المركز اللبناني للابحاث والإستشارات - بري وحزب الله يسعيان لتغييب ملف البناء غير الشرعي من التداول، بفتح ملف التوطين وغلاء المحروقات
دراسات /
سياسية /
2011-04-29
الجمعة 29 نيسان 2011
بري وحزب الله يسعيان لتغييب ملف البناء غير الشرعي من التداول،
بفتح ملف التوطين وغلاء المحروقات
المصدر: موقع بيروت أوبزرفر
فجأة ودون سابق إنذار أو مقدمات أو حتى إشارات إلا تلك التي يلتقطها نبيه بري من خلال علاقاته بدول يقال عنها أنها استعمارية وشيطانية وضد محور المقاومة والممانعة، أطل علينا رئيس مجلس النواب نبيه بري بمقولة التخوف من توطين الفلسطينيين حين حذر من "إعادة تحريك مؤامرة التوطين في إطار ملامح تسوية يعمل على فرضها في المنطقة"... فقد علمت "النهار" أن مستندات وصلت إلى بري في هذا الشأن من ستراسبور والاتحاد الأوروبي تحديدا، وان ثمة معطيات ملموسة تنذر بالقلق، من هنا اختار بري دق ناقوس الخطر، وقالت أوساطه لـ"النهار": "ما قاله الرئيس بري تحذير جدي وليس شعاراً سياسياً ..وما لم يقله رئيس المجلس، كشفه عضو "كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، إذ أوضح أن "كلام الرئيس بري ليس تحليلا سياسيا، إنما مبني على معلومات، وهو يملك وثائق. وهنا تكمن الخطورة التي تستدعي التفاف جميع اللبنانيين حول القضية".. إذاً ما علينا نحن اللبنانيون جميعاً سوى تناسي النقاش حول كيفية معالجة ملف البناء غير الشرعي، الذي استفحل في تفشيه دون رادع أو وازع، من قبل مجموعة من أشرف الناس وأكرمهم، كما يصفهم حسن نصرالله وفئة المحرومين كما يصفهم نبيه بري، والالتفات لمعالجة بل لمواجهة الخطر الحقيقي القادم من قبل أوروبا والولايات المتحدة لتوطين الفلسطينيين في لبنان..بقيادة حزب الله ونبيه بري، حينها يصبح خسارة بضعة آلاف من الدونمات والهكتارات من الأراضي العامة أو الخاصة، على يد فئة لبنانية محرومة ومقاومة ومرتبطة بمحور الممانعة، لا توازي شيئاً أمام محاولة تمرير مشروع التوطين الهادف لتوطين الفلسطينيين في لبنان، وبالتالي ستكون الخسارة أكبر والتداعيات أخطر..
انساق الإعلام اللبناني وحتى بعض السياسيين اللبنانيين بسرعة خلف هذه المقولة أو بالأحرى أمام هذه الإشاعة أو الرواية غير الأكيدة وغير الموثوقة التي أطلقها بري وعلى لسان زواره لتجنب إمكانية نفيها من قبله باعتبار انه لم يطلق هذا الإنذار مباشرةً أو شخصياً..ولم نعد نسمع أي نقاش أو حوار أو حتى رؤية أمنية لمعالجة هجمة البناء غير الشرعي على الأملاك العامة والخاصة.. وتمت الإشارة أيضاً إلى النقابات والمجموعات التي يديرها حزب الله وبري للتحرك ميدانياً رفضاً لارتفاع أسعار المحروقات التي ترتفع عالمياً ودون ضوابط، وكأن الدولة اللبنانية قادرة على معالجة هذا الأمر سواء بدعم سعر المحروقات أو بالعمل على تأمين المحروقات منخفضة الكلفة من مصادر أخرى، ولكن الصحيح هو أن هذا الفريق الذي يدخل البلد والوطن والشعب في أتون الصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية والتداعيات الاجتماعية، يسعى لتغطية تصرفاته وممارساته وفشله السياسي إلى جانب محوره الذي يتداعى نتيجة تلطيه بالشعارات ورفع اليافطات دون القيام بالممارسات الصحيحة التي تؤكد صدق توجهاته أو جديته في المقاومة والممانعة، هذا الفريق يقوم اليوم بفتح هذه الملفات ليدافع عن