تأسيس لَجنة الدراسات الإنمائيَّة صيدا: عام 1973 ـ 1974
تأسيس
لَجنة الدراسات الإنمائيَّة
صيدا: عام 1973 ـ 1974
* * *
منطلقات أساسية ومبادئ عامة،
(مطروحة للمناقشة)
لقد وصلت الأوضاع العامة في صيدا إلى درجة من السوء والفوضى، أصبح السكوت عنها وعدم الاهتمام الجِديِّ بها، يُعتبر تهرباً من المسؤولية الفردية والجماعية على حدٍ سواء، أو نوعاً من التواطؤ الضمنيّ. فمشاكل صيدا المزمنة كالصحة العامة والتعليم وقضايا السكن والسير والتنظيم المُدني والحياة المعيشية، إلخ… لا تزال دون حل جذريّ، ولم يتحقَّق أيُّ مطلب أو مشروع من مشاريع صيدا الحيويَّة. وما حدث فيها من تطوِّر بعض التغييرات الظاهرية إنما قد تمَّ تحت ضغط الظروف الملحّة وبطريقة عشوائية. فليس من المستغرب والحالة هذه أن نرى الاستياء والتذمُّر والنَّقمة قد شملت مختلف فئات الشعب الصيداوي وهيئاته، وبخاصة الفئات الشعبية المحرومة.
لذلك، وكتعبير صادق عن استياء الشعب الصيداوي وعن الرَّغبة الملحَّة العامة في التغيير، فقد تداعى عدد كبير من شباب صيدا المتعلمين والمهتمّين بالشأن العام وتدارسوا الأوضاع العامة واتفقوا حول النقاط التالية:
1 ـ إنَّ في صيدا إمكانيات علمية وثقافية كبيرة ومتنوعة، وطاقات اجتماعية وسياسية شابة ينبغي أن لا يستهان بها وتنشيطها. ولكن، نظراً لسيطرة كابوس الظروف المحليَّة، فقد بقيت هذه الإمكانيات وهذه الطاقات مشتَّتة، عاجزة بتفرقها، ولم تستطع بالتالي أن تعطيَ ما عندها. فالحاجة، إذن، ملحَّة الآن أكثر من أيِّ وقت مضى لتكتيلها وإجراء الحوار الجِديّ الفعَّال بينها وتحريكها في عمل جَماعيّ موحَّد حتى تساهم في عملية التغيير الجذريّ للواقع الصيداوي، أقله على الصعيد الفكري والثقافي.
2 ـ إذا كان من الغرور الادِّعاء بأن لدينا حلولاً جاهزة لكل قضية اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية يعاني منها الشعب الصيداوي، إلاّ أننا نعلن تصميمنا الأكيد على طرح هذه القضايا بأسلوب علمي جِديّ صحيح، معتمدين في ذلك على الفئات الاجتماعية والثقافية المتنوعة التي لها المصلحة الأولى في عملية التغيير والإصلاح.
لهذا فإن أية عملية تغيير الواقع الذي نعيش فيه تغييراً جذرياً وحقيقياً، يجب أن تنطلق أولاً من معرفة علمية وصحيحة لهذا الواقع، وأن تتوخّى ثانياً مصلحة الفئات الاجتماعية والشعبية المحرومة.
3 ـ إنّ العلاقة فيما بيننا كأفراد أو كمجموعات هي العلاقة القائمة على أساس ديمقراطية حقيقية. فبالممارسة الديمقراطية فكرياً وممارسة وتنظيمياً، يمكن لآرائنا ووجهات نظرنا أن تتوحَّد ولأهدافنا القريبة أو البعيدة أن تتوضَّح.
4 ـ إنّ القضية الاجتماعية والقضية الوطنية قضيتان مترابطتان ومتفاعلتان عضوياً: فليس بالإمكان موضوعياً الفصل بينهما أو الاهتمام فقط بقضية دون الأخرى أو تقديم إحداهما على الثانية.
5 ـ إننا نمدّ يد التعاون إلى كل الجمعيات والأندية والحركات الاجتماعية والثقافية للعمل جميعاً ضمن أهدافنا المحدَّدة..