اللواء - صيـدا احتضنـت لقـاء الجمعيـات الثقافيـة تفاعل وتبادل في الخبرات وتنسيق في الممارسة *
صيـدا احتضنـت لقـاء الجمعيـات الثقافيـة
تفاعل وتبادل في الخبرات وتنسيق في الممارسة *
بالأمس القريب... احتضنت صيدا... الثقافة ومؤسساتها عبر لقاء ثقافي هو الأول في هذه المدينة الطيبة ... بالأمس اجتمع أرباب الثقافة وأركانها من كل الجهات تحت ولاء ورعاية عاصمة الجنوب صيدا ... بدعوة من المركز الثقافي للبحوث والتوثيق ...
وكان الموضوع شيقاً ... فيه من الماضي وفيه من ملامح المستقبل ما يجعل المرء يفكر طويلاً وهو يتمنى أن تكون تلك البادرة متأصلة متكررة متواصلة علها تجمع وتوحد وتنسق ما بين المثقفين عبر جبهة عريضة أو اتحاد شامل لهذه المؤسسات.
شعار اللقاء كان "الثقافة والمؤسسات الثقافية بين الواقع والمستقبل : تجربة ذاتية" وهدفه تحدد عبر الدعوات بما يلي :
1 ـ تحريك العمل الثقافي العام وتنشيط دوره في ظروفنا الراهنة .
2 ـ تبادل الخبرات الثقافية من خلال الممارسة العملية .
3 ـ محاولة توضيح خطوات نشاطاتنا المستقبلية لذلك كان من الأهمية أن تتم معالجة الموضوع من خلال ثلاث نقاط هي :
ـ مفهوم الثقافة والعمل الثقافي لدى كل مشارك في هذا اللقاء .
ـ نشاطات المؤسسات الثقافية الاجتماعية في المرحلة السابقة : الصعوبات والنتائج .
ـ بلورة تصور نظري وعملي لمشروع ثقافي مستقبلي للهيئات الثقافية المشاركة.
شارك في اللقاء 67 جمعية ومؤسسة ثقافية ... تشكل أبرز الفعاليات الثقافية في لبنان ما عدا المجلس الثقافي للمتن الشمالي الذي يبدو أن الدعوة لم توجه إليه لسبب ما، رغم فعاليته ودوره الوطني في المنطقة التي يتواجد فيها .
افتتح اللقاء صباحاً بكلمات للدكتور مصطفى دندشلي وللدكتور نزيه البزري والدكتور أسامة سعد والسيد محمد حسن الأمين تناولت الترحيب بالحضور والتأكيد على فعالية مثل هذه اللقاءات ودور صيدا الثقافي والوطني في معركة التحرير ...
ثم افتتحت الجلسة الأولى والتي ترأسها القاضي حين قواص باسم المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم وأدارها عضو المركز الثقافي للبحوث والتوثيق . وحاضر فيها (سمير سعد) عن اتحاد الكتّاب اللبنانيين ـ المهندس ميشال عقل عن الحركة الثقافية في انطلياس ـ رشيد الجمالي عن الرابطة الثقافية في طرابلس ـ حسين شرف الدين عن الأمسيات العاملية في صور . وتغيبت جانين ربيز عن دار الفن والأدب .
وقد ركز المحاضرون على مفهومهم للثقافة وأبرز ملامح تجربتهم الثقافية في كلمات ... أطال البعض مداها أكثر من الوقت المسموح به .
وبعد استراحة غداء بدعوة من دار العناية في صيدا تسامر فيها المنتدون وتنعموا بهواء صيدا العليل وهم على مشارف خطوط التماس ، جالت مجموعة فيها تتعرف على دار العناية بقسميها رعاية الأيتام والمدرسة المهنية فيما كانت رموز ثقافية تتوافق فيما بينها بما هو مطلوب .
وعبر النقاشات التي تناولت التعليق والتعقيب وإن يكن بشكل محدود برز اعتراض من السيد علي شرف باسم ندوة الخميس البعلبكية عن غياب التمثيل الثقافي للبقاع عبر المحاضرين الأساسيين . وطالب لقاء الجمعة الثقافي بأن يكون التوجه الثقافي لهذه المؤسسات نحو مناطق وقرى محافظاتها النائية لتنشيطها وإحياء الأمسيات والمحاضرات فيها بالتعاون مع النوادي والجمعيات المتواجدة فيها .
وقدمت أوراق عمل لعدد من الجمعيات المشاركة في اللقاء كانت منها ورقة عمل لجمعية تقدم المرأة في النبطية قدمتها رئيسة الجمعية السيدة سلمى علي أحمد حيث ركزت على ضرورة التحرك الثقافي في منطقة النبطية لا سيما وأنها الجمعية الوحيدة الباقية على نشاطها هناك فيما الشلل أصاب النوادي والمؤسسات الثقافية الأساسية .
وركزت الورقة على ما يلي :
رفع مستوى الأمهات ثقافياً وتنشيط العمل المسرحي للأطفال وتشجيع المواهب الفنية والعمل على إنشاء مكتبة عامة للأطفال في البلدة . وعبر المشاركة بين تربية وتنشئة الصغار قبل مرحلة المدرسة وذلك من خلال تنشيط دةر الحضانة والأمومة . إلى جانب المساهمة في النشاطات الثقافية والاجتماعية المتنوعة في النبطية .
وأخيراً ... طرح رئيس الندوة المسائية البيان الختامي وفيه من التأكيد والإصرار على دعم استقلال لبنان وتحريره ومساندة القوة الوطنية واستنكار الإبعاد والهمجية الصهيونية.. متجاوزاً أية خلاصة نهائياً لهذه التجارب الذاتية التي طرحت ... وودع الجميع كما استقبلوا على أمل اللقاء في لقاء ثقافي آخر ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *) جريدة اللواء بتاريخ 10 شباط 1989