الجمهورية - الأجهزة الأمنية حرصت على تضخيم نتائج الاستفتاء ورجال الأعمال يخشون التصويت ضد الأسد
الخميس 04 آب 2011
ويكيليكس
الأجهزة الأمنية حرصت على تضخيم نتائج الاستفتاء
ورجال الأعمال يخشون التصويت ضد الأسد
أظهرت نتائج الاستطلاع الرسمي الذي أجرته الحكومة السورية في 29 أيار 2007، أن 97.62 في المئة من الناخبين السوريين الذين أدلوا بأصواتهم قد وافقوا على تمديد ولاية الرئيس السوري بشار الأسد سبع سنوات جديدة. ومن البديهي أن الضغط الملحوظ الممارَس على الشعب من أجل الانتخاب قد تسبّب في تضخيم النتائج المذكورة. وتوقع معارض سوري بارز المزيد من القمع على المعارضة الموجودة داخل سوريا في فترة ما بعد الاستفتاء، وخصوصا في ظل التهديد الذي تشكله قضية إنشاء المحكمة الدولية المتعلّقة باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. كما أشار بعض الدبلوماسيين الغربيين المقيمين في دمشق إلى عدد من التجاوزات والمشكلات في عملية الاقتراع.
ففي مذكرة سرية تحمل الرقم 07DAMASCUS516 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق في 30 أيار2007، وردت نتائج الاستفتاء الخاص بالتمديد لولاية الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك بعض التقارير المتعلّقة بالتجاوزات والمشكلات التي رافقت هذه العملية من قبل أجهزة الأمن السورية.
النتائج
أعلن وزير الداخلية السورية خلال مؤتمر صحافي أن 97.62 في المئة من 11.2 مليون ناخب سوري أدلوا بأصواتهم قد صادقوا على ولاية سبع سنين جديدة للرئيس السوري. وجاء حسب وزير الداخلية أن 19500 شخص صوّتوا ضد الرئيس الأسد، وأكثر من 253000 شخص أدلوا بورقات بيض. وفي ضوء هذا الإعلان، جاء تعليق السفارة الأميركية الذي أشار إلى أنه نظرا إلى الطبيعة البوليسية للنظام السوري، وعدم وجود أي ضمانات للاقتراع السري، فهل يجرؤ أي من هؤلاء الأشخاص "الشجعان الطائشين" أن يُقدْم على رفض التمديد للأسد.
ماذا بعد؟
وفي سياق متصل، وعند سؤال وزير الداخلية عن الشائعات التي تفيد بتغيير حكومي، أجاب أن هذا القرار يبقى من امتيازات الرئيس. وعن إمكان صدور عفو رئاسي عام، أجاب الوزير أن الرئيس أيضا هو من يبتّ هذا الموضوع. أما أحد أبرز الشخصيات المعارضة السورية فقلّل من إمكان حصول عفو عام، قائلا إنه مؤمن بأنّ الأسد سوف يمارس سياسية قمعية شديدة على المعارضة المحلّية في الفترة المقبلة، وخصوصا في ظل التهديد المتأتّي من تشكيل المحكمة الدولية الخاصة في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري.
تقويم الاستفتاء
وفي المقابل، استقبل مسؤولو السفارة الأميركية في دمشق عددا من الدبلوماسيين العاملين في سوريا لتبادل الأفكار المتعلقة بنتائج الاستفتاء الأخير. وقد أشار عدد من الدبلوماسيين إلى أنّهم قاموا بزيارة بعض مراكز الاقتراع، ولاحظوا الآتي:
- معظم مراكز الاقتراع لم توفّر مكانا خاصا أو ستارا للمقترعين. والمثير للدهشة أنّ بعض المراكز أمّنت "إبرا" للسوريين الذين يرغبون في كتابة اقتراعهم بالدم.
- السوريون الراغبون في الاقتراع يمكن أن يبرزوا أي شكل من أشكال الهوية. وقد شوهد أحد المقترعين يبرز بطاقة عمل “Business Card”.
- في بعض الأحيان تم تدوين اسم المقترع ورقم هويته بخط اليد في السجلات، مما سمح بحصول عمليات تصويت متعددة للفرد الواحد، وهذه السياسة مرغوبة لدى النظام وحتى يشجعها بما أنها تزيد من نسبة الإقبال، وهو ما ينهمك به النظام.
- في معظم المراكز، لم يتم ختم بطاقات الاقتراع.
- تم التقرير عن عدد من السوريين الذين يقترعون بالنيابة عن أشخاص آخرين، وتم مشاهدة أحدهم ينتخب باسم ستة أشخاص.
- تم مشاهدة شرطي يتفحّص ورقة الاقتراع قبل الإدلاء بها.
- وُضعت مقومات الحملة الانتخابية الرسمية في جميع المراكز، وكان رؤساء الأقلام في بعض المناطق، مسؤولين عن عملية الانتخاب والاشراف على تشغيل الموسيقى المؤيدة للرئيس بشار.
- وأشار أحد الدبلوماسيين إلى أن بعض رجال الأعمال السوريين قد صوتوا لمصلحة الرئيس، خوفا من الأجهزة الأمنية القادرة على اكتشافهم إذا صوّتوا ضده، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بمؤسساتهم وحتى بإلغاء أي عقود استثمارية مقبلة.
وفي النهاية، لم يتوقع أي من الدبلوماسيين من دول كفرنسا وألمانيا وبريطانيا والسويد أن تصدر دولهم تصريحات تنتقد الاستفتاء ونتائجه.
تعليق أخير
وختمت البعثة الأميركية مذكّرتها مشيرة إلى أنه ما زال من المبكر الحديث عن نطاق عملية الاستفتاء ونتائجها. ومن الواضح أن النظام السوري قد ذهب بعيدا في الجهود والتمويل من أجل التوضيح للناخبين مدى أهمية التمديد للرئيس السوري بشار الأسد لولاية ثانية.
وعلى رغم محاولات النظام في تضخيم النتائج وتنظيم الحملات الانتخابية الهائلة، التي رافقتها اللافتات الضخمة المنتشرة في كل مكان وكل مركز اقتراع، والتي تشجّع الناس على الاقتراع وتعبّر عن حب الشعب للرئيس، وعلى رغم حملات الترويع والترهيب التي مارسها النظام لدفع الناس إمّا إلى الانتخاب أو مواجهة العواقب، فكان هناك قليل من الحماسة الشعبية في يوم الاستفتاء.