المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات- القوى الإسلامية قلقة من تطور خطاب الفتنة في لبنان..؟؟
دراسات /
سياسية /
2011-12-05
الإثنين 5 كانون الأول 2011
القوى الإسلامية قلقة من تطور خطاب الفتنة في لبنان..؟؟
المصدر: خاص المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات...
بقلم مدير المركز...حسان القطب
الأحداث التي جرت مؤخراً في لبنان ذكرتنا بمضمون الخطاب العاشورائي الذي حذر فيه نصرالله اللبنانيين من الوقوع في الفتنة والذي تضمن تقريباً المفردات والتلميحات عينها التي سبق أن ذكرها في خطابات تحذيرية سبقت..ولكن ما جرى مؤخراً من حوادث أمنية وعبث بالشبكة الكهربائية في منطقة نفوذ بري ونصرالله، وكان سبق في العام الماضي أن تم عرض برنامج تلفزيوني إيراني على شاشات المحطات التابعة لهذا الفريق يقدم السيد المسيح(ع) بصورة لا يوافق عليها المجتمع المسيحي في لبنان، وأخر هذه الممارسات خطابات صدرت مؤخراً ذات طابع ديني تطال رموزاً دينية وثوابت عقائدية لدى أهل السنة والجماعة هذا التصريحات كانت سبباً لإخراج الاحتقان السني- الشيعي في لبنان والمنطقة إلى العلن، وليتبين لنا جميعاً أن الخلاف السياسي المحلي والإقليمي بين ما يطلق عليه دول وجمهور الاعتدال العربي ودول وجمهور محور الممانعة والمقاومة هو عبارة عن غطاء شفاف يكاد لا يخفي خلفه جمر المواقف الملتهبة والتصريحات النارية والمشاعر المتأججة والمتناقضة بين الفريقين، وكما يبدو فإن هذا الخلاف يتضمن في عمقه بعيداً عن شعارات التحرير الفساد والارتباط بالمشروع الأميركي، بعداً دينياً يجب معالجته قبل انفلات الأمور من عقالها وتندلع النار فتأكل الأخضر واليابس، في لبنان والمنطقة، وما كان يقوله نصرالله تلميحاً أو تصريحاً حول أسباب اعتداءات 7 أيار/مايو، وإمكانية تكرارها إذا تكررت الأسباب، دفع بالعديد من المراقبين الحياديين وحتى من أصحاب المواقف من المعتدلين إلى مراجعة تحليلاتهم ومواقفهم وتوجهاتهم .. وما حدث مؤخراً من خلافات في منطقة الشويفات الدرزية على خلفية الاحتفال بمراسم عاشوراء الذي تنظمه قوى حزبية، يعتبر مؤشر خطير وله دلالات خطيرة، فقد ذكرت صحيفة الجمهورية اللبنانية: ( تمّ الاتصال بين النائب وليد جنبلاط ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا لتطويق ذيول حادثة إحراق خيم عاشورائية في الشويفات). أي في منطقة درزية فما الداعي لإقامة مراسم علنية في منطقة لا علاقة لها بالحدث أو انه خارج إطار قناعاتها الدينية..وقد أشار الصحافي علي الأمين إلى ممارسات من هذا النوع تجري في أماكن مختلفة من لبنان فكتب في جريدة البلد:(ومن المريب أيضا في سياق فتنوي متصل أن يُسمح بتلويث سيرة عاشوراء بتحويلها في أبواق بعض السيارات استفزازا للمارة، شيعة قبل السنة، في شوارع صيدا،(وهي مدينة سكانها من أهل السنة) وقد رأيتها بعينيّ وسمعت صخبها بأذنيّ، فهل هذا هو سلوك عاقل؟ انه الانتحار، أو هو اقرب إلى مشهد الإفلاس السياسي والأخلاقي، عندما يتحول العجز والفشل عن المحافظة على الدولة ومؤسساتها، بعد نحو ثلاثة عقود من السلطة، إلى انتقام مباشر من الناس ومن القوانين والأصول الإدارية كلّها بمزيد من العتمة في نور الكهرباء وفي مستقبل المواطنين. إذ لم يعد من وسيلة لاستعباد الناس إلا باستثارة عصبياتها والعمل الحثيث على تحوير الفشل السياسي والإداري إلى فتنة). وقضية توقيف معمل الكهرباء في منطقة الزهراني عن الإنتاج بقوة الأمر الواقع بسبب خلافات سياسية، أدخلت لبنان في حال من العتمة والجمود الاقتصادي، وتسببت في خسائر مالية ضخمة لكلٍ من المواطنين والمؤسسات عل حدٍ سواء، مما أشعر الجميع أننا نعيش تحت سلطة ميليشيات حاكمة وظالمة، قادرة على تعطيل البلد ليس سياسياً فقط بل إنمائياً وحياتياً واقتصادياً وامنياً، لإخضاع هذا الشعب الصابر على ممارسات هذا الفريق وخروجه على كل القوانين والأعراف والمبادئ وأس الاستقرار وحفظ السلم الأهلي.. ومع ذلك يخرج علينا بعض الإعلاميين والسياسيين من هذا الفريق المهيمن ليحدثنا عن خطر الأصولية الداهم وانتشارها في مناطق لا يتواجد فيها جمهور حزب الله وحركة أمل، وعن ارتباط بعض اللبنانيين بالمشروع الأميركي – الصهيوني في المنطقة، ما أثار ويثير استياء القوى السياسية والدينية الناشطة على الساحة اللبنانية ، فقد ورد في جريدة السفير بقلم أحد صحافييها: (ويقول مصدر لبناني واسع الاطلاع "إن توسع الحالة السلفية في صيدا والتي يقودها أحد المشايخ، تثير الشكوك حول الأهداف التي تسعى إليها هكذا حركات ليس من منطلق وجودها أو حركتها، وهذا أمر مشروع، إنما استنادا إلى الخطاب الذي يخالف القيم والقوانين والدستور اللبناني القائم على التعدد والتنوع ومنع التحريض المذهبي والطائفي الذي يعاقب عليه القانون"). هذا الكلام دفع احد مسؤولي الحركات الإسلامية للقول بأن القوى الإسلامية في لبنان والمنطقة قلقة من تزايد وارتفاع وتيرة الخطاب التحريضي لهذا الفريق وللرد بإطلاق سلسلة أسئلة بالقول..
- هل شتم السيدة عائشة زوج النبي محمد(ص) على شاشة التلفزيون عمل قانوني لا يخالف القوانين والدستور..؟؟
- هل التهجم على صحابة رسول الله واتهامهم بما لا يليق لا يعتبر تحريضاً مذهبياً ودينياً..؟؟
- هل الاستيلاء على المساجد والأملاك العامة والخاصة عمل مبرر وقانوني..؟؟
- هل إقامة مجالس عزاء عاشورائية في أماكن سكنية خارج إطار المساجد والحسينيات الشيعية المعتمدة وفي أماكن سكنية يغلب على سكانها الالتزام بمذاهب وطوائف أخرى تصرف مقبول ولا يشكل استفزازاً لمشاعر أبناء هذه الطوائف والمذاهب مع الأصوات المرتفعة عبر مكبرات الصوