صيداويات - مشكلة المجارير مجدداً
مشكلة المجارير مجدداً
صيداويات - الخميس 09 أيلول 2010
جمال الغربي - البناء - صيدا:
لم تنته قصة إبريق الزيت الصيداوية الأخيرة ومعاناة الأهالي من المجارير التي تجتاح كل يوم الأرازق والبيوت في حي الكنان "منطقة المينا" دون إغفال عودة مجرور القملة الذي أقفله رئيس البلدية الحالي محمد السعودي " بحسب إدعاءاته" إلى إفراغ سمومه ومياهه وأوساخه الآسنة إلى شاطئ البحر وما تبعثه من روائح تملأ أرجاء المكان.
ووصف اللقاء الوطني الديموقراطي الذي يمارس دور بلدية الظل في صيدا حال سكان المدينة مع البلدية التي يرأسها محمد السعودي، ومع نائبي المدينة فؤاد السنيورة وبهية الحريري بالمثل العامي " اسمع تفرح، جرب تحزن".
ويشير اللقاء الى انه بعد الوعود "السخية" بمعالجة المشكلات البيئية التي يعاني منها المواطنون أشد المعاناة، ولا سيما المجارير والنفايات، وبعد ادعاءات رئيس البلدية بإقفال مجرور "القملة" وتحويله الى المحطة الرئيسية في سينيق، ظهر للجميع زيف الادعاءات والوعود. فمجرور "القملة" لايزال كما هو يصب في البحر، وزيادة على ذلك باتت المياه الآسنة تفيض من محطة التجميع ملحقة أفدح الخسائر بالمحلات المجاورة وسوق السمك، فضلا عن الاضرار التي تلحقها بصحة المواطنين.
ويلفت الى ان بلدية صيدا مستمرة في صمتها السلبي تجاه السكان، ولا سيما أهالي حي الكنان في صيدا القديمة، حيث اجتاحت شلالات من مياه المجارير محلات الحرفيين، وغطت المياه الآسنة كل ما يوجد في المحلات من أخشاب وموبيليا، يعمل أصحاب المحلات المتضررة عليها لتسليمها إلى أصحابها قبل العيد".
لا تسمع ولا تتكلم
وفي مشهد ميداني لواقع الحال في حي الكنان، وبحسب العديد من الأهالي، وبعد تكرار الاتصال بالبلدية بشكل يومي من قبل أصحاب المحلات لايجاد حل لهذه المشكلة التي يعانون منها منذ أكثر من شهر، اجمعوا على أن البلدية "لا تسمع لا ترى ولا تتكلم" بعد ان طالت مشكلة طوفان المجارير الأهالي بأرزاقهم ومحلاتهم.
"تطفيش" زبائن السمك
هذه الشلالات من مياه المجارير لم توفر سوق السمك بالقرب من الميناء فغطت المساحة الأكبر منه ما ادى الى "تطفيش الزبائن" وحرمان الصيادين مورد رزقهم.
"عبد الله ادريس" و"حسن الصيص" من أصحاب محلات النجارة المتضررة يشيران الى انقطاع رزقتهما في أسبوع العيد قائلين: "نتصل بالبلدية يومياً ونطالبهم بأن يجدوا حلاً لهذه المشكلة ولا من مجيب".
ويقول خالد جمعة "إذا كان هناك من مشاكل بين البلدية والشركة المتعهدة فما ذنبنا نحن؟ لماذا يكون المواطن دائماً الضحية؟ وإلى متى ستستمر هذه الكارثة التي حلت بنا؟"
رائحة مجارير
من جهته، يعبر "أبو الشوق" (صياد منذ أكثر من ثلاثين عاماً) عن تذمره من حالة سوق سمك "فبدل أن يكون مركزاً لبيع السمك، وتفوح منه رائحة البحر، أصبحت تفوح منه رائحة المجارير والمياه الوسخة. فهرّبت هذه الروائح الكريهة الزبائن في اسبوع العيد الذي ننتظره لكي نبيع، حتى نحن لا نستطيع السير في المسمكة التي غطت أرضها مياه المجارير".
وأمام هذا المشهد المحزن حيث ضُربت أرزاق الناس و"خربت بيوتهم"، لا تزال البلدية تمارس "صمتها الرهيب" تجاه المواطنين.