المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات-الأكثرية النيابية الجديدة وهمية وليست حقيقية- حسان القطب
الإثنين 7 شباط 2011
المصدر: خاص المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات...
بقلم مدير المركز.... حسان القطب
الأكثرية النيابية الجديدة وهمية وليست حقيقية..
عقب الانتخابات النيابية التي جرت عام 2005، التي خسر خلالها حزب الله وتابعيه تلك الانتخابات، اطل علينا نصرالله، ومن بعده بشار الأسد، بنظرية الأغلبية النيابية الوهمية الحاكمة في لبنان (أي قوى 14 آذار/مارس)، والأقلية النيابية المعارضة ذات الأكثرية الشعبية (أي قوى 8 آذار/مارس). في محاولة لتعزية الذات... وقد تكررت النتيجة عينها خلال الانتخابات النيابية التي جرت عام 2009، مع هامش شعبي إضافي، ومع إصرار حزب الله وحركة أمل على ضم قضائي حاصبيا إلى قضاء مرجعيون للهيمنة على انتخاب ثلاثة نواب، نائب سني وآخر درزي وثالث أرثوذكسي، وتم ضم قضاء الهرمل إلى قضاء بعلبك بهدف لتحديد هوية نواب دائرة بعلبك المتعددي الانتماء بأصوات ناخبي دائرة الهرمل.. وهذا ما حصل بالفعل.. فيكون حزب الله وتابعيه قد تمكنوا من الحصول على ما مجموعه سبعة نواب إضافيين كحد أدنى دون وجه حق... ومع ذلك خسر مشروع حزب الله وسوريا وإيران، الانتخابات النيابية لصالح القوى المؤيدة لمشروع الدولة الواحدة والسلطة الواحدة والسيادة الواحدة الموحدة على كافة الأراضي اللبنانية...ومع ذلك لم يعترف هذا الفريق بنتيجة الانتخابات، ولا بشار الأسد، الذي تحدث مؤخراً عن سلاسة انتقال السلطة في لبنان عقب الانقلاب المغطى والمقنع بعناوين سياسية ودستورية ليخفي عناوين وممارسات أخرى.. ولا نصرالله الذي اعتبر أن الحكم في لبنان شراكة وتوافقي وتعددي لا عددي مهما كانت النتائج، لتغطية خسارته للانتخابات النيابية أمام جمهوره وناخبيه ومن يرعى حزبه ويغطي مشروعه..!!
ولكن بقي السلاح وهو الناخب الأكبر والاهم والأخطر، في بلد الميليشيات المتعددة، والفوضى المسلحة، تحت عنوان ويافطة المقاومة، بأيدي من يرفض الاعتراف بشرعية الدولة ومؤسساتها الأمنية، فتم استعراضه في أكثر من مناسبة، في برج أبي حيدر، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحي حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية..دون مبرر، وسقط قتلى وجرحى ودمار واسع، ومع ذلك لم تتحرك القوى الأمنية لاعتقال من ارتكب هذه الجريمة ولا من اصدر لها الأوامر بإطلاق النار وانتهاك الحرمات والمحرمات ومنها مسجد البسطة ومسجد برج أبي حيدر.. في حين نراها تتحرك بفعالية في طرابلس اليوم ضد المتظاهرين الغاضبين، حيث نشرت جريدة السفير ما مفاده.. "وضعت قيادة قوى الأمن الداخلي في طرابلس يدها على ملف الاعتداءات التي حصلت في «يوم الغضب» في شوارع المدينة، والتي طاولت سيارة النقل المباشر لـ»قناة الجزيرة»، التي أحرقها المحتجون"...ربما كان يجب أن يحمل المتظاهرين السلاح بدل الحجارة على طريقة ما جرى في شوارع بيروت..وكان قد تم قبل ذلك نشر مجموعات ميليشيوية قبيل الاستشارات النيابية بأيام في شوارع بيروت دون سلاح ظاهر ولكنها تحمل أجهزة اتصالات، للتواصل مع غرفة عمليات قادتها ومحركيها للضغط على بعض النواب ممن دفعهم حرصهم على السلم الأهلي للتريث بإعلان موقفهم ومن ثم إعادة التموضع السياسي والتصويت للرئيس ميقاتي.. وهذا يعني أن الأكثرية الجديدة وهمية بحق، لأنها جاءت بضغط على أعضاء المجلس النيابي لتقسيم الدوائر الانتخابية بما يتناسب مع رغبتها في التأثير على مجريات الانتخابات وتحقيق نتائج أفضل بطرق ملتوية، ومن ثم نشر العناصر الميليشيوية في شوارع بيروت للتأثير على تصويت بعض النواب خلال الاستشارات الملزمة لتكليف رئيس الوزراء العتيد... وكان سبق الاستقالة والاستشارات نشر تفاصيل متنوعة ومتعددة عن خطط وضعت لخطف واعتقال مسؤولين والقيام بانقلاب مسلح يستهدف قوى بعينها وتم توزيع سلاح بشكل مكثف كما تردد بين اللبنانيين، ولم يخجل بعض حديثي العهد بالعمل السياسي أو المخابراتي من الحديث علناً عن هذه الخطط وأهدافها من على شاشة التلفزيون وعلى صفحات الجرائد..