الجمهورية - القطريون وعرب صدقوا تقرير ميليس والشيخ حمد لم يدافع عن الأسد كعادته
الجمعة 13-5-2011
القطريون وعرب صدقوا تقرير ميليس
والشيخ حمد لم يدافع عن الأسد كعادته
بعد ايام على صدور تقرير القاضي الالماني ديتليف ميليس بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري مشيرا فيه الى تورط سوريا ذكرت السفارة الاميركية في الدوحة ان القطريين يصدقون ما جاء فيه وان امير البلاد لم يدافع عن الرئيس السوري بشار الاسد كما كان يفعل دائماً.
ففي مذكّرة رسمية تحمل الرقم 05DOHA1779 صادرة في 24 تشرين الأول 2005 من السفارة الأميركية في الدوحة إن القطريين والمقيمين العرب (فلسطينيون، أردنيون ومصريون) يعتبرون "أن تقرير ميليس في قضية اغتيال الحريري ذو ثقة، لكن لا يجب اعتماده مبررا لاستعمال القوة ضد سوريا". ويتشارك القطريون والعرب المقيمون الرأي نفسه في غياب تعليق عام من الحكومة القطرية، إذ خلال عشاء عائلي مع السفير، لم يدافع الأمير كالسابق عن الرئيس السوري بشار الأسد، لكنّه حذر من الخطوات العسكرية الأميركية.
وأوضحت المذكرة: "يعتقد القطريون والعرب المقيمون من غير القطريين أن تقرير ميليس في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري دقيق على نطاق واسع. وفي تحقيق أجريناه عن مدى الأثر الذي أحدثته مؤامرة الاغتيال في حق جماعة الرئيس السوري أو الرئيس نفسه، ردّ بعض مصادرنا سرا أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق ضمن حكومة عربية مثل تلك الموجودة في المنطقة من دون الحصول على الموافقة العليا. "وتابعت في هذا السياق: "وعلى رغم قبول الحقيقة العامة للتقرير، لا يزال المجتمع العربي مشككا في دقة التفاصيل، وهو يصنّف التقرير على أنه تمهيدي وأنجز في شكل سريع، في حين يرى الكثير من المعلقين حاجة إلى تحقيق نهائي وأكثر دقة، لكن الجميع يتشاركون الرأي الداعي إلى عدم استعمال تقرير ميليس وحده كمبرّر لمحاسبة سوريا"، مشيرة إلى "أن بعضهم ينظر في شكل سلبي إلى هذا التقرير، فهم يجدون فيه أداة أميركية ضد سوريا ويعتقدون أن الموقف الأميركي مبني على رغبة في إخضاع سوريا ولا يمثل حرصا على مصلحة الشعب اللبناني كما أعلن بعض المسؤولين الأميركيين. ويقول بعض الذين يريدون تحقيق التوازن إن الهدف من التقرير هو الضغط على الأسد لإعطائه فرصة "تنظيف البيت" من المسؤولين الأساسيين في حزب البعث الساعين إلى إنجاز جدول أعمالهم الخاص".
وجاء في المذكرة "أن خلال عشاء عائلي مع السفير في 21 تشرين الأول، لم يهب أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للدفاع عن الأسد كما كان يفعل في الماضي، ففي اجتماعاته بمسؤولين أميركيين كان الأمير يدافع في شدّة عن الأسد ويدعو الولايات المتحدة إلى إيلائه اهتماما خاصا ودعمه ضد "أصدقاء والده"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسبّب لنفسها ضررا كبيرا في حال تدخلت في سوريا، لكنّه عاد وقال لاحقا إنه لا يرى احتمالا لمثل هذا التدخل".
وتابعت المذكرة: "خلال السنوات الماضية اجتمع كبار المسؤولين القطريين بنظرائهم السوريين على الأرجح من أجل تأدية دور الوسيط في ما يتعلق بلبنان والولايات المتحدة الأميركية، والأهم أن الرئيس الأسد اختلى مدة ست ساعات تقريبا بالأمير القطري في تموز من هذه السنة. ومن أجل تدعيم الجهود السياسية، وقّعت قطر في السنة ذاتها مذكّرة لتأسيس شركة استثمار برأس مال بلغ مئة مليون دولار لتوجيه الاستثمارات في سوريا.
وختمت أن مع توجيه تقرير ميليس أصابع الاتهام إلى الحكومة السورية، تعرّضت الدبلوماسية الخاصة التي تمارسها قطر لعملية انحراف، وتقدم دورها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الصدارة.