الجزيرة - هيكل.. زمن الخطة ألفا والكولونيل
21/12/2006
هيكل.. زمن الخطة ألفا والكولونيل
- الزاوية الإنسانية للتاريخ ونشأة عبد الناصر
- عبد الناصر متمرداً وحالماً
- عبد الناصر من الاكتمال إلى الثورة
الزاوية الإنسانية للتاريخ ونشأة عبد الناصر
محمد حسنين هيكل - كاتب ومفكر سياسي: مساء الخير، ربما قصدت أن أتناول علاقة جمال عبد الناصر بالجنرال آيزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأميركية يعني سواء بالاتفاق أو بالانشقاق أو بالصراع أو بالخلاف إلى آخره قصدت أن أتناولها بعنوان الجنرال والكولونيل لأني أريد أن ألح على الزاوية الإنسانية في صنع التاريخ أنا أريد أن يكون واضحا أن التاريخ لا يصنعه عباقرة ولا أناس فوق مستوى البشر ولكن يصنعه الرجل العادي في كل مكان إذا استطاع هذا الرجل العادي أن يجعل همته قادرة على تجاوز همومه الشخصية وإنه العمل العام يشغله بشكل أو بآخر ولذلك قصدت عامداً إنه أتكلم على الجنرال والكولونيل رغم إنه التاريخ أعقد قوي تاريخ العلاقة بين الاثنين أعقد قوي من مجرد جنرال وكولونيل، في الحلقات السابقة تكلمت عن الجنرال وهذه المرة جاء الدور أتكلم على الكولونيل أو العقيد أو البكباشا زي ما كان يسمى وقتها جمال عبد الناصر وحقيقة الأمر أنني حاولت باستمرار على مدى سنين طويلة أن أتجنب الكتابة أو الكلام مباشرة عن جمال عبد الناصر تكلمت عن معارك تكلمت عن وقائع عن أزمات عن حروب إلى آخره لكني تجنبت قدر ما أستطيع إنسانيا أن لا أقترب من الرجل وكان ظني باستمرار إنني وقد كنت قريبا منه إلى درجة واضحة قد أكون متأثرا بمشاعر أو بعواطف وربما أيضا وقد كنت قريبا ليس فقط من شخصه ولكن من مشروعه القومي والوطني أن أكون أيضا لدي هوى ولذلك أظن إني رددت نفسي بقدر ما أستطيع عن الكتابة أو الكلام مباشرة عن الرجل وعن الإنسان وأظن أنني عرفته بأكثر مما عرفه كثيرون لا أقول جميع الناس ولكن بالتأكيد عرفته عن قرب بأكثر مما أتيح لكثيرين لأني كنت معه تقريبا منذ التقينا من 18 يوليو 1952 قبل الثورة بخمس أيام إلى أن رحل يوم 28 سبتمبر سنة 1970 ولم تنقطع لغة الحوار بيننا اتفقنا واختلفنا ورأينا الأشياء بمنظور واحد ورأيناها من منظور مختلف ولكنه صوت الحوار ظل موجوداً بيننا طول الوقت أظن بأنني أيضا اقتربت من قصته لأنه أنا كل مَن أراد أن يكتب عن جمال عبد الناصر جاء إليَّ وأنا زي ما حكيت إنه تصادف إنه عندي علاقات مع الصحافة العالمية تصادف إني قريب منه تصادف إنه الصحفيين مجتمع الصحفيين اللي يتحركوا في العالم بينهم علاقات ومنافع متبادلة طبيعي أنا عايز أروح أقابل في واشنطن مثلا عايز أقابل كيندي مَن يرتب لي أقابل؟ كان جيمس ريستون مثلا وهو رئيس تحرير نيويورك تايمز لما يجيء جيمس ريستون هنا في القاهرة طبيعي قوي أول مَن يلجأ إليه يلجأ إليّ لكي أرتب له أن يقابل جمال عبد الناصر ففيما يمكن أن يقال في ظرف مضغة مع الأسف ما عادش موجود دلوقتي في مجتمع الصحفيين اللي يتحركوا في العالم وحول العالم ويتصلوا بقضايا وكان بقضاياه وكان من حسن حظي أن أكون بسبب ظروف كثير قوي أنا تكلمت عنها واحد من هؤلاء الناس وبالتالي كل مَن أراد أن يكتب عن جمال عبد الناصر في واقع الأمر من الصحفيين الكبار جاء لي وبعدين وأنا أظن رتبت لكثيرين منهم وبالتالي كنت موجود لما جمال عبد الناصر يحكي أو يسأل ويرد ويقول على.. يحكي قصته أو يحكي يجيب على كل ما وجه إليه من أسئلة حضرت تقريبا مع مئات الصحفيين ومئات من الكتاب العالميين وبالتالي فأنا سمعته يحكي هذه القصة تابعت هؤلاء الصحفيين وهم يروحوا أيضا يتابعون واحد زي روبرت سان جون في كتابه (The Boss) الرئيس هذا رجل أنا كنت عارف إن ده مؤرخ ده راجل كاتب ما يجرى فيه كاتب قصة حياة ديفد بن غوريون ولما جاء في مصر ولتون ون في ذلك الوقت سألني إذا كنت أقدر أساعده وأنا كنت عارف مَن هو، هو صحفي أميركي لكنه قضى وقت طويل في إسرائيل ودرس قصة بن غوريون وأنا لازم أعترف بين قوسين كده إن أنا من المعجبين ببن غوريون المناضل عن مشروع أنا أراه خطأ والمنفذ لخطة أنا أراها جريمة في حق بلدي لكنه هذا لا يمنعني من أن أقيس ولاء الرجل أو أعمال الرجل ولاؤه وأين ولاؤه وإلا نبقى نعمل غلطة كبيرة قوي، لما جاء روبرت سان جون هنا أنا أخذته لجمال عبد الناصر وقلت لجمال عبد الناصر قلت له إنه هذا الرجل أرخ لبن غوريون وكتابه عن بن غوريون هو معجب جدا ببن غوريون روبرت سان جون كتب الكتاب وأهداني أول نسخة منه وقال لي هذه هي النسخة الأولى اللي خارجة من المطبعة وأنا أهديها لك لأنه هو قال كده يعني بدونك لم يكن ممكنا أن يتم هذا الكتاب أرجوك تغفر لي بعض الحاجات التي قد خالفني فيها في هذا الكتاب ما عنديش مانع لما جاء ساز بيرغر وهو أشهر صحفي أو من أشهر صحفيي القرن العشرين يكتب كتابه عصر العمالقة وحط فيه كتب على ديغول وعلى أينشتاين وعلى آيزنهاور وعلى جمال عبد الناصر