الجمهورية - اسرائيل: أداء الأسد ازداد سوءا بعد سقوط العراق والأئمة الإيرانيون يثقّفون المجتمع الشيعي في سوريا
الجمعة 17 حزيران 2011
ويكيليكس
اسرائيل: أداء الأسد ازداد سوءا بعد سقوط العراق
والأئمة الإيرانيون يثقّفون المجتمع الشيعي في سوريا
في مذكرة سرية تحمل الرقم 04TELAVIV1952 صادرة عن السفارة الاميركية في تل ابيب في 31 آذار 2004، جاء ان وزارة الخارجية الاسرائيلية استضافت بين 26 و30 آذار المدير المؤسس لمعهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس، السفير الاميركي السابق في اسرائيل ثم في سوريا ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ادوارد جيرجيان، مشيرة الى أن الأخير اجتمع خلال الزيارة التي امتدّت على اربعة ايام، ورافقه فيها السفير الاميركي في تل ابيب، مع عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين الكبار، من ضمنهم وزير الخارجية سيلفان شالوم ومدير وزارة الدفاع عاموس يارون ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اللواء اهارون فركش، إضافة الى رئيس جهاز الموساد سابقا ايفرايم هاليفي.
وفي أوّل اجتماع مع الحكومة الاسرائيلية، التقى السفير جيرجيان اللواء فركش الذي استند الى تقديرات الاستخبارات الوطنية المنجزة أخيرا، ليوضِح ان التهديدات الإقليمية التي تواجهها اسرائيل قد انخفضت نتيجة الحرب على العراق، إلاّ ان مخاطر كبيرة لا تزال قائمة. وفي غياب "الدليل القاطع"، بَدا فركش مقتنعا بأن العراقيين كانوا يحاولون التوَصّل الى الإمكانات اللازمة لمهاجمة أهداف داخل اسرائيل، مشيرا الى أنّ عراق صدام حسين كان يملك ما بين 25 الى 30 قنبلة، البعض منها ذات قدرة بيولوجية/كيميائية، وبعض منصّات الإطلاق، وما بين 30 و40 صاروخا بعيد المدى. وأشار الى"إمكان" قيام صدام بتحويل بعض هذه الأسلحة الى سوريا، مُلمّحا الى أن "الجبهة الأمامية" لصواريخ الدمار الشامل العراقية سابقا، قد نقلت الى سوريا، ومع ذلك فقد أقرّ فركش بأنه لا يملك إثباتات ملموسة على عملية نقل السلاح. وأضاف ان معلومات "حساسة" تشير الى تورّط صدام حسين شخصيا مع الرئيس السوري بشار الاسد في شَحن حمولة شاحنتين مجهولتي المحتويات الى داخل سوريا، لكن جيرجيان أشار الى أن الحمولة يمكن أن تكون من العملة الصعبة التي شكلت حمايتها مَصدر قلق لصدام في الفترة التي سبقت الحرب.
وتابعت المذكرة أن خلال الاجتماع قدّم فركش تقييما سريعا للقوى الإقليمية "قبل" حرب العراق وبعدها، وجاءت على الشكل الآتي:
عرفات والصراع
الاسرائيلي – الفلسطيني
قال فركش إن رئيس السلطة الفلسطينية لم يُجر أي تغيير استراتيجي نتيجة حرب العراق، وهو مستمر في رفض حَل الدولتين للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني.
واتهم رئيس اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون عرفات ببَذر "الفوضى المتعمدة"، مقدرا ان الردّ الوحيد الفعّال هو عبر عَزل عرفات.
وذهب وزير الخارجية شالوم الى أبعد من ذلك، مكرّرا نظريته القديمة، والتي يجب من خلالها طرد عرفات من المنطقة، في حين اكّد مدير وزارة الدفاع عاموس يارون أن حتى بعد وقوع ألف قتيل نتيجة الانتفاضة، فإنّ الشعب الاسرائيلي لن يستسلم للارهاب. وأضاف: "اذا كانوا يريدون ان يحاربوا سنحارب"، وبحركة فاجرة أكملَ قائلا "وإذا كانوا يطالبون بحق العودة، فما مِن مجال".
العراق
وشرح فركش ان الولايات المتحدة الاميركية قضَت في شكل فعّال على تهديد "الجبهة الشرقية"، أمّا التوتر فلا يزال قائما بين "محور بريمر" و"محور الارهاب"، تاركا الوضع في العراق "هَشّا جدا". وأضاف ان هدف الارهابيين الصمود، الى حين الانتخابات الاميركية.
ليبيا
خضع القذافي "لتغيير هائل"،"تغيير حقيقي وعميق". وأشار السفير جيرجيان الى ان العقوبات أدّت دورا مُهمّا في هذا المجال.
ايران
نظام الحكم في ايران موجود تحت الضغط، لكن حتى الآن لم يأخذ النظام أي قرار في سبيل التغيير. وأوضح يارون ان إيران تبقى "تهديدا وجوديا" لإسرائيل، مشيرا الى ان بلاده لن تسمح لها بتطوير قدراتها على إنتاج الاسلحة النووية.
سوريا/لبنان/حزب الله
ليس فقط ان وضع الحكومة السورية لم يتحسّن نتيجة حرب العراق، بل انه تحوّل الى اسوأ مع بشار الذي يسهّل تسليم الاسلحة
لـ حزب الله، ومع دعوة الأئمة الإيرانيين الى تثقيف المجتمع الشيعي داخل سوريا. واكد يارون ان سوريا تؤدي الآن دورا "أساسيا" في هيكل الدعم الخارجي للإرهاب الفلسطيني، ومع ان بعض هذا الدعم مصدره ايران ويَتمّ تمريره عبر سوريا ولبنان، فإن سوريا تقوم بدور المضيف للقيادات الخارجية للمنظمات الإرهابية الفلسطينية.
القاعدة
وفي تداعيات الحرب على أفغانستان، حَوّلت القاعدة وجهتها الى دول اخرى كالسودان والصومال وموريتانيا والجزائر كدول مضيفة، وهذا التحوّل يمثّل تغييرا تكتيكيا في الاستراتيجية. وأشار فركش الى عدم حصول نقص في مساعي مجاهدي القاعدة نتيجة حرب العراق. ومستندا الى دراسات "علمية" متعددة التخصصات أجراها جهاز الاستخبارات العسكرية، شدّد فركش على أهمية عدم اعتبار القاعدة منظمة عسكرية، ولكن شبكة من الخلايا المتداخلة.
وفي تقييم لبقية الدول العربية، قال وزير الخارجية الاسرائيلية شالوم انه يشعر بتغيير ملموس في الدول العربية، مثل قطر والبحرين، حيث هناك انفتاح اكبر على اسرائيل.