الجمهورية - إسرائيل: لا نستطيع وقف البرنامج النوويّ الإيرانيّ ونخشى عدواناً سوريّاً لصرف النظر عن المحكمة الدوليّة
الثلاثاء 10-5-2011
إسرائيل: لا نستطيع وقف البرنامج النوويّ الإيرانيّ
ونخشى عدواناً سوريّاً لصرف النظر عن المحكمة الدوليّة
كشفت وكالة ويكيليكس تقريرا إسرائيليّا مرفوعا إلى الإدارة الأميركية يتضمّن هواجس إسرائيل حيال حركة حماس وإيران وحزب الله وسوريا، مشيرا إلى أنّ أحدا في تل أبيب لا يبدو مقتنعا بالقدرة على وقف البرنامج النوويّ الإسرائيلي بالقوّة العسكرية. وأشار التقرير إلى أنّ التحقيق الدولي في ملفّ اغتيال الرئيس رفيق الحريري قد يكون سببا لاندلاع حرب على الحدود الشمالية، رافضا في الوقت عينه إسقاط الرئيس بشّار الأسد ومتنبئا باحتمال سقوط الرئيس حسني مبارك.
ففي وثيقة سرّية تحمل الرقم 05TELAVIV6751 صادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب، في تاريخ 2 كانون الأول 2005، جاء في تقرير إلى السفير بروكس: «أنّ زيارتكم لإسرائيل ستأتي في وقت تواجه السياسة الداخلية الإسرائيليّة تخبّطا بعد إحراز تقدّم على مستوى الصراع الإسرائيلي- الفلسطينيّ، وفي وقت يتصاعد القلق في إسرائيل تجاه إيران وبرنامجها النوويّ، وتجاه عدم استقرار الوضع السياسي في سوريا ولبنان، إضافة إلى التهديدات الإرهابيّة النابعة من هذين البلدين، ومن المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينيّة.»
«وفي خضمّ كلّ ذلك، فإنّ العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل تبقى قويّة نظرا إلى الدعم الذي قدّمته أميركا إلى إسرائيل منذ تأسيس الأخيرة العام 1948، ونظرا إلى قيمنا الثقافية والسياسيّة ومصالحنا الاستراتيجيّة المشتركة. «وعلى رغم وجود اضطرابات في العلاقة بسبب الفضائح الكبيرة في نقل التكنولوجيا، إلّا أنّ تعاوننا على مستويات البحث العلمي الذي يشمل وزارة الطاقة والبعثة الإسرائيلية للطاقة الذرية ومركز إسرائيل للأبحاث النوويّة Soreq قد
أحرز تقدّما، وينظر إليه في شكل إيجابي في إسرائيل».
وتابع التقرير أنّ إسرائيل» تشدّد على أنّ التهديد الأبرز لوجودها هو إيران المسلّحة نوويّا»، مشيرا إلى «أنّ هذه المسألة المتعلقة ببرنامج إيران النووي وكيف نعتزم مواجهته يشكّلان موضوع اهتمام كثيف بالنسبة إلى القيادتين الإسرائيليّتين السياسيّة والعسكريّة». وأضاف أنّ إسرائيل ترى أنّ على المجتمع الدولي الضغط على إيران في شكل أقسى من خلال الدبلوماسيّة والتهديد بفرض عقوبات لحملها على التخلي عن برنامج التسلح النووي.، مؤكّدا أنّ إسرائيل تقبل بمواصلة الولايات المتحدة الأميركية تقديم الدعم إلى نهج الاتّحاد الأوروبّي، إلّا أنّها تشعر بالخيبة تجاه ما تراه تنازلات قدّمها الاتّحاد الأوروبّي إلى إيران (مثل تحويل اليورانيوم) في مقابل الحصول على القليل». وتابع التقرير «أنّ حكومة إسرائيل وقوّات الدفاع الإسرائيلية قالتا في شكل حصريّ إنّ أفضل ما يمكننا التوصل إليه في هذا المجال هو إبطاء تقدم برنامج إيران النوويّ ،لكننا على الأرجح لن نتمكّن من إيقافه». وأوضح في هذا المجال أنّ معظم المسؤولين الإسرائيليين يرون أنّ أحدا لا يمكنه في هذه المرحلة أن ينجح في مواجهة إيران عسكريّا، مشيرين إلى أنّ عوامل كثيرة مكوّنة لبرنامج إيران النوويّ موزّعة في مختلف أنحاء إيران وفي بعض الحالات قد تكون مخبّأة».
