الجمهورية - الأرجنتين: إيران موّلت وحزب الله نفّذ تفجير المركز الثقافي اليهودي في العام 1994
الثلاثاء 19 تموز 2011
ويكيليكس
الأرجنتين: إيران موّلت وحزب الله نفّذ
تفجير المركز الثقافي اليهودي في العام 1994
في وقت عادت قضية تفجير المركز الثقافي اليهودي في بوينس أيرس الى الواجهة من خلال موقف ارجنتيني جديد طالب السلطات الإيرانية بتسليم ايرانيين يشتبه في ضلوعهم في العملية، ننشر نص مذكرة اميركية تتناول هذه القضية، وفيها أن "الأرجنتين طلبت المساعدة الأميركية لإقناع الانتربول بإصدار ست نشرات حمر ضد خمسة مسؤولين إيرانيين حاليين وسابقين ومواطن لبناني، تعتقد بوينس ايرس أنهم المسؤولون جنائيا عن تفجير مقرّ الجمعية الإسرائيلية -الأرجنتينية المشتركة في العام 1994، ما ادى الى مقتل 85 شخصا وجرح أكثر من 150 آخرين.
وطلبت الأرجنتين في الأصل إصدار ثماني نشرات حمر ضد ثمانية مسؤولين إيرانيين وقيادي في حزب الله، ولكن إيران عارضت رسميا هذه النشرات، واعتبرت أن طلب الأرجنتين ذو خلفية سياسية.
ففي مذكرة سرية تحمل الرقم 07STATE29082 صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية في 8 آذار 2007، جاء ان طلب الحكومة الأرجنتينية للحصول على نشرات حمر تم على أساس نتائج تحقيق الحكومة في تفجير مقرّ الجمعية الإسرائيلية- الأرجنتينية المشتركة في العام 1994.
وتجدر الإشارة الى ان هذا التفجير كان جريمة قتل شنيعة ومتعمدة ضد المدنيين الأبرياء، وأن الأرجنتين تحاول تقديم كل الأشخاص المسؤولين عن أسوأ عمل إرهابي في أميركا اللاتينية الى العدالة.
الإنفجار
في 18 تموز 1994 شهدت الأرجنتين أسوأ عمل إرهابي في تاريخها، عندما تم تفجير مقرّ الجمعية الإسرائيلية-الأرجنتينية المشتركة الذي بلغت حصيلته 85 قتيلا وأكثر من 150 جريحا.
في 25 تشرين الأول 2006، أصدر المدعي العام الأرجنتيني تقرير التحقيق في عملية العام 1994 الإرهابية، وفي 9 تشرين الثاني 2006 أصدر القاضي الفدرالي الأرجنتيني رودولفو كانيكوبا كورال مذكرات توقيف بحقّ: الرئيس الإيراني السابق علي أكبر رفسنجاني، وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي، وزير الاستخبارات السابق علي فلاحيان، قائد الحرس الثوري الإيراني السابق محسن رضائي، قائد قوات القدس السابق احمد فاهيدي، السفير الإيراني السابق في الأرجنتين هادي سليمانبور، الملحق الثقافي في السفارة محسن رباني والسكرتير الثالث السابق في السفارة احمد رضا اصغري. كما ورد اسم القيادي في حزب الله عماد مغنية.
في 16 تشرين الثاني 2006، أرسلت حكومة الأرجنتين الى الانتربول الطلبات لإصدار النشرات الحمر، عبر طلب مساعدة الدول الأعضاء في جلب المتهمين الى العدالة.
وقامت حكومة إيران بمواجهة الحكومة الأرجنتينية، واتهمتها بأن هذه النشرات مبنية على أساس سياسي. أما المستشار العام للانتربول فطلب عدم إصدار نشرات حمر في حق ثلاثة متهمين، وهم رفسنجاني وولايتي بسبب حصانة رئيس الدولة، اضافة الى السفير سليمانبور بسبب عدم كفاية الأدلّة.
التحقيق
على صعيد آخر، أجرت الحكومة الأرجنتينية تحقيقا خلصت فيه الى أن تفجير المقرّ المشترك كان هجوما متعمدا، بتمويل من النظام الإيراني وبتنفيذ حزب الله. وكان هذا التفجير أكبر عملية إرهابية في تلك المنطقة من العالم الى حين أحداث 11 أيلول 2001.
وفي رأي المسؤولين الأرجنتينيين، إن محاكمة الأشخاص المتورطين في هذا العمل الإرهابي وإدانتهم، ستوضّح دور طهران الفاضح في انتهاك القوانين الدولية، وتجاهلها القاسي لأرواح الناس البريئة. وإن اصدار النشرات الحمر بحق الأسماء الواردة سابقا في هذه المذكرة، سيعزّز من سياسة اميركا في محاربة الإرهاب، ذلك عبر دعم الأرجنتين في جهودها الرامية الى محاكمة هؤلاء المسؤولين عن هذا العمل الارهابي. كما سيسلّط الضوء على دور إيران الريادي في تمويل الإرهاب الدولي ورعايته.