محمد راجي البساط - سيرة مقاصدية
شخصيات /
إجتماعية /
2010-08-10
محمد راجي البساط
سيرة مقاصدية
وعيت "المقاصد" وأنا طفل مع فريقها الرياضي، كان يعود من ملعب كرم القدم الذي كان موقعه على ضفة "نهر البرغوت" الجنوبية، شرقي مغاور "طبلون"، عندما كان يمر من أمام منزلنا، في حي "صيدون"، محمولاً على أكتاف الجماهير الصيداوية، في حال فوزه، ويعود مع جماهيره كالجيش المهزوم، في حال الخسارة، وكنا جماهير الحي نشارك في الحالة الأولى تهليلاً وتصفيقاً وفي الحالة الثانية ننكفيء مختبئين وراء الشبابيك، حزناً وألماً.
دخول مدرسة البنين الأولى:
تمّ تسجيلي ودخولـي مدرسـة "البنيـن الأولى" التي كان موقعها في حي الشاكرية "قصر فخر الدين" ولم يمضِ وقت طويل، ربما شهران "حتى انتقلت المدرسة إلى "رجال الأربعين" في منزل كبير مستأجر من الجمعية.
أول مدرس تعرفت عليه كان المرحوم "محمد بربر" كان الاعتماد في التدريس على اللوح الأسود و"الطباشور" في الصف وعلى "اللوح الحجري" في الفروض المدرسية. كان يدير المدرسة المرحوم مصطفى الشريف، كان يبرر استعمال الشدة في إدارة المدرسة بقوله: طالما أن طلاب مدرسته من أبناء الكادحين، فلا بدّ من تزويدهم بأصول الكتابة والقراءة بأي ثمن! كان يعاونه في "النظارة" المرحوم عبد الله الخليلي ومن ثم المرحوم عثمان بهاء الدين الزين.
أذكر من رفاقي والذي بقي ألود متصلاً بيني وبينهم: عبد السلام الأسير وأحمد كبريت ومحمد علي الجردلي وإبراهيم النقوزي والمرحومان درويش النقوزي ومحمد نصار.
الانتقال إلى الكليـة:
استعداداً لنيل الشهادة الابتدائية، تم انتقالي إلى الكلية (الثانوية حالياً) تابعت فيها دراستي التكميلية والثانوية حتى التخرج في العام 1952.
من زملائـي الصيداويـون الذين رافقوني في مسيرتي المقاصدية: سامي البساط وخالد أبو علفا إذ كان الزملاء الصيداويون، لأسباب أو لأخرى يتركون متابعة الدراسة، لم يكن في صف البكالوريا الأولى غيرنا نحن الثلاثة من أبناء صيدا، أما في صف الفلسفة (البكالوريا الثانية) كنا فقط إثنان، بعد أن التحق الزميل خالد بمهنة التدريس في وقت مبكر!
استقطبت "الكلية" طلاباً من خارج صيدا لوجود "النظام الداخلي" فيها، حيث قارب عديدهم المئتين في بعض السنوات! كان يقصدها، لوجود هذا النظام ولشهرتها التي تجاوزت الحدود، أبناء الجاليات "الجنوبيـة" في المهجر وأبناء الوطـن العربي، أذكر من زملائي: وفيق سنو (البروفسور في طب العيون) محمود موسي الخليل وإبراهيم حلاوي من صور، عبد الكريم مصطفى من بنت جبيل، منيف الفقيه من تبنين… عرفان أوبري من دمشق، الأتاسي من حمص، إبراهيم البرازي من حماة، وزاملنا في صف الفلسفة من خريجي فرير صيدا: بشارة منسّى ونبيه عازوري.
كان من يعمل في المقاصد، من إداريين ومدرسين، يتفانى في خدمتها، ففي إدارة الجمعية كان داوود الديماسي وشاكر القواس وفي إدارة الكلية: عبد المجيد لطفي ـ كان حاضراً لكل المهمات ـ وشفيق النقاش وفي النظارة: محمد عبد النبي (أبو حسيب) وسليم المجذوب ومعروف سعد ومحمد طه البابا، كان لكل منهم أسلوبه في "النظارة! كان طلاب المقاصد متقدمين في اللغة العربية، كان المشارك دائماً الأول في المسابقة السنوية في اللغة العربية التي تجريها "الثانوية العامة" في الجامعة الأميركية! كان في المقاصد طاقم متكامل من ثلاثة لهم الفضل في هذا التقدم: مصطفى لطفي في قواعد اللغة (الصرف والنحو). ومنيف لطفي في الإنشاء وشفيق النقاش في آداب اللغة، بالإضافة إلى كونه مديراً ناجحاً للكلية طيلة مدة دراستنا فيها (التكميلي والثانوي) وله فضل كبير في تقدمها وفي قبول شهادتها في الجامعات المصرية!
في الصفوف التكميلية درسنا على أول دفعة من خريجيها: ضياء فحص للرياضيات سعد الدين عوكل للعلوم وعفيف الشريف للتاريخ والجغرافيا.
حفلة التخرج: كما في كل عام تكون "عرساً" صيداوياً يحضرها أبناء البلدة في شبه إجماع، فلكل، ابن أو قريب أو نسيب أو ابن جار متخرج من الكلية، كانت تضيق بالحضور، ساحة الكلية على ما رحبت ومن لم يجد مكاناً فله "سطوح" الكلية أو سطوح البنايات المجاورة أو حتى سطح الجامع العمري….
+عضو في جمعية الخريجين والهيئة العامة لجمعية المقاصد
منذ تخرجي من الكلية فزت بأول انتخابات أجرتها جمعية خريجي المقاصد، بفضل زملائي من الخريجين الجدد وفاز بهاء البساط بالأمانـة العامة وأذكر من بين الأعضاء: أحمد أبو علفا وسميح فياض وممدوح الزين ونسيب مروة… كذلك تمّ انتسابي عضواً في هيئتها العامـة!
عضو في مجلسها الإداري:
في العام 1977 ونتيجة انتخابات تنافسية فزت بعضوية مجلسها الإداري مع نزار الزين رئيساً محمد شهاب نائباً للرئيس، عاطف الجبيلي ومحمد الكلش وهلال أبو ظهر ومحمد السيد الحلاق أعضاء. كان لهذا المجلس إنجازات كثيرة، ثلاثة منها مميزة: الأول: عمارة المقاصد بفض المحسن الكريم يوسف محمود البساط والثاني: مدرسة عائشة بفضل ابن صيدا البار رفيق الحريري، والجدير بالذكر أن الدراسات لهذين المشروعين تمّ تلزيمها، لأول مرة في تاريخ المقاصد، لمكتبين هندسيين متخصصين الأول لمكتب المهندس أمين البزري والثاني لمكتب المهندس عاصم سلام! أما الإنجاز الثالث فهو افتتاح فرع لبيروت الجامعية في صيدا وفي رحاب المقاصد.
عضو في مجلس أمناء المقاصد: ما بين العام 1985 و1994
---------
حاولت في هذه العجالة أن ألمّ بالعناوين والأسماء ـ ما حفظت الذاكرة ـ إن كل عنوان أو اسم يستحق مقالاً بحاله.
---------
هذا سرد لعمر لم تغب المقاصد وأهدافها خلاله لحظة عن بالنا، صقلت نفوسنا وأنشأتنا على الإيمان وحب الوطن والعمق القومي، إن جميلها في أعناقنا جميعاً، لا نرد لها الجميل مهما تفانينا في دعمها، وربما لولاها لما كانت هذه المسيرة لي ولأمثالي!