الجمهورية - إسرائيل: نصر الله هدف مشروع وعون يتعاون مع الشيطان حزب الله لا يطلق الصواريخ إلا بإذن من إيران
السبت 25 حزيران 2011
إسرائيل: نصر الله هدف مشروع وعون يتعاون مع الشيطان
حزب الله لا يطلق الصواريخ إلا بإذن من إيران
كشف رئيس جهاز الموساد مير داغان الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية الإسرائيلية في العام 2006، شارحا أنّها كانت موجّهة ضد أسلحة حزب الله الاستراتيجية من صواريخ قصيرة وبعيدة المدى، معتبرا في مناقشة مع السفير الأميركي أنّ البرنامج النووي الإيراني يشكل التهديد الأوّل للاستقرار الإقليمي.
ففي مذكّرة سرية تحمل الرقم 06TELAVIV2879 صادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب في 24 تموز 2006 جاء أن اجتماعا عقد بين السفير الأميركي في إسرائيل ريتشارد جونز ورئيس جهاز الموساد مير داغان الذي شرح أنّ الأهداف الرئيسة خلال المرحلة الأولى من الحرب كانت القضاء على التهديد الذي تشكّله صواريخ حزب الله المتوسطة والبعيدة المدى التي توفّرها كل من إيران وسوريا. وأضاف أن حزب الله يقوم بتخزين هذه الأسلحة التي يصل مداها إلى 225 كلم في المناطق المحيطة ببيروت، مشيرا الى أن الحملة الأولية تركزت على مواقع التخزين المعروفة وعلى قطع طرق النقل بين الشمال والجنوب، ومن ضمنها كل الطرق والجسور الرئيسة، فضلا عن الطرق بين لبنان وسوريا.
وقد رجّح داغان تدمير ما بين 35 و40 في المئة من قدرة حزب الله الصاروخية، مشددا على أن استعمال هذه الصواريخ يأتي بإذن مباشر من طهران.
ولفت الى هدف آخر في الحرب ألا وهو استهداف مراكز القيادة والتحكم لدى حزب الله في سبيل توجيه ضربة رمزية الى قلب المنظمة، معلنا أنّ قيادة حزب الله، ومن ضمنها حسن نصر الله، هي أهداف مشروعة، لكن من الصعب جدا تحديد مواقع أفراد مختبئين بين المناصرين داخل أحياء شعبية. وتحوّلت هذه الخطة الى استهداف وحدات في جنوب لبنان مسؤولة عن اطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمال اسرائيل.
وفي هذا السياق أشار داغان الى وجود حساسية داخل الحكومة الاسرائيلية حيال تأثير الحملة العسكرية في المدنيين في لبنان، مؤكدا مرارا أنّ الجيش الإسرائيلي يستهدف المناطق التي يوجد فيها حزب الله، خلافا لما يذكر في وسائل الاعلام، موضحا ان شمال لبنان والمناطق غير الشيعية المحيطة بمدينة بيروت لم تتعرّض للقصف. وردّا على سؤال السفير الأميركي، قال داغان ان الضربة على مطار بيروت كانت مبرّرة ويمكن إصلاح المدارج بسهولة، مشيرا الى أن القيمة الاستراتيجية للهجوم على خزانات الوقود لم تكن تستحق الكلفة الدعائية. وأعرب داغان عن قلقه إزاء المعركة لكسب الرأي العام. وردا على سؤال آخر، أوضح أن هدف التوغلات البرية كان التمكن من كشف اندماج حزب الله بين السكان المدنيين واستعماله منازل خاصة لتخزين الأسلحة وقواعد اطلاق الصواريخ. وأضاف أن لبنان سيحتاج الى مقدار هائل من الدعم لإعادة الإعمار، ومن الضروري عدم السماح لسوريا وايران بالمساهمة في ذلك، خشية أن تعززا من نفوذهما ونفوذ حزب الله.
