صيدونيانيوز- حمود : زيارة الرئيس الإيراني نجاد للبنان كانت تاريخية بكل المقاييس
حمود : زيارة الرئيس الإيراني نجاد للبنان كانت تاريخية بكل المقاييس
الجمعة 15-10-2010
________________________________________
قال امام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود في تصريح له : لا شك أن زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد إلى لبنان كانت تاريخية بكل المقاييس ، ولا شك أن كل المخاوف التي طرحت قبل الزيارة سقطت ، ورأى الناس صورة هي عكس الصورة التي أراد البعض أن ينشرها ، فكان الكلام المهديء واللقاءات غير المتوقعة والمشاركة من الجميع ... الخ ، وإننا إذ نحيي الرئيس احمدي نجاد على مواقفه وحكمته وديناميته المميزة ، نؤكد أن أية قوة لن تستطيع أن تلغي أو حتى أن تتجاوز إيران بصيغتها الحالية حيث تثبت أنها دولة متطورة تسعى إلى كل تطور علمي في كل المجالات ، فضلا عن تواصلها مع العالم الإسلامي كله من خلال تركيزها على قضية فلسطين وحتمية زوال إسرائيل ... ولا شك أن السيد حسن نصر الله لخص المشروع الإيراني (المزعوم) بقوله ما تريده إيران هو ما يريده الفلسطينيون ، وما كان يريده العرب طوال 62 عاما ، وهذا ما ثبتته الأيام والوقائع .
كما نتمنى بشكل رئيسي أن تساهم هذه الزيارة ببعض محطاتها بإطفاء الفتن المذهبية التي يجهد كثيرون لإذكائها وتحويل الأوهام إلى وقائع وتضخيم بعض الوقائع الصغيرة لتصبح وكأنها أمور عظام ، وكأنها أصل الأمور وليست فروعا وتفاصيل هامشية .
أما الحديث عن التصعيد في كلام الرئيس احمدي نجاد فيطرح تساؤلات :
هل الحديث عن زوال إسرائيل من حيث المبدأ تصعيد ؟ ، أم الحديث عن انجازات المقاومة وأهميتها تصعيد ؟ ... أم ماذا ؟ ، أين هو هذا التصعيد ... ؟ ، ولماذا البحث عن مشكلة ؟ .
إن قادة العالم جميعا مدعوون للتعلم من هذا الرئيس المتواضع الزاهد المؤمن الذي يجمع بين دعوته للجهاد والمقاومة وبين حثه شعبه والناس أجمعين على العلم والتقنية العالية ، الذي جعل من بلده نوويا سلميا قادرا على إنتاج الطاقة ، والذي بكلماته البسيطة وزيارته المتواضعة جعل العدو الإسرائيلي يحسب ألف حساب له ...
لو وجد أمثال هذا الرئيس في كافة أقطارنا لتحققت آمالنا بسرعة ، ولكن للأسف هذا مشغول بجمع المال ، وذلك مستعد لان يضحي ببلاده وشطب فلسطين من اجل أن يورث الحكم لابنه ، وذلك همه النساء ، وآخر همه الشهوات ولا يسأل هؤلاء وهؤلاء أنفسهم عن مصيرهم عند الله إذا داهمهم الموت فجأة : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ } الصافات24 . كما ليسوا آبهين كثيرا عن التاريخ وماذا سيكتب عنهم ...
إن ما يفعله نجاد وما تفعله إيران وما يفعله حزب الله ليس أمرا ناتجا عن الثقافة الشيعية ، فلقد رأينا شيعة يعادون المقاومة والجهاد ويفتون بالقعود عن كل شيء في انتظار الإمام المهدي ، وان القعود والتخلف في العالم العربي ليس نتيجة للثقافة " السنية" ، فلطالما كان المسلمون مجاهدين مقاومين أبطالا ، ولكن المقاومة والشجاعة هي حقيقة إنسانية وقرار وإرادة يتخذه إنسان وشعب تكون مشاعره في أعلى مستوياتها ، واحساسه بالمسؤولية حيا يقظا .
أما الحديث عن سلاح وتسلح وفتن قادمة مستطيرة فلا شك انه مضخم أو مختلف بأكثره تساهم فيه بعض البرامج التلفزيونية وبعض وسائل الإعلام ، ولكن الوقائع لا توافق هذه المبالغات وهذه الأوهام ، نعم هنالك نوع من ترقب وحذر ونوع من تشنج سياسي ولكن حتى ينقلب هذا الحذر وهذا التشنج إلى قتال أو اقتتال أو فتنة أو ما إلى ذلك ، فان الأمر مستبعد جدا وليس له آلياته ولا حيثياته .
المصدر: جريدة صيدونيانيوز.نت