المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات - من ينقذ لبنان والطائفة الشيعية من المغامرات السياسية لتحالف بري- نصرالله..؟؟
دراسات /
سياسية /
2011-11-18
الجمعة 18 تشرين الثاني 2011
من ينقذ لبنان والطائفة الشيعية من المغامرات السياسية
لتحالف بري- نصرالله..؟؟
المصدر: موقع بيروت أوبزرفر
حسان القطب - بيروت اوبزرفر
لا يخفى على احد أن معظم أحزابنا اللبنانية هي أحزاب ذات طابع طائفي أو مذهبي مهما حاول البعض الالتفاف حول طبيعة التسمية أو عنوان وشعار هذا الحزب أو ذاك.. ولكن لم يصل الأمر بأي حزب من الأحزاب أن ادعى انه يتكلم باسم طائفة أو مذهب حصراً متجاوزاً بذلك المرجعية الدينية وبعض القوى والمرجعيات والشخصيات الحاضرة ضمن الطائفة أو حتى حجمه الحقيقي ضمن الطائفة أو المذهب كما فعل ويفعل اليوم تحالف حزب الله ونبيه بري.. تحالف بري – نصرالله، هذا تعمد ومنذ سنوات وضع الطائفة الشيعية برمتها في خدمة التوجهات السياسية لهذا التحالف، وجعلها جزءاً من أدواته في تسويق وحماية مشروعه المحلي، وربطها عمداً تحت رعايته بتحالفاته الإقليمية والدولية. وسعى لوضعها في مواجهة جدية وحقيقية مع سائر مكونات المجتمع اللبناني المتعددة والمتنوعة، مستخدماً عبارات التفخيم والتضخيم (أشرف الناس، أعظم الناس، أكرم الناس، المجتمع المقاوم وغيرها من العبارات الدينية)، وأصبحت أي مواجهة سياسية يخوضها فريق لبناني أخر مع هذا التحالف معناها المواجهة مع الطائفة برمتها ومكوناتها ورموزها، وما يعنيه هذا من استهداف لوجود ودور وحضور ومكتسبات وتحالفات هذه الطائفة..؟؟ وبرز هذا الواقع والسلوك والتوجه من خلال بعض الممارسات والتصرفات التي يمكن سردها فقط على سبيل التذكير بها:
- أول تظهير رسمي لهذا الواقع كان حين رفض وزراء التحالف إدانة ما قاله بشار الأسد من عبارات نابية بحق رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة، بسبب تحالف هذا الفريق مع هذا الطرف الإقليمي
- ثم كانت استقالة وزراء هذا التحالف من حكومة الرئيس السنيورة، والادعاء بأن الاستقالة تمثل غياب طائفة عن مجلس الوزراء مما يفقد الحكومة شرعيتها الدستورية في سابقة لم يسبق لها مثيل، ومع ذلك يقدم التحالف نفسه على انه مكون وطني وعربي وإسلامي في أماكن واستحقاقات أخرى.. رغم منع أي مواطن شيعي من تسلم موقع وزاري بموجب فتوى أصدرها أحد رجال الدين الشيعة في الجنوب
- حصار هذا الفريق للسراي الحكومي والسعي لإسقاط الحكومة واستبدالها بقوة حضورها الميليشيوي (المذهبي) وعمق علاقاتها الإقليمية والدولية، وإعطاء وعود لبعض القيادات والرموز من الطائفة السنية بتبوئها هذا الموقع بمباركة ورعاية منها، وصولاً لتنفيذ فتنة السابع من أيار/مايو عام 2008..والتي أعقبها اتفاق الدوحة..
- إغلاق المجلس النيابي لمد تقارب العامين، دون مبرر أو مسوغ قانوني أو دستوري، مستندين إلى استنفار العصبيات المذهبية والطائفية واعتبار أن إدانة واستنكار موقف بري هو إدانة لطائفة ورموزها
- تصوير أن تنازل بري عن موقع وزاري شيعي لوزير حليف من الطائفة السنية هو قمة الوطنية، مع أن بري يقوم بنهش المواقع والمناصب الإدارية وحتى البلدية بنهم لا سابق له وبقوة الأمر الواقع من كافة مكونات الكيان اللبناني(وزارة الخارجية، الأمن العام) ويقال أنه يعطل انتخاب رئيس اتحاد بلديات صيدا- الزهراني أيضاً
- التجاوزات الأمنية المتعددة والمتكررة من اغتصاب الأملاك العامة والخاصة إلى تجاوز القانون وتجاهل القوى الأمنية الرسمية وصولاً إلى ما تعاني منه مدينة بعلبك المنكوبة بكل التصرفات والممارسات المخالفة للقانون وهي اليوم تطالب بحضور جدي وفاعل للقوى الأمنية الرسمية وبإلغاء حضور الميليشيات المسلحة الطاغي على المشهد اللبناني برمته، والذي لا يغطيه سوى شعارات المقاومة الفضفاضة والغوغائية وذلك حين يقوم هذا التحالف بتوزيع السلاح وبطاقات تسهيل المرور ضمن أراضي الجمهورية اللبنانية دون حسيب أو رقيب، وتقوم بعض الأجهزة الأمنية بالتجاوب والتعاون مع هذا التحالف باحترام رغبات وطلبات هذه القوى ومستنداتها، ومساندتها بملاحقة من يرفض هذا الواقع، وتقوم بالسؤال وحتى باستجواب والاستفسار عن انتماء وهوية من يؤمن بقوة مؤسسات الدولة، لا بهيمنة قوى الأمر الواقع، ومن بينهم كاتب هذه السطور...؟؟
- يقوم هذا التحالف برسم سياسة لبنانية خارجية تتناسب مع تحالفات هذا الفريق وتوجهاته السياسية فقط وباسم لبنان، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح الكيان اللبناني والمواطن اللبناني مهما كان انتماؤه وهويته وطائفته ومذهبه، وضمن هذا الإطار قام وزير خارجية حزب الله- بري (عدنان منصور) باتخاذ موقف يتعلق بالشأن السوري في مجلس الجامعة العربية يضع لبنان في مواجهة مع المجتمع العربي والدولي، وفوق كل هذا مع الشعب السوري الذي سينتصر مستقبلاً لا محالة ولكن مع شعور بالمرارة من موقف فريق لبناني يغطي مواقفه السياسية بمصالح طائفته، رغم أن هذا غير صحيح..؟؟
- إلى جانب استعداء الشعب السوري الذي يتم تجاهل معاناته وعذاباته، يصر إعلام هذا التحالف على اتخاذ مواقف معادية من شعب البحرين وحكومته، ويهاجم الأنظمة العربية دون استثناء، ويستعدي شعوبها ومؤخراً على لسان نصرالله الذي طالب أي أمير عربي بتمويل المحكمة الدولية من جيبه، إلى أن ذهب: (نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق إلى أن "الأدوات الأميركية في لبنان والعالم العربي باتت جزءا من المشروع العدواني على سوريا كما كانت جزءاً من العدوان على المقاومة في 2006". وحذّر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض من أن "المجلس الوزاري العربي يشعل حريقا على مستوى المنطقة من الصعب إطفاؤه"، في حين ذهب زميله النائب علي المقداد إلى حد وصف الجامعة العربية بـ"الجامعة العبرية").
