حقيقية.
من جانب آخر، كان الاستعجال مطبا آخر وقع به الحزب، فقد كان في عجلة من أمره أكثر مما ينبغي، ولو لم يستعجل دخوله اللعبة السياسية العسكرية أتصور أنه نجح نجاحا باهرا وقويا.
* اتهمت الحزب بالانتهازية وأنه لوث مبادئه ورغم ذلك فلا زلت تدافع عنه، كيف تبرر ذلك؟
ـ لا زلت أعتقد أن أفكار الحزب الحقيقية جيدة وصالحة للأمة العربية وتستطيع التصدي لأعدائها وتلبي حاجات الإنسان العربي من حرية وديمقراطية. وما حدث بعد ذلك من تصرفات لم تكن من ضمن مبادئه، بل كان تجاوزا صارخا أدى إلى تلويث الحزب بعد نقائه من قبل بعض عناصره المغامرة أو الانتهازية أو المستعجلة..
* كيف كنت تنظر إلى الوحدة بين مصر وسوريا؟
ـ أذكر أنني كنت أسير ذات مساء مع أحد الأصدقاء ليلة سفري إلى أميركا، كنت متحمسا ومتفائلا حالي في ذلك حال الشعب العربي برمته، وكنت أؤكد لصديقي تلك الليلة أن الوحدة المصرية السورية ستتسع لتصبح وحدة مصرية سورية عراقية، خصوصا بعد الانقلاب بالعراق وحتما ستنضم الأردن إلى هذه الوحدة، وبالتالي ستحاط إسرائيل بطوق لا يمكنها الخروج منه وستنتهي الصهيونية وتقبر لأن المد القومي سيكون كبيرا جدا.
في اليوم التالي ذهبت إلى أميركا وتخصصت في الأمراض الباطنية وبقيت عدة سنوات حتى إذا عزمت العودة بعد انهاء دراستي، وأنا في طريقي إلى المطار على أبواب واشنطن استمع للمذياع، وإذا بخبر انهيار الوحدة المصرية السورية، وهو ما أصابني بلوعة وألم، فقد ذهبت إلى أميركا وحلم جميل يراودني، وعدت والحلم قد انهار.
* كيف تنظر لموقف حزب البعث من الوحدة؟
ـ موقف الحزب من الوحدة كان السبب الرئيسي لخروجي منه، فما زاد ألمي أن حزب البعث بنفسه، وقع على وثيقة فك الوحدة وانهيارها، والغريب في حقيقة الأمر أن هذه الوحدة أضفت شرعية للحزب بوجود وحدة عربية، فلسانه ينطق ويدعو للوحدة العربية، ولكن أعتقد أن موافقة الحزب على انهيار الوحدة أوقعه في إشكالية فكرية وممارسة سياسية هزّت مكانته وسمعته.
غابت الساحة السياسية فتفرغت للطب
* في أميركا، هل كان لك دور سياسي أو أي تحركات تعكس حالة التفاؤل العربي الذي كنت تحمله عشية انتقالك اليها؟
- لا، فقد كنت أعمل 80 ساعة بالأسبوع ولم يكن هناك وقت للعمل السياسي.
* إذن، كانت مهمة فخرو في أميركا لمتابعة الدراسة فقط، فكيف كانت بداية عودته الأولى عام 61م؟
عملت في وزارة الصحة مدة لم تتجاوز سنتين، وكان طموحي أكبر من أن أكون طبيبا عاديا كالأطباء الأجانب الذين يعملون في البحرين، لذا قررت الذهاب إلى أميركا مرة أخرى للتخصص في أمراض القلب، وبالفعل كان لي ذلك.
* ما هو شعورك وأنت أول طبيب بحريني؟
- شيء رائع أن تلبي حاجات الناس، فقد كان أهل البحرين متعطشين لطبيب من جلدتهم يتحدثون معه بلغتهم فيفهمهم ويفهمونه، حتى أنني شعرت بقوة الدعم الشعبي الذي أحظى به فرفضت عرض طبيب انجليزي للعمل كمساعد له، خصوصا أنني متخصص ودرست في أرقى الجامعات. وعندما رفضت العرض استهزأ قائلا : لن ترى مرضى على باب غرفتك، فقلت له: سنرى.
وزارة الصحة خصصت لي مكتبا أمام مكتب هذا الطبيب مباشرة، وفي بداية الأمر كانت الحشود على باب مكتبه، وبعد شهر واحد انتقلت هذه الحشود أمام مكتبي وافتقر هو لمريض واحد من أهل البحرين.
* لماذا لم تستمر في عملك كطبيب؟
- بقيت هذه المرة لسنتين، ومن ثم سافرت لأميركا أيضا للدراسة، وكما قلت لك كان طموحي كبيرا، وعدت لعملي وبعد فترة بسيطة تم تعييني أخصائيا ثم مديرا للخدمات، ومع رحيل الانجليز استلمت الوزارة صباحا وأعمل كطبيب في المساء لعدة سنوات.