سوريا وإيران
والسياسة اللبنانية
وفي سياق آخر، قال داغان ان المناصرين الأساسيين لحزب الله ليسوا لبنانيين وانما حكومتا سوريا وايران اللتان تسعيان الى تنفيذ جدول أعمالهما. فسوريا ترغب في السيطرة على كل نواحي المجتمع اللبناني وتحتاج الى جسم عسكري مسلّح لتحقيق ذلك، كما أن ذلك سمح لها حتى وقت قريب بالسيطرة على المناصب السياسية مثل مركز إميل لحود، وجني منافع اقتصادية مثل عقود الإنشاء التي وفّرت أكبر مصدر للنقد الاجنبي لحكومة الأسد. وحسب داغان، فإن ايران تستخدم حزب الله من اجل ابراز قوتها داخل المجتمع الشيعي، ذلك لسببين: أولا، من اجل نشر ايديولوجية النظام الايراني والحصول على دولة يسيطر عليها الشيعة (كما في العراق)، وثانيا، لخلق تأثير في اسرائيل عبر تمرير الأموال من خلال حزب الله الى الأراضي الفلسطينية في سبيل تعطيل عملية السلام ومنع اسرائيل من التدخل في برنامج طهران النووي. وأشار داغان الى أنه متفائل بمستقبل لبنان السياسي اذا تم تحييد حزب الله، مضيفا أن العوامل التي تعمل في مصلحة لبنان هي توحّد المسيحيين حول الكاردينال صفير، والدروز حول وليد جنبلاط والسنّة حول السنيورة وسعد الحريري، ووجود الشيعة منقسمين في ظل ظهور قسم كبير منهم ضد سياسة حزب الله. وأجاب داغان عن سؤال للسفير الاميركي قائلا ان ميشال عون يريد أن يصبح رئيسا، وهو مستعد للتحالف مع "الشيطان" لتطوير طموحه السياسي.
وأشار الى أن اسرائيل لا تملك أي نيات في احتلال جنوب لبنان، شارحا أن هدف الصراع بسيط، وهو: تحرير الجنود الأسرى والتأكد من تطبيق قرار الأمم المتحدة الرقم 1559.
برنامج إيران النووي والاستقرار الإقليمي
وناقش داغان مطوّلا موضوع إيران وقال أن طهران لن توقف سعيها إلى تطوير سلاح نووي، مشيرا الى أن ذلك يشكل بالنسبة إلى إسرائيل مسألة وجود مع التهديدات التي أطلقها خامنئي وأحمدي نجاد والتي تعكس صلب فلسفة النظام الإيراني تجاه إسرائيل. ولفت الى أن إيران سبق وطوّرت صاروخ "شهاب 3" بمدى 1500 كلم، واضعة كل مدينة إسرائيلية تحت التهديد، مشيرا إلى أن خطة إيران في استعمال 54 ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم تخدم أهدافا عسكرية، وان سباق التسلّح الذي بدأته طهران ستكون له تبعات إقليمية وخصوصا بين الدول العربية السنية كمصر والمملكة العربية السعودية، وهي دول قلقة بالفعل من استعراض إيران قوَّتَها. وأضاف داغان أن انتقاد حزب الله من قبل مصر والأردن والسعودية ودول الخليج يعكس عدم الارتياح الذي تسببه إيران، وتابع شارحا ان إيران ملتزمة زيادة نفوذها بين الشيعة في البحرين وتأسيس فرع لـ حزب الله في الكويت وتمويل مجموعات مسلحة في اليمن، إضافة إلى الأنشطة الإيرانية بين الشيعة في العراق.
قال داغان إن من الخطأ السؤال متى ستحصل إيران على القنبلة النووية، وإنما يجب السؤال متى يمكننا منع إيران من الحصول على القنبلة، قائلا: اليوم هو التوقيت الصحيح. ووضع داغان استراتيجية للتعامل مع إيران تضمّنت:
1. تصعيد الضغط السياسي عبر إحضار الملف الإيراني إلى مجلس الامن الدولي والمطالبة بعقوبات تكون موجعة للنظام.
2. منع نقل التكنولوجيا والمعلومات إلى إيران.
3. تشجيع المجموعات الأصلية المعارضة من أبناء البلد التي تؤيد الديمقراطية في إيران.
وأشار داغان إلى أن التوترات الداخلية في إيران بين المجموعات العرقية يمكن أن تصبح عاملا مزعزعا للاستقرار داخل البلاد، مضيفا أن هذه المجموعات العرقية يمكن ان تصبح الركيزة لمعارضة وطنية، وحينها يمكن أن تتعلّم طهران الدرس بنفسها، وفي سبيل النجاح على المعارضة أن تكون منظَّمة وأن تكون لها قيادة سياسية موحدة وملهِمة.