الجمهورية - سكاف:أنتظر خطأ من عون كي أتخلّى عنه الشـيعة شرفاء والسـُنة لا يُحتملون
الثلاثاء 17-5-2011
سكاف:أنتظر خطأ من عون كي أتخلّى عنه
الشـيعة شرفاء والسـُنة لا يُحتملون
كشف النائب السابق ايلي سكاف في مقابلة مع السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان أن الرئيس الراحل رفيق الحريري أسهمَ في زيادة مشاكله المالية، ما سمح لرئيس جهاز الاستخبارات السورية اللواء الراحل غازي كنعان بممارسة ضغوط عليه. وأضاف أن السنة في لبنان قريبون من الوهابيين في السعودية، خلافا للشيعة الذين قال انهم أصحاب اعتدال وقلوب طيبة، وانهم لم يشاركوا في الحرب اللبنانية خلافا للسنة الذين يسعون للاستئثار بالسلطة. ففي مذكرة تحمل الرقم 07BEIRUT31 صادرة في 5 كانون الثاني 2007،
جاء ان في اجتماع ضمّ النائب عن زحلة ايلي سكاف والسفير الاميركي جيفري فيلتمان في اوائل كانون الثاني، قال سكاف "لم اترك السنّة، هم تركوني"، شارحا انّ سبب تحالفه المتردد مع عون هو مشاكله مع آل الحريري. وأوضح أن غلطة عائلة الحريري الاولى كانت عندما رفض رفيق الحريري أخذ قطعة ارض عرضها سكاف كدفعة عن قرض عَجز عن دفعه لبنك البحر المتوسط، وزيادة على ذلك سمح الحريري بتراكم الفائدة مما وضعه في مأزق.
وجاء في المذكرة أيضا أن سكاف ادعى ان رئيس جهاز المخابرات السورية السابق في لبنان غازي كنعان (الذي وجد ميتا في مكتبه في دمشق العام 2005 عندما كان يشغل منصب وزير الداخلية السورية) حَثّ رفيق الحريري على عدم السماح له بتسوية دَينه مع بنك البحر المتوسط، قائلا إن هدف كنعان من ذلك هو استعمال هذا الدين من اجل السيطرة على سياسي ذي قاعدة شعبية كبيرة من منطقة زحلة. واضاف سكاف ان الفوائد غير المدفوعة أخذت بالتراكم حتى تضخّم الدين من 6 ملايين دولار الى 27 مليون، وحين تم استبدال كنعان برستم غزالي، استطاع سكاف من خلال دعوى قضائية تخفيف قيمة دينه الى 10.5 مليون دولار.
وأشارت المذكرة، نَقلا عن سكاف، أن خطأ آل الحريري الثاني كان تصميم سعد الحريري على السيطرة على لائحة انتخابات زحلة كاملة، عوضا عن بناء شراكة مع سكاف الذي كان يمكن أن يختار مرشحين على اللائحة، بدل القبول بأن يكون اسما على لائحة الحريري الذي استهان بشعبية سكاف.
وتابعت المذكرة "أن أخطاء آل الحريري أدّت الى تكوين تحالف المعارضة، ولم يكن لدى سكاف اي خيار سوى الانضمام الى عون، قائلا إن قيادات 14 آذار لا تزال حتى اليوم ترتكب الاخطاء ذاتها. ولمح الى عدم رضاه عن حلفائه الحاليين في المعارضة، ولكنه لا يملك الذريعة من اجل تغيير معسكره، إذ بينما يغيّر سياسيو 14 آذار مواقفهم بين ليلة وضحاها، فإن على سياسيي المعارضة المحافظة على صورتهم عند الناس، لذلك قال سكاف: "لا استطيع في بساطة خيانة عون"، مؤكدا انه ملتزم الآن ولا يستطيع مغادرة صفوف المعارضة، الا اذا ارتكب عون خطأ جذريا". وتوقع سكاف ان يرتكب عون، ذو الطبع المنفعل والجدلي، خطأ سياسيا في مكان معين او يتسبب في نزاع شخصي، ما سيسمح له بالانفصال عنه. واضاف سكاف انه على صلة مستمرة بقلة "مستحقة" من 14 آذار، وأنه لا يزال في حلف مع عون، لكنه لم يطلب من مناصريه المشاركة في التظاهرات التي نظمها حزب الله والعونيون.
