الجمهورية - كيف ينظر الأميركيّون إلى الدبلوماسيّة السوريّة؟ يتلذّذون بتحقير محاوريهم وإذلال المبعوثين الأجانب
الجمعة 22 تموز 2011
ويكيليكس
كيف ينظر الأميركيّون إلى الدبلوماسيّة السوريّة؟
يتلذّذون بتحقير محاوريهم وإذلال المبعوثين الأجانب
"الرئيس السوري بشّار الأسد ليس محنّكا بقدر والده، ولكنه أيضا يفضّل التعامل الدبلوماسي الغامض الذي يبدو مصمّما لإحباط أيّ مواجهة مباشرة ضدّ السلوك السوري وحكمته، ثمّ إنّ مكابرة بشّار هي نقطة ضعف كبيرة اكتشفها الزوّار الأميركيّون خلال اجتماعاتهم في دمشق، قائلين إنّ ذلك أثّر كثيرا في نتائج الاجتماعات مع الرئيس.
أمّا في عالم الدبلوماسية المشحون باللياقة فلا يتردّد السوريّون في أن يكونوا وضعاء في سبيل تحقيق مآربهم، إضافة الى أنّ السلوكيّات السوريّة المستغلّة كـ"مقويات" دبلوماسية، هي علامات النهج الدبلوماسي السوري الذي هو في أفضل الأحوال وقح، وفي أسوئها عنيف"، حسب ما ورد في مذكّرة سرّية تحمل الرقم
9DAMASCUS384 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق في 3 حزيران 2009، أوردت قراءة للسلوك الدبلوماسي السوري، وسيطرة النظام على جوانب الدولة كاملة، مدرجة سلسلة من العناوين التي تصف هذا السلوك.
القدرة
وتفيد المذكّرة أنّ نطاق عمل الحكومة السورية محدود بنطاق سيطرة الرئيس، فهو قادر على رصد نشاطات وزراء خارجيته والمستشارين الإعلاميين والسياسيين، وكذلك رؤساء المخابرات وحتى شقيقه ماهر.
البروتوكول
يتمسّك المسؤولون السوريون بالبرتوكول الدبلوماسي مع أنهم يفتقرون الى الخبرة في مجال المعاهدات الدولية التي نشأ عنها. وتضع الحكومة السورية أهمّية كبيرة على الأنشطة البروتوكولية التي تحفظ المعاملة المحترمة لمسؤولي الدولة، لأنّ ذلك يضمن أن يظهر الرئيس وممثلوه بمظهر لائق أمام المجتمع الدولي الذي غالبا ما يتناقض مع سوريا.
ومن جهة أخرى، فإنّ وزارة الخارجية السورية لا تملك بريدا إلكترونيّا داخليّا، وهي تعتمد على الفاكس والهاتف، كما أنّ التعليمات الموجّهة الى البعثات السورية في الخارج ترسَل بواسطة الفاكس، وغالبا ما تفشل الوزارة في إيصال التعليمات.
الغرور والمحافظة على الذات
تلعب الصورة الشخصية للرئيس السوري دورا غير متناسق في صياغة السياسات والنشاطات الدبلوماسية، ويتمّ التركيز على إنجاز الاجتماعات والزيارات والرحلات التي تعزّز من هيبة الرئيس واحترامه. كما أنّ كلّ العاملين في وزارة الخارجية ليسوا أكثر من موظفين لا يتمتّعون بأيّ شكل من التأثير ما لم يكن في مصلحة الرئيس، وأنّ همّهم الأول عند التعامل مع الأجانب هو تفادي التعدّي أو انتهاك الأوامر الرئاسيّة، وهم حذرون جدّا عند تواجد سوريين آخرين، وغالبا ما يطلبون اجتماعات خاصة مغلقة.
الخداع
يتمتّع المسؤولون السوريّون في كلّ المراكز بصفة الكذب، وهم يصرّون على الكذبة حتى في مواجهة الإثباتات العكسيّة، وهم لا يشعرون بالحَرج متى تفضح كذبتهم. فالمسؤولون الصغار يكذبون من أجل تفادي العقاب من حكومتهم، والكبار يكذبون حين يواجهون موضوعا حسّاسا للنقاش، أو عندما لا يعرفون طريقة الردّ على السؤال ( مثل موضوع تسليح حزب الله).
السلبية
يتمّ وضع السياسة الخارجية السوريّة بناء على التطوّرات الخارجية، والحكومة السورية لا تطلق أيّ مبادرة، وتسعى دائما للحصول على تغطية ودعم من حلفائها عند استكشاف معطيات جديدة. كما أنّ سياسة الاستجابة السوريّة هي غالبا تكتيكية وعملية، استكشافيّة بدلا من حازمة، ومنحرفة بدلا من مباشرة.
العداوة
تملك كلّ علاقة دبلوماسية سوريّة في داخلها نوعا من الخلاف، فهناك خلاف حاصل على العلاقات السورية مع كلّ من فرنسا وتركيا.
لا يضطرب السوريّون من التنافر، ويسعون الى لعب دور المسيطر في أيّ علاقة عبر الاعتماد على رغبة الدبلوماسيين الغربيين في إيجاد الحلول، ومن خلال حجب الحقيقة، يسعون الى السيطرة على نمط وطبيعة العلاقة. ويتميّز السوريون بقدرتهم على الدخول في مشادّات كلاميّة قاسية لإذلال الدبلوماسيين الأجانب، وهم يتلذّذون بتحقير محاوريهم من أجل إبراز مظهر الترويع. وعلى المستوى الدولي، انغمس الرئيس السوري في إطلاق انتقادات شخصيّة ضدّ قادة ورؤساء الدول، وهو على عكس والده يصنع الأعداء عندما لا يحتاج الى ذلك.
التراخي
تؤمن الحكومة السورية في صدق بأنّ السياسة الخارجية كانت ولا تزال وستبقى مبرّرة بالأحداث، كما تؤمن أيضا بأنّ سياستها الخارجيّة مبنيّة على مبادىء أخلاقية وفكرية. كما أنّ السياسات هذه غير قابلة للتعديل إلّا إذا قرّر الرئيس تغييرها.