كان ضمن هؤلاء العمالقة اللي كتب عنهم لأنه فعلا كان ينتمي إلى هذا العصر اللي عاش فيه هؤلاء العمالقة حتى لما جاء كيت كايل يكتب كتابه الشهير جدا وهو أشهر الكتب عن السويس وعن جمال عبد الناصر الراجل كثر خيره لم ينس أن يذكر في المقدمة إن أنا مش بس سبت له مجموعة وثائقي ولكن أعطيته حد من مكتبي واحدة من مكتبي تولت أن تترجم له وثائقي وهو قال كده في المقدمة وبالتالي أقول هذا الكلام كله لكي أقول أنني كنت قريبا من القصة وقريبا منها وهي تُروى لأنه مرات كثير قوي نبقى موجودين أمام قصص لكن نلاحظ إحنا فيها بس لكن في قصة جمال عبد الناصر أنا أقول إنني سمعت وتابعت ورأيت وحضرت حينما كان غيري أيضا يكتب وبالتالي أستطيع ثم شفت أعمالهم وتابعت تحرياتهم واحد زي روبرت سان جون راح بني مر أنا عمري ما روحت بني مر روبرت سان جون راح بني مر قعد أسبوع في بني مر مع إنه جمال عبد الناصر لم يولد في بني مر لكن أراد هو أن يستجمع الجو اللي جاءت منه النشأة والتكوين الأول لما أنا جئت أكتب لما رحل جمال عبد الناصر سنة 1970 تكالبت دور النشر كلها عليّ تطلب منك تكتب عنه وأنا قلت لهم إن أنا لست جاهزا إني أكتب كتاب متجردا ولذلك استجابة للموجود وفيه طلب موجود وأنا قبل أي شيء وبعد أي شيء صحفي محترف كتبت آثرت أن أكتب عن صداقات جمال عبد الناصر وعلاقاته الدولية ومنها آيزنهاور وإيدن وطلع الكتاب اللي اسمه (The Cairo Documents) وهذا الكتاب أنا لا أستطيع أن أحصي لكن عايز أقول إنه هذا الكتاب ترجمته الألماني مثلا ده ترجمته الفرنسي معي هنا مجموعة هذا الكتاب ترجم لـ33 لغة لكني لم أقترب فيه من جمال عبد الناصر حاولت قدر ما أستطيع إني أتكلم عن علاقات جمال عبد الناصر الدولية ولكن ليس عنه شخصيا لكن هذه الليلة لأول مرة أنا أقترب من الرجل أقترب من الرجل من النشأة وأنا أزعم أنني عرفت كثير قوي عنها وشفت كثير قوي اللي عاشوها النشأة أنا سأتكلم من الأول النشأة عائلة رجل نشأ في عائلة فقيرة لما أنا هنا أول حاجة أحطها أمام الناس هي أنا أقسِّم حياة جمال عبد الناصر إلى خمس مراحل المرحلة الأولى الرجل متمردا، المرحلة الثانية الرجل حالما والمرحلة الثالثة الرجل كاملا عاديا رجل عادي ضابط عادي في الجيش موجود زيه زي أي موظف المرحلة الرابعة الرجل ثائرا المرحلة الخامسة الرجل عملاقا حتى لو أخذت كلام ساز بيرغر وهو بالفعل ينتمي إلى عصر غريب جدا وقل أن يتكرر ولا أظنه يتكرر في تاريخ البشرية لأنه هذا عصر كان فيه عبد الناصر كان فيه بابا يوحنا الـ23 كان فيه الجنرال ديغول كان فيه الجنرال آيزنهاور بعد كده لحقه كيندي كان أينشتاين لا يزال عايش كان تشرشل لا يزال عايش نهرو، تيتو، شوين لاين، ماوسي تونغ إلى آخره كل مَن نتصور من الناس الذين لمعت أسماؤهم في القرن العشرين وكانوا واقع الأمر نجوم الرجل ده بدأ وأنا هنا أمامي إحنا من كثر ما طلبنا من مرات كثير قوي صحفيين كثير قوي طلبوا من والده الحاج عبد الناصر حسين إنه يحكي لهم قصة حياته فالراجل آثر في النهاية أن يكتب فكتب وأنا بأعتقد وثيقة من الوثائق المهمة لأنها فيها مفاتيح كثير قوي هو حب يعملها كتبها على مذكرة ما أعرفش جابها منين مفكرة كده وكتب عنوان بخط يده حياتي حسين عبد الناصر.. عبد الناصر حسين يعني وبعدين بدا يحكي على تاريخ الأسرة وأنا عاوز أمشي بسرعة جدا هو هنا يتكلم على تاريخ ميلاده ويتكلم على حياته في فقر بني مر في أسرة لا تملك أن تفعل لأولادها أكثر من تودي حد فيهم كتاب أو تخليه يشتغل في الغيط في حقل من الحقول لكنه هذا الولد جاءت له فرصة لأنه فيه قرايب لهم بعدا في القاهرة أو في إسكندرية راغبين في إنه الولد ده يتعلم جنب إن الولد ده كمان كان عنده الطموح إنه يطلع يشتغل موظف أو يشتغل حاجة يعني ثانية مختلفة غير اللي مقدر له بحكم مولده في بني مر على أي حال الولد ده راح ندهوه يوم من الكتاب جابوه وقالوا له ستسافر وسافر وهو ما فيش في جيبه قروش وراح عند حد قريب له في الإسكندرية وبدا يحاول يلتحق بمدرسة وهو حكى إزاي التحق بمدرسة وسكن في بيت يعني ما أظنش إنه يعني مما يُسكن فيه لكن هذه كانت ظروفه وأنا أحترم جدا قدرة الرجل العادي على التقدم قدرة الإنسان العادي على التقدم خصوصا إذا كانت وسيلة تقدمه هي عمله وهي علمه أو ما يحاول أن يحصله من علمه في سبيل عمله الرجل ده طلع في ظروف صعبة جداً لكنه كمان من الأسباب اللي دفعته للهجرة وهذه غريبة قوي إن والدته ماتت مبكراً الحاجة الغريبة إنه مرات التاريخ يكرر نفسه والده تجوز واحدة ثانية غير والدته وهو عانى منها الأمرين وأظن كان ده من أسباب هربه إلى الإسكندرية إلى أقاربه في الإسكندرية أو إلى بعض الناس اللي يعرفهم من بني مر اللي هاجروا إحنا نقدر نتصور مَن الناس في هذه الوقت في الصعيد من أعماق الصعيد اللي كانوا يطلعوا يهربوا بره ويطلعوا يشتغلوا ويحاولوا يشوفوا طريقة بره لكن الرجل ده يحكي بالتفاصيل