المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات - فريق من اللبنانيين يستعدي الشعب السوري وكذلك العالم العربي والإسلامي
دراسات /
سياسية /
2011-10-03
الإثنين 3 تشرين الأول 2011
فريق من اللبنانيين يستعدي الشعب السوري
وكذلك العالم العربي والإسلامي
المصدر: خاص المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات...
بقلم مدير المركز... حسان القطب
كلما ضاق هامش التحرك والمناورة بالنسبة لفريق من اللبنانيين المرتبطين بالمشروع السوري الإيراني، لجئوا إلى استنفار المشاعر المرتبطة بالقضية الفلسطينية، التي هي لب الصراع وجوهر المشكلة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تشكل المبرر الأساس لوجود السلاح غير الشرعي في لبنان، وعلة وجود الأنظمة الديكتاتورية، التي تحمل المفاهيم الشمولية، وعلى هذا الأساس قام رموز فريق من اللبنانيين أصحاب الميليشيات المسلحة التي لا تراها الأجهزة الأمنية اللبنانية مطلقاً عند كل إشكال امني إلا بعين الرضا والقبول والتعاون،إضافةً إلى بعض القوى الفلسطينية، بتلبية دعوة إيران للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران، والذي دعت إليه القيادة الإيرانية. حيث ترأس نبيه بري أعمال المؤتمر الختامي لدعم الانتفاضة الفلسطينية، وكان بري ألقى كلمة في الجلسة الأولى دعا فيها:(إلى تطبيق قرارات مكتب مقاطعة إسرائيل الذي جرى التخلي عنه على المستوى الرسمي،•وسأل: أين المقاطعة العربية الرسمية لإسرائيل بدلا من سوريا؟ ولماذا تصرف الأموال العربية على تمويل الاحتجاجات في سوريا بدل دعم الشعب الفلسطيني للبقاء في أرضه؟ ولماذا ينصب جهد الإعلام العربي على زيادة التوترات في سوريا بدل كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته ضد شعبنا الفلسطيني؟ هل لأن سوريا مثل إيران تقع على خط المقاومة والممانعة للعدوانية والعنصرية الإسرائيلية ولأنها تطالب بالسلام العادل والشامل وفق القرارات الدولية وبتحقيق أماني الشعب الفلسطيني؟ جوابي بكل بساطة: نعم•..لا بد من إصلاحات ولكن ذلك يتم بتوافق داخل سوريا وليس بتدخلات خارجية وأيضا أنكى واشد غضاضة على النفس أن تكون عربية)•الشعوب العربية والإسلامية ومعظم دول المجتمع الدولي هي مع حقوق الشعب الفلسطيني وتؤيد حق العودة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لذلك لن نناقش مضمون هذا الكلام لأنه كما أسلفنا نعتبره جزء من حملة التضليل التي يقوم بها النظام السوري وحليفه الإيراني ومن معه من منظمات وتنظيمات تسلس له القيادة وتعطيه زمام المبادرة للمتاجرة بالقضية الفلسطينية عند الضرورة، ولكن كلام بري هذا يستوقفنا لنطرح عدد من الأسئلة:
- إن الدفاع عن الحقوق الفلسطينية الذي يتولاه نبيه بري لن يجعلنا ننسى حرب المخيمات التي أشعلها بطلب من النظام السوري في الثمانينات من القرن الماضي والتي أودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين برعاية وعناية سورية بل وبقرار صدر عن السلطة السياسية السورية استكمالاً للحرب التي أطلقتها إسرائيل في عام 1982، بهدف إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان..وهل كشف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني يتطلب تجاهل الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه..!!
- إن من يرعى ويحضن القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين ويحث العالم اجمع على رعايتهم ودعمهم وهو مطلب حق، كان الأجدى به وهو رئيس المجلس النيابي منذ العام 1992، وحتى يومنا هذا، أن يلغي القرار الصادر عن هذا المجلس بمنع حق التملك عن الفلسطينيين في لبنان، وحتى حرمان الورثة من حق الإرث، وبإمكانه أيضاً وبصفته رئيس المجلس النيابي وبما انه يملك الأكثرية اليوم إلى جانب حزب الله المشارك في المؤتمر وحزب ميشال عون المشارك أيضاً، أن يعطي الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية(حق العمل وغيره) للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بدل البكاء على معاناة الشعب الفلسطيني في العلن، والطعن به في الخفاء، وبإمكانه أن يتأكد أن معظم الكتل النيابية سوف تقوم بتأييد هذا الحق في حال تقدم به..
- يضيف بري في سياق خطابه: (إن إسرائيل تريد أن تلائم لبنان لمشروع التوطين الذي يقاومه الفلسطينيون كما اللبنانيون• وإننا على المسار اللبناني باختصار نؤكد أن المقاومة ستبقى تشكل قوة الردع للنوايا الإسرائيلية العدوانية، وهذه المقاومة تمثل في الواقع الراهن للشرق الأوسط ضرورة وحاجة لبنانية لمنع إسرائيل من استغلال النظام العربي وتفككه لاستفراد لبنان أو المناطق الفلسطينية). بما أن المقاومة التي يقودها حزب الله وبري، ضرورة وحاجة ليس لحماية لبنان فقط بل لحماية حقوق الفلسطينيين في فلسطين المحتلة وهي(المهدورة في لبنان) ومنع التوطين، فالحل الوحيد الممكن وبناءً على أدبيات مشروع المقاومة الذي أورده بري يكون، بفتح الحدود في لبنان وسوريا مع فلسطين المحتلة، لانطلاق المقاومة الشعبية الشاملة لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ولتثبيت حقوق الفلسطينيين في وطنهم فلسطين..وإلا فإن هذا الكلام هو مجرد كلام استهلاكي ولذر الرماد في العيون..!!
