صيداويات - الرئيس سعد الحريري يرعى حفل بلدية صيدا إفتتاح المستشفى التركي التخصصي بمشاركة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وشخصيات رسمية لبنانية وتركية - 20 صورة
الرئيس سعد الحريري يرعى حفل بلدية صيدا إفتتاح المستشفى التركي التخصصي بمشاركة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وشخصيات رسمية لبنانية وتركية - 20 صورة
صيداويات - الخميس 25 تشرين ثاني 2010- [ عدد المشاهدة: 1598 ]
غسان الزعتري (إعلام بلدية صيدا) ورأفت نعيم (إعلام النائب بهية الحريري) ـ تصوير: غسان الزعتري ـ وليد عنتر ـ رئيفة الملاح
بدعوة من بلدية صيدا، رعى رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سعد الحريري إفتتاح المستشفى التركي التخصصي لطب الطوارىء والحروق في مدينة صيدا وبحضور ومشاركة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الذي وصل إلى مكان الحفل مع الرئيس سعد الحريري على رأس وفد تركي رسمي كبير ضم وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، وزير الصحة البروفسور رجب أكداغ، وزيرا الدولة ظافر شغليان وفاروق كيليك، نائب وزير التجارة الخارجية جمال الدين دملجي، رئيس اللجنة البرلمانية للصداقة اللبنانية التركية عبد الرحمن كورت، النائب في البرلمان التركي عمر كيليك، رئيس مجلس الأمن القومي التركي سيردار كيليك و السفير التركي في لبنان اينان اوزيلديز.
تقدم حضور الحفل : الرئيس فؤاد السنيورة ، ووزراء "الصحة محمد جواد خليفة ، التربية حسن منمينة ، والشباب والرياضة علي العبد الله ، ووزيرة الدولة منى عفيش، النائب نواف الموسوي ممثلا كتلة الوفاء للمقاومة ، النائب ميشال موسى ممثلا كتلة التنمية والتحرير ، والنواب "بهية الحريري عبد اللطيف الزين ، علي عسيران ، محمد الحجار ، وعماد الحوت " المفتون " الشيخ سليم سوسان، الشيخ حسن دلي والشيخ محمد عسيران" ، المطرانان الياس نصار والياس كفوري وممثل المطران ايلي حداد الأرشمندريت سمير نهرا ، القاضي الشيخ احمد الزين، محافظ الجنوب نقولا بوضاهر ، رئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان، النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، قاضي التحقيق الأول في الجنوب منيف بركات، والمحامي العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، ورئيس الهيئة الاتهامية في الجنوب القاضي خضر زنهور ، قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي، مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور ومدير مكتب مخابرات الجيش في صيدا العقيد ممدوح صعب، وممثل المدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العميد يوسف حسين الملازم أول لبيب سعد،وآمر مفرزة استقصاء الجنوب العقيد يوسف ابو خليل ، رئيس فرع المعلومات في الجنوب العقيد عبد الله سليم، امين عام تيار المستقبل أحمد الحريري ، نائب الأمين العام للجماعة الاسلامية الشيخ محمد عمار والمسؤولان السياسي بسام حمود والتنظيمي حسن ابو زيد ، وعضو المكتب السياسي لتيار المستقبل المهندس يوسف النقيب، ومنسق تيار المستقبل في الجنوب ناصر حمود، مسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة على راس وفد من الحركة ، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد الزعتري ، رئيس تجمع صناعيي الجنوب محمد حسن صالح، رئيس تجمع مزارعي الجنوب السيد هاني صفي الدين ، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية التركية المحامي محمد على الجوهري، السيد شفيق الحريري ورجل الأعمال السيد مرعي أبو مرعي، سفير تركيا في لبنان سليمان انان اوز يلدز، مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان صلاح اليوسف، مدير عام مؤسسة الحريري في لبنان مصطفى الزعتري، القنصل علي علاء الدين، وقنصل كوت ديفوار رضا خليفة، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات الرسمية والسياسية والاقتصادية والصحية والتربوية والأهلية .
وكان في استقبالهم النائب بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي واعضاء المجلس البلدي في مدينة صيدا.