هذه الجامعة العربية التي يهاجمها هذا الفريق هي التي وقفت إلى جانب لبنان في كافة محنه وأزماته، ودولة قطر التي كانت أهم حليف لهذا الفريق قبل أن ينقلب عليها اليوم، هي التي رعت اتفاق الدوحة الذي أعطى هذا التحالف (الثلث المعطل في مجلس الوزراء).. ولكن السؤال الأهم يبقى، لماذا يتخوف بري من حرب أهلية في لبنان في حال سقوط النظام السوري كما ذكر أحد المقربين منه، مما دفعه لإرسال برقية للملك عبد الله، ملك السعودية، وقد ترجم لنا هذا المقرب كلام بري تحت عنوان: (برقية بري إلى عبد الله "قبل وقوع المكروه" أما سبب انشغالات بري اليومية بالملف السوري شأن معظم القيادات في البلد، فهو تخوفه من وقوع اللبنانيين في الأسوأ، ويخشى أيضا وقوع حوادث على الأرض.).. هل لهذا الخوف ما يبرره، أما انه رسالة للخارج، وهل انفجارات مدينة صور، كان الهدف منها إعطاء صورة مصغرة ونموذجية عما قد يؤول إليه الوضع في لبنان، وبالتحديد في مناطق وجود القوات الدولية في حال سقط النظام السوري؟؟؟ الفتنة بظروفها وأدواتها غير متوافرة سوى في مخيلة من هو مرتبط بأجندة خارجية ويخدم توجهات مشروع إيران في المنطقة، ويهمه بقاء النظام السوري رغم بطشه بالشعب السوري باعتباره جسر العبور إلى طهران عبر دمشق وبغداد، ولذلك يعطي هذه التحالف جمهوره وكذلك من يفرض عليهم حقه في تمثيلهم الشعور بأن بقاء هذا النظام هو بقاء لقوى هذا المحور، ولقدرته على فرض شروطه على كافة مكونات الشعب اللبناني بقوة سلاحه وبطش ميليشياته نتيجة عجز مؤسساته الرسمية. وإلا ما هي ضرورة وفائدة السلاح المنتشر بكثافة في الضاحية الجنوبية في بيروت، والزعيترية في منطقة المتن، ولاسا في منطقة جبيل، وجبل محسن في طرابلس، وفي البقاع وسائر المناطق الأخرى.. وألا يشكل خطراً على الأمن العام والسلم الأهلي قيام هذا التحالف بالتظاهر وإعلان التأييد لحلفائه من القوى المرتبطة بدولة إيران في البحرين والحوثيين في اليمن والنظام السوري الذي يبطش بشعبه..هذا دون أن نتحدث عن الاتهام بالتعاون والدعم المباشر الذي يتم تداوله حول هذا الأمر؟ أم انه يحق له ما لا يحق لغيره..؟؟ وألا يسيء لعلاقاتنا مع المجتمع العربي والدولي وكذلك معظم مكونات المجتمع اللبناني أن يتم رفض تمويل المحكمة الدولية وحماية المجرمين وتجاهل قرارات الجامعة العربية والتهجم على الدول العربية وشعوبها..؟؟
خلاصة القول هو أن هناك من يسعى لجعل الطائفة الشيعية في لبنان أسيرة تحالفاته ووقود مخططاته وارتباطاته، وهذا ما يجب أن تتنبه له القيادات الشيعية الوطنية، لذا عليها العمل إلى جانب كافة القوى والقيادات اللبنانية الوطنية لفضح هذا المخطط وهذا المشروع وتشكيل جبهة وطنية عريضة تضم كافة مكونات المجتمع اللبناني وأن تقدم خطاباً وطنياً لا طائفياً، وتقف إلى جانب كافة الشعوب العربية التي تعاني الاضطهاد والظلم والقهر بما فيها الشعب اللبناني الذي يعيش قمعاً صامتاً ومقنعاً بعبارات التخوين والاتهام بالعمالة والتشكيك بالوطنية والمصداقية واحتكار شعارات المقاومة والصمود والتصدي والممانعة وسوى ذلك من العناوين..
حسان القطب