الجمهورية - عون:لا ألوم إسرائيل إذا شنّت حرباً جديدة
الأربعاء 25 أيار 2011
عون:لا ألوم إسرائيل إذا شنّت حرباً جديدة
في وثيقة سرّية صادرة من السّفارة الأميركيّة في 13 آذار 2007 تحت الرّقم 07BEIRUT383، "حاول ميشال عون تصوير نفسه أمام الحكومة الأميركيّة (أو ربما أمام لبنان)، على أنّه ليس قرّيبا من "حزب الله" إلى درجة كبيرة، وأنّه مشكّكٌ في النوايا السّورية ونوايا رئيس الجمهوريّة إميل لحود، ومرتاب من "حركة أمل"، وداعم للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
"وإذ يضع عون رؤيا لمستقبل غير طائفي في لبنان، تتحقّق في رأيه من خلال إصلاح انتخابي، يتمسّك بمطلب الحصول على حصّة كبيرة في الحكومة، واضعا من جهة أخرى شروطا عدّة لانتخاب شخصيّة لرئاسة الجمهوريّة، وهو منصب يعتقد أنّه هو فقط يستطيع تولّيه".
عشاء مع فيلتمان
"في 12 آذار، تناول السّفير الأميركي جيفري فيلتمان العشاء في منزل عون في الرّابية، تلبية لدعوة وجّهها إليه الأخير.
وكان التحضير لهذا العشاء استمرّ نحو شهرين: فإنّ نبيل طويل، طبيب عون، (المشهور بعلاقاته القريبة من السّاسة)، اقترح في البداية عشاء يجمع فقط بين عون وفيلتمان في كانون الثاني لتحسين الأجواء بين الأوّل والحكومة الأميركيّة، والسّماح لفيلتمان بالتعرّف إلى عون في شكل أفضل.
رفض عون الاقتراح، فحاول أحد القريبين منه إبراهيم كنعان، اقتراح عشاء عائلي يحضره فيلتمان، إلّا أنّ العشاء أُجِّلَ بسبب حادث سير تعرّض له في نيجيريا صُهر الجنرال، جبران باسيل.
باسيل أقرب المقرّبين
بعد الحادث، طالت فترة نقاهة باسيل. ولأنّ عون لا يريد أن يُظهر أنّ شخصا آخر يمكنه الحلول مكان صهره، قَبِلَ تناول العشاء منفردا مع فيلتمان. وشدّد الجنرال أمام السّفير الأميركي على أنّ صهره من أقرب المقرّبين إليه، قائلا: "إذا أرادت الحكومة الأميركيّة توجيه أيّ رسالة إلى باسيل، فعليها مخاطبتي أنا مباشرة"، فأجاب فيلتمان: "في الواقع، نحن قلقون من كون صهرك قريبا إلى حدّ كبير من حزب الله وحركة أمل، وهو أمر يولّد شكوكا". وإزاء هذا الموقف لم يكن أمام عون سوى التأكيد من جديد على أنّ صهره من أقرب المقرّبين إليه.
حزب الله
يقول فيلتمان: "حاول عون الظهور خلال اللقاء كأنّه قليل المعرفة بحزب الله، وأكّد لنا أنّه منذ توقيع مذكّرة التفاهم مع الحزب، لم يشعر يوما بأنّ السيّد حسن نصرالله يسعى إلى تنسيق الخطوات مع القيادة السوريّة، لأنّه لا يريد تعريض نفسه لانتقام سياسي بسبب قربه من دمشق".
ويتابع السّفير الأميركي: "الجنرال بدا غير متخوّف من تسلّح حزب الله بعد حرب تموز 2006، وقال إنّ ذلك لن يؤدّي إلى حرب جديدة مع إسرائيل، على رغم إشارته إلى أنّه لا يلوم قوات الدّفاع الإسرائيليّة إذا ما وضعت خططا جديدة لحرب ضدّ لبنان".
وخلال الحديث، أكّد عون لفيلتمان "أنّ على رغم الصّلات الوثيقة بين حزب الله وإيران، تخلّى الحزب عن فكرة إقامة دولة إسلاميّة في لبنان"، وحيّا من جهة ثانية كلاما في ذلك الوقت لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال فيه إنّ الحزب لا ينوي الدّخول في أيّ حرب أميركيّة - إيرانيّة محتملة.
أمّا عن لقاءات عون بالإيرانيّين، فبرّرها الأخير بالقول إنّها تأتي في إطار طبيعي وودّي، وإنّه أكّد لهؤلاء أنّه لا ينوي أن يكون طرفا في أيّ محور في المنطقة.
وعندما تحدّث فيلتمان عن أنّ التقارب بين نبيه برّي وسعد الحريري من شأنه تخفيف التوتّر السّني - الشّيعي، اعتبر عون أنّ تقاربه من حزب الله ساهم في إبعاد شبح حرب أهليّة محتملة، والتي في حال اندلعت ستصبح خارج السّيطرة.
وفي هذا السّياق لفت الجنرال إلى أنّه هو من أكّد أنّ حزب الله لن يستخدم أسلحة خلال تظاهرات 23 كانون الثاني (التي كانت تهدف إلى إسقاط حكومة فؤاد السّنيورة)، وأنّه هو الذي أقنع الحزب بالانسحاب من الشارع عندما تحوّلت هذه التظاهرات إلى اشتباكات.
أمل
وبالانتقال إلى علاقاته بحركة "أمل"، أشار عون إلى أنّ متظاهري الحركة هم المسؤولون عن أحداث كانون الثاني (التي أدّت إلى اضطرابات واشتباكات مع مناصري حكومة السّنيورة)، كونهم أقلّ تنظيما من مناصري حزب الله، لافتا إلى أنّ "أمل هي التي تنسّق كلّ شيء مع سوريا، لا حزب الله".
وتابع: "الحركة لم تعد تمتلك قاعدة شعبيّة تدعمها، خصوصا بعد الفساد الذي ظهر مستشريا في صفوفها"، لافتا إلى أنّ "حزب الله يدعم "أمل" لإظهار نوع من وحدة الصّف الشّيعي".
وقال: إنّ برّي يحاول التقريب بين السعودية وسوريا، في محاولة منه لإظهار قدرته على تأدية دور بهذه الأهميّة أمام دمشق.