وشارك في استقبال اردوغان والحريري آلاف الطلاب من مدارس صيدا والجوار الرسمية والخاصة الذين ارتدوا قبعات بيضاء حملت صورة اردوغان والحريري والعلمين اللبناني والتركي اللذين لوحوا بهما ايضا .
بداية ادت ثلة من قوى الأمن الداخلي والفرقة الفولكورية التركية الشعبية التحية للرئيسين الحريري وأردوغان، بعدها دخلا مكان الإحتفال وهما يشبكان أيديهما وقاما بتحية الحضور وسط عاصفة من التصفيق والهتافات للرئيسين الحريري وأردوغان .
السعودي
بعد النشيدين اللبناني والتركي، ولوحات فولكلورية من التراث اللبناني والتركي قدمها طلاب مدرسة البهاء وفرقة فولكلورية تركية وترحيب من عريف الحفل الدكتور نادر سراج ثم القى رئيس البلدية المهندس محمد السعودي كلمة جاء فيها:
بداية أرحب بكم جميعا وأهلا وسهلا بكم في مدينتكم صيدا. نجتمع اليوم لتدشين هذا الإنجاز، والذي جاء نتيجة لتضافر كل الجهود وتوحدها، بدءا من إعلان النية من حكومة تركيا، وتنسيقها مع حكومة لبنان ووزارة الصحة مرورا إلى قطعة الأرض التي قدمتها البلدية والعمل الإحترافي الذي نفذته الشركة التركية، وصولا اليوم إلى... جلبدينيز باشباكان (أهلا وسهلا دولة الرئيس)
دولة الرئيس،
بكل محبة وتقدير انقل اليكم والى بلدكم العزيز شكر صيدا عاصمة الجنوب على هذه الهبة، والتي تكرس دور صيدا الاستشفائي على صعيد لبنان في المرتبة الثانية بعد بيروت. إن هذه الهبة وان كانت قد حطت في صيدا لكنها حقيقة لكل لبنان، وهي تصب في خانة دعم صموده ومقاومته، كون صيدا هي نقطة ارتكاز نظام الطوارىء للجنوب.
ليس غريبا أن تكون هذه الهبة مستشفى متخصص للحروق، فأنتم لطالما وقفتم إلى جانب لبنان في تعافيه من حروقه بعد كل اعتداء اسرائيلي عليه. ونحن في هذا المجال كلبنانيين، نشكر لكم يا دولة الرئيس انحيازكم الدائم لقضايا لبنان، وعلى دعوتكم المتواصلة للبنانيين لشبك اياديهم والتوحد لتأمين استقلال وأمن وتقدم لبنان، ونشكركم على دعمكم الدائم لاستقرار النظام فيه من خلال دوركم المتواصل لاستقرار المنطقة، وعلى تأكيدكم دوما على حق لبنان في المقاومة لتحرير أرضه المحتلة والدفاع عن سيادته واستقلاله بمواجهة كل عدوان اسرائيلي .
دولة الرئيس
من صيدا التي حملت منذ البداية هموم القضايا العربية والقومية والاسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين وباسمي وباسم مدينة صيدا وبإسم خمسين ألف فلسطيني تحتضنهم صيدا، أقول لك يا دولة الرئيس، شكرا (تشكرات) ... شكرا على وقفتكم الشجاعة في منتدى دافوس ... وشكرا على وقفتكم الشجاعة ضد حصار غزة، وتحية لأرواح الشهداء الأتراك الذين سقطوا في اسطول الحرية على درب كسر الحصار وشكرا على مواقفكم التي تؤكد كل يوم أن قضية فلسطين ليست فقط قضية عربية أو حتى اسلامية بل هي قضية كل حر في هذا العالم .
ايها الحفل الكريم
أن العلاقة بين الشعبين اللبناني والتركي ليست بجديدة، بل هي امتداد عريق لتاريخ يعود آلاف السنين، نسجت خلالها شعوب المنطقة شبكة من الحضارات والمعارف والعلاقات الإنسانية التي لا يمكن أن تنفصم. ثم جاء الإسلام ليرسخ عمق هذا البنيان، ويفتح آفاق الأخوة الاسلامية التي لا تعرف معنى للحدود الجغرافية ونحن نتطلع لمزيد من توثيق العلاقات وبهذا نرسم معالم الشرق الأوسط الجديد، ليس كما يريده الآخرون بل كما نريده نحن، نموذجا للسلام والمساواة والعيش المشترك .
