الجمهورية - أتحاشى العلاقات الوثيقة مع سوريا وإيران» عون: لست مُغرما بـ «حزب الله»
الخميس 5-5-2011
WIKILEAKS
أتحاشى العلاقات الوثيقة مع سوريا وإيران»
عون: لست مُغرما بـ «حزب الله»
(ميشال عون (برّاك
في مذكّرة سرية تحمل الرقم BEIRUT354006، صادرة في بيروت في الثالث من شهر تشرين الثاني العام 2006، صرّح عون أن ليس لديه مستشارون يزورون سوريا، وأن اتهامه بعكس ذلك هو مجرّد معلومات مضلّلة.وأضاف: إن لا أحد من حزبه يملك الصلاحية لزيارة دمشق، مشدّدا على عدم وجود التزام بين سوريا والتيار الوطني الحر. غير أنه أقر باحتمال قيام بعض التعاملات مع سوريا من دون علمه، قائلا: إنه يتحاشى في حذر كبير أن يرتبط بعلاقات وثيقة مع سوريا وإيران.
وأضاف عون: خلال زيارة قام بها وفد برلماني إيراني لمنزله في الرابية، أبلغ إلى ثلاثة نواب إيرانيين انه يستطيع ان يقيم علاقة صداقة معهم، ولكنه لا يستطيع ان يشكّل محورا سياسيا مع ايران. وكشف ان النائب الشيعي حليف التيار الوطني الحر، عباس هاشم ونائب التيار ابراهيم كنعان كانا حاضرين في هذا الاجتماع، وأن هاشم المقرّب في شكل خاص من حزب الله، خاب ظنه لأن الجنرال رفض التوصّل الى تسوية رسمية اكثر من الإيرانيين.
جزم عون ان حزب الله لن يتحوّل يوما الى دمية في يد السوريين، وان حزب الله سيكون على علاقة طيبة بدمشق، لكنه يكتسب استقلالية اكثر شيئا فشيئا. واضاف: ان التيار الوطني الحر يستطيع ان يتعاون مع حزب الله، طالما انه يحتفظ بثقة حزب الله وطالما أنّ الاخير يبقي تركيزه منصبّا على هدفه الأساسي.
(ملاحظة: من بين الأهداف الكثيرة المحتملة ليس واضحا اي هدف كان يقصد عون في حديثه). واضاف عون: "لست واقعا في غرام حزب الله، ولكن ان عزلناهم ستكون ردة فعلهم عدائية والبلد لا يحتمل اشتباكات". واضاف ان الطريقة التي تتبعها قوات الامن للتعامل مع حزب الله تعطي نتائج عكسية.
عندما قال السفير الأميركي له ان "حزب الله يستغلك"، قال عون ان الحريري قام بما هو اسوأ من ذلك بكثير، لأنه حاول ان يدمّر عون في لبنان وفي باقي الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية كذلك". وأضاف أن الحريري حاول تشكيل مجموعة ضاغطة لعرقلة الزيارة التي كان عون يأمل في القيام بها الى المملكة العربية السعودية، وانه وظّف كذلك شركة مختصة في مجال تشكيل مجموعات الضغط ليشوّه سمعة عون في واشنطن.
وفي تعليق على اللقاء بين السفير الايراني وعون، جاء في المذكرة ان الكراهية الشديدة التي يكنّها الأخير لقادة 14 آذار تنبع ليس من حبّه لسوريا أو إيران، بل من استبعاده من المعسكر الاستقلالي الذي يؤمن بأنه الشخص الذي يستحق ان يقوده. وجاء في المذكّرة، ان مهما كانت دوافع عون فإنّ ذلك قد اثلج قلب حارة حريك ودمشق وطهران، مشيرة الى ان الرسائل الاميركية الى عون لا تترك في ما يبدو اي اثر عليه، ولا تدفعه الى التفكير مرتين في علاقته مع حزب الله. ان حدسنا يقول ان عون يعرف اننا على غرار 14 آذار لن نعطيه الجائزة التي يسعى اليها، اي رئاسة الجمهورية، في حين يعتقد ان من الممكن الحصول عليها من حزب الله وسوريا وايران.
وفي مذكرة سرية تحمل الرقم 06BEIRUT3010 وصادرة في 18 أيلول 2006، في ختام اجتماعه مع ميشال عون وفي حضور مستشاره صهره جبران باسيل، طلب السفير جيفري فيلتمان الانفراد بالجنرال للاستفهام عن رحلة الثماني والاربعين ساعة الغامضة الى بلجيكا، والتي كان اختتمها عون في اليوم السابق.
كشف عون أن إضافة الى اجتماعه ببعض المسؤولين البلجيكيين ومن الاتحاد الاوروبي (من ضمنهم خافيير سولانا)، فقد أمل في التفاوض على تبادل الجنود الاسرائيليين المخطوفين من حزب الله بسمير القنطار وآخرين مسجونين في اسرائيل.
وقال عون ان بسبب "الثقة" التي يتمتع بها لدى حزب الله، فإن الكثير من الناس تقربوا منه طلبا للمساعدة في الافراج عن الاسرى الاسرائيليين في مقابل اللبنانيين الموجودين في اسرائيل.
واضاف: ان جيسي جاكسون ضغط عليه كثيرا كما فعل بعض اعضاء البرلمان الألماني. وان اميركيين من اصل لبناني ذوي صلات وثيقة باسرائيل قد توسلوا اليه لاستخدام نفوذه مع حزب الله. وعندما ابلغ المونسنيور جان ابراهيم عبود ذو الاصول اللبنانية والمقيم في بلجيكا الى الجنرال طلب البلجيكيين المساعدة ايضا، اخذ عون الموضوع على محمل الجد عندما تبين ان عبود يستطيع تأمين خط نقل عسكري بلجيكي بين بروكسل وبيروت.
وسرعان ما اكتشف عون، خلال وجوده في بروكسل، ان بلجيكا لا تملك اي تفويض اسرائيلي لمناقشة اي صفقة. وعلى رغم مزاعم عن تطمينات تلقّاها الوسطاء من مسؤولين اسرائيليين، قال عون ان من البديهي أن اسرائيل لا تستعمل بلجيكا كقناة لها. ولذلك ركز عون خلال اجتماعاته في بروكسل على مواضيع اخرى، بما ان البلجيكيين لا يملكون شيئا يتعلق بالسجناء.
وسأل السفير: هل لدى عون اي سلطة للتفاوض بالنيابة عن حزب الله؟ فرد عون بالنفي، مؤكدا في ثقة بأنه لو كانت بلجيكا من خلال عبود او آخرين اكثر استعدادا للعروض الاسرائيلية، لكان في استطاعته تأمين الافراج عن الجنديين الاسرائيليين. وردا على استفسار السفير، شدد عون على الطبيعة الانسانية (السياسية) للوساطة التي سعى الى تحقيقها، ولكن الآن وفي وجود رحلة بلجيكا خلفه، فهو ليس الآن ضمن اي قناة حالية لتبادل الأسرى.