صيدا نت شارك د أسامة سعد احتفال الذكرى 28 لانطلاقة جبهة أقيم في صور
شارك د أسامة سعد احتفال الذكرى 28 لانطلاقة جبهة أقيم في صور
________________________________________
صيدا نت: 18-09-2010
عندما اجتاحت جحافل العدو الصهيوني لبنان عام 1982 ، ووصلت قواته إلى العاصمة بيروت ، ظن كثيرون أن الاجتياح سينجح، وأن الاحتلال سيدوم طويلاً وأهدافه ونتائجه السياسية والعسكرية ستتحقق، خصوصاً مع تنصيب رئيسين للجمهورية اللبنانية على متن الدبابات الإسرائيلية. كما توهموا أن المعادلة السياسية التي يكرسها احتلال إسرائيل للبنان ستكون معادلة أبدية مختلة لصالح القوى اللبنانية المتحالفة مع إسرائيل .
غير أن الإعلان عن انطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية البطلة يوم السادس عشر من أيلول عام 82 جاء كرد ثوري مقاوم استهدف التصدي للاحتلال، كما استهدف إسقاط نتائجه السياسية الداخلية.
وقد خاض المقاومون الوطنيون قتالاً مشرفاً ضد قوات الاحتلال في ظروف بالغة التعقيد، وأداروا ظهورهم للمتواطئين والمتخاذلين والساقطين الذين تذرعوا لتبرير مواقفهم بذرائع واهية كالقول :"إن المقاومة ترهات وانتحار وسخف"، وتساءلوا باستهجان:" هل باستطاعة شلة أولاد أن تقاتل الجيش الذي لايقهر؟؟؟ "
إلا أنه من ليل الهزيمة ولد فجر لبناني آخر، وخاض المقاومون الوطنيون ملاحم البطولة ومعمودية الدم والنار ضد قوات الاحتلال الصهيوني في بيروت، والضاحية، والجبل، وصيدا، ومختلف مناطق الجنوب والبقاع الغربي، فأسقطوا اتفاق السابع عشر من أيار، وطردوا الاحتلال من قسم كبير من الأراضي المحتلة، فكرسوا بالدم والروح نظرية "قوة لبنان في مقاومته".
وخاطب المحتشدين قائلاً:
أكرر ما قلته أمس في احتفال صيدا بانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية: نعم بقي الوطن وزال الاحتلال، لكن الوطن الذي أبقاه لنا ملوك الطوائف وأمراء المذاهب هو هيكل عظمي، وليس وطنا على شاكلة طموح شهداء المقاومة الوطنية ، أو كما أرادوه محرراً من كل بؤر التخلف. تحرر الوطن وزال عنه الاحتلال، لكن الاحتلال والمشروع الأميركي الإسرائيلي مستمران، ليس في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وحسب، إنما أيضاً في جزء من تركيبة السلطة في لبنان، وفي أدوات سلطوية، ومشاريع فتنوية، وفي رؤوس كبيرة يصر الشعب المقاوم على محاسبتها ومحاكمتها على دورها المهين والمشين والمتواطىء مع الاحتلال، ومع العدوان في تموز سنة 2006. إنهم أولئك الذين انخرطوا في المشروع الأميركي الصهيوني المسمى "الشرق الأوسط الجديد"، والذين هللوا للعدوان وطبلوا له.
إن مشروع الاحتلال يقبع في جوقة تتبجح اليوم وتفاخر بعمالتها للاحتلال وكأن العمالة وجهة نظر!!!
أنا أسأل: كيف يكون الاحتلال قد زال من لبنان ونحن نرى أولئك الذين قاتلوا إلى جانب الاحتلال في العام 82 ، وحاصروا بيروت، ومنعوا الخبز عن أبنائها، والحليب عن أطفالها ، وشاركوا إلى جانب الاحتلال في ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، نراهم اليوم وزراء ونواب في السلطة اللبنانية؟؟؟
هم يتغنون بالسيادة ويتناسون دورهم في استدراج الاحتلال ومساندته!!!
ونحن لم ولن ننسى أن رئيسين للجمهورية قد نصبتهما الدبابات الإسرائيلية، ولن ننسى أيضا أن مشروعاً سياسياً مشبوهاً مغلفاً بطابع خيري قد أطل لحظة حصول الاجتياح وهو اليوم أحد مكونات سلطة القهر.
وأضاف سعد:
في مسيرة الكرامة والتحرير ثمة دماء غزيرة سالت من أجل بناء وطن مقاوم تسوده العدالة والمواطنة، لا وطن تستبد به العصبيات المدمرة.
دماء سالت من أجل عروبة لبنان وتطوره الديمقراطي، فأي لبنان نشاهد اليوم؟!
لبنان المزرعة والفساد وحكم أمراء الطوائف! وحكم الشركات الرأسمالية المتوحشة العابرة للقارات! وحكم الرهانات الخارجية العابرة للقارات! في حين أن قضايا الشعب، وحقه في عيش حر كريم وفي لقمة لايكون مصيرها معلقاً بأعناق هذا الزعيم أو ذاك البيك و الشيخ، قضايا غائبة ومغيبة.
إفقار وإذلال للشعب، ورهانات على الخارج، وتآمر على المقاومة. كل ذلك يستدعي منا مقاومة هذا الواقع ورفضه مهما كانت الأثمان المتوجب دفعها. فالشعب البطل الذي قاوم الاحتلال الاسرائيلي قادر على الانتفاض على كل الذين يسممون حياة الناس، ويتاجرون بمصير الوطن. وللذين يكثرون من الكلام عن بناء الدولة والمؤسسات، في حين أن تجربتهم في الحكم أثبتت أنهم لا يريدون بناء دولة، ولا بناء مؤسسات، لهؤلاء نقول:
لبنان يحتاج إلى دولة مقاومة لا دولة الفساد والافساد التي بنيتم، وإن سلاح المقاومة أشرف بكثير من سلاح الفتنة وأمضى من أن يتناوله البعض من الاقزام والمارقين والفاسدين والعملاء من جماعة 17 أيار.
ثم قال:
لن تكون ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مجرد ذكرى، فإدانة النظام السياسي والطائفي، ومواجهة السياسات الاقتصادية الجشعة، والاصلاح السياسي وبناء وطن تسوده القيم النبيلة ، والوقوف في وجه من يريد النيل من المقاومة، تستدعي منا كوطنيين لبنانيين شحذ الهمة. فإعلان مقاومة وطنية لبنانية تتصدى لهذه المهام الوطنية، وتقاوم الاستبداد والظلم، وتشارك إلى جانب المقاومة الإسلامية البطلة في التصدي للعدو ، بات بحكم الضرورة والواجب، وعلينا تحمل المسؤولية. أما التخاذل في هذا الواجب فيشكل خيانة لدم الشهداء ، ولسنا ممن يخون عهد الشهداء .
فإلى مقاومة وطنية لبنانية أيها الأخوة تربط بين البعدين الوطني والاجتماعي للمعركة.
وختم سعد قائلاً:
ختاماً، في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية نتوجه بالتحية إلى شهداء المقاومة الوطنية والمقاومة الإسلامية، كما نتوجه بالتحية إلى المقاومين في كل مكان، من لبنان إلى فلسطين إلى العراق.
تحياتي لكم، والسلام عليكم.
المكتب الإعلامي لرئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد
18 أيلول 2010
المصدر: جريدة صيدا نت
________________________________________
Ref: http://news.saidanet.com/main.php?load=view&nid=5375