صيداويات - شارع مترقب.. وقلق في عين الحلوة
شارع مترقب.. وقلق في عين الحلوة
صيداويات - الإثنين 30 آب 2010
محمد دهشة - البلد - صيدا:
"نريد مفاوضات مبشرة تستعيد حقوقنا.. لا مباشرة تعمل على تصفيتها"، عبارة يرددها الشارع الفلسطيني في لبنان وهو يواكب باهتمام قرار استئناف المفاوضات المباشرة بين "منظمة التحرير الفلسطينية" و"اسرائيل" المقررة في مطلع ايلول القادم.. وربما تكون من المرات النادرة التي تطغى على اهتمام الشارع "المشغول" دوما.. بتأمين لقمة عيشه في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة والحرمان من حقوقه المدنية والاجتماعية والانسانية.
يتوجس اللاجئون الفلسطينيون في لبنان قلقا وخوفا على مصيرهم وهم يواكبون المفاوضات المباشرة بترقب على اعتبارها سوف تلامس واحدة من خطوطهم "الحمراء" ـ حق العودة، الذين بقوا صامدين في مخيمات اللجوء ست عقود ونيف من اجله، فيما المفاوض الفلسطيني يدخل اليها تحت تأثير الضغوط الدولية والاميركية التي مورست على الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" وفي ظل غياب الاجماع الفلسطيني، اذ اعلن "تحالف القوى الفلسطينية" رفضه لها كما عدد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية".
ويعيش فى لبنان نحو 400 ألف فلسطينى أغلبهم من أحفاد الذين أجبروا على النزوح من ديارهم خلال نكبة فلسطين عام 1948 وأكثر من نصفهم يعيش فى 12 مخيما للاجئين تديره وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" التابعة الأمم المتحدة ويتطلعون بعد مضي 62 عاما على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 194 الذي نص على حقهم بالعودة الى ديارهم.
فيما يشكل مخيم عين الحلوة الذي يعتبر "عاصمة الشتات الفلسطيني" نبض الشارع في اي قضية مصيرية، ولكن كالعادة فانه منقسم بين مؤيد ومعارض ومتحفظ وفق الانتماء السياسي لكل فصيل فلسطيني، مؤيدو "فتح يعتبرون" ان المفاوضات جولة من المعركة السياسية والرئيس "ابو مازن" أجبر عليها ولكنه لن يتنازل عن اي من التوابث، فيما مؤيدو "التحالف" يرددون مقولة انها مفاوضات تجري تحت الإكراه وبمذكرة جلب أمريكية وليست بقرار فلسطيني أو عربي".
شروط وتوابث
كيف نوافق على المفاوضات ورئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اشترط اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة اسرائيل، والاعلان عن انهاء النزاع" يقول "الحمساوي" ابو ياسين، قبل ان يضيف "كل مرة نقدم تنازلا جديدا واسرائيل لا تلتزم بوعودها، باعتقادي أن المفاوضات عبثية ولا يمكن أن تأتي بجديد بعد مسيرة اكثر من 15 عام لم تجلب للشعب الفلسطيني غير مزيد من الضعف والانقسام".
ويؤكد الفتحاوي "ابو الفدا" سليمان اذا كان الرئيس "ابو مازن" قد استجاب للضغوط الاميركية التي كانت بمثابة "انذارات" انه بالتأكيد لن يفرط باي من التوابث الوطنية، متسائلا "ماذا فعل الاخرون سوى اطلاق المواقف السياسية حتى المقاومة توقفت".
وبينهما يؤكد الحاج عبد الرحمن خليل "ابو محمد" ان المطلوب قبل كل شيء مصالحة فلسطينية تعيد الوحدة الى الشعب الفلسطيني وتستعيد قوته وعندما نقرر وبالحوار لا بالسلاح اي موقف نريد ونجبر العالم والمجتمع الدولي على الاستماع لنا طالما نحن اصحاب الارض والحق".
أبو العردات
واعتبر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" وامين سر قيادة الحركة في لبنان فتحي ابو العردات إن وقوفنا على عتبة الجوله الجديده من المفاوضات تستدعي منا جميعا التاكيد على ما عوتدكم حركة فتح بالتمسك بالثوابت الوطنيه الجامعه للطيف الفلسطيني، فحركة فتح التي لها شرف انطلاقة الثوره الفلسطينيه المسلحه عبر الكفاح المسلح وطلقه الاولى ادركت منذ البدايات أهمية النضال السياسي المترافق مع روح المقاومه بكل أشكالها وادركت فتح ان عالم اليوم قد يشفق على الضعفاء لكنه لا يحترم إلا الاقوياء لذا جمعت حركتنا الرائده فتح بين حقنا المشروع في المقاومه بكل اشكالها وبين النضال السياسي والديبلوماسي تتقدم الواحده على الاخرى استناداً للمصلحه الوطنيه الفلسطينيه منسجمين في ذلك مع برنامج الحركه وقرارات المؤتمر العام السادس الذي اكد على حق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المتاحه وعبر كل اشكال المقاومه.
وأضاف: اننا نرفض اي ضغط وابتزاز او اكراه للقياده الفلسطينيه وعلى الرئيس الفلسطيني ابو مازن وفي هذا السياق نؤكد على ما تقرر في اجتماعات المجلس الثوري الأخير بان ثوابتنا وحقوقنا معروفه للجميع ومصداقية ما نطرحه محل احترام وتقدير وهي منسجمه مع قرارات الشرعيه الدوليه وقد اثبتنا في الماضي تمسكنا بهذه الثوابت الوطنيه وسنستمر على هذا النهج ولا رجعه عنه، تلك القرارات التي نصت على الانسحاب الأسرائيلي من كل الاراضي العربيه المحتله عام67 وقيام الدوله الفلسطينيه المستقله وعاصمتها القدس الشريف كما نصت على حق العوده عبر التاكيد على القرار 194 هذا هو السقف الذي لاتنازل ولا تراجع عنه مهما بلغت الضغوط كما اكدنا ان العوده الى الأطر القياده الفلسطينيه في حال حصول تطورات ومستجدات وأن أي اتفاق يجب أن يعرض على استفتاء شعبي يشارك فيه الجميع بدون استثناء للبث في مصيره.
http://www.saidacity.net