النهار- الرئيس الحريري لنجاد: لم يباحثنا أحد
الرئيس الحريري لنجاد: لم يباحثنا أحد ...
السبت 16-10-2010
___________________________________
المواقف الرسمية الاولى من الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان نقلت أمس عن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي كشف عن حوار بينه وبين الرئيس نجاد في موضوع المحور الاقليمي الذي تحدث الاخير عن قيامه وشموله لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وتركيا وايران، فقال للرئيس الايراني "إن أحدا لم يبحث مع الدولة اللبنانية في مثل هذا الطرح السياسي الذي يحتاج بحسب الصيغة اللبنانية الى خطوات داخلية اضافة الى خطوات التشاور الطبيعية مع الاشقاء العرب ضمن قواعد العمل العربي المشترك، مذكرا بأن لبنان واضح في تحديد خياراته في وجه العدو الاسرائيلي ويلتزمها كاملة، بدءا من ارغام اسرائيل على التطبيق الكامل للقرار 1701 وصولا الى رفض أي تسوية معها لا تقوم على مرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية لعودة كامل الاراضي العربية المحتلة وحق الفلسطينيين في العودة الى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف".
ولاحظت أوساط سياسية مواكبة ان الرئيس الحريري الذي كان يتحدث امس لدى رئاسته اجتماع كتلة "المستقبل"، أطل بمواقفه كرئيس للحكومة وهو معني بكل ما انطوت عليه زيارة الرئيس نجاد. مع العلم ان الحريري وصف أجواء محادثاته معع الرئيس الايراني بأنها كانت "ودية وايجابية وصريحة"، نافيا ما تردد عن مبادرة سياسية داخلية طرحها الرئيس نجاد "انما كان التركيز على أولوية الحفاظ على الاستقرار في لبنان باعتماد الحوار الهادىء وسيلة للتخاطب والبحث عن حلول عوض ما جرى في الاسابيع الاخيرة من تصعيد وتهويل يمنع جميع الاطراف من سماع بعضهم بعضا".
الاختبار
ويرى المراقبون ان الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء المقرر عقدها الاربعاء في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ستشهد اختبارا لكل طروحات التهدئة التي برزت في زيارة الرئيس الايراني وسط توقعات ألا تنتهي مناقشة موضوع ملف ما يسمى "شهود الزور" الى قرار مما يستدعي مزيدا من البحث فيه في جلسات لاحقة.
وعلى خط مواز، قالت مصادر نيابية بارزة لـ"النهار" ان جلسة مجلس النواب الثلثاء المقبل في انطلاق العقد النيابي الاول والتي سيتخللها انتخاب اللجان لن تشهد تغييرات مما يعكس رغبة في اشاعة أجواء تهدئة.
الجيش
وفي أول رد على الشائعات والتكهنات و"الاحتمالات التي ستعقب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية، وما يستتبع ذلك من إمكان حصول فتنة طائفية، وتهديد لوحدة المؤسسات العسكرية والأمنية"، عممت أمس قيادة الجيش – مديرية التوجيه نشرة على العسكريين بعنوان: "لا مكان للفتنة في أي ظرف وتحت أي شعار"، فرات "ان توغل البعض في فبركة الشائعات أو ترويجها (...) هو دليل عجز هؤلاء عن تحقيق مكاسب سياسية ومصالح خاصة ومحاولتهم النيل من المؤسسة الوطنية الأولى التي تشكل خطاً أحمر بالنسبة الى جميع اللبنانيين". وطمأنت اللبنانيين الى "أن رهانهم على جيشهم هو في مكانه الصحيح، وطالما ان هذا الجيش بخير فالوطن كله بخير".
سفير ايراني
في غضون ذلك، ردّ السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن أبادي، في مقابلة مع قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله"، على التساؤلات التي طرحت حول اعتماد الرئيس نجاد خطابين في اللقاءات الرسمية والشعبية فقال: "ان نتيجة الخطابين واحدة: وقوف ايران الى جانب كل لبنان والتأكيد على وحدته والتماسك والتكاتف في داخل الساحة اللبنانية في مواجهة العدو الصهيوني المحتل".
ووصف العلاقات بين ايران والمملكة العربية السعودية بأنها "جيدة"، مشيراً الى "علاقات اقتصادية ناشطة جداً مع مصر". وقال: "ستسمعون في المستقبل القريب عن خطوات ايجابية لترسيخ العلاقات الايرانية – العربية".
ونفى أن يكون ما قاله الرئيس نجاد في ملعب الراية عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي وصفه أبادي بـ"الرجل الكبير ومن أكبر الأصدقاء للجمهورية الاسلامية" بأنه "ادانة للمحكمة". وأضاف ان ايران "من أولى الدول التي تريد معرفة الحقيقة". ولم يستبعد أن تقوم اسرائيل بالاغتيالات، لكنه أشار الى ضرورة توثيق المعطيات و"معرفة الحقيقة في أسرع زمن ممكن". وأكد "ان كل الأمور في لبنان تحل بالحوار".
ورحب بزيارة الرئيس الحريري لطهران في "أي وقت" يرغب فيه بعد توجيه الدعوة اليه، لافتاً الى ان تحضيرات جارية لزيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير لايران.
وعما دار في لقاء نجاد والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، قال: "أُعلنت المواقف نفسها التي دارت" مع لرؤساء سليمان ونبيه بري والحريري، "أي التأكيد على الوحدة بين كل الأطراف السياسيين". وتوقع "الوصول الى نتيجة في الوقت المناسب" في شأن الاتفاق العسكري بين ايران ولبنان.
المصدر: جريدة النهار