نفسه وليبرر فشله وعدم قدرته على تقديم حلول موضوعية لهذه الأزمة ولما يرتكبه من مخالفة للقانون والدستور، ومن اتهامات يطلقها بحق سياسيين لبنانيين وأحزاب لبنانية وإعلاميين بالرشوة أو بالتورط في أزمات سوريا التي سببها سوء إدارة النظام السوري لمشاكله الداخلية، فيقود جمهوره باتجاه الشحن السياسي ويضعهم في أجواء المؤامرة المستمرة التي تستهدف هذا الفريق من البحرين إلى طهران، فالثورة في البحرين مشروعة تستدعي اجتماعاً مذهبياً بدعوة من الشيخ قبلان وتم تلوينه سنياً بعمامة الشيخ احمد الزين رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين الذي أعلن "التضامن مع شعب البحرين ومع القضايا العادلة لشعوبنا كلها، مؤكداً أهمية التبصر في الوقائع والموازنة بين الأولويات عند الجميع حكاما وشعوبا، ومحذراً من الوقوع في فخ الغرور والمكابرة لأنهما مفتاحا الفتن التي لا تنتهي"•كما يبدو فقد (صدمه هول ما ارتكب في البحرين دون أن يلحظ ما جرى في سوريا والأهواز وبلوشستان) وإلى جانبه بعض زملائه المرتبطين بهذا المشروع.. والثورة في سوريا مؤامرة من الشعب على النظام وعلى آل الأسد، تستدعي استحضاراً مشابه لبعض الرموز وعقد لقاءات واجتماعات حزبية بطلب من مرجعيات سياسية معينة وتلوينها بالحضور الفلسطيني لتوريطه في ملفات إقليمية هو في غنى عنها، وإطلاق تصريحات ضد الشعب السوري.. كنا نتمنى على الشيخ قبلان أن يشرح لنا كيف أن الحراك في البحرين مشروع ومباح ووطني وضروري، وفي سوريا وإيران مؤامرة استكبارية يستهدف مستقبل المنطقة، وليس للمطالبة بقضايا محقة، وعلى رأسها الحرية والكرامة والعدالة..؟؟ وإذا كان الخوف من الحراك في سوريا سببه الشعور أن من يقوده الأصوليون السنة وهذا غير صحيح على الإطلاق، وإلا فكيف تتهم أحزاب لبنانية علمانية بدعم هذا الحراك والتحرك..؟؟، فهل هذا يعني أيضاً أن التحرك في البحرين تقوده الأصولية الشيعية المدعومة من دولة إيران..؟؟؟ لذا تنبري بعض القوى اللبنانية المرتبطة بالمشروع الإيراني للدفاع عن هذه المجموعات البحرينية وتهاجم الشعب السوري في تناقض ملفت للنظر...؟؟؟؟
هذا الفريق الذي يغرق البلد والوطن والشعب بالأزمات السياسية والاقتصادية، ويؤسس لشرخ عامودي في جسم مكونات المجتمع اللبناني عبر السعي لربط مصير لبنان واللبنانيين بهذا المحور أو ذاك، والانخراط في أزمات إقليمية ودولية وأخرها كان في دولة ساحل العاج، حيث خسر اللبنانيون الكثير من حضورهم ودورهم وثرواتهم واحترامهم، لم يتعلم بعد أن معالجة الملفات تتطلب جدية وموضوعية، وليس الانتقال لتغطية الأزمة السياسية بأزمة اقتصادية مفتعلة، وان مواجهة المشاريع التي تستهدف الوطن والكيان تتطلب تكاتف وتآزر أبناء الوطن بكل مكوناته لا العمل على تقسيم المجتمع بين شريف وأشرف وكريم أكرم وعميل وخائن.. من المؤسف القول أن هؤلاء هم من هواة العمل السياسي أو ممن تقدموا لقيادة جمهور وفريق، لا بتقديم رؤية سياسية ومشاريع اقتصادية، بل بإتباع سياسة التحريض واستحضار التاريخ وإسقاطه على الواقع، واختراع خصوم وأحقاد وخوض معارك وهمية مع مشاريع دولية لا يعلم بها إلا من أطلقها أو أشار إليها ولأسباب واهية، وهدفها التغطية على خطأ أو بالأحرى جريمة الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة والقوانين العامة والدستور..
حسان القطب