الوزير خليفة :
وألقى وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة كلمة نوه فيها بجهود بلدية صيدا لإنجاز المستشفى التركي بعدما قدمت البلدية قطعة الأرض بقرار من المجلس البلدي السابق برئاسة الدكتور عبد الرحمن البزري، واليوم يتم إفتتاحه بمتابعة من المجلس البلدي الحالي برئاسة المهندس محمد السعودي.
وأضاف: يسعدني ويشرفني أن اشارككم اليوم في استلام المستشفى التركي ، هذا المستشفى المميز والفريد من نوعه في لبنان وفي المنطقة .. انني اذكر جيدا عندما التزمت دولتكم بعد عدوان 2006 خلال مؤتمر اعلان النوايا بتقديم هبة بقيمة عشرين مليون دولار ، وردت تحت فقرة " محي آثار العدوان الجسدية والنفسية عن جنوب لبنان ولبنان من هذا الاعتداء المدمر " اذكر جيدا عندما استشرنا دولة الرئيس وسفيركم آنذاك في لبنان الدكتور سردار ، وقررنا أن نحدد هدف هذه الهبة من دولتكم الكريمة لأسباب أهمها :
ايماننا بأن اسرائيل لن يكون آخر عدوانها عدوان 2006 لنمحي آثاره .. فقررنا انشاء مؤسسة قادرة على مواجهة العدوان الكامن والدائم من الجانب الاسرائيلي تجاه لبنان. فكلما اعتدت علينا اسرائيل ، كلما ازدادت معنويات شعبنا النفسية واستقراره النفسي خلافا لذلك ، وكذلك قررنا ان تكون هذه المؤسسة هي عربون احترام وتقدير وان لا تكون مجرد مشروع مادي أو مشروع فيزيائي . ان هذا يفتح آفاقا كبيرة بين شعبينا وان كانت البوابة الصحية مدخلا له ، فنحن نعتبر مع استلامنا هذا المشروع وفي هذا اليوم، ليس نهاية المطاف ، بل بداية آفاق تعاون . فكما سبق وعمل الجميع بجد وببعد عن الأنانية وعن الخصوصيات ، ان كان من بلدية صيدا ونواب المدينة ، ودولة رئيس الحكومة ، وفريق عملكم التركي ، وفي مقدمته تيكا ومجلس الانماء والاعمار وكذلك سفارتكم ووزارة الصحة ، على أن تكون هذه المؤسسة مدروسة بشكل جيد ان كان من حيث اختيار المكان ، فهي مستشفى مميزا لمعالجة الطوارىء والحوادث والكوارث، انها في عاصمة الجنوب وحاضنة الجنوب صيدا ، انها في عاصمة المقاومة وعاصمة الشهداء .. انتم لمستم المرارة .. حدثونا عن السلام فجربتموهم ، وحدثونا عن الأعمال الحضارية بالاعتصامات وفك الحصار فدماء شهداؤكم على شواطىء مدينة صيدا .. لا نثق بهم ولا بسياساتهم .. العالم يكافئهم باعطائهم الحوافز ليتوقفوا بضعة اسابيع عن هدم المنازل في غزة وفي القدس .
ان ما تقدموه اليوم هو ابعد مستشفى لنا وأكبر من مؤسسة ، سوف تفتح آفاق التعاون على الصعيد الصحي والطبي وادارة المستشفيات وتبادل الخبرات . بل اننا ننظر الى ذلك احد دعائم صمودنا واستمرار مقاومتنا ، فخرجنا من الاعتداء الأول حكومة وشعبا ومقاومة وجيشا اقوياء ، وان شاء الله باحتكامنا الى مؤسساتنا والى وحدتنا الوطنية وحوارنا ، والى دعمكم نخرج اقوى نحن واياكم وجميع الشعوب المستضعفة في العالم وشكرا لكم .
