كيف نتجاوز الطائفية بخطة مرحلية؟!
ندوات /
إدارية- وطنية - طائفية /
1993-04-03
السادسة من مساء يوم السبت، 3 نيسان 1993
قاعة محاضرات المركز
كيف نتجاوز الطائفية
بخطة مرحلية؟!
كلمة الإفتتاح
الدكتور مصطفى دندشلي
أرحّب بكم أجمل ترحيب، ويُسعدنا نحن في المركز الثقافي بهيئته الإدارية والعامة، أن نستقبلكم في مقرّنا الجديد، وأن نعقد أولى ندواتنا في هذه القاعة المتواضعة تحت عنوان: "كيف نتجاوز الطائفية بخطة مرحلية؟!"، يقدّمها صديقنا الدكتور عصام نعمان نائب بيروت وعضو كتلة الإنقاذ والتغيير البرلمانية التي يرئسها الرئيس الدكتور سليم الحصّ..
كلنا يرفض الطائفية، ويقرنها غالباً بصفة "النغيضة"، وكلنا يتحدث عن ضرورة إلغائها وتحقيق المساواة بين المواطنين. ولكن، حسب معرفتنا، لم يتقدم أحدٌ من الكتّاب السياسيين أو المفكرين حتى الآن ـ وبطريقة موضوعية وعلمية ـ بخطة عملية، وعَبْر خطوات مرحلية متناسقة ومتكاملة، لإلغاء هذه الطائفية، بحيث يكون هذا الإلغاء مقبولاً، أو أن يلقى صدىً وطنياً توافقياً من سائر الأطراف المعنية بالموضوع…
من هنا، في ما نرى، تأتي أهميةُ طرح موضوعنا لهذه الأمسية حول كيفية الإلغاء وبصورة منهجية، دستورية ـ منطقية، وعَبْر مرحلة زمنية متدرّجة ومتكاملة في آن…
هذا، واسمحوا لي، بهذه المناسبة، أن أتوجه بالشكر العميق إلى جميع أصدقاء المركز وجمهوره، الذين كانوا يتصلون بنا لمعرفة سبب صمتنا، وعدم عقدنا الندوات واللقاءات طوال هذه الأشهر القليلة الماضية… إذ كان هذا الصمت ـ كما كانوا يقولون ـ وهذا الغياب المؤقت عن الساحة الثقافية، يقلقهم كثيراً..
في الواقع، أيها الأصدقاء، لم يكن هناك البتّة غياب أو صمت، وإنما عمل دؤوب ومتواصل، أولاً لإنجاز تجهيز مقرّنا الجديد، فأصبح لمركزنا مقرُّه الخاص… وثانياً قمنا طوال هذه المدة بحملة تبرعات واسعة من قِبَل الأعضاء والأصدقاء ومؤيدي المركز، لتغطية عجزنا المالي الذي وقعنا فيه بسبب هذا البناء والتجهيز وقسم التوثيق، وذلك لأول مرة منذ تأسيس المركز.. وثالثاً، مشاركتنا الفعّالة والأساسية مع لقاء الحوار اللبناني، في تنظيم ندوة واسعة، في "دار سيّدة الجبل" (كسروان)، طوال ثلاثة أيام حول موضوع "أيّ لبنان نريد؟!". ونحن الآن بصدد نشر وقائع هذه الندوة المهمة في كتاب… كما وأننا قد أصدرنا أخيراً في كتاب وقائع الندوة التي عُقدت في العام الماضي في صيدا بعنوان: "أين أصبحت الآن مسيرة الوفاق الوطني، من أجل إعادة بناء لبنان المستقبل؟!".
وهنا أودّ أن أشير إلى أن مركزنا يشارك الآن ومنذ مدة مشاركة فعّالة وأساسية في التحضير لعقد مؤتمر وطني عام حول سينودس الكنيسة الكاثوليكية من أجل لبنان. وطالما أن هذا المؤتمر سيكون من أجل لبنان، فمن الواجب الوطني أن يكون لنا رأي، ورأي أساسي فيه وفي نتائجه.. إذ أن الموضوع يهمنا جميعاً… لذلك فإننا نعمل على أن يكون الجنوب اللبناني بمفكرين ومثقفين ممثلاً في هذا المؤتمر وكذلك المثقفين والإسلاميين الحواريين الديمقراطيين…
وهكذا، كما ترون، نحن مستمرون في عملنا الثقافي بمنهجية وموضوعية وشمولية وتصميم، رغم الصعوبات المادية التي تواجهنا، والتي قد تزداد في المستقبل. وسوف نتغلب عليها كما حصل في السابق، محافظين أشدّ المحافظة على استقلاليتنا الديمقراطية ومنيرنا الثقافي الحرّ، كل ذلك بالاعتماد على تأييد أصدقائنا وجمهورنا الديمقراطي والتفافهم جميعاً حول مركزنا الثقافـي…
أكرر شكري، أخيراً وليس آخراً، للمحاضر الدكتور نعمان، وشكري أيضاً للصديق الدكتور خالد قبّاني الذي لا يتخلف أبداً عن الإسهام معنا بفاعلية وهمة في نشاطاتنا الثقافية والفكرية… وللأصدقاء المعقبين: الأستاذ جوزيف اليازجي المدّعي العام السابق في الجنوب اللبناني، والدكتور أحمد سرحال أستاذ القانون الدستوري في كلية الحقوق الجامعة اللبنانية والدكتور ضاهر غندور أستاذ في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية.
وبين أيديكم برنامج نشاطاتنا لموسم الربيع الثقافي، فنأمل أن نلتقي وأن نتلاقى باستمرار هنا في مركزكم.. كما وأنني أختم بكلمة شكر وتقدير إلى جميع الذين ساهموا معنا مساهمة مادية فعّالة وأساسية لتغطية تكاليف تجهيز المقر وسوف نصدر قريباً بياناً تفصيلياً يضم أسماءهم وهم كُثُر، والمبالغ المالية التي قدموها لنا… وشكراً لكم…