هو الرجل سعيد هوة كتب الكلام ده سنة 1964 وهو سعيد إنه لقى ابنه رئيس جمهورية فيكتب وحتى وهو يكتب بأثر رجعي الحقيقة لمحات الحقيقة واضحة جداً واضحة الرجل كيف عانى واضحة الرجل كيف تعلم أو حاول يتعلم بحاجة كانت اسمها الكفاءة زمان باين الرجل كيف حاول بكل الوسائل أن يلتحق بوظيفة كيف أراد تكملة حياته أو ضروريات مصاريفه بأنه يشتغل شيال وهو حتى موظف في البوسطة شيال لأكياس من الفحم لدى تاجر اسمه حماد اسمه الحاج محمد حماد في باكوس وكيف إنه في الميناء يعني وكيف إنه قعد يلم قرش على قرش ووظيفته وهو موظف في البوسطة يأخذ أربعة جنيهات أو خمسة جنيهات ويحاول بكل الوسائل يخلي طرفي احتياجاته تتلاقى بشكل ما مع مطالبه مع ما يكسبه وكانت مهم عسيرة جداً إنه يقدر يوفق فيها لكنه على أي حال عمل وبعدين وهو موظف بشكل أو آخر تزوج السيدة فهيمة حماد اللي هي والدة جمال عبد الناصر السيدة فهيمة حماد هي بنت محمد حماد الحاج محمد حماد اللي هو كان تاجر فحم وهذا الموظف اللي في البوسطة يساعد لكي يكسب شيء إضافي ويشيل أجولة الفحم وبعدين بعد شويه مرتبه ذاد إلى سبعة ثمانية جنيهات ولا حاجة فإذا به يتقدم لخطبة بنت الحاج بنت الحاج فهيمة السيد فهيمة وبعدين السيد فهيمة بدأت تخلف أول أولادها وسموه جمال وبعدين انتقل هذا الموظف في البوسطة بمراته السيد فهيمة وابنه الصغير جمال كان فيه أطفال تانيين جايين لأنه بسم الله ما شاء الله الرجل كان نشيط جداً لأنه من السيدة فهيمة بقى عنده أربع أولاد ومن زوجة ثانية لأنه كرر نفس اللي عمله أبوه بس بطريقة مختلفة يمكن أي أن مراته راح انتقل في الخطاطبة وقعد في الخطاطبة في مركز البوسطة هناك في الخطاطبة وتعرف على عيال زي ما أي موظف في البوسطة عرف الجيار بيك.. مبارك الجيار بيه العمدة وعرف مش عارف من قاضي محلي وعرف إلى آخرة يعني المجتمع اللي ينشأ في مدينة أو قرية بندر على الخطاطبة هي منطقة على حافة الصحراء في الدلتا شمال الجيزة شمال غرب الجيزة وهي منطقة تختلط فيها الصحراء بخضرة الحقول وفي هذه البيئة جمال عبد الناصر راح وهو طفل مع والده ووالدته والده اللي كان رئيس مكتب البوسطة وقتها بقى هو مدير
"
جمال عبد الناصر رجل رأى الفقر لكنه لم يهرب من الفقر شخصياً بل قرر أن يقاوم الفقر بالنسبة لأمة بحالها أو بالنسبة لشعب وبالتالي لم يخف عن أحد حاجة، قال وتصرف باعتباره رجل يمثل مصالح الفقراء
"
مكتب البوسطة ويأخذ 12 جنية.
عبد الناصر متمرداً وحالماً
محمد حسنين هيكل: وفي هذا الجو ده جو ما حدش يقدر يقول يقدر يقول إنه مستور لكن ما حدش يقدر يقول لا إنه غني ولا إحساس بالحدود موجود وموجود وقاطع وأظنه هنا كان باين لأنه الرجل عنده أولاد كثير مرتبه محدود طبعاً مستور لأنه عايش في الخطاطبة لكن الرجل يحاول على قد ما يقدر لكن ابنه هذا الصبي الصغير اللي اسمه جمال منطلق في الصحراء في الصحراء القريبة ومنطلق في الحقول القريبة لما جاء دوره يدخل مدرسة المدرسة الموجودة مدرسة أولية ووقتها نفتكر إحنا التعليم نفتكر إن جمال عبد الناصر وُلد سنة 1918 في ذلك الوقت نادراً جدا لما كان قرية صغيرة زي الخطاطبة في ذلك الوقت فيها مدرسة حتى ابتدائي يعني وبالتالي فإن جمال عبد الناصر هذا الولد الصبي دخل إلى كُتّاب وبدأ يحفظ في القرآن وبدأ يتعلم الأبجدية لكن هذا ليس تعليماً خصوصاً بالنسبة لأب هو موظف عرف الوظيفة وهو حلمه إنه ابنه كمان يبقى موظف والطريقة الوحيدة للوظيفة في ذلك الوقت هي التعليم الأب لقى إنه الخطاطبة لن تعطي لأبه ما يكفيه من التعليم فقرر أن يرسله إلى أخ له موجود في الإسكندرية يلتحق بمدرسة رأس التين قريبة من أهل من عائلة حماد فالصبي راح إلى كنف عائلة حماد وبدأ يلتحق بمدرسة رأس التين، لكنه الولد بعيد عن أبوه بعيد عن أمه.. أمه بعيده دخل في المدرسة وعلى أي حال بدأ يجتاز مراحل الدراسة الابتدائية لكن وهو في وسط المدرسة الابتدائية راح مرة الخطاطبة وهو في إسكندرية يبعث لأمة يبعث لوالدته للسيدة فهيمة يبعث لها خطابات وهي تكتب له كلمتين ثلاثة في خطاب يروح له من أبوه طبعاً سهل البوسطة سهلة هنا وبالتالي الولد يا دوب يفك الخط فيكتب لها كلمتين أو ثلاثة إنه يشتاق لها وكذا لكن في واقع الأمر إن علاقته بها كانت حميمة جداً علاقته بأمه وأنا أعتقد إنها أثرت فيه جداً وهي مع العالم إنها ماتت وهو في سن الثامنة لكن في سن الثامنة كان يملك من الوعي ويملك من طلب الحنان خصوصاً وقد ابتعد عنها عن أمه وابتعد عن أسرته فكان أنا كنت أحس إنه لما يتكلم عن أمه حتى وهو كبير وهو رئيس جمهورية فيه ظل يفوت في عينه وبعدين جاءت له صدمة عمره وأنا بأعتقد إنها صدمة أثرت جداً في حياته لأنه رجع مرة الخطاطبة وبعد غياب سنة ما كانش شايف أمه فيها لكن رجع ملهوف على أمه دخل البيت لم يجد أمة ولكنه وجد سيدة أخرى لأنه والدته كانت توفت بعد ما ولد ابنها الأخير عز العرب بحوالي بأقل من أسبوع وجمال