وزير الصحة التركي
بدوره وزير الصحة التركي البروفسور رجب أكداغ دعا وزراء الصحة في انحاء العالم ومنظمة الصحة العالمية الى التضامن من اجل انهاء الظلم الذي يلحق بالمرضى مؤكدا انه لا يحق لاسرائيل او لاي جهة اخرى ان تترك النساء والاطفال والحوامل عاجزين وغير قادرين عن تلقي العلاج ومشددا على ان تركيا وكما يقول رئيس وزرائها اردوغان ستبقى دائما ترفع صوتها عاليا اتجاه الظلم ...
وجاء في كلمته : ان المستشفى التركي الذي ندشنه اليوم في صيدا انه ليس خدمة صحية فقط مهداة من قبل تركيا الى لبنان وصيدا انه جسر من المحبة قد عقد بين شعبي البلدين ، وبتعليمات من رئيس وزرائنا السيد رجب طيب اردوغان وبالتعاون بين وكالة المساعدات الدولية التركية (تيكا) ووزارة الصحة التركية ، راينا هذا المشروع مشروعا هاما جدا راينا ان اخواننا في صيدا وهنا بالذات بحاجة ماسة الى مثل هذا المستشفى التخصصي وحمدا لله على ان جسر المحبة هذا عن طريق هذا المستشفى قد اسس اليوم احب ان الخص التالي ان الشعور بالالم الذي نعاني منه عندما يتالم احد مواطنينا في الاناضول نستشعره عندما يتالم اخونا واخوتنا في لبنان وبيروت وصيدا وغزة ، احب ان اؤكد على التالي ان عملنا لن ينتهي اليوم بتسليمكم المستشفى بل سنعمل يدا بيد ومعا متقاسمين خبراتنا من اجل ادارة هذا المستشفى وتشغيله ، لاننا نعلم جيدا ان الابنية بحد ذاتها وبما تحتويه من الات لا تقدم الخدمة الطبية اللازمة انما الخدمة الطبية لا تاتي الا عندما يتكامل العنصر البشري مع ما ذكرته وهذا ما سنستمر بالعمل عليه ، وبالاذن من رئيسي الوزراء احب ان اقول اخيرا اهيب بكل وزراء الصحة في انحاء العالم ومنظمة الصحة العالمية ايضا لا يحق لاسرائيل ولا لاي جهة اخرى ابدا ان تترك النساء والاطفال والحوامل عاجزين وغير قادرين على تلقي العلاج ابدا يجب ان يتساند موظفو منظمة الصحة العالمية مع وزراء الصحة في انحاء العالم هؤلاء الذين يسهرون على صحة البشر ان يتضامنوا من اجل انهاء الظلم الذي يلحق بالمرضى هم الذين اقسموا على تامين الرعاية الصحية للناس يجب ان يعتبروا هذه المشكلة مشكلتهم وان يعملوا على تلافيها وتلافي اثارها وكما يقولها رئيس وزرائنا دائما سنرفع اصواتنا عاليا اتجاه الظلم مرة اخرى اقول لكم ان ضمائرنا معكم ان قلوبنا تنبض مع قلوبكم ..
الرئيس الحريري
وألقى رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سعد الحريري كلمة جاء فيها:
أهلا بك يا دولة الرئيس في صيدا، عاصمة جنوب لبنان، خط الدفاع الرئيسي عن سيادة لبنان في مواجهة العدوان الاسرائيلي.
أهلاً بك في مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، صديق تركيا، الذي آمن بالعلاقات اللبنانية - التركية، ووضع حجر الأساس لانطلاقها من جديد. أنت هنا بين أهلك ومحبيك، والمشاعر الطيبة التي ستسمعها من كل القيادات والفعاليات، تختصر مشاعر جميع اللبنانيين، تجاه صديق لبنان الكبير، دولة الرئيس رجب طيب أردوغان.
