النهار - البابا يُطالب بحرية العبادة لمسيحيي الشرق الأوسط
البابا يُطالب بحرية العبادة لمسيحيي الشرق الأوسط
تحدث البابا بينيديكتوس السادس عشر، لدى اختتامه رسمياً امس سينودس أساقفة الشرق الاوسط الذي انعقد في الفاتيكان، عن "النزاعات والحروب والعنف والارهاب" في الشرق الاوسط، مؤكدا ان "السلام ممكن وملح".
وقال في عظة القاها في بازيليك القديس بطرس ان "النزاعات والحروب والعنف والارهاب مستمرة منذ فترة طويلة في الشرق الاوسط. السلام الذي يعتبر نعمة من الله هو ايضاً نتيجة جهود ذوي النيات الحسنة ومؤسسات وطنية ودولية وخصوصاً الدول الاكثر ضلوعاً في مساعي التوصل الى حل للنزاعات". واضاف: "يجب عدم الرضوخ ابداً لغياب السلام. السلام ممكن وملح وهو شرط حتمي لحياة تليق بالانسان والمجتمع".
وشدد على ان افكاره تتجه نحو "العديد من الاشقاء والشقيقات الذين يعيشون في منطقة الشرق الاوسط ويجدون انفسهم في اوضاع صعبة … أكان ذلك لمشكلات اقتصادية، ام بسبب الاحباط، او التوتر واحيانا الخوف". ورأى: "ان المسيحيين يمكنهم، بل عليهم، اعطاء مساهمتهم... ليصيروا صناع سلام ورسل مصالحة من اجل خدمة كل المجتمع". ولاحظ ان بعض الدول في الشرق الاوسط يسمح بحرية المعتقد، لكن "المساحة المتاحة لحرية ممارسة الدين محدودة كثيراً في الغالب".
ولفت الى ان "هناك مساهمة اخرى يمكن ان يحملها المسيحيون الى المجتمع وهي ترويج حرية دينية و(حرية) معتقد اصيلة، وهذا من الحقوق الاساسية التي يتعيّن على كل دولة احترامها دوماً". وذكر ان هذه الحرية "قد تصير موضوع حوار بين المسيحيين والمسلمين، حوار اكد مجدداً طابعه الملح والضروري" المشاركون في السينودس.
وقبل القاء البابا عظته، اقيم زياح رسمي في الكاتدرائية ضم نحو 180 رجل دين قدموا من الشرق الاوسط وشاركوا في اعمال السينودس ورفعوا الصلوات بلغاتهم، الايطالية واللاتينية والعربية والتركية والعبرية والفارسية.
وقد انهى السينودس الذي استمر اسبوعين، اعماله السبت بالمطالبة بـ"انهاء الاحتلال الاسرائيلي في مختلف الاراضي العربية"، والتشديد على انه لا يحق للدولة العبرية الاستناد الى الكتابات التوراتية لتبرير سياستها الاستيطانية.
الى ذلك، اعلن البابا في ختام عظته ان السينودس العام العادي المقبل سيعقد في 2012، وان موضوعه سيكون "التبشير الجديد بالانجيل من اجل نشر الايمان المسيحي".
عباس
• في رام الله (الضفة الغربية)، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدعوة سينودس أساقفة الشرق الاوسط الى "انهاء الاحتلال الاسرائيلي في مختلف الاراضي العربية". وقال :"نحن ننضم الى المجمع الكنسي في دعوته المجتمع الدولي لدعم القيم العالمية للكرامة والحرية والعدالة... هناك مسؤولية اخلاقية وقانونية، ويجب على المجتمع الدولي الاستمرار على نحو فعال لوضع نهاية سريعة للاحتلال الاسرائيلي غير المشروع". واعتبر ان هذه الدعوة من الفاتيكان "يجب ان تكون رسالة إلى حكومة إسرائيل عندما يدعون أن القدس هي فقط لهم... رؤيتنا ان القدس مفتوحة ومشتركة لدولتين وثلاثة أديان، مما يناقض مفهومهم للقدس باعتبارها مدينة يهودية خالصة لهم".
وتطرق الى الاجراءات الاسرائيلية في مدينة القدس، فقال انها "تهدف الى تطهير المدينة عرقياً من سكانها الأصليين المسيحيين والمسلمين". وأكد ان "المسيحيين في الأراضي المقدسة هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وتهجيرهم من فلسطين يؤدي الى الأضرار بالهوية الوطنية وآفاق الدولة في المستقبل".
اسرائيل
وفي القدس، قال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون في بيان: "نعبر عن خيبة املنا من تحول هذا المجمع المهم الى منبر للهجمات السياسية على اسرائيل في سياق الدعاية العربية... لقد وقع المجمع رهينة غالبية مناهضة لاسرائيل".
وقال المطران كيريللس سليم بسترس اسقف نيوتن بالولايات المتحدة لطائفة الروم الكاثوليك رئيس لجنة صياغة الرسالة الختامية للمجمع السبت في الفاتيكان: "لا يمكن الاستناد الى مسألة ارض الميعاد لتبرير عودة اليهود الى اسرائيل وتهجير الفلسطينيين".
ورد ايالون على ذلك قائلاً انه "اصيب فعلا بصدمة" من هذه الملاحظات. واضاف:"ندعو الفاتيكان الى ان ينأى بنفسه عن اقوال الاسقف بسترس التي تعتبر افترائية في حق الشعب اليهودي ودولة اسرائيل، ويجب الا تقدم على انها الموقف الرسمي للفاتيكان".
الى ذلك، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايغال بالمور بان الحكومات الاسرائيلية لم تستخدم قط الكتب المقدسة لتبرير احتلال او استيطان. وشدد على ان عدد السكان المسيحيين في اسرائيل تضاعف منذ قيام دولة اسرائيل عام 1948 ، في حين ان غالبية المسيحيين هاجرت من مناطق اخرى في الشرق الاوسط هرباً من الحروب والمشاكل الاقتصادية.
رويترز، و ص ف