صيداويات - سعد يعيد بناء التنظيم
سعد يعيد بناء التنظيم
صيداويات - الخميس 26 آب 2010
خالد الغربي - الأخبار - صيدا:
أمر من اثنين يؤكد النائب السابق أسامة سعد حصولهما عاجلاً أو آجلاً، إما حرب إسرائيلية لن تقف عند حدود لبنان، وإما فتنة مذهبية. والأمران في نظره متكاملان ويرتويان من النبع ذاته. وحيالهما باشر رئيس التنظيم الشعبي الناصري رسم خريطة طريق واستعدادات لمواجهتهما، ما يحفظ الموقع الجيوسياسي والمقاوم لعاصمة الجنوب.
«ضرورات المرحلة وظروف المواجهة أملت مضاعفة العمل لترتيب الوضع الداخلي للتنظيم الذي أعاد بناء جهازه المقاوم، وترتيب وضع التيار الوطني الديموقراطي في المدينة، ومحاولة إقامة منظومة دفاع وشبكة أمان عنوانها التواصل مع القوى الفلسطينية التي يسعى تيار المستقبل إلى مذهبتها». وعبّر سعد لـ«الأخبار» عن ارتياحه واطمئنانه للوضع داخل المخيمات، ولا سيما مخيم عين الحلوة. «فالجو العام منحاز الى المقاومة، والقيادات الفلسطينية تدرك مصلحة الشعب الفلسطيني، ومحاولات المستقبل للإمساك بالورقة الفلسطينية داخل لبنان وزجها في أتون معاركه المذهبية هي محاولات فاشلة، لأن البندقية الفلسطينية في لبنان ستبقى بندقية مناضلة ولن تنحرف لصراعات داخلية لبنانية يريدها المستقبل. ووظيفة ودور للمخيمات الفلسطينية يريدها سعد لتكون «مظلة أمان لبنانية ـ فلسطينية من أجل منع الفتنة والتصدي المشترك لعدوان إسرائيلي بات مؤكداً»، كما قال سعد.
لكنَّ مسؤولاً يسارياً دعا سعد إلى التعاطي الحذر مع التطمينات التي يبديها بعض القيادات الفلسطينية: «بعضهم يبيعنا سمكاً في البحر ومتورط في لعبة المصالح مع آل الحريري. وهذه المصالح الضيقة والفئوية لبعض القيادات الفلسطينية أمّنت اختراقاً للحريريين في الوسط الفلسطيني مع استغلال فقر الناس وحاجاتهم، والمشكلة ليست في وسط الإسلاميين الفلسطينيين، بل في قيادات كثيرة من فتح وغيرها من قوى اليسار الفلسطيني التي باتت الى يمين المستقبل، وتتكلم بمنطقه وفئويته أكثر من مسؤوليه» ينصح المسؤول اليساري الذي تمنى عدم ذكر اسمه.
ما ينسحب على الواقع الفلسطيني المخترق من تيار المستقبل ينسحب أيضاً على الواقع في شرقي صيدا، لذلك طرحت في أوساط اللقاء الوطني الديموقراطي فكرة تعزيز التواصل وتطويره مع القوى السياسيّة هناك، التي كانت تجيّر معظم أصواتها الانتخابية لمصلحة الراحل مصطفى سعد عندما كان الجنوب دائرة انتخابية واحدة وفاءً منها لمبادرة تنظيمه في إعادة المهجرين المسيحيين من شرقي صيدا بعد أحداث 1985. وهذا الحضور في الوجدان المسيحي لم يتراجع الى حدود خطيرة.
في الإعداد لمسرح الأحداث المتوقعة، صعد أسامة سعد من وتيرة خطبه النارية ضد تيار المستقبل، وهو نبش في الماضي، مشككاً بمشروع تيار المستقبل حتى قبل ولادة التيار، فقال خلال اجتماع تنظيمي: «في عام 85 جاؤونا لكي يعرضوا فكرة بناء جيش سني ومنطقة نفوذ سنية هم يموّلون ذلك، وعندما أسقطنا محاولاتهم الفئوية التقسيمية، امتلكوا في بستان الكنيسات راجمات صواريخ بحجة حماية مؤسساتهم، لكن مصطفى سعد والمشروع الوطني الصاعد آنذاك أفشلا مخططهم التدميري لمناطقنا الوطنية، وها هم أصحاب المشاريع الفتنوية التقسيمية يطلّون مجدداً».
إلى قصف سياسات الحكومات الحريرية المتعاقبة واتهام المستقبل بأنه «مجرد أداة طيّعة لمشروع خارجي»، أكثر سعد من هجومه على شخص زعيم المستقبل، الرئيس سعد الحريري، فتارة يصفه بـ«حكواتي قريطم» وطوراً بأنه يدار بـ«الريموت ــ كونترول والملقّن بالمقرئ الآلي». ولفؤاد السنيورة وبهية الحريري نصيبهما من الانتقادات اللاذعة لسعد، فهما في نظره «ثنائي الفتنة». والسنيورة امتهن إضافة الى مهنة الفتنة التي يجيدها مهنة إشعال المضاربات العقارية في صيدا».
ما يؤرق سعد إضافة الى شن إسرائيل عدواناً واسعاً لن تقف حدوده عند لبنان، و«هو ما يراهن عليه فريق الرابع عشر من آذار» هو حصول «فتنة داخلية يسعى إليها ويصر عليها تيار المستقبل». ويشير سعد إلى «أن تجربة المستقبل في إنشاء ميليشيا أثبت فشله، لذلك فإن المستقبل ذهب الى خيارات أخرى في استيلاده الفتنة، استحضار النموذج العراقي ليكون صالحاً في لبنان بعد وقوع الفتنة».
http://www.saidacity.net
«علينا الإعداد الجيد لمواكبة الأحداث التي قد تحصل» جملة يكررها سعد في اللقاءات التي يجريها مع قطاعات التنظيم ولجان اللقاء الوطني الديموقراطي، ومفاتيح قاعدته الشعبية، «لكي لا نؤخذ على حين غرة». وهو نجح حتى الآن في بناء بنى تحتية لدى قاعدته الشعبية تمكنها من المواجهة والصمود، أو كما قال لـ«الأخبار»: «بناء مجتمع الصمود ومجتمع صيداوي مقاوم ضد إسرائيل كما كان تاريخياً، وحتى المجتمع المقاوم ضد الظلم والسياسات الغبيّة للطبقة السياسية في لبنان والحكومات الحريرية المتعاقبة، ومن قال إن الوطني مبتور عن الاجتماعي؟». بنى تحتية، ونقاش وجهد دؤوب وفّرا حيوية وحراكاً في وسط التنظيم الشعبي واللقاء الديموقراطي وعلى مستوى مدينة صيدا ككل، والخطاب السياسي والإعلامي المرتفع ووتيرة النقاش والعمل في الشارع وعلى الأرض وقيادة تحركات احتجاجية بدأت باكورتها الأسبوع الماضي، والحديث عن أننا سنكون في قلب المعركة والمواجهة والمدينة التي لن تكون خارج أي استهداف أو عدوان إسرائيلي والمدينة التي ستقاوم الصهاينة والعملاء، عناوين إضافة الى شحذ همة الشباب وانخراطهم في التدريب على أعمال الدفاع المدني، جميعها رفعت من مستوى اللياقة البدنية للتنظيم واستعداداته، وشدّت عصب المناصرين، لذلك رفع طلاب التنظيم شعار «النضال ليس ترفاً إنما يدار في الشارع».