* لماذا ابتعد فخرو عن العمل السياسي؟
ـ بمجرد خروجي من حزب البعث لم اجد ساحة مهيأة للعمل السياسي، لذا كان الهم الأكبر بالنسبة لي أن اثبت جدارتي كطبيب جيد لشعب البحرين. ورغم ذلك فإنني لم ابتعد كليا، وإنما يمكن لأي إنسان أن يستغل الحقل الذي يعمل فيه، والدليل أنني في كل محفل من المحافل كنت قوميا أمارس دورا سياسيا وإن كان تحت مظلة مختلفة، ولك أن تدقق بما فعلته، فبداية دعوت لقيام المجلس العربي للتخصصات الطبية في مجلس وزراء الصحة العرب وهذه المؤسسة القومية لا زالت قائمة حتى يومنا هذا، وانظر للخليج وكيف استطعنا انطلاقا من البحرين أن نجعل مجلس وزراء الصحة بالخليج حيويا حركيا. فحيث ما أكون احمل الفكر القومي فقد كنت داعيا من دعاة التكتل العربي والتوحيد أينما أعمل.
كذلك يمكن أن يكون المجلس العربي للتخصصات الطبية مثالا حيا فقد قام وتأسس بناء على رسالة مني شخصيا، أضف إلى ذلك مقالاتي في الصحف وخطبي في الندوات والمحاضرات..
حتى حينما حملت على عاتقي وزارة الصحة ومن بعدها وزارة التربية والتعليم، كنت في خطابي السنوي أتحدث عن إسرائيل وأهاجم الصهيونية، أدعو للتضامن والتوحيد العربي في كل حقل على المستويين الخليجي والعربي.
الأنظمة العربية فاسدة..بالفعل
* كثيرا ما وصفت الأنظمة العربية بأنها فاسدة لكنك تعاملت معها، أليس هذا تناقضا؟
لا، فالأنظمة العربية فاسدة بالفعل، لكنني في فترة من الفترات سألت نفسي، هل يمكن لشخص مثلي أن يقدم شيئا للشعب وهو خارج الساحة والمعادلة؟ وألا يمكن للإنسان أن يخدم شعبه من داخل النظام السياسي الرسمي بصورة أكبر؟
وعلى غرار الإجابة عن هذا السؤال التي كانت بالإيجاب اقتنعت تماما أنني يجب أن أتعامل مع الأنظمة بغض النظر عما هي عليه، من أجل الناس، فإذا لم أساندهم سياسيا فقد ساندتهم صحيا، خصوصا مع تعييني وزيرا للصحة، وذلك ما اعتبرته معركة حقيقية ضد الفساد، حيث آثرت على نفسي ترك المهنة المحببة إلى قلبي والتي تعلمتها ودرستها على يد أفضل أساتذة الطب في أميركا.
* لماذا تركت وزارة الصحة لصالح التربية عام 72م؟
ـ كان ذلك بطلب مني، فأنا بوزارة الصحة، أوليت اهتماما كبيرا للتعليم، فحينما دخلت القطاع الصحي لم يكن به بحريني واحد، بينما خرجت من الوزارة وفيها كلية العلوم الصحية التي أسستها، وهي اول كلية للعلوم الصحية على أرض عربية، كما أسست كلية الطب، ومع بداية افتتاحها انتقلت لوزارة التربية.
* ما هي الإنجازات التي حققتها في وزارة التربية والأسباب الحقيقية وراء خروجك منها؟
ـ بالنسبة للانجازات فقد كانت كثيرة، ويكفي أنني قمت بتغييرات جذرية كاملة، وللأمانة فإن ما يحسب للحكومة أنها لم تعترض على الإصلاح الذي قمت به، رغم أنني لم أكن وثيق الصلة برئيس الوزراء فيما يتعلق بحضور الاجتماعات كبقية الوزراء الذين يترددون على سموه في كل وقت وبكل صغيرة وكبيرة.
أما عن سبب خروجي فلا ينفصل تماما عن الإنجازات، فمع أحداث التسعينات دخلت قوات مكافحة الشغب الجامعة عام 95م، وكنت مجاهرا برفضي اقحام العسكر في موقع ثقافي مقدس له حرمته، وقبل دخولهم كنت قد طلبت فترة زمنية لتهدئة الأوضاع غير أنهم لم يمنحوني هذه الفترة.
وأعتقد أن هناك سببا آخر كان وراء خروجي من الوزارة وهو فيما أتصور النظام الذي أسسته في الوزارة من أجل مكافحة المحسوبية والواسطة. فهذا النظام أربك بل أغضب الكثيرين من كبار الشخصيات (الهوامير) فالمعايير التي وضعتها كانت واضحة وصريحة وعلنية كما كانت قواعد الترقي والتوظيف شفافة، الأمر الذي جعل من الواسطة تاريخا يتحسر عليه البعض.
* ما الذي يحزن فخرو بعد تذكر أيام وزارتيه؟
- الأنظمة التي أسستها، تمت إضافة تعديلات معينة فيها لتخدم مصالح بعض المتنفذين، ليعود عهد الواسطة والمحسوبية وللأسف باسم نظام أدخلته بنفسي.
رابط المقال : http://www.alwaqt.com/art.php?aid=63958
© 2006 - 2010 صحيفة الوقت، جميع الحقوق محفوظة.
www.alwaqt.com