أنا لا أضيف شيئاً جديداً، عندما أقول يا دولة الرئيس، ان شعبيتك في لبنان شعبية كبيرة، فأنت زعيم اسلامي بامتياز، ارتقيت بمفهوم الاعتدال الاسلامي، الى أعلى المراتب العالمية، وأعدت الى تركيا أمجاد دور اقليمي وعالمي، شكل قيمة حقيقية مضافة الى العالم الاسلامي في الساحة الدولية.
اللبنانيون، لن ينسوا وقوف تركيا الى جانبهم، سواء من خلال مواجهة تداعيات الحرب الاسرائيلية، أو من خلال جعل الاستقرار اللبناني اولوية من اولويات السياسة التركية. وهذا المكان ليس الشاهد الوحيد على وقوفكم معنا. انه نموذج عن صداقة قوية، نريد لها ان تتحرك في مختلف الابعاد السياسية والاقتصادية والانسانية والسياحية.
أن تكون تركيا، يا دولة الرئيس، دولة مؤثرة في القرار الاقليمي، معناه بالنسبة لنا ان هناك دولة صديقة ستكون الى جانب لبنان، ونحن بدورنا سنكون أوفياء لهذا الدور.
وحضورك اليوم يا دولة الرئيس، رسالة إطمئنان الى كل اللبنانيين، بأن بلدهم سيكون بخير. وبأن الأصدقاء الأوفياء أمثال رجب طيب أردوغان، لن يتخلوا عن مسؤولياتهم في دعم لبنان، وحماية إستقراره الوطني، ومعالجة أسباب القلق التي تحيط به. ونحن بدورنا، نؤكد لك يا دولة الرئيس، ان لبنان سيكون بخير، بإذن الله، وان اللبنانيين، بكل أطيافهم وفئاتهم السياسية، لن يفرطوا بوحدتهم الوطنية، مهما تصاعدت حدة الخطاب السياسي، ومهما سمعتم من حملات الكر والفر الإعلامية.
خيارنا في هذا البلد، أن نعيش معاً، وأن نعمل معاً، وان نتوحد في مواجهة التحديات الإسرائيلية، وان نعالج قضايانا بالحوار ثم بالحوار. لن نيأس يا دولة الرئيس، من الدعوة الى تحكيم العقل، ومن التمسك بالحوار الوطني بقيادة فخامة الرئيس ميشال سليمان، سبيلاً وحيداً لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، وفي ظل مظلة عربية، توفرها بحمد الله. المساعي المشتركة للقيادتين في المملكة العربية السعودية وسوريا.
أقول هذا الكلام، لأنني أؤمن، بأن الوحدة الوطنية اللبنانية، باتت تشكل عنصراً حيوياً في الشراكة الإستراتيجية التي نتطلع الى قيامها مع تركيا. فإستقرار لبنان، جزء لا يتجزأ من إستقرار المنطقة، وأصبح خلال العقود الثلاثة الماضية، بمثابة المؤشر السياسي العام للإستقرار الإقليمي، ونقطة الإرتكاز الرئيسة، في تكوين مناخات التواصل الإقتصادي والإنمائي والإنساني بين الدول.
وإذا كانت تركيا، قد نجحت، بقيادتكم، يا دولة الرئيس، في إحراز خطوات متقدمة على طريق التواصل، وفتحت آفاقاً واسعة، نحو علاقات عربية - تركية متجددة ومتينة، فإن لبنان يرشح نفسه، لأن يكون حلقة اساسية في هذه العلاقات، وجسر عبور لمزيد من الجهود والأفكار، نحو شراكة إستراتيجية بين تركيا والدول العربية. إننا ننظر بإرتياح كبير، الى تطوير علاقاتكم مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة، ونجد في اطر التنسيق والتعاون التي توصلتم اليها، نموذجاً يستحق الإستكمال، والمتابعة والرهان، مؤكدين الحرص على ان نكون شركاء، في اي جهد، لقيام منظومة إقتصادية إنمائية عربية - تركية، سيكون لها من دون شك موقعاً مرموقاً في الخريطة الإقتصادية العالمية.