عبد الناصر الطفل جمال أخفي عنه الخبر وبالتالي لم يعرف لكن لما راح لقى سيدة ثانية هي السيدة عنايات الصحن أبوه كان ظهر اكتشف فيما بعد إن أبوه كان جاء إسكندرية وهو موجود في إسكندرية من غير ما يشوفه وخطب هذه السيدة وهي برضه من عائلة متواضعة مناسبة له لكنها يعني أنا يعني بالنسبة لجمال عبد الناصر كانت صدمة لما أبص لأنه وجد سيدة أخرى تحل محل أمه ووجدها في البيت وأظن إنه حس بنوع من.. بقي معه وقت طويل قوي لأنه ما كانش قادر يتصور حاجتين الحاجة الأولانية غياب أمه ثم إخفاء الخبر عنه وتركه يعتقد طول الوقت إن أمه تنتظره ويكتب لها جوابات مرات وما يعرفش بتوصل لفين لكن سأقفز على المراحل سريعاً الولد رجع إسكندرية وهو بشكل أو آخر مصدوم وبعدين مش قادر يقعد ما عائلة أمه فأبوه قرر يبعثه في القاهرة مع أخوه خليل وخليل كان موظف وكان موظف مرة اعتقل في ثورة سنة 1919 كانت مظاهرة لكنه موظف صغير من الناس اللي يقودوا المظاهرة يبقوا موجودين في المظاهرات الموظفين يعني ونقدر نعرف مَن هم يعني من هم نوع الناس فيه ناس يرتبوا مظاهرات ناس يقودوا مظاهرات وفيه ناس يمشوا في مظاهرات ويعني فحصل إنه ده جاء القاهرة الولد جاء في بيت عمه في القاهرة في الجمالية وأنا بأعتقد إن فترة وجودة في الجمالية في هذا الحي بكل ما فيه ملتحقاً بمدرسة النحاسين الابتدائية في وسط شارع في وسط الحي وهو معرض إنه قريب من الأزهر قريب من سيدنا الحسين وهذا مناخ عارفه لأني عشته كمان يحكي لي هو فيما بعد حتى من غير صحافيين إنه كان يروح مثلاً رواق الأظهر ويقف يعني ويقف قدام الأثر قدام أ قلاوون مثلاً قدام مستشفى قلاوون مصحة قلاوون اللي بناها السلطان قلاوون ويقف يتأملها يتأمل الوكالات يشعر بشكل أو آخر إنه فيه حاجة حواليه في عبق حوالي هو لا يستطيع أن يدركه من بيت القاضي يشوف خان الخليلي يشوف الناس اللي يشتغلوا نحاسيين اللي يطرقوا المواد المطروقة ويشوف أحوال يعيش حياة أوسع قوي مما شافه سواء في الخطاطبة أو في الإسكندرية وبعدين العم ما يقدرش العائلة اللي كانت عائلة حماد اللي أخذت هذا الولد في مرحلة الدراسة الابتدائية بدأت تساعد بدأت تحس إن ابنها أبوه بدأ يخلف ناس كثيرة قوي بدأ يخلف شباب كثير قوي بسم الله ما شاء الله عمل سبعة من الست سيدة عنايات وعنده قبل أربعة فالعدد كبير قوي فالناس بدؤوا يحسوا بدؤوا يساعدوا بخمسة جنيهات في الشهر للولد وأخواته بعض أخواته بدؤوا يلحقوه عند عمه وبدؤوا بدأ تبقى فيه حياة ممكن قوي نتصورها لكن هذا الولد بدأ المتمرد يطلع فيه نمرة واحد بعده عن أمه نمرة اثنين وفاة أمه نمرة ثلاثة زواج أبوه من أحد غير أمه أربعة إن فيه أولاد آخرين كثيرين قوي إنه أبوه مش قادر يصرف عليه بالقدر الكافي هنا بقى فيه رجل من الحاجات الهائلة في جمال عبد الناصر في اعتقادي إنه هذا رجل رأى الفقر لكنه لم يفعل مثل غيره يهرب من الفقر شخصياً هذا الرجل يقرر أن يقاوم الفقر بالنسبة لأمة بحالها أو بالنسبة لشعب وبالتالي لم يخف عن أحد حاجة قال وتصرف باعتباره رجل يمثل مصالح الفقراء كان ممكن قوي وهو بعدين بقى رئيس جمهورية إنه يعني يعطي نفسه الغنى اللي هو عايزه زي ما شوفنا في العالم الثالث ناس كثير قوي كل اللي عملوه عملوا بقوا حكام وانتقلوا من الفقر إلى الغنى والسلطة كانت هي المركبة المناسبة لهذا وخلص الموضوع لكن هذا رجل بدأ يشوف الناس وبدأ يحس بالتزامه وبدأ يحس بوجوده وبدأ يحس بارتباطه باتصاله إلى آخره وبالتالي بدأت تتكون عنده قضية المتمرد الرجل الرافض للأمر الواقع من غير ما يتحدث هنا على خلاف الجنرال الكولونيل هنا على خلاف الجنرال كان وليد وكان مختار من قبل الطبقة الغنية من قبل أصحاب المصالح لكي يقود أميركا إلى مواجهة من غير حرب بدون نار وينتصر فيها لكن اختياره جاء من قبل أصحاب المصالح هنا الرجل لم يكن ما هواش يمثل أصحاب المصالح هو يمثل مَن عاش في وسطهم ويشعر بنفس المشاعر لكنه هنا اللي كنت أقول عليه إن فيه حد همته تتجاوز همومه لكنه في هذه المرحلة لم تكن القضايا ظاهرة لكن هنا كان فيه المتمرد هذا المتمرد لقى نفسه لقى ماشي يوم من الأيام شاف مظاهرة انضم للمظاهرة كانت مظاهرة لمصر فتاة وقبض عليها فيها وكان في الإسكندرية قبض عليه فيها وراح جده طلعه بكفالة 2 جنيه وبعدين بدء ظهر بعدين بمظاهرة كانت لمصر فتاة حزب مصر فتاة اللي يرأسه أستاذ أحمد حسين في ذلك الوقت واللي من أقطابه الأستاذ فتحي رضوان أيضا في ذلك الوقت وبعدين هذا الطفل لما جاء هذا الصبي اللي كبر وكذا جاء القاهرة وهو في القاهرة بدا يدور على حاجة يدور أولا عمال يقرأ من غير حدود اللي متاح له من أول روايات الجيب لغاية أي جرنال تقع في يده إلى آخره كل حاجة كل المجلات المصورة كل اللي كان متاح كان يروح يقرؤه وهو حكى لي إنه كان مرات يوم الجمعة اللي فاضي فيه هو يروح يدفع بائع جرائد خمسة مليم عشان يسيبوا يقرأ كل الموجود عنده على