النهار ـ صفير لـ"النهار": أجواء السينودس كانت جيّدة المسيحيون في الشرق غنى والأساقفة شدّوا عزائمهم
صفير لـ"النهار": أجواء السينودس كانت جيّدة
المسيحيون في الشرق غنى والأساقفة شدّوا عزائمهم
البطريرك صفير خلال ترؤسه القداس الاحتفالي في كاتدرائية ماريا ماجوري في روما أمس. وبدا بطريرك الارمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر والمونسنيور طوني جبران. (ح. ش.)
روما – من حبيب شلوق:
"اليوم توصيات وفي وقت لاحق نتائج"، تلك كانت خلاصة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عن اعمال الجمعية الخاصة من اجل الشرق الاوسط لسينودس الاساقفة حول موضوع "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: شركة وشهادة".
وأوضح البطريرك صفير لـ"النهار" ان اجواء السينودس كانت "جيدة وجدية"، مشيرا الى ان الاساقفة بحثوا في قضايا تهمّ مسيحيي الشرق الاوسط، وهم "حاولوا ويحاولون ان يشدوا من عزائم المسيحيين لئلا يظنوا انهم متروكون". وشدد على "ان للشرق الاوسط نكهة خاصة" بوجود المسيحيين وهي نكهة لا شك يفقدها اذا ما استمرت هجرتهم الى دول اخرى، معتبرا "ان الوجود المسيحي هو ثروة للشرق، وتعدد الطوائف فيه غنى له".
واشار الى ان البابا سمع وجهة نظر رؤساء الكنائس الكاثوليكية الشرقية وابدى اهتماما واضحا بقضاياهم، واضاف: "ان البابا حريص على متابعة نتائج السينودس وتفعيلها لما فيه مصلحة المسيحيين".
واعرب صفير عن ارتياحه الى ما سمعه من مسؤولين ايطاليين في ما يتصل بمساعدة لبنان على ترسيخ مؤسساته.
المعهد الشرقي
وغداة اختتام اعمال السينودس، وقبل يوم واحد من عودته الى لبنان مختتما زيارة لروما استمرت 18 يوما شارك خلالها في سينودس اساقفة الشرق الاوسط مع بطاركة الكنائس الكاثوليكية في المنطقة، رأس البطريرك صفير صباح امس قداسا احتفاليا في كاتدرائية ماريا ماجوري (مريم الكبرى) في روما، مشاركة منه في افتتاح السنة الدراسية لمعهد الدراسات الشرقية التابع للآباء اليسوعيين في العاصمة الايطالية.
وشاركه في القداس بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك الارمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر. وشارك في الزياح في بداية القداس بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الذي تلا الانجيل، ورئيس اساقفة كاتدرائية ماريا ماجوري الكاردينال برنار لو، وعدد من المطارنة الموارنة، وعميد معهد الدراسات الشرقية الاب جيمس ماكين اليسوعي ولفيف من الكهنة.
والقى البطريرك عظة بالايطالية اعرب فيها عن "سروره للمشاركة في افتتاح السنة الدراسية الحالية في معهد الدروس الشرقية، مع بطاركة كاثوليك من الشرق، والصلاة معا في سبيل نجاح طلابه الوافدين من كل انحاء العالم، وكذلك الصلاة لانارة طريقنا بعد اختتام اعمال السينودس من اجل الشرق الاوسط". ولفت الى "أن هذا المعهد اعطى كنيسة الشرق الكثير الكثير من البطاركة والاساقفة الذين تلقوا تعاليم فيه، ومنهم موارنة ولبنانيون".
واشار الى ان روما هي الجامعة لطلاب من العالم اجمع.
ثم تناول موضوع سينودس الشرق، فقال انه "ركز على تقوية الهوية المسيحية وترسيخها في الشرق من خلال كلام الله في العهدين القديم والجديد، والمشاركة في الاسرار"، ودعا كل مؤمن في تلك المنطقة الى "ان يعي رسالته وهي الشهادة للمسيح وعيش قيم الانجيل ضمن العائلة والجماعة، في سبيل مجتمع يسوده الامان والسلام والمحبة والعدالة".
واضاف: "ان المجتمع الشرقي يعيش اليوم تحديات منها الهجرة التي تؤدي الى تدني عدد المسيحيين، وتراجع الحرية الدينية وتنامي الاصولية، واعمال العنف، والقلق على المستقبل خصوصا في اوساط جيل الشباب".
ورأى البطريرك صفير "ان قوة المسيحيين تكمن في ايمانهم بثالوث آلاب والابن والروح القدس، وهو ايمان اخذوه عن الآباء والاجداد"، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذا الايمان "لان الكنيسة مستمرة منذ 2000 عام على رغم ما عانته من اضطهاد، بفضل ايماننا وبقوة الروح القدس، واحجارها الحية المبنية عليها وهي ابناؤها".
غداء السفير
وظهرا، لبى البطريرك صفير دعوة السفير ملحم مستو لتناول الغداء الى مائدته، في حضور عدد من الاساقفة.
ويعود البطريرك صفير بعد ظهر اليوم الى بيروت.