الجمهورية - محضر اللقاء بين برّي وسيسون
الثلاثاء 13 أيلول 2011
ويكيليكس
محضر اللقاء بين برّي وسيسون
أكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي للقائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون عام 2008، قبيل أن تصبح سفيرة لبلادها في بيروت خلفا للسفير جيفري فيلتمان، أنّ السلاح في أحداث أيّار 2008 كان موجودا في أيدي الطرفين المتنازعين، وأنّ موضوع هذا السلاح يحلّ بالحوار "وهذا هو موقف الأمم المتحدة والولايات المتحدة". واتّهمها بتغيير رأي الرئيس فؤاد السنيورة الذي "ردّ إيجابا" على طلبه عبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تجميد القرار بإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير في انتظار التحقيق. واعتبر أنّ المطلوب إلغاء قراري حكومة السنيورة في شأن شبكة اتّصالات حزب الله وشقير.
وفق محاضر يوميات الرئيس نبيه برّي التي يدوّنها مستشاره الإعلامي علي حمدان انّ لقاء انعقد في 11/5/2008 بينه وبين سيسون بناء على طلبها، حيث كانت الأوضاع الأمنيّة متدهورة بفعل القرارين اللذين اتّخذتهما حكومة السنيورة في شأن شبكة اتصالات المقاومة ورئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير.
استهلّت سيسون اللقاء بالقول للرئيس برّي: "لقد عَملتُ للتهدئة في الشمال طوال ليل أمس، وخصوصا في طرابلس وحبشيت، حيث تعرّضت قرى وعائلات شيعية لمضايقات وضغوط على يد محازبي تيار "المستقبل" (وفي تلك الأثناء حصلت المجزرة في حقّ مجموعة من محازبي الحزب السوري القومي الاجتماعي في عكّار) وأشكرك يا دولة الرئيس على جهودك مع الأستاذ وليد جنبلاط للتوصّل الى وقف إطلاق النار وعودة الهدوء (في بيروت وجبل لبنان ومناطق اخرى) والآن تمّ تسليم المخطوفين الاربعة، ولكن أريد أن اطمئنك الى الوضع في عكّار وطرابلس، إذ إنّني شدّدت على المعنيّين في تيار "المستقبل" بالإبقاء على الوضع هادئا".
برّي: "المشكلة أن ليس هناك حوار حتى ضمن العائلة الواحدة. ومنذ فترة وأنا أنادي وأقول إنّ الحوار يجب ان يكون على الطاولة وليس في الشارع".
سيسون: ولكن في هذه الحوادث التي حصلت والاشتباكات كان حزب الله يقاتل لبنانيّين والمطلوب تنفيذ القرار 1559 الذي ينصّ على جمع السلاح.
برّي: إنّ الاشتباكات هي بين لبنانيّين، والسلاح موجود في أيدي الطرفين، وهذا هو الواقع. ولكن منذ صدور القرار 1701 قلت لسلفك جيفري فيلتمان إنّ هذا القرار تضمّن، في ما تضمّن، القرار 1559. وتحديدا حول السلاح، وهو من ضمن مواضيع الحوار اللبناني، وهذا موقف الامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية.
سيسون: ليس هذا موقف الولايات المتحدة الاميركية.
برّي: مع الأسف انّ الولايات المتحدة قابضة على سياسة الامم المتحدة.
سيسون: أوكي.
ثمّ جرى خلال اللقاء سرد لحادثة القرارين الصادرين عن مجلس الوزراء حول شبكة اتصالات المقاومة ورئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير فقال برّي لسيسون: "إنّ العميد وفيق شقير هو مسؤول عن الأمن في داخل المطار وليس عن الأمن في خارج المطار، ولنفترض أنّه جاسوس، من يقرّر ذلك؟ التحقيق يقرّر ذلك ويضع حدّا لذلك. ولهذا السبب اتّصلت بسماحة الشيخ عبد الامير قبلان وطلبت منه الاتصال بالرئيس فؤاد السنيورة وإبلاغه أنّنا لا نغطّي العميد شقير ليقول له إنّ عليك يا دولة الرئيس السنيورة انتظار التحقيق قبل اتّخاذ أيّ قرار. وأبلغني الشيخ عبد الأمير قبلان أنّ ردّ السنيورة عليه كان إيجابيّا. وبعد ذلك اتّصلت بقائد الجيش العماد ميشال سليمان، لعلّ المخابرات العسكرية لديها سبب، وحاولت الاستفهام، وكان جواب قائد الجيش انّ العميد شقير رجل جيّد، وعندها طلبت اجتماعا لقيادة حركة "أمل"، وكذلك اتّصلت بالامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله متمنّيا انتظار التحقيق في وضع العميد شقير. وإنّني أسألك: "لماذا السنيورة لم يلغِ القرارين اللذين اتّخذتهما حكومته؟
سيسون: إنّ من الصعوبة في مكان إلغاء قرار عندما تكون مقتنعا باتّخاذه.
برّي: أنت من غيّر رأي السنيورة.
سيسون: لا. لا
برّي: إنّ المطلوب إلغاء القرارين الصادرين عن حكومة السنيورة و"خيرُ البِرّ عاجله".
سيسون: ماذا عن جامعة الدول العربية واللجنة المنبثقة منها في شأن لبنان وظروف تأليفها؟
برّي: هذه فكرتي، وقد كانت لي اتّصالات حثيثة في شأن ما توصلت اليه من قرار بمساعدة لبنان على الخروج من الأزمة.
سيسون: إنّها فكرة رائعة يا دولة الرئيس، متى ستصل اللجنة الى بيروت؟
برّي: نهار الاربعاء، وسيفتح لها طريق المطار (كان يومها طريق مطار بيروت الدولي مغلقا نتيجة أحداث 7 أيّار).
سيسون: أرجوك أن تفعل كلّ ما في وسعك لإخلاء الشارع من المسلّحين وتهدئة الوضع".
الجمهورية