الجمهورية - عون شكك في صدقية نصرالله ونفى تحالفه مع الحزب سأواجه استراتيجيتهم بالدعوة الى تسليم السلاح
الأربعاء 25 أيار 2011
عون شكك في صدقية نصرالله ونفى تحالفه مع الحزب
سأواجه استراتيجيتهم بالدعوة الى تسليم السلاح
كشف النائب ميشال عون خلال اجتماعه بمنسّق وزارة الخارجية الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب هنري كرامبتون، أنه لم يتحالف مع حزب الله لأنّ الحزب متحالف مع الأكثرية النيابية ولديه وزراء في الحكومة، شارحا أنه يعمل وحيدا في المعارضة.
وردّ عون ساخرا من معلومات تتحدث عن بناء حزب الله تعزيزات على الخط الأزرق قائلا إنّ ذلك أفضل للإسرائيليين إذ يمكنهم استهداف الحزب في شكل أسهل، في حين قال جبران باسيل، الذي كان حاضرا، إنّ عون وتياره يعتبران أنّ السنّة هم الإرهابيون الحقيقيون لا الشيعة. وأضاف عون أنه كان من أول الداعين إلى نزع سلاح الميليشيات وتطبيق القرار 1559، طالبا من كرامبتون تسليمه معلومات عن دور حزب الله في العراق لكي يتمكّن من استعمالها في الوقت المناسب.
ففي مذكّرة رسمية تحمل الرقم 06BEIRUT1677 صادرة من السفارة الأميركية في بيروت في 30 أيار 2006، جاء أن ميشال عون عقد اجتماعا في منزله في الرابية مع منسق وزارة الخارجية الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب هنري كرامبتون ومسؤولين من السفارة الأميركية، وأنّ الأخير استهل الاجتماع بسؤال عون عن خطته للتعامل مع استراتيجية حسن نصرالله الدفاعية، فأجاب: إنّ اللبنانيين لا يملكون الكثير من الوسائل للتعامل مع حزب الله، وإنه سوف يواجه استراتيجية نصرالله بالدعوة إلى تسليم سلاح حزب الله إلى السلطات الشرعية اللبنانية، والاعتراف بالحق الحصري للدولة في الدفاع عن نفسها في وجه الاعتداءات الخارجية. وأضاف عون أنه يأمل في تقويض حجّة حزب الله لتبرير سلاحه المتمثلة بالتهديد الإسرائيلي، شارحا أن متى يتم تحرير مزارع شبعا وتسليمها إلى المراقبين الدوليين، فعلى لبنان إيجاد صيغة جديدة لعلاقته بالمقاومة وإسرائيل. وعلى النقيض من تصاريح نصرالله خلال انعقاد طاولة الحوار الأخيرة، توقع عون إيجاد "نوع من الهدنة والتهدئة" مع إسرائيل. وأوضح كرامبتون أمام المجتمعين وجود توافق واسع النطاق بين المجموعات غير الشيعية على ضرورة السيطرة على سلاح حزب الله، مشيرا إلى أن وسيلة عون الوحيدة للتعامل مع سلاح حزب الله هي تعاونه مع الأطراف السياسيين الآخرين للتوصّل إلى موقف موحّد من سلاح الحزب، فأجاب عون أن الفكرة تبدو ممتازة، ولكن على الأكثرية القيام بـ"النداء الأول".
حزب الله أداة إيرانية لا صديقاً للبنان
في سياق الاجتماع سأل كرامبتون عون عن المكاسب التي حقّقها في تحالفه مع حزب الله في العام 2006، فأجاب عون مصحّحا أنّه لم يتحالف مع حزب الله، وإنّما وقّع في 6 شباط وثيقة تفاهم تشمل عشر نقاط محدّدة، مشيرا إلى أن حزب الله غالبا ما يعارض سياسات الحكومة التي يشكك هو أيضا فيها بدوره، ولكنّ الحزب متحالف مع الأكثرية النيابية ولديه وزراء في الحكومة. وأكمل عون مميزا نفسه في عناية عن حزب الله: "أنا في المعارضة... وحيدا".
