النهار - جنبلاط: لا أحد يمازح بالاستقالة من الحكومة ولا نستطيع أن نبقى في هذا الاصطفاف المذهبي
الجمعة 15-10-2010
جنبلاط: لا أحد يمازح بالاستقالة من الحكومة
ولا نستطيع أن نبقى في هذا الاصطفاف المذهبي
اكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ان "احدا لا يستطيع ان يمازح بالاستقالة من الحكومة، فهذا مزاح كبير يعرض البلاد للفراغ". وطالب رئيس الوزراء سعد الحريري "والغير بأن يتفقوا على طريقة اخراج البلاد من هذا المأزق"، محذرا من "اننا لا نستطيع ان نبقى في هذا الاصطفاف المذهبي لانه قد يتجاوز موضوع اغتيال الشهيد رفيق الحريري والشهداء الآخرين".
تحدث جنبلاط امس الى محطة "بي بي سي" العربية، وهنا بعض المقتطفات البارزة من المقابلة:
• هل وليد جنبلاط اليوم قلق كما الناس قلقة من احتمال عودة اشكالات مذهبية في الشارع؟
- الناس قلقون لانهم يشعرون بهذا التراشق الاعلامي والسياسي الذي لم يتوقف الا لفترات، الناس قلقون انا قلق. انني ألفت الساسة والمسؤولين الكبار الى ان هناك شيئا ما غير طبيعي.
• هذا الشيء يستند الى مخاوف من قرار ظني وتبيين ان ارجاء القرار الظني غير ممكن، ماذا لو صدر قرار يتهم حزب الله؟
- في كلا الحالتين، سواء ارجئ القرار او لم يرجأ، نحن نعالج، نؤجل المشكلة، طريقة التعامل مع القرار الظني بعد شهر او ستة اشهر في ان ندخل موضوع التحقيق من بابه الواسع، يعني شهود الزور، عندما نكشف ان هناك شهادات زور اعطيت جعلتنا في مرحلة معينة نتهم النظام السوري بأنه كان وراء الاغتيالات، اذا نستطيع لاحقا ان نقول ان هذا التحقيق لتلك المحكمة الذي يحاول اتهام حزب الله بأنه وراء الاغتيالات هناك في مكان ما، هذا الامر مغلوط.
• ولكن هناك رأيا ان احدا لا يعرف ما هو مضمون القرار الظني؟
- القرار الظني سرب من لبنان قبل مرحلة معينة وصدر الى حد ما في الاعلام في "دير شبيغل"وقبلها في صحيفة "لو فيغارو"، هذه هي معلومات القرار الظني الا اذا كان هناك معلومات اخرى، ولكن حتى اللحظة نستند الى "دير شبيغل" ونعتبر ان "دير شبيغل" مجلة محترمة وبعضهم، من لبنان ربما سرب لها معلومات كالتي تتهم فيها او تظن ان بعض العناصر "غير المنضبطة" كما يقولون من حزب الله وراء الاغتيال.
• لكن هناك استنفارا في المقابل من سعد الحريري، رئيس الحكومة وتياره وقوى الرابع عشر من آذار على الموقف من موضوع شهود الزور، وهذا يحدث اشكالا داخليا حاليا؟
- اخالفهم الرأي ولكن ماذا استطيع ان افعل، سوى ان اوصي بالهدوء انا مختلف معهم، نعم.
• ما هو التوقع من سعد الحريري لانقاذ الموقف في هذه الحالة؟
- المطلوب من سعد الحريري ومن الغير ان يجلسوا، قلت ان يجلسوا رويدا رويدا ويتفقوا على طريقة اخراج البلد من هذا المأزق. لا نستطيع ان نبقى في هذا الاصطفاف المذهبي لان الامر اوسع بكثير من موضوع. قد نتجاوز موضوع اغتيال الشهيد رفيق الحريري والشهداء الآخرين الى ان تتوتر الاجواء واذا ما توترت قد نصبح كما يجري اليوم في العراق وغيره، وهذا الامر يخدم بعض السياسة الغربية التي تريد تخريب العلاقات الاسلامية – الاسلامية والعربية – العربية من اجل تغطية ما يجري في فلسطين من تهويد كامل، وبالأمس كان القرار - القانون الشهير بأن اسرائيل دولة يهودية، اذاً هذه مقدمة لتهجير عرب فلسطين، عرب الداخل.
