السفير - الأرسوزي لم يشارك في تأسيس «البعث»
إعلام وصحافة /
فكرية /
2011-09-09
الجمعة 9 أيلول 2011
الأرسوزي لم يشارك
في تأسيس «البعث»
ممدوح رحمون
إذ أثني على ما كتبه الأستاذ جواد عدره في «السفير» بتاريخ 15 تموز الماضي عن الأستاذ الأرسوزي الذي احترم، لا بد من التوضيح أن الأرسوزي بدأ حياته السياسية في اللواء السليب. وكان شعاره «العروبة فوق الجميع». وكما جاء على لسان زميله الصديق فايز اسماعيل في كتابه «بدايات حزب البعث في العراق» ما يلي «لقد فتحنا عيوننا على الصراع بين العرب والأتراك، وكان آباؤنا وأجدادنا من قبلهم يمارسون هواية التراشق بالحجارة في الميادين الفاصلة بين أحياء العرب والأتراك، مما يدل على أن قوميتين تتصارعان»!
أما بخصوص ما ورد في المقال المذكور «في زمن التقارب السوري التركي تم التفاوض عن مسألة (اسكندرون واللواء السليب)، ليعمل في عام 1945 مع ميشال عفلق وصلاح البيطار كمؤسسين لحزب البعث الذي لعب ولا يزال يلعب دوراً مهماً في المنطقة...». الجدير ذكره أنه، وبعد أن أعطيت فكرة مبسطة عن بدايات الأرسوزي، فإنني أرى أن هذا الكلام غير دقيق أبداً، لأن الأرسوزي لم يشارك بالمطلق بتأسيس حزب «البعث» الحالي، ولم يكن له أي دور فيه. لأن هذا الحزب تألف مبدئياً من مجموعة من الشباب القومي العربي من رفاق عفلق والبيطار عام 1941، إبان ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وتحت اسم جمعية «نصرة العراق»، فكانت هذه المجموعة هي البذرة الأولى بتأسيس حزب قومي عربي...
وفي مطلع عام 1942، وفي شهر نيسان تحديداً، أفرج عن بعض المعتقلين السياسيين من سجن «المية ومية» وكان منهم العميد صلاح الدين الصباغ والعقيد محمود الهندي وسعيد السيد وغيرهم، وقد حلّوا ضيوفاً في بيتنا، وهنا سأترك المجال للأستاذ جلال السيد ليروي في كتابه «البعث العربي» ما يلي:
«ومن قبيل المصادفة، فقد اجتمعت مع الأستاذ ميشيل عفلق في دار صديق لنا من وجهاء حي الميدان الذي يسكن بالقرب منه الأستاذ ميشيل، وكان اجتماعنا حول مائدة عشاء.
وكنت أسمع عن السيد عفلق، وأقرأ له في مجلة «الطليعة» وكنت أعرف أنه قد قام مع بعض رفاق له بتأسيس جمعية «نصرة العراق»، خلال ثورة رشيد عالي الكيلاني وقد كان هو قد سمع عني شيئاً، ودارت بيننا الأبحاث وتشعبت وكانت وحدتنا تامة في كل الأمور التي بسطناها يومئذ، وكان هذا اللقاء سبباً في تعطش متبادل للقاء ولقاء، واستمرت الاجتماعات يومياً، وقد تتكرر في اليوم الواحد مرات.
وقد سأل جلال عفلق آنذاك هل عندك أحد يؤمن بهذه المبادئ، فأجابه يوجد صلاح البيطار والدكتور مدحت البيطار.
فتكررت الاجتماعات بين هؤلاء الأربعة، وخرجوا بمبادئ حزب البعث العربي الذي أعلن عن قيامه في مهرجان كبير عام 1947، في أحد مقاهي دمشق.
وهكذا فإننا لا نرى أثراً للأستاذ الأرسوزي بتأسيس هذا الحزب أبداً إلا أنه كان يردد دائماً انهم سرقوا هذا الإسم عنه، مما انعكس على مناصري الفريقين.
وكنت أعرف العديد من جماعة الأرسوزي أيضاً، منهم الصديق الدكتور سامي الجندي الذي انتقل إلى صفوف البعث وأصبح وزيراً، وكذلك الصديق فايز اسماعيل، ابن اللواء السليب وزميل الأرسوزي، وعضو اللجنة المركزية الوطنية التقدمية في سوريا الآن. وكان شعارهم في بدايات تحركهم السياسي (العروبة فوق الجميع) كما ذكرت. وكان الأرسوزي يقاطع المناسبات الاجتماعية التي كانت تقوم في بيتنا تجنباً للاجتماع بعفلق والبيطار، وهما من أبناء حيّنا ووجودهما في بيتنا كان طبيعياً جداً.
ولمعرفتي بالجميع، لذلك قلت إن موضوع الأرسوزي لم يكن أبداً في حزب البعث لا شكلاً ولا موضوعاً وإنما كانت علاقته مع الأستاذ جلال فقط عندما كان الأرسوزي مدرساً في دير الزور، وأعتقد بوجود قرابة بينهما.
أما في موضوع أنطون سعاده، فإني على علم بالكثير. وبالخيانات التي تعرض لها وتسليحه من حسني الزعيم ثم تسليمه للسلطات اللبنانية التي أعدمته من دون محاكمة، وأنا على اطلاع واسع من محاميه المكلف العميد الياس رزق الله. كما كانت زميلتي زوجته في زنزانة مجاورة في سجن المزة العسكري وبضيافة حسني الزعيم.
جريدة السفير