وفي حين نفى عون مرارا مسألة تحالفه مع حزب الله، إلا أنه أوضح تمكّنه من تحقيق انتصارَين من خلال ورقة التفاهم، أولهما متمثل بالتغيير الإيديولوجي والخطابي عند الحزب، وثانيهما في السلام على الحدود مع إسرائيل، قائلا إن الفضل يعود إليه في الهدوء الحاصل على طول الخط الأزرق. ووعد عون بإبقاء الوضع هادئا، فسأله حينها كرامبتون لماذا استكمل حزب الله إذاً تعزيز مواقعه العسكرية من خلال بناء مراكز اتصالات وغرف محصّنة في ضوء الإنجازات التي تحدّث عنها عون، وكيف تتماشى هذه التعزيزات الجديدة مع ادّعاء حزب الله أنه حزب صغير ونقّال من أجل تفادي ضربات إسرائيل الجوية، فأجاب عون بطريقة ساخرة: "هذا أفضل للإسرائيليين، إذ يمكنهم استهداف حزب الله بطريقة أسهل!"
وقال كرامبتون إنّ حزب الله يشارك في عمليات إرهابية أبعد من الصراع العربي – الإسرائيلي، وإن الحزب يؤمّن معدّات عسكرية للفلسطينيين ويدرّب أشخاصا يقتلون الجنود الأميركيين في العراق، فكان ردّ عون أنه سبق وسأل نصرالله إذا كان الحزب على علاقة بتحرّكات خارج لبنان، وأن نصرالله أكّد له أنهم لا يعملون خارج لبنان، لكنه اعترف بالدعم السياسي الذي يقدمه الحزب إلى حركة "حماس" في إسرائيل لا أكثر، كما نفى حزب الله مرارا خضوعه للسيطرة الإيرانية. وأوضح عون أنّ نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال علنا إن الحزب منظمة لبنانية وليس أداة إيرانية.
وجاء في الوثيقة أنّ جبران باسيل قال خلال الاجتماع إنّ ميشال عون والتيار الوطني الحر يعتبران أن السنّة هم الإرهابيون الحقيقيون لا الشيعة، فعارضه كرامبتون شارحا أنّ لدى الولايات المتحدة الأميركية شركاء سنّة وشيعة في حربها على الإرهاب، وما لبث عون أن سارع ووافق على الموقف الأميركي، وقال إنّه يريد "نزع السلاح من عقول" السنّة والشيعة ذوي النيّات الحسنة وجعلهم حلفاء، قائلا إنّ حسن نصرالله هو واحد من ذوي النيّات الحسنة، مع أنّه يجب عليه التعامل مع المتطرّفين داخل معسكره، فاعترض كرامبتون مجدّدا قائلا إن نصرالله في معارضته القرار 1559 ودور الجيش اللبناني لا يبدو صاحب نيّة حسنة، وعلى الحزب أن يقرّر ما بين أن يكون منظمة سياسية لبنانية أو أداة إيرانية. وأشار عون إلى أنه كان ثابتا في دعمه القرار 1559 ونزع سلاح الميليشيات، لكنّ لبنان لا يريد تحمّل تبعات تصرفات حزب الله، ويمكن لبنان أن يصبح شريكا في الحرب على الإرهاب، ولكنّه ليس مستعدا أن يعاني حربا أهلية أخرى. وطلب عون من كرامبتون أن يسلمه معلومات عن دور الحزب في العراق كي يتمكّن من استعمالها في الوقت المناسب.
(تعليق: وجاء في المذكرة تعليقا على الاجتماع ما مفاده أن جبران باسيل كان واضح الانزعاج من رغبة عون غير المعهودة في إبعاد نفسه عن حزب الله وأن عون وللمرة الأولى في اجتماعاته بمسؤولين في السفارة الأميركية شكك في مصداقية نصرالله ونفى تحالفه مع حزب الله).