• هل تعملون على خط سعد الحريري – "حزب الله" لتأمين عقد لقاء من هذا النوع؟
- هذا الامر لا يعود الي، عليهم هم أن يقرروا كيف يجتمعون بعيداً من التأثيرات الخارجية لمصلحة المقاومة والعدالة والتحقيق.
• هذا يعني انكم اصبحتم في مرحلة التشكيك في القرار الظني حتى قبل صدوره؟
- صحيح، لان هذا القرار الظني صدر علينا، تقريباً معروف ما هو القرار الظني الى إشعار آخر، قالوا لنا انه يتهم الحزب، نرفض هذا الموضوع لكون قسم من التحقيق بني على قرائن خاطئة.
• وماذا تقول عندما يعلن سعد الحريري او المحيطون به انهم ينتظرون القرار، فاذا لم يستند الى قرائن حسية سيرفضونه، واذا كان مسيسا سيرفضونه؟
- هذا يعني انه مسيس بالاساس لانه كما اعلن في الاعلام مجددا يراد ان يستخدم هذا التحقيق من اجل ضرب الوحدة الوطنية اللبنانية، انه مسيس.
• هل تعتقد ان سعد الحريري يستطيع ان يخرج علنا ويقول قبل صدور القرار ان المحكمة مسيسة ويريد الاستغناء عنها، هل هذا هو المطلوب؟
- لست ادري، عليك ان تسألي صاحب العلاقة الشيخ سعد الحريري الذي اعتقد انه حريص على الوحدة الوطنية وخصوصا العلاقات الاسلامية – الاسلامية.
• هل موقف كهذا ينقذ الوضع؟
- موقف كهذا يخفف كثيرا التوتر، وعندها سويا نبني طريقة الخروج من التوتر في الازقة وفي غير الازقة من اجل مواجهة المستقبل، لاننا سنواجه في المستقبل اخطارا اخرى.
• هنالك سيناريوات عدة منها دفع سعد الحريري للاستقالة وتكليف شخصية سنية اخرى؟
- هو يعلم ان لا مفر من وجوده من اجل انقاذ هذه البلاد، وهو يتمتع بالحكمة والصدقية والجرأة بان يخرج هذه البلاد من المأزق بالتعاون مع الفريق الاخر، ولكن لا نستطيع ان نكمل بهذا التراشق، هنا ابواق وهنالك ابواق وكأن لا شيء يحدث.
• واذا استقال هل تسمون شخصية اخرى؟
- نسمي سعد الحريري.
• وهل تنسحبون من الحكومة في حال لم يوافق على رأيكم في موضوع شهود الزور؟
- لا أحد يستطيع أن يمازج بالاستقالة أولاً أو الانسحاب من الحكومة هذا مزاح كبير يعرض البلاد لفراغ. الموضوع يعالج اليوم بالحوار والتوافق. عندما تصل الامور الى تلك المرحلة الحساسة من مصير الوطن لا نستطيع ان نمازح باستقالة او اعتكاف او ما شابه.
• هناك اجواء محيطة بانه لن يقبل بالتنازل اكثر في موضوع شهود الزور؟
- المطلوب التنازل من الفريقين لان اللعبة الكبرى ولعبة الامم أكبر منا، واذا كان البعض يظن اننا اذا ذهبنا الى تلك الدولة واستمعنا الى هذه النصيحة او تلك من هؤلاء، فان رؤساء الدول هؤلاء لا يبالون بلبنان ويحرضون عليه ولا يملكون القدرة حتى على التأثير بلبنان.