دولة الرئيس،
أيها الأصدقاء،
القضايا التي هي محور إهتمامنا المشترك كثيرة ومتنوعة. ومجالات التعاون التي حققناها حتى الآن، مفيدة، والحمد لله، لكلٍ من لبنان وتركيا. سواء على المستوى الإقتصادي والثقافي والسياحي، او على المستوى السياسي. لكنني اريد ان الفت، في هذه المناسبة، الى أهمية الدور المحوري لتركيا، في مسألتين رئيسيتين، إنطلاقاً من الوزن التاريخي المميز لتركيا في المجالين الإقليمي والإسلامي. المسألة الاولى، تتعلق بدور تركيا في الصراع العربي - الإسرائيلي، والنقلة النوعية التي تحققت معكم على هذا الصعيد، وأسهمت في تغليب القواعد الإنسانية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، على المصالح المفترضة للعلاقات بين الدول. وهو ما كان محل تقدير الشعوب والحكومات العربية، التي وجدت في تركيا وشعبها وقيادتها، رافدا كبيرا من روافد الإنتصار للحقوق العربية، ولحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة تحديداً، في وجه السياسات الإسرائيلية ومخاطرها على السلام الإقليمي. والمسألة الثانية، يا دولة الرئيس، تتصل بدور تركيا في حماية الوجه الحضاري والإنساني، للتنوع الديني في الشرق، لا سيما لدوركم في تفعيل حوار الحضارات والأديان، وجعله عنواناً لثقافة الإعتدال الإسلامي، ومدخلاً للتكامل مع مقررات السينودس الذي عقد مؤخراً في الفاتيكان، والخاص بحماية الوجود المسيحي في الشرق.
إننا في لبنان، نعوَل على دور تركي مميز في هذا الشأن، بمثل ما نعَول على دور مماثل لجامعة الدول العربية، التي يجب أن تتحمل مسؤولياتها، في توفير عوامل الأمان والإستقرار والسلامة لمواطنيها من كل الأديان والطوائف. هذه مسؤولية قومية ومسؤولية إسلامية، تستحق الرعاية على أعلى المستويات، بمثل ما تستحق صيغة العيش المشترك الإسلامي - المسيحي في لبنان رعاية الأصدقاء والأشقاء جميعاً.
شكرا يا دولة الرئيس مرة ثانية على هذه المستشفى، كما أود أن أشكر أهل صيدا جميعا، وأكشر كافة الحاضرين، ففصيدا هي عاصمة الجنوب، ونأمل أن تبقى دائما في أياد أمينة، أيادي عمتي بهية، وإن شاء الله نحافظ على العيش المشترك فيما بيننا.
عشتم عاشت الصداقة اللبنانية التركية وعاش لبنان.
والآن أقدم لكم الرئيس أردوغان، الذي كان يقف دائما إلى جانب كل القضايا المحقة والعادلة، ليس فقط بالنسبة للبنان، بل أيضا بالنسبة لفلسطين والعراق وأفغانستان وإيران وكل الدول الأخرى. هذه هي سياسية دولة الرئيس أردوغان، الصديق الكبير للرئيس الشهيد رفيق الحريري، والصداقة مستمرة مع لبنان.
أردوغان
الكلمة الأخيرة كانت لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الذي صعد إلى المنبر على وقع التصفيق والهتافات الحارة من الجمهور وآلالاف من طلاب المدارس الذين شاركوا في إستقباله.
إستهل أردوغان كلمته قائلا:
أخي الغالي رئيس الوزراء سعد الحريري ، اخوتي الأحباء جميعا ، اشكركم على هذا الجو الذي هيأتموه اليوم ، أحيي اهل صيدا من صميم قلبي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ما شاء الله صيدا طيبة ، والمستشفى التركي طيب ، وانا اتمنى ان يكون المستشفى التركي للصدمات والحروق فاتحة خير وسرور لأهل صيدا ولبنان .
اشكر جميع من ساهم في ايصال هذا المبنى الى حيز الوجود ابتداء من رئيس الوزراء وافراد حكومته وتيكا ووزارة الصحة والرئيس السنيورة وعمة رئيس الوزراء السيدة الحريري والمعماريين والمهندسين والعمال ، وكل من تابع العمل على مسار تحقيق هذا المستشفى من رؤساء بلديات ووزراء منذ بداية العمل الى الآن . اشكر وزيري صحتنا فهما تابعا هذا المشوار عن كثب ، انني اؤمن بأن مستشفى مثل هذا سيسد ثغرة من ثغرات الطلب على هذا النوع من المستشفيات في لبنان وفي صيدا .
