سأبتدئ بمقاربة سريعة ومقارنة بين جبيل وصيدا وبيروت
سأبتدئ بمقاربة سريعة ومقارنة بين جبيل وصيدا وبيروت ، حتى أصل إلى النظريّة (الهندسيّة المعماريّة) التي تطبَّق حالياً في العاصمة بيروت ، ونرى ما هي نتائجها في ما لو طُبّقت في مدينة صيدا . أذكر أنّني عندما كتبت مقالاً لأول مرة عام 1993 عن بيروت ، قمت بمقارنة سريعة بينها وبين جبيل التي عمرها حوالي سبعة آلاف (7000) سنة. ومن الممكن أن يكون عمر بيروت أيضاً سبعة آلاف سنة ، ذلك أنّ العناصر التي كانت موجودة في جبيل ، حتى تُسهّل سكن الإنسان ، ويأتي ويستقرّ ويعمّر أول بيت وأول تجمّع زراعيّ : ضيعة ، بعدها مدينة . هذه العناصر موجودة أيضاً في بيروت ، وهي عناصر معروفة ، عناصر طبيعيّة : وجود المياه ، مياه الشَّفة ، وجود الغابات حيث إنّ الإنسان آنذاك كان يعتمد في عيشه على الصيد ، وقطف الثِّمار . وفي الوقت ذاته كان لا بدّ من وجود أرض خصبة ، لأنّه في تلك المرحلة الزمنيّة الماضية ، في الألف السابع قبل الميلاد، اكتشف الإنسان الزراعة .
ومن العناصر التي جعلت المدن أن تستمرّ ، ومدينة جبيل تحديداً ، وجود البحر ، وهذا الخليج الطبيعيّ الذي أصبح ميناءً طبيعياً ، وعصباً اقتصادياً مهماً للمدينة ، وبقي ذلك حتى يومنا هذا ، حيث تستغل جبيل مرفأها الذي ليس صناعياً وإنّما سياحياً .