الفرشة اللي هو حاطط عليها جرائده وكتبه، دخل مع مصر فتاة بدأ يشغلوه ده انضم للحزب دخل الحزب دخل حزب مصر فتاة وهو عمره مثلا 16 سنة ولا حاجة بس في هذه الفترة كان بدء يدرس كان خلص ابتدائي ودخل مدرسة التوفيق القبطية يدرس فيها يكمل فيها المرحلة الثانوية لأنه كان تعطي امتيازات حتى المسلمين اللي محتاجين والحقيقة أنه هنا يمكن جمال عبد الناصر عرف فيه حاجة وهو ساكن مع عمه في الجمالية أو في السكة الجديدة وفي السكة الجديدة كان قريب جدا من حارة اليهود شاف اليهود وبعدين وهو موجود في مدرسة التوفيق القبطية شاف كيف أن مدرسة قبطية أصبغت عليه أعطته فرصة تعليم هنا فيه حد مش بس عاش حياة الطبقية للشعب المصري لكن شاف الألوان الثقافية والحضارية اللي موجودة في التركيبة المصرية في ذلك الوقت وهو معرض لها وقلبه مفتوح ويحاول يقرأ وبالتالي أنا أمام حد يتكون فيه متمرد يتكون ويأخذ طابع يستحق الاهتمام وبعدين ألاقي الشاب ده داخل في مظاهرات يرتب حاجات لمصر فتاة يشيلوه الـ هو قال لي كان يشيلوه بروفات صناديق الحروف اللي يرصوا منها قد كد تنقل من مقر الجريدة إلى مقر المطبعة عشان التصحيح وكان يشيلها ويمشي بها حتى أنا فاكر حادثة من أغرب الحوادث مرة إن أستاذ أحمد حسين رئيس حزب مصر فتاة يقول لي مرة إيه؟ يشتكي من جمال عبد الناصر وهو رئيس لأن جمال عبد الناصر حل الأحزاب فأستاذ أحمد حسين أقول له إيه؟ يا أخي يا رجل ده رجل دخل السياسة عن طريق مصر فتاة فأحمد حسين بطريقته ظريفة كده قال يا فرحتي يا أخي أنا أدخلته السياسة دخل السياسة عن طريق مصر الفتاة وهو خرجني منها في هذه الفترة جمال عبد الناصر كان هذا الشاب عمال يدرس ويقرأ واهتم يقرأ أدب واهتم يقرأ شعر واهتم يقرأ قصص وغريبة جدا أنه أخذ دور في تمثيلية في مدرسة التوفيق القبطية كان يمثلوا رواية يوليوس قيصر كان ترجمة أظن خليل مطران وإذا بهم إزاي اختاروا جمال عبد الناصر يعمل دور قيصر لأنه مش لسبب حاجة لأنه المدرس اللي كان مشرف على الفرقة المسرحية شاف أنه شاب طويل أطول من عمره وعريض بسم ما شاء الله فقال إن ده مهابة ينفع يعمل دور قيصر وعمل جمال عبد الناصر دور قيصر لما أنا عرفت الحكاية دي ما أخذتش بالي وقتها كفاية لكن بعدين بأثر رجعي يعني قلت والله يظهر إنه اللي أعطى له الدور يوليوس قيصر كان يقرأ التاريخ يقرأ المستقبل لأنه فيه حاجة غريبة قوي في جمال عبد الناصر ويوليوس قيصر بروتس كان من أقرب أصدقاؤه ووجه له طعنة وجمال عبد الناصر واحد من أقرب أصدقاؤه سنة 1967 وجه له طعنة يمكن ما كانش قاصد وبعدين أنتوني اللي هو كان خليفته اللي بعد كده بقى خليفته كان تلميذه رثاه بطريقة غريبة جدا وحتى بقى معروفة مارك أنتوني كيف رثى يوليوس قيصر بقت معروفة جدا في تاريخ الأدب لأنه كان أغرب رثاء ظاهره الرحمة وباطنه العذاب فخليفة يوليوس قيصر المصري أيضا بعد رحيله بدأ يتكلم عنه بعدين طول ما أنا كنت موجود جنب الرئيس السادات لم يهاجم جمال عبد الناصر بكلمة حقيقة يعني لكنه بعدها انفتحت السبل إلى ناس آخرين فإذا بي في دور مارك أنتوني الرئيس السادات يمثله بمعنى أنه يتكلم على ولكن مرثية مارك أنتوني كانت شهيرة قوي في تاريخ الأدب لأنه مدح في يوليوس قيصر لكن كل شوية يفوت حاجة كده فإحنا شفنا الرئيس السادات بعدين يتكلم على جمال عبد الناصر وهذا حقه يعني طبعا ويقول ما يشاء وبعدين ما ينساش الله يرحمه ويعني معلم كان كذا والريس كان كذا لكن أظن اللي أعطى لجمال عبد الناصر دور يوليوس قيصر كان أظن يعني كان عنده رؤية نافذة في التاريخ على أي حال الشاب هنا خلص ابتدائي وبعدين بدأ هو ميله يروح للحقوق وذهب كل الورق ده موجود عندي كل الورق ده وأنا سأسيبه هنا كله ورق التحاقه بكلية الحقوق ورق دراساته ورق لأنه حتى رواية في ذلك الوقت ألفها في اهتمامه بالأدب كتب رواية اسمها في سبيل الحرية وهي كانت عن حملة فريزر لأنه هذا الشاب اللي بدأ يتحول في هذه المرحلة بدء ينضج من مجرد متمرد إلى مشروع حالم أو إلى حالم بدأ يبص في التاريخ المصري وبدأ يقرأ وبدأ يكتب حاجة اسمها في سبيل الحرية وركز فيها الغريب هو كان يقرأ روايات الجيب كثير قوي طبعا خصوصا الحاجات التاريخية وعايز أقول إن روايات الجيب لعبت دور في هذا الجيل لأنه كان من أحسن المترجمين يترجموا فيها كان يترجم أستاذ المازني كان يترجم أستاذ أدهم.. علي أدهم وفيه ناس مترجمين هائلين عملوا وكانت الرواية كانت بتباع بقرش صاغ واحد وبالتالي كان في متناول ناس كثير قوي وكانت تترجم بتركيز على روايات تاريخية وقتها الشباب في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية شباب كله متشوق يعرف حاجة عن التاريخ وخصوصا تاريخ الثورة الفرنسية خصوصا أن جزء كبير جدا من أدبائنا من أول لطفي السيد طه حسين توفيق الحكيم كل الناس اهتموا جدا من الثورة الفرنسية وتاريخ الثورة الفرنسية والآداب الفرنسية فكانت موجودة متاحة.
