الجمهورية - نصرالله أكثر من وزير دفاع» -- كنعان: التحالف مع حزب الله كان «غلطة»
الإربعاء 4-5-2011
«نصرالله أكثر من وزير دفاع» -- كنعان:
التحالف مع حزب الله كان «غلطة»
في مذكّرة سرية تحمل الرقم EO 12958 وصادرة في بيروت في 14 تموز 2006، ان خلال حوار مع بولوف في السفارة الأميركية في بيروت، أجري في الثالث عشر من شهر تموز، قال النائب ابراهيم كنعان، الذي غالبا ما يؤدي دور الوسيط والناطق باسم التيار الوطني الحر، إن تحالف التيار مع حزب الله كان «غلطة»، معلنا أن ميشال عون لم تكن لديه ادنى فكرة ان «حزب الله» كان يخطط لعمل استفزازي كهذا. وعبّر كنعان عن قلق عميق من كون «حزب الله» الجهة التي تتولى فعليا ادارة دفة الأمور في البلاد.
وعندما سئل هل يظن ان حسن نصرالله يتصرف وكأنه وزير للدفاع، اجاب كنعان: «كلا، كلا، بل اكثر من ذلك بكثير».
وفي مذكرة سرية تحمل الرقم 0290621Z صادرة في 26/1/2007، جاء ان النائب ابراهيم كنعان، الذي يعتبر مستشارا مؤثرا ومعتدلا لميشال عون، طلب مقابلة عاجلة من مسؤول في السفارة في اعقاب الاشتباكات التي وقعت في بيروت يوم الثلثاء الماضي. قابل امبوف كنعان في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني في منزله الخاضع لحراسة مشددة في منطقة الرابية. كنعان الذي هو عادة متحدث هادئ، وغالبا ما يؤدي دور الناطق باسم التيار الوطني الحر، بدا قلقا طوال فترة اللقاء. وعندما ابلغ اليه امبوف رسالة السفير، ومفادها ان اعمال العنف يوم الثلثاء تخطت حدود المعقول، رفع كنعان يديه عاليا وهتف: «نعلم ذلك نعلم ذلك. لقد ارتكبنا اخطاء فادحة في تقديرنا الأمور بنحو لا يصدّق».
طلب كنعان ان نميز بين اهداف عون السياسية التي تقف وراء سعيه الى استقالة حكومة السنيورة والتي تختلف تماما عن اسباب حسن نصرالله واسباب الزعيم الماروني الموالي لسوريا وقائد حزب المرده سليمان فرنجية. وقال انه يعي ان احداث الثلثاء قد تكون على الارجح اقنعت واشنطن بأن الجنرال عون بات الآن في شكل تام منضويا في عمق المعسكر الموالي لسوريا، ولكنه اصرّ على أن ذلك غير صحيح.
وفي حجة غالبا ما يكررها كنعان، قال إن عون يحاول في بساطة ان يحمي الأقلية المسيحية المحاصَرة في لبنان، والتي يتم استبعادها في شكل منهجي عن السلطة من قبل زمرة سنية جبارة تتحكم في مجلسي النواب والوزراء.
وقال كنعان إن عون يعي تماما أن كلا من حزب الله وتيار المرده «مسيّران جزئيا» تبعا لأجندة سورية، وانه توصّل «على مضض» العام الماضي الى قرار التحالف مع نظرائه في قوى الثامن من آذار الذي وجده ضرورة استراتيجية.
في فترة بعد الظهر من ذاك اليوم، عندما بدأت قنوات الاخبار العالمية بنقل صوَر لبيروت التي يكسوها الدخان الأسود المتصاعد من نيران اضرمها العونيون، قال كنعان إن عون «بدأ يدرك تدريجا» فداحة حساباته الخاطئة. ثم بدأ كنعان بإلقاء اللوم على ردة الفعل العنيفة التي قام بها انصار سمير جعجع، خصم عون الاساسي، وذلك في خطّة هجوم غالبا ما يتبعها التيار الوطني الحر. وحتى عندما تمّت الإشارة الى سفسطائية هذه الحجة المخطئة، أصرّ كنعان على أن القوات اللبنانية تستحق ايضا لوما كبيرا.