وكما تعلمون بان اول خطوة خطيت في هذا المضمار عام 2008 خلال الزيارة التي قام بها السنيورة وعندها تم توقيع هذه الاتفاقية ، هذه المستشفى تزخر باحدث التجهيزات الطبية ،انني اؤمن ان هذا المركز سيلعب دورا كبيرا من الناحية التعليمية وتفير الرعاية الصحية لأهل صيدا ولبنان جميعا
الى الآن افتتحنا 55 مدرسة ، واعمالنا لبناء 15 مدرسة اضافية مستمرة ، وكذلك سلمنا لبنان مركزين صحيين ، وتيكا تستمر في جهودها من اجل تأمين الموارد المائية لبعض البليدات في لبنان وكذلك حاجتها \لبعض سييارات الاسعاف ، وكذلك مستمرة بخدماتها الثقافية ، فنحن نعرف وندرك تماما وظيفتنا تجاه اعادة اعمار لبنان وسنقوم دائما بهذه الوظيفة على اكمل وجه ان لبنان هو شقيق تركيا وانتم اشقاؤنا ، وان الآلام التي عانيتم منها في 2006 عانينا منها وشعرنا بالألم ذاته آنذاك ، لذا فاغنءا لبنان بمثل هذه المراكز هو سبب لشعورنا بالسعادة ،
لا اريد ان اطيل عليكم ، الا انني احب ان اركز على موضوع واحد
نحن واحد ، متحدون ، وهذا الوفاق وهذه الوحدة يجب أن نحافظ عليها ونمنع المغرضين من التسلل اليها .
ان لبنان كان ولا يزال مثالا للتعايش ولوحدة الألوان ، وان لبنان قد تعايشت فيه كافة الكمذاهب والأديان على مر التاريخ ، لكن ومن فترة لأخرى ظهر من كان يغرض ويحب ان يسيء الى هذا الوئام . يجب أن لا نترك لهم الفرصة ، يجب أن نمشي معا الى المستقبل على قاعدة اساسها اللبنانية ..
اذا نجحنا في هذا فلتثقوا بان لبنان ستكون النجمة الساطعة في هذه المنطقة . انظروا الى هذا الساحل ، سألت قبل قليل فقيل لي أنه ستون كلم من الجمال الآخاذ ، يجب أن لا ندع فرصة لأحد لأن يلوث هذا الجمال .. يجب أن لا يفتح المجال لأحد لان يلوث هذا الجمال بالدماء ، يجب أن نصون هذا المكان بالسلام ، احييكم ضمن هذه العواطف ..
مبروك لكم المستشفى التركي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تبادل نسخ هبة القرآن الكريم بين أردوغان والنائب الحريري
بعد ذلك قدمت النائب بهية الحريري نسخة هبة من القرآن الكريم للرئيس أردوغان الذي بدوره قدم لها نسخة هبة أيضا من القرآن الكريم.
***
ويتعرف للطفل الفلسطيني
رجب طيب أردوغان شناعة
كما حضرت عائلة الطفل الفلسطيني (من مواليد مخيم عين الحلوة) ويبلغ عمره 5 أشهر وقدمه للرئيس أردوغان ليتعرف عليه بعدما أطلقت إسمه تيمنا بإسم أردوغان حيث ولد بعد ثلاثة أيام من المجزرة الصهيونية بحق أسطول الحرية التركي لكسر حصار غزة.
وحمل أردوغان الطفل وقبله والديه إبراهيم شناعة وزوجته خديجة
_الطفل رجب طيب أردوغان إبراهيم شناعة حملت وثيقة ولادته تاريخ 17 حزيران 2010
كما قدم لأردوغان مجسم لأسطول الحرية تحية من صيدا الى شهداء اسطول الحرية
وفي الختام أزاح الرئيس الحريري وأردوغان الستارة عن اللوحة التذكارية فجولة في أرجاء المستشفى التركية