وجاء في التقرير، في ما يتعلّق بلبنان: «إنّ التوتر يبقى مسيطرا على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان وسوريا التي اشتعلت في الواحد والعشرين من شهر تشرين الثاني عندما حاول حزب الله التوغّل إلى الداخل الإسرائيلي بهدف خطف جنود إسرائيليّين على الأرجح» مشيرا إلى «أنّ وحدات قوّات الدفاع الإسرائيليّة المتمركزة على طول الحدود، والتي تستجيب لأوامر صارمة بوجوب ضبط النفس في الردّ على تحدّيات حزب الله، نجحت في صدّ هجمات الواحد والعشرين من تشرين الثاني، مودية بأربعة محاربين من حزب الله»، مشيرا إلى أنّ إسرائيل أعادت جثث هؤلاء المقاتلين إلى الحكومة اللبنانية بمعاونة الصليب الأحمر». واستطرد التقرير قائلا: «إنّ الحدود الآن هادئة منذ انسحاب إسرائيل العام 2000 من جنوب لبنان» مشيرا إلى أنّ الحكومة اللبنانية قاومت في شكل مستمرّ جميع الضغوطات الدوليّة لنقل الجيش اللبناني إلى المناطق الحدودية التي يحتلها حزب الله» موضحا: في الوقت الحاضرتحاول قوّات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمعيّنة كقوّات دوليّة موقتة عاملة في لبنان (UNIFIL) ، الحفاظ على هدوء حذر على الجانب اللبناني من الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، التي غالبا ما تكون على مرمى حجر من مراكز حزب الله، وهو وضع يثير ذعر الحكومة الاسرائيليّة وقوّات الدفاع الإسرائيليّة».
وفي ملفّ لبنانيّ آخر قال التقرير: إنّ في ظلّ توجّه أصابع اتّهام تحقيق ميليس في قضيّة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري إلى الموالين للرئيس السوري بشّار الأسد، يتصاعد القلق في أوساط الحكومة الإسرائيليّة من أن تقوم سوريا بالانقضاض على إسرائيل لصرف نظر الرأي العام الدولي عن التحقيق. وفي الحقيقة تجمع الحكومة الإسرائيلية على أنّ هذا هو السبب وراء الهجوم الذي شنّه حزب الله في تاريخ 21 تشرين الثاني». وأضاف أنّ المسؤولين في الحكومة والجيش الإسرائيليّين يشدّدون على ضرورة الضغط على الأسد لكي يتصرّف وفقا لمعايير الأنظمة الدوليّة من دون دفعه إلى الانهيار، لأنّ ذلك يعني حسب رأيهم أنّ النتيجة المحتملة هي استبدال نظام الأسد الحالي بجماعة الإخوان المسلمين المتنامية الأعداد في سوريا.
إلى ذلك، ذكر التقرير أنّ مصر وإسرائيل وقّعتا معاهدة سلام في العام 1979 وأصبحت العلاقات ما بين الدولتين سلميّة، وإن كانت فاترة منذ ذلك الحين مع إحراز تقدّم ملحوظ على مستوى الحدود بين مصر وقطاع غزة.
ويشدّد مخططو الدفاع الإسرائيليّون على أنّ مصر ما زالت تشكّل خطرا عسكريّا محتملا، ويرون أنّ الرئيس مبارك قد يتمّ استبداله في المستقبل برئيس أقلّ ودّية تجاه إسرائيل. ونتيجة لذلك غالبا ما يتذمّر المسؤولون في الحكومة الإسرائيليّة من صفقات الأسلحة الأميركيّة مع مصر.
كما وقّعت الأردن وإسرائيل معاهدة سلام في العام 1994، والعلاقات ما بين الدولتين جيّدة، فلدى الأردن سيطرة تامّة على حدودها وهي تمنع التسلّل في الاتجاهين. وننصحكم بعدم الإجابة على الأسئلة المتعلقة ببرنامج إيران النوويّ وعدم التعليق عليها، وفي حال تعرّضتم للضغط.