- يتساءل بري في معرض حديثه عن المقاطعة العربية لإسرائيل، وهذا كلام حق، ولكن ألم يكن جديراً به سؤال حليفته سوريا عن 200 طن من التفاح التي تدخل بشكل دائم ومستمر عبر معبر الجولان المحتل وبما يتجاوز طاقة هضبة الجولان الإنتاجية من التفاح.. كان جديراً به أيضاً أن يسأل الدولة المضيفة إيران عن نقل النفط الإيراني عبر سفن إسرائيلية: (وجاء في تقرير بثه التلفزيون الرسمي الإسرائيلي مساء 29-5-2011، وتناقلته وكالات الأنباء أن 10 ناقلات نفط تابعة للمجموعة الإسرائيلية التي تعرضت أخيراً للعقوبات من قبل واشنطن، رست 10 مرات في الموانئ الإيرانية خلال العقد الماضي. وخلافاً للنفي الإيراني دافعت شركة "تانكر باسيفيك" في بيان لها عن "حقها" في نقل النفط الإيراني وقالت: "على مدى سنوات وكجزء صغير من عملنا نقلت السفن التي تشغلها شركة تانكر باسيفيك شحنات من النفط والمنتجات البترولية من وإلى موانئ مختلفة في إيران لعملائنا، وهم شركات نفط عالمية وتجار سلع ومستخدمون أصليون").
- يتساءل بري عن إنفاق الأموال العربية في دعم الانتفاضة السورية، وعن التدخل العربي في الشأن السوري، وكأن الشعب السوري نكرة يجب أن يتم تجاهله وعدم مساعدته لتخطي أزمته السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، إكراماً لنظام الأسد وعائلته الحاكمة، وما يجب أن يعرفه الجميع أنه لطالما وقف العالم العربي بكل أنظمته وتنوع شعوبه إلى جانبنا في لبنان داعماً ومسانداً وراعياً، وقد أعيد بناء لبنان مرات ومرات سواء بسبب العدوان الإسرائيلي المتكرر، أو بسبب الصراعات الداخلية التي نشبت بين قوى متصارعة أجج النزاع والخلاف بينها النظام السوري الذي استغل صراعها ليدخل لبنان مستغلاً وحاكماً ومستبداً وراعياً لبعض القوى التي أصبحت قوية ومسلحة ومحمية بفضل الرعاية السورية السياسية والأمنية. ومع ذلك فإن هذا الفريق الذي يسمح لنفسه بطلب المساعدة العربية وبإلحاح، ينسى أو يتناسى حجم تقديمات المجتمع العربي والإسلامي والدولي للشعب اللبناني والجنوب تحديداً، ومن يزور الجنوب اللبناني يرى حجم المساعدة العربية والدولية التي أعادت بناء ما هدمته الحروب المتكررة، حتى لا يظن أن حرباً قد جرت في هذه المنطقة..!! ويطلب من المجتمع العربي عدم مساعدة الشعب السوري..!! وللعلم فإن المساعدات العربية للسلطة الفلسطينية وحركة حماس تتم وبشكل علني وليس سراً على الطريقة الإيرانية..؟؟
- من الواضح أن الحرص على إيران لدى بري والفريق التابع لحزب الله لا يوازيه حرص، فإيران مستهدفة وسوريا كذلك.. ويطلب من الإعلام العربي وقف حملته على سوريا، ولكن ماذا عن البحرين التي يطلق إعلام بري وحزب الله الحملات الإعلامية بحق فريق من أبنائها، وكيف يتناسى إعلام بري وحزب الله تقديمات قطر وهو الذي أطلق حملة (شكراً قطر) والآن يستضيف إعلام بري وحزب الله كل من يهاجم مواقف وسياسة قطر في سوريان والأمر عينه بالنسبة للسعودية والكويت ودولة الإمارات وغيرها من الدول العربي والإسلامية التي ساعدت وساندت لبنان في كل محنه وأزماته وشدائده فها هي تتعرض لحملة إعلامية من هذا الفريق دون مبرر..اللهم حماية ورعاية النظام السوري والإيراني.. ربما لأنهما علة وجودها وقوتها ومصدر تسليحها..
إن هذه المواقف السياسية والإعلامية التي يطلقها بري وسواه من لبنان أو من على منابر أخرى إنما تؤسس لعداء بين فريق من اللبنانيين وسائر الشعوب العربية والإسلامية، لأن هذا المواقف تعبر عن مدى قلة الوفاء لدى هذا الفريق الذي يطلق مواقفه بما يتناسب مع حجم الدولارات التي يتقاضاها من أية جهة أتت، ولكنه في واقع الأمر مرتبط بمشروع سياسي وامني ومحور إقليمي يتجاوز فيه كل أدبيات الحوار والنقاش والخلاف السياسي، ولا أظن أن كل مواطن لبناني يوافق على هذه المواقف التي لا تعبر إلا عن مدى الديماغوجية والميكيافلية التي يمتاز بها هذا الفريق في تعامله مع المجتمع العربي والإسلامي والدولي، وعن عمق ارتباطه العقائدي بالمحور السوري- الإيراني..
hasktb@hotmail.com