الجمهورية - بيدرسون: "حزب الله" الأكثر انتقادا لسوريا ولا يريد توقّف الطلعات الإسرائيلية
الإثنين 23-5-2011
بيدرسون: "حزب الله" الأكثر انتقادا لسوريا
ولا يريد توقّف الطلعات الإسرائيلية
كشف الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد غير بيدرسون جانبا من المستور عن المعلومات التي في حوزته، خلال اجتماع عقده مع منسّق شؤون مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية السفير هنري كرامبتون، متحدثا عن "حزب الله" وعلاقته بسوريا، وعن الدور السوري في ما يتعلق بالحوار الوطني.
وهنا نَص الوثيقة الصادرة عن السفارة الأميركية في بيروت، والموجهة الى الخارجية الاميركية:
رقم الوثيقة 1676 06beirut
تاريخ: 30 أيار 2006
قال بيدرسون "إنّ القراءة الصحيحة لهوية حزب الله تستوجب أخذ جذور الحزب في عين الاعتبار، وشرح أن البدايات كانت بانفصاله عن حركة أمل واستمداد الإلهام والدعم من الثورة الإسلامية في ايران. "ومن الأسباب التي عززت نشأة حزب الله، كانت الأعداد الكبيرة من المجتمع الشيعي التي "ضاقت ذرعا" بفساد (...) وخصوصا خلال الاجتياح الاسرائيلي العام 1982، كما أن تواجد الحرس الثوري الإيراني في البقاع، في تلك الفترة، كان عاملا فعّالا في صنع الحزب. "في نهاية المطاف، حزب الله هو "خليط" من علاقات بالثورة الاسلامية في ايران والمظالم الاجتماعية في المجتمع الشيعي والحرب مع اسرائيل و"علاقة معقدة جدا" بالحكومة السورية وأجهزتها الأمنية".
تناقض حزب الله
تحدث بيدرسون "عن وجود فروع عدّة داخل قيادة حزب الله. فبعد سنة تقريبا من الانسحاب العسكري والاستخباراتي السوري من لبنان في العام 2005، أبقى "فريق صغير" على ولائه لنظام الأسد في دمشق وفريق آخر من القيادة كان أكثر اهتماما بتنمية الدولة اللبنانية. وينفي المتحدثون باسم الحزب وجود مدارس فكرية متناقضة داخل تنظيمهم، إذ إن هذا الموضوع حسّاس جدا لدى الحزب، خصوصا بعد الانقسام الذي خرج الى العلن في العام 1992.
وأضاف بيدرسون أن لدى القيادة الحالية لحزب الله اهتماما بالحفاظ على الاستقرار داخل لبنان، ومع ذلك فهي تواجه مشكلة الإبقاء على "التركيز" لدى عناصرها من قوات حرب العصابات، والتأكد من أنهم "يشعرون بأن لديهم رسالة في الحياة". ولمّح بيدرسون الى "أن محاربي الدوام الكامل يشكلون دائرة اهتمام أساسية لدى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ويوفّرون اطارا لنشاطات الحزب شبه العسكرية على الحدود مع اسرائيل. ووصف بيدرسون "تناقض حزب الله" بالحقيقة التي تدفع الحزب الى اعتبار المرشد الأعلى الإيراني قائدهم، ومع ذلك لديهم حصة في المصالح الوطنية اللبنانية. يفرض اتخاذ القرارات السياسية في لبنان الرجوع الى توافق جماعي بين أطراف النظام الطائفي اللبناني، ومع ذلك فإن حزب الله يفرض احتكارا على قرارات الحرب والسلم من خلال وجوده شبه العسكري على الحدود مع اسرائيل، ويصرّ الحزب على التمسّك بهذا الاحتكار، مع علمه أن حجّته لفعل ذلك "ضعيفة". وأشار بيدرسون إلى "أنّ هذا التناقض الأخير سوف يصبح مثيرا جدا للاهتمام" ما إن يَتمّ اكتشافه".
"تثقيف" حزب الله؟
أشار بيدرسون الى امكان وجود فرص "لتثقيف حزب الله"، من خلال ارغامه على ايجاد تعريف دقيق "للتهديد الاسرائيلي" على لبنان، وقال إن التحليق الاسرائيلي فوق الأجواء اللبنانية، خلق إدراكا للخطر عند اللبنانيين من التهديد الاسرائيلي، وعزّز حجّة حزب الله في المحافظة على سلاحه، ومن المعلوم أن الحزب أخذ اشعارا بتوّقف الطلعات الجوية خلال شهري آذار ونيسان، وفي سبيل خدمة فرصة تثقيف الحزب، على اسرائيل أن تواصل سياسة ضبط النفس.
واقترح بيدرسون حثّ حزب الله "لامتحان اسرائيل"، وذلك من خلال دفعه الى ايقاف نشاطاته شبه العسكرية على الحدود، في خطوة متبادلة مع توقّف الطلعات الجوية، ولكن على الأرجح لا تريد قيادة الحزب أن تتوقف هذه الطلعات، إذ يترتب عليها عبء اتخاذ خطوات نحو عملية نزع السلاح (أشار السفير فيلتمان إلى التعزيزات العسكرية التي أجراها حزب الله على طول الخط الأزرق، كخطوة احترازية حيال استئناف اسرائيل لطلعاتها الجوية، وهو بذلك لا يجعل من عملية ضبط النفس الاسرائيلية خطوة سهلة).