خوف من السنة راحة مع الشيعة
وجاء في المذكرة نقلا عن نائب زحلة: "مع ان المعارضة الحالية مكوّنة من قوى متباينة، الا ان سكاف أبدى إيمانه بهذا التحالف الذي نزع فتيل التوتر المسيحي - المسلم، مشيرا الى أن التحالف المسيحي - الشيعي منطقي جدا، فسكان زحلة ليسوا موالين لا لـ حزب الله ولا لـ عون، ومع ذلك ساعد هذا التحالف على طمأنة مسيحيي زحلة المحاطين من المسلمين والمتخوفين من التطرف السني. وأضاف ان في ظل الانقسام الحاصل بين الشيعة والسنة، خفّت حدة التوتر المسيحي- المسلم في زحلة، مشيرا الى أن المتغيرات الديموغرافية الحاصلة تدفع المسيحيين الى البحث عن تحالف طويل الامد وشرخ في المجتمع الاسلامي.
وفي عبارات أقرب الى العنصرية، حسب المذكرة، شرح سكاف (ومثله الكثير من مسيحيي لبنان، خصوصا المعجبون بعون)، وجهة نظره في السنة، قائلا انهم لا يحتملون كشركاء ولا يمكن الاعتماد عليهم، وأنهم قريبون جدا من الوهابيين في السعودية، يظهرون بمظهر غربي ثم يتحولون الى عدائيين يناقضون مظهرهم الغربي. وفي هذا السياق ذكر سكاف مدينة عنجر التي اصبحت مثالا لنمو التطرف السني واضمحلال القوى المسيحية، قائلا إن والده كان يحظى بنسبة 95 في المئة من اصوات الناخبين من اهل عنجر، وحتى خلال فترة الاحتلال السوري الذي اتخذ من عنجر مقرا لقيادته، حافظ سكاف على نسبة 50 في المئة من الأصوات، ومن بينهم السنة, اما الآن وبسبب مكائد الحريري وتنامي التأثير الوهابي، فإنّ سكاف لم يعد يملك الا نسبة 3 في المئة من الاصوات.
ووصف من يطلقون على انفسهم لقب "الوطنيون المعتدلون" أمثال السنيورة، على انهم "شامات" ينتظرون فرصة الاستئثار بالسلطة واتخاذ مواقع سنية معارضة شرسة. ويرى سكاف ان المتطرفين السنة يختبئون وراء حماية الحريري، موضحا ان الاعتقالات التي قامت بها قوى الامن الداخلي ضد جماعات ارهابية سنية لا تدل الى وجود قوى سنية معتدلة تحاول التخلص من الارهاب، وانما تعبّر عن تهديد حقيقي من الجماعات الارهابية السنية في لبنان.
وفي المقابل، يقول سكاف ان الشيعة "واضحون" وشرفاء في آرائهم و"قلبهم طيّب"، وعلى عكس الفكر الوهّابي، لا توجد ايديولوجيا شيعية تدعو الى القضاء على الآخرين، قائلا إن التأثير الايراني على حزب الله هو مجرد واحد من مظاهر لبنانية عدة تجاه الوضع الاقليمي، وهو لا يشكل اي مصدر للقلق طالما أن الولايات المتحدة الاميركية وايران ستتوصلان في يوم ما الى اتفاق. وعلى عكس السنة، لم يستعمل الشيعة ابدا السلاح ضد لبنان خلال الحرب الأهلية، مضيفا أن لا كنائس مسيحية في السعودية، في حين اظهرت ايران تاريخا طويلا من التسامح مع مجتمعاتها المسيحية.
ورجّح سكاف حصول المزيد من عمليات الاغتيال، مؤكدا ان الكثير من الناس لديهم مصلحة في عدم الكشف عن الحقيقة وعن هوية منفذي الاغتيالات، مشددا على ضرورة تشكيل محكمة، وهو الأمر الذي يدعمه عون ايضا.
واضاف سكاف ان هناك توافقا على حيادية الرئيس المقبل، والقادر على اعادة القوة الى موقع الرئاسة، قائلا: يعتقد الكثير من المسيحيين ان لحود سيكون آخر رئيس في حال لم يتم حل الازمة قريبا... وعن رأيه في بعض الشخصيات المارونية، رأى سكاف ان وزير الخارجية السابق فارس بويز (صهر الرئيس السابق الياس الهراوي) قريب من عون ومقبول من حزب الله، وأن جان عبيد قريب من آل الحريري، لكن لديه قنوات قائمة مع سوريا، وأن رياض سلامه وميشال اده يمكن ان يكونا مقبولين ايضا، اما شارل رزق فقد سمح لنفسه بأن يصبح محسوبا على 14 آذار.
وتابعت المذكرة: بينما لم يقم سكاف بزيارة سوريا منذ انتهاء الاحتلال السوري، الا انه قدم الكثير من الملاحظات في خصوص النفوذ السوري في منطقة البقاع، وقال ان الشيعة متعاطفون معهم على الحدود واعضاء الحزب القومي السوري الاجتماعي يشكلون ثلاثة في المئة من سكان البقاع، وهم موالون لسوريا الكبرى اكثر من ولائهم للحكومة السورية.