بهدف التهويل والترهيب وتحضير الشارع لفتنة خطيرة... ومع ذلك يطل علينا... نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق قائلاً.. (إن "المقاومة اليوم في لبنان تحظى بتأييد غالبية نيابية وأكثرية شعبية"، وسأل: "ماذا تستطيع أمريكا أن تفعل؟ يمكن أن تكون أميركا أقوى من المقاومة في مجلس الأمن أو في لاهاي ولكن في لبنان هي الأضعف وليس أمامها إلا أن تخضع لإرادة المقاومة ومعادلتها")...ألم يكن أجدر بهذا المسؤول في حزب الله أن يحدثنا عن كيفية تغير المعادلة بهذا الشكل المفاجئ..؟؟؟ و يستكمل نائب حزب الله حسن فضل الله مضيفاً: ("لا بأس لو أعطيت الفرصة الكاملة من اجل تأمين أوسع مشاركة في التمثيل داخل هذه الحكومة لأننا دائما من دعاة التعاون والتلاقي والتفاهم والتوافق، وأننا مقتنعون إن هذا البلد لا ينهض إلا بالتفاهم والتلاقي والتعاون، ويمكن تحقيق الازدهار والاستقرار ومعالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية من خلال تعاون مشترك")... إذا كان على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن يخضع لشروط نبيل قاووق وحسن فضل الله وحسن نصرالله ووئام وهاب وناصر قنديل.. فما حال اللبنانيين العاديين أمثالنا وحتى السياسيين اللبنانيين..!! فما علينا سوى الخضوع والركون لقرارات مرشد الجمهورية اللبنانية وأدواته.. وعلى رأسهم رئيس الوزراء المكلف الذي يحتاج لزيادة عدد الوزارات لإشباع رغبات المستوزرين الكثر من أعضاء الأكثرية النيابية الجديدة المغتصبة بالقوة.. ولكن هذه القوى المسلحة لا تستطيع إخضاع الشعب اللبناني لرغباتها وطموحاتها ومشاريعها مهما بلغت تهديداتها من الحدة والشدة.. لأن الأكثرية الشعبية أثبتت أنها ما زالت ثابتة على مواقفها ورافضة لمنطق التخويف والتهويل والتهديد.... بل وتخاطب قياداتها طالبةً منها أن تواصل مسيرتها برفض سياسة الإرهاب والترهيب ومتابعة النضال لتحقيق الاستقرار والاستقلال والسيادة وما جرى في تونس وشوارع القاهرة، وقبلها وربما لاحقاً في شوارع طهران خير دليل على قدرة الشعوب بتغيير واقعها والنهوض من جديد... ومهما حاول البعض من أمثال النائب في حركة أمل، النائب هاني قبيسي حين دعا في النبطية («السفير»)، «الجميع لدعم هذه الحكومة التي يجب أن تنقذ لبنان وعليها إنقاذ لبنان، كما ندعو إلى مشاركة فاعلة وإيجابية وليس إلى مماطلة تؤخر تشكيل الحكومة». لتغطية طبيعة ما جرى من تصرفات وممارسات وتهديدات ساعدت في تغيير الواقع السياسي بالدعوة للمشاركة في الحكومة، فهذا لن يغير من الواقع شيئا.. هذا الكلام الذي يطلقه هذا النائب من الدعوة للعمل المشترك.. يناقض ما مارسه نبيه بري وحسن نصرالله وميشال عون خلال تشكيل الحكومة السابقة، ألم يكن لبنان حينها بحاجة لإنقاذ وتعاون كافة بنيه حينها..!!! ولماذا يكون الإسراع بتشكيل الحكومة اليوم ضرورة، وخلال العام الماضي بقي لبنان دون حكومة لمدة تقارب الستة أشهر..!! وكنا قد خرجنا للتو من انتخابات تشريعية حددت الأكثرية والأقلية بوضوح.!! كل ما يتحدث عنه حزب الله وحركة أمل، لا يمكن أخذه بجدية ولا قراءته من باب الحرص على العيش المشترك، الجدية تؤخذ من كلام وئام وهاب الذي يتفوه بما يتجنب حزب الله قوله، وكذلك من كلام سليمان فرنجية حول تشكيل حكومة زعران وهو ما لا يجرؤ نبيه بري على التصريح به ولا حتى رفضه وإدانته.. والدعوة للعيش المشترك تحت سقف القانون ومعالجة المشاكل التي يعاني منها المواطنين التي يدعو لها قاووق ونواف الموسوي وحسن فضل الله، تفضحها ما أعلنه ناصر قنديل من خطط ومخططات للسيطرة على العاصمة من على شاشة تلفزيون الشبكة اللبنانية للإرسال، وعلى الهواء مباشرة ولم ينف حينها حزب الله ولا نبيه بري هذا الكلام..!!
المرحلة المقبلة لا شك ستكون صعبة وقاسية، ولكن لن تكون مستحيلة، طالما أن المواطن اللبناني يملك الإرادة والرغبة في مواجهة مشاريع الهيمنة والسيطرة والديكتاتورية والروح الميليشيوية.. وليكن عنوان المرحلة المقبلة العمل لتحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة مفتاح الاستقرار والسلم الأهلي وتعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين دون استثناء..
حسان القطب