عبد الناصر من الاكتمال إلى الثورة
محمد حسنين هيكل: فجمال عبد الناصر فيما أظن في محاولته يكتب رواية اختار يكتب على فترة تاريخية هي حملة فريزر حملة جنرال فريزر اللي جاء بعد خروج نابليون وحاول من مصر يعني وحاول يحتل بحملة على رشيد عملية إنزال على رشيد حاول يحتل مصر فجمال عبد الناصر اختار هذه الفترة يكتب عليها رواية لكن يبدو أنه كان مبهور بدور أنا لمحته في خلال الرواية بدور في حملات محمد علي على الشام وفي وقت إبراهيم باشا كان فيه ضابط مخابرات غامض ينزل ينقذ اللي خائفين واللي مش عارف الدروز اللي مش عارف عاملين إيه والمسيحيين اللي كانوا خائفين قلقين من إبراهيم باشا مع أنه وحرس إبراهيم باشا أعطى حماية هائلة للناس في الشام كلها لكن على أي حال بقى في القصص في الأساطير القصصية الكثير قوي في الأدب كثير قوي دور رجل سموه صاحب القبعة الحمراء حاجة كده وهذا الرجل عمل أدوار غامضة كتير قوي وداخلة كثير قوي فجمال عبد الناصر بشكل ما تدور حول شخصية رجل لكن هو كان مهتم بفترة حملة فريزر لدرجة أنه في يوم من الأيام في لندن لقيت كتاب التقرير الأصلي لحملة فريزر يباع في مزاد واشتريته لكنه على بال ما جئت بعدها جئت مع الأسف الشديد جمال عبد الناصر رحل وبقي الكتاب عندي مع أن كنت عاوز أهديه له لأنه هذه مرحلة هو كان مهتم بها، على أي حال كتاب في سبيل الحرية قصة سبيل الحرية بعدها الحاجة أنا أعتقد نشرتها في آخر ساعة وقتها وعملنا عليها مسابقة أن الناس يكملوها وبالفعل ناس كتير قوي كملوها وكان فيها لها جوائز لكن هنا أنا أمام رجل متمرد بسبب ظروف عائلية بدأ يبقى حالم بسبب الوحدة والانطواء والكبرياء والقراءة والإطلاع والاحتكاك بمشاكل الناس إلى آخره وبعدين ألاقي الشاب ده عاوز يروح كلية الحقوق يذهب ويقدم أوراقه لكلية الحقوق ويلتحق بها فعلا ويقعد ثلاثة أشهر لكن مش قادر يدفع المصاريف وقتها الدراسة بمصاريف فمش قادر يدفع المصاريف وهنا أنا أظن جاءت له صدمة ثانية لأنه عرف أنه السيدة عنايات والدة الحاج حسين زوجة والده قالت لأبوه إن ما فيش فلوس نصرف على حد يروح يدرس حقوق والست أنا محقة أنا مستعد أفهمها عندها سبع أولاد أو في الطريق إلى سبع أولاد وقتها كان عندها ثلاثة أو أربعة سيجيء ابنه من زوجة من ثانية يدخل كلية الحقوق وسيأخذ مصاريف وحكاية يعني فقالت له اقترحت عليه أنه يشتغل بالبكالوريا كويس قوي كده في ناس كثير قوي بيتشغلوا بالبكالوريا يطلع يشتغل بالبكالوريا فما فيش داعي يروح الحقوق فما قدرش يدفع المصاريف وهنا أظنه فعل حاجة متكررة في التاريخ المصري وهو أنه شباب عندهم تطلعات وعندهم آمال وبعدين ما يلاقوش وسيلة أنهم يكملوا تعليم طبيعي فيروح الكلية الحربية لأن الكلية الحربية تكفل له مكان يقيم فيه تكفل له دراسة يعملها والمصاريف قليلة في ذلك الوقت فيروح جمال عبد الناصر هذا الشاب يلتحق بالكلية الحربية ويخش الكلية الحربية لأنه وعلى غير هواه ما هو ما كانش عاوز ده بالضبط لكنه يدخل الكلية الحربية وقد اعتزم يعني عاوز يدرس وعاوز يتخرج وأظنه هنا في هذه اللحظة كان موجود فترة الدراسة كان رجل مكب أنا لما أشوف استعاراته من الكتب في هذه الفترة وأشوف ماذا قرأ وكيف قرأ اللي عمل الحكاية دي كلها كاتب من الناس اللي كتبوا عليه اسمه فوجيه وأنا أشرت لهذا الموضوع كمية الكتب اللي قرأها جمال عبد الناصر في هذه الفترة أنا بأعتقد أنها تهيئ لرجل لديه إطلاع لأنه بالكثير قوي أكتر كثير قوي مما يحتاجه كمية الأوراق الدراسية الطريقة اللي يدرس بها أنا جايب أنا مش عاوز حد يزعل لكن أنا عندي جمال عبد الناصر كاتب يحب يكتب كثير قوي وأنا أظن أن مجموعتي فيها حوالي 11.000 ورقة بخطه على طول عمره وأنا أظن أن هذه أوراق لها أنا عندي صور من هذه الأوراق ما عنديش أوراق أصلية لأن لم أسمح لنفسي اعتبرت أن الأوراق ملك الدولة وملك لكنه اعتبرت من حقي باستمرار يبقى عندي صورة من كل ورقة تفوت أمامي وبالتالي أنا محتفظ بصوري فأنا هذه الكتب الـ 11.000 ورقة هذه الـ 11.000 اللي كتبها جمال عبد الناصر أنا أظن أنها في طريقها أو ستستقر في بعض الجهات الرسمية إذا كان حد يحب يطلع عليه لأن أنا أظن أن هذا موضوع ينبغي أن يحفظ، على أي حال هذا الشاب يدرس في الكلية الحربية وبعدين بتخرج ضابط وبعدين حظه يطلع أو يخش الكلية الحربية ثم يتخرج يخش الكلية الحربية في وقت حكومة الوفد الحقيقة لأن حكومة الوفد سنة 1936 بعد معاهدة 1936 خلت الكلية الحربية متاحة لأبناء الفقراء لأن فيه حاجة فظيعة جدا تحصل ومع الأسف الشديد رجعنا نعملها أن الكلية الحربية وكلية البوليس يفرز عليها طبقيا وأنا أظن أن هذا من الأسباب المهينة للشعب المصري أنه شاب عاوز يلتحق بالجيش أو يلتحق بالبوليس فيتقال له تعالى قل لنا أنت أصلك إيه وأبوك يشتغل إيه يعني وبعدين إذا كان تحت حد معين أنا أعرف حالات وشوفتها ناس لجؤوا لي كثير جدا في هذا الموضوع وشفت حاجات مخزية للإدارة المصرية ولفكرة المواطنة حتى لكنه على أي حال وقتها يحسب لحكومة الوفد في ذلك الوقت إنها فتحت باب الكلية الحربية لأبناء الطبقة الفقيرة فدخل ناس زي أنور السادات وجمال عبد الناصر وحتى بعض أبناء الريف كل دول ما كانوش يدخلوا إطلاقا الكلية الحربية لو ما كانش حصل اللي حصل لكن أروح ألاقي جمال عبد الناصر دخل الكلية الحربية ألاقيه خرج وألاقيه هنا في مسألة مهمة قوي ألاقيه اختار مواقع الخدمة اللي ما حدش يروحها ثاني اختار يروح الصعيد ليه؟ لأن المرتب هناك زيادة ولأنه هنا يحس إنه ملزم بأن يساعد والده وألاقي الجوابات اللي من والده هنا الجوابات الأسرية هنا والدي العزيز مثلا أقبل أياديك وأرسل كذا ولدي العزيز جمال أفندي الألقاب لم ترفع لأنه الألقاب جديدة ولأنه الأب فرحان إنه عنده مبسوط على أي حال إنه عنده ابن ضابط ولم ترفع الألقاب والدي العزيز أقبل أياديك في كل جواباته وولدي العزيز جمال أفندي والجوابات كلها سلسلة الجوابات طويلة ومليانة حاجات قوي مليانة الظروف اللي ممكن تعيش فيها عائلة من هذا المستوى الابن يساعد الأب الابن يسأل الأب عن حاجة ثانية الابن يتكفل أيضا ببعض مصاريف الأخوة الكثر اللي جايين فهنا ألاقي فيه بداية إنسان وخذاه شؤون الحياة شوية وبعدين جاء هذا الشاب بدأ يتجوز بدأ يدور عن شريكة حياته وحقيقة وفق في السيدة تحية وأنا دائما أقول حاجة غريبة قوي إنه جمال عبد الناصر تقريبا حياته فيها ثلاث ستات يدوروا ثلاث سيدات فيه ظل امرأة حس بها هو يوم ثم حرم منها وهي والدته وفيه شبح امرأة كانت موجودة في الخلفية تؤثر وهي السيدة عنايات الصحن اللي هي زوجة والده وهو كان يشعر بتأثيرها وأنا مستعد أقول في حاجات كثير قوي في تصرفات كثير قوي بأمانة إنه هذه السيدة كانت معذورة لأنه عندها أولادها كمان فيه مشكلة هنا وبعدين جاءت السيدة تحية وهي كانت من عائلة أكثر يسر تنتمي للطبقة المتوسطة أبوها السيد محمد كاظم كان تاجر من أصل إيراني يتاجر مع شبه الجزيرة الهندية يجيب توابل ومحاصيل وأقمشة وحاجات كده وهي عائلة مستورة عندها دخل بشكل أو آخر لأنه أبوها لما مات أخوها الكبير مصطفى تولى أخذ كل حاجة زي ما يحصل في العائلات في ذلك الوقت عائلات الطبقة المتوسطة الصغرى الأخ الأكبر يتولى شؤون الأب ويدي لبقية الورثة هو ما يقدره وتحية هانم أظن كانت تأخذ من أخوها كل شهر حاجة حوالي 15 جنيه لما آتي أبص كيف عاش جمال عبد الناصر في هذه الفترة الغريبة قوي إنه كان يكتب حسابات وحسابات رجل ما عندوش هو رجل عرف يعني إيه حياة صعبة وعرف إنه عنده مرتب لا يتجاوزه هيعمل فيه إيه يعني وفيه جزء منه أيضا مخصص لمساعدة العائلية ألاقي حسابات وأنا بأشوف في حسابات بيته وألاقي خط جمال عبد الناصر كاتب إيه مثلا؟ شهر أغسطس سنة 1942 ده وهو متزوج بقى المهية 15 جنيه وبعدين كاتب حساباته بما فيها شراء ملوخية وشراء خضار وشراء سلطة وبعدين أعطى لعمه اللي هو كان عايش معه أعطى له ثلاثة جنيهات في الشهر ده وبعدين اشترى قلم وبعدين النجار كان عاوز يعمل شماعة في بيته فكتب حساب النجار.. النجار أخذ جنيه البوفيه واخذ منه كم إلى آخره ألاقي حسابات رجل ماسك حسابات وعامل دفتر توفير في البوسطة وألاقي في مرحلة من المراحل السيدة تحية تساعد تحط تقريبا حوالي خمسة جنيهات.. عشرة جنيهات في البيت وهي.. لكن ألاقي رجل يشتري بدلة باثنين جنيه دي مسألة مهمة قوي ويشتري مثلا حذاء مش عارف بمائة وعشرين قرش ويعطي تحية أول الشهر مش عارف يعطيها جزء كبير من الماهية وهكذا لكنه رجل يعني أنا ألاقي إنه دي هذه الحسابات اللي كاتبها هذا الرجل اللي كان واحد في عصر عمالقة ورجل من الناس اللي غيروا تاريخ المنطقة على وجه اليقين ورجل أنا مش عاوز أتكلم عليه دلوقتي بأي حاجة لكن هذا رجل ترك أثر.. أثر فادح في تاريخ أمته لكنه هنا ألاقي الإنسان أكثر من أي حاجة ثانية، الفترة دي كانت فيها فترة الضابط التحق بكلية أركان حرب وأنا أعتقد إن التحاقه بكلية أركان حرب كانت مهمة قوي من حيث حاجة غريبة قوي أولا خدمته انتقل من الصعيد من منقباد معسكر منقباد معه في منقباد كان معه عبد الحكيم عامر كان فيه معه في منقباد زكريا محيى الدين كان معه لفترة في منقباد أنور السادات ودي الفترة اللي أنور السادات كتب فيها كان يعني يعرفه وشافه وتكلموا في تنظيم الضباط الأحرار ولو إنه في هذه الفترة ما كانش فيه حاجة اسمها تنظيم الضباط الأحرار أبدا ولا حاجة أبدا كان فيه أسى عند بعض الناس أنا ألاقي جواب من جمال الناصر لواحد من أصدقائه اسمه الأستاذ حسن نشار بعد كده بقى أستاذ في الجامعة يكلمه جمال عبد الناصر على فاجعته لما عرف بحادث 4 فبراير وكيف إنه هذا البلد استبيح وكيف إنه هذا البلد أهين وكيف إنه هذا البلد ممثَّل في الملك فاروق في العرش ومرِّغ في التراب ورجل وأين الشعب وأين الناس وأين الجيش فيه رجل يصرخ في شاب مشاعره الوطنية تستيقظ على الشأن العام وهو ضابط وتصادف إنه جمال عبد الناصر في الوقت اللي عرف فيه في 4 فبراير كان موجود في العلمين ومعركة العلمين كانت على وشك تبدأ لكن وقتها بعض ضباط الجيش أرسلوا إلى بعض الخدمات الدفاعية فبقيت أنا شايف من الأوراق صورة هذا الضابط يكتب عن اللي آساه 4 فبراير وهو موجود يخدم دفاع القوات البريطانية في الخطوط الخلفية فهنا فيه حاجة تتولد جواه وبعدين ألاقي الشاب ده راح رفح خلص من هنا وقال عاوز يروح برضه ملحوظة مهمة قوي إنه قابل للخدمة في أماكن بعيدة رغم ما يكلفه ذلك من عناء لكنه قابل وأظن إنه موجودة في الكلام كثير قوي لأنه هو يقول لوالده بيقول له معلش أنا رايح العريش أو رايح رفح لأنه هناك المرتب فيه ضعف لأنه هنا رجل عاوز يشيل تكاليف أسرته وعاوز أيضا يساعد يشيل أسرته المباشرة وعاوز أيضا يساعد أهله وهو بعض المرات يبقى ضيق الصدر بهم قوي وفيه بعض جوابات ساعات فيه جواب منهم هو مجروح جدا من عمه بالرغم إنه كان يحب هذا العم عم خليل ده لكنه هو مجروح منه لأنه عمه خليل قال جمال عبد الناصر تأخر في إرسال خمسة جنيهات له في شهر من الشهور وتصادف إنه في هذا الشهر الأخوة اللي كانوا قاعدين عند العم خليل كانوا مشوا فإذا بعم خليل ده يقول إنه آه طبعا جمال ما بعتش الفلوس المرة دي لأنه أخواته مش هنا مشوا من عندي فإذا بجمال عبد الناصر يكتب جواب فيه جرح إنه كيف يتصور هذا وبعدين ضيق الصدر وهنا أنا مستعد أفهمه مستعد أفهم حد فيه مرات فيه أشياء تعمل ألم داخلي وتعمل مع الألم عند بعض الناس تعمل انكسار لكن عند بعض الناس تعمل كبرياء ويمكن ده اللي وصفه شوقي مرة وهو يتكلم على بتهوفن لما قال تفرد بالألم العبقري وأنبغ ما في الحياة الألم، هنا كان في رجل ينضج إلى ثائر نفعه زي ما قلت في كلية أركان حرب إنه راح فلسطين.. راح فلسطين كان في رفح لكن كان يعمل رسالته لكلية أركان حرب التخرج على الدفاع عن مصر على أساس خطة الجنرال ألمبي القائد البريطاني الشهير في الحرب العالمية الأولى اللي كان يدافع عن مصر أمام الأتراك واللي عمل دراسة كبيرة قوي على خطط الدفاع عن مصر وبعدين جمال عبد الناصر على أي حال يخلص كلية أركان حرب دارس قارئ إلى آخره راح فلسطين.. فلسطين كانت بالنسبة له رؤية بالنسبة لموقع مصر خصوصا لما ترتبط بالدفاع عن.. برؤى للعالم العربي خصوصا لما ترتبط برؤى الدفاع عن مصر، في فلسطين أعتقد فلسطين أضافت لجمال عبد الناصر الاتصال بين رؤى العالم العربي وبين ضرورات الأمن المصري وهنا أنا ألاقي فيه مشروع ثائر يتشكل لكن مشروع ثائر اللي جوه أكثر من اللي ظاهر منه تفاعلاته الداخلية بالكبرياء بالعزلة بالوحدة بمعاناة ما عاناه أكثر قوي مما يبدو على السطح يبدو كتوم يبدو ألوف يبدو بعيد يبدو مستغرق في اللي يعمله أكثر من اللازم حتى لما قام حصل انقلاب 23 يوليو وهو جاء موجود بقى معروف إنه هو الرجل القوي كان باستمرار هذا الرجل القوي ما قدرش يحل محل نجيب حتى لما أزيح محمد نجيب لأنه ببساطة ما كانش فيه حاجة عليه فيه حاجة بداخله أكثر مما هو يبدو في خارجه وأنا أعتقد إنه هذا الرجل تولى مسؤولية النظام بعد ما مشي محمد نجيب أو بعد ما أزيح محمد نجيب وهذا التمهيد من الشاب المتمرد إلى الشاب الحالم إلى الشاب اللي عايش في هموم حياته لو للحظة من اللحظات إلى الشاب اللي كبر على هموم حياته وعمل شيء معين مع مجموعة أخرى من الضباط وقاد عنده قدرة يقود ناس أنا أتصور إنه حاجة غريبة جدا إنه حد يقدر يجمع سبعين ضابط ثم ده يتسرب عشان يعملوا حاجة حتى الاغتيالات في الفترة الأولى ثم لا يتسرب السر ويبقى محفوظ هنا أنا أمام رجل من اللي ممكن يقولوا عليه في الإنجليزي (a Good Leader Men) رجل مهيأ لأن يقود رجال لكنه مش مفتوح وهذه مشكلة أنا أعتقد إن هذا الرجل انفتح مرحلة لاحقة.. مرحلة لاحقة عندما اتصل بالجماهير عندما أصبح له مشروع عندما اتصل بالناس هو بنفسه قال لي إيه؟ في مرة قال لي مرة إيه؟ قال لي إنه كان دائما يحس بحاجة جواه وإنه لغاية ما يوم من الأيام كان موجود في الإسكندرية بس كان 1956 في فترة السويس وفي إسكندرية كان عنده استقبال شعبي في هذه الفترة مذهل وأحس بالناس وبدأ يحس إنه في مشاعره جواه في حاجة ثانية في مشاعره وبعدين التفت شاف بلكونة شاف مين في البلكونة؟ شاف السيدة عنايات الصحن زوجة والده وهي كانت الشبح في حياته بصرف النظر عن أي حاجة ثانية ولقاها منهمكة على الناس تصفق يقول لي هو إنه بص للبلكونة ولمح السيدة عنايات وشافها تصفق بحماسة وساعتها حس إن فيه حاجة كبيرة قوي تنزل تغسل جواه في قلبه أشياء كثيرة جدا وأعتقد إنه في هذه الفترة بدأ الثائر كان يطل ينتظر فرصة لكي يظهر، تصبحوا على خير.