النهار ـ سينودس الكنيسة الكاثوليكية الخاص من أجل الشرق الأوسط البطريرك لحام والمطرانان الهاشم والجميل تحدثوا إلى "النهار": ماذا بعد السينودس؟ التوصيات الـ 44 والإرشاد الرسولي لاحقاً
سينودس الكنيسة الكاثوليكية الخاص من أجل الشرق الأوسط
البطريرك لحام والمطرانان الهاشم والجميل تحدثوا إلى "النهار":
ماذا بعد السينودس؟ التوصيات الـ 44 والإرشاد الرسولي لاحقاً
البطريرك لحام. المطران الهاشم.
ماذا بعد السينودس" ما هي الآلية؟ هل من ارشاد رسولي على غرار الارشاد الذي صدر بعد سينودس الاساقفة من أجل لبنان؟
بعد السينودس شيء آخر، والارشاد الرسولي مرجّح، ثم تحرك راعوي، أبرشي، بطريركي... والآلية موضوعة وشبه متفق عليها وكل كنيسة محلية وفق استراتيجيتها تتحرك راعويا وأبرشيا وبطريركيا.
والارشاد؟
صحيح ان بابا سينودس لبنان كان يوحنا بولس الثاني، وسينودس الشرق الاوسط كان بينيديكتوس السادس عشر، ولكن وإن اختلفت نظرة الاثنين، إلا أن "الاستراتيجية البابوية" واحدة، وهذا البابا مكمل لذاك، وذاك البابا ملهم هذا وصديقه و"حافظ عقيدته".
الارشاد الرسولي حاصل لا محالة، في رأي مشاركين "كبار" في سينودس الشرق الاوسط، لاعتبارات عدة منها:
1 – ان سماح البابا بنشر توصيات السينودس – وهو أمر استثنائي – يعني التزام الارشاد الرسولي.
2 – ان إعلان التوصيات يعني ان لا سرّية تحكمها.
3 – لو لم يكن البابا موافقا على اعلان التوصيات لما نشرت، وبالتالي كان السينودس نوعا من "كرسي اعتراف".
ولكن كيف يعد الارشاد؟
من المعلوم ان الارشاد الرسولي يعلنه البابا، وهو يمر في مراحل عدة، وحاليا انتخب السينودس خلال اجتماعاته لجنة (بل مجلسا) لمتابعة أعماله تضم ممثلا عن كل كنيسة. والاعضاء المنتخبون هم: بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، البطريرك السابق للاتين ميشيل صباح وبطريرك الاقباط الكاثوليك انطونيوس نجيب، ومطران جبيل للموارنة بشارة الراعي، ومطران نيوتن في الولايات المتحدة الاميركية للروم الكاثوليك كيرلس سليم بسترس، فيما عيّن البابا المطران وردوني عن الكلدان والمطران يوسف سويف (ماروني) ومطراناً أرمنياً، فضلا عن رئيس مجمع الحوار بين الاديان المونسنيور جان لوي توران، وأنيطت بهذه مهمات وضع الخطوط العريضة والأفكار لصوغ الارشاد الرسولي الموعود.
أسئلة ثلاثة طرحتها "النهار" على بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، والمطران الماروني بولس منجد الهاشم، ومطران السريان الكاثوليك ميخائيل الجميل. والاسئلة كانت: ماذا بعد السينودس؟ ما هي الآلية للتنفيذ؟ هل من ارشاد رسولي على غرار الارشاد الذي صدر عقب السينودس من أجل لبنان؟
وفي ما يأتي الاجابات:
لحام
- بعد السينودس سنبدأ من حيث انتهينا، أي تجسيد اللقاء الذي حصل بين كل البطاركة والاساقفة والذي أعطاهم زخما وعزما ليكونوا في خدمة أبنائهم، اضافة الى ما يمكن ان تحمله الرسالة التي سيصدرها البابا، وهي رسالة نداء الى كل العالم، مسيحيين ومسلمين ويهودا، وتحمل دعوة الى مزيد من التواصل والحوار. كذلك ستكون الرسالة موضوعا لعظاتنا في الرعية وضمن عمل الاخويات.
هناك 44 توصية، فيها توجهات عملية لنا كمسيحيين في كنائسنا ومواطنين في أوطاننا، لالتزام قضية السلام والعدل والمواطنة وحرية المعتقد. وهناك اجتماعات للبطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في كانون الثاني المقبل، وفي سوريا هناك اجتماع للمطارنة في تشرين الثاني، وثمة اجتماعات في كل من الدول المعنية لمتابعة ما حصل في السينودس.
- اما في موضوع الآلية فكل كنيسة تأخذ على عاتقها كيفية معالجة الموضوع. ونحن كطوائف كاثوليكية لدينا سينودس خاص بكل طائفة، ولدينا تنسيق بين بعضنا البعض على صعيد المسؤولين والشعب والاخويات والشبيبة والمؤسسات الاجتماعية والتربوية وما الى ذلك. وكل مطران يدرس امكان ايصال ذلك الى ابرشيته، اضافة الى لقاءات في المركز الكاثوليكي للاعلام كل ثلثاء، نعرض فيها ما حصل وسبل المعالجة.
- الارشاد الرسولي يشمل جمع كل الوثائق والاوراق التوجيهية وورقة العمل والمناقشات التي حصلت والمداخلات المكتوبة او المرتجلة، وتوضع كلها في سلّة وتسلّم الى لجنة انتخبناها، والى الامانة العامة، والبابا يصدر الارشاد، ولكن ربما بعد اشهر.
الهاشم
- صدرت توصيات عدة عن السينودس بلغت 44 وفي شكل استثنائي وافق قداسة البابا على نشرها، وهي تتضمن قضايا عملية لا بد من تنفيذها لكي تتحقق اهداف السينودس، اي "الشراكة والشهادة". شراكة الكنائس الكاثوليكية مع الكنائس والجماعات المسيحية الاخرى، والشراكة مع بقية المواطنين غير المسيحيين الذين يعيشون في الشرق الاوسط، في سبيل تحقيق سلام عادل وشامل لجميع ابناء هذا الشرق.
- ان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، والاساقفة الموارنة، انشأوا في آذار الماضي لجنة للتحضير للسينودس، وربما يقررون ان تتابع هذه اللجنة، - ولو مع تعديل في اسماء اعضائها – عملها لتنفيذ مقررات المجمع. وثمة امنية كبرى لانشاء لجنة تنبثق من مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في الشرق الاوسط، لايجاد الآليات واتخاذ مبادرات وتدابير لتنفيذ اعمال السينودس، وطلب مشاركة المسيحيين غير الكاثوليك والطوائف الاخرى – ولم لا – في التنفيذ وتحقيق ما من شأنه ان يحقق هدف السينودس وهو الشراكة والشهادة.
- اعتقد ان قرار البابا السماح بنشر التوصيات الـ 44، هو دليل الى انه سيصدر ارشاداً رسولياً، ولكن طبعاً يعود القرار النهائي اليه شخصياً، انما وفق رأيي الشخصي، فإن ارشاداً رسولياً سيصدر في المرحلة المقبلة.
الجميل
وقال المطران الجميل:
- ان السينودس هو اطلاق حركة دينية مسكونية اجتماعية لتجديد الكنيسة من الداخل وانفتاحها على الاديان الاخرى، من اجل بناء مجتمع نحو الافضل في ما يختص بالحوار المسكوني وتجديد الروحية الكنسية اضافة الى تجديد الطقوس، والحوار مع الاديان الاخرى لبناء شرق اوسط جديد، وفي الوقت ذاته العودة الى الجذور التي دأب عليها هذا الشرق.
ونتمنى للكنيسة ان تقوم بفاعلية وحماس بما يمكنها من تغليب هذه المبادئ والافكار التي طرحت وعيشها، أكان على المستوى الطقسي في الكنيسة نفسها أم على المستوى المسكوني بين الكنائس المختلفة أم على المستوى الحواري بين الاديان.
- ان آلية العمل تتركز خصوصاً على اللجنة الاساسية التي شكلت، والتي ستدرس كل هذه القضايا وترفعها الى السادة الاساقفة والمجالس الاسقفية في كل من البلدان المعنية والعمل على تفعيلها في كل ابرشية، ثم في كل كنيسة، وفي الرعايا.
- اعتقد ان البابا سيعطي الرسالة المنتظرة او الارشاد الرسولي، وهما يشملان كل ما تحقق في السينودس، على ان تعمل كل ابرشية وكل رعية على هذا الارشاد. وهو ما حصل عندما زار البابا لبنان عام 1997 وبدأنا منذ ذلك الوقت العمل على هذا الارشاد.
التنفيذ رهن بالآتي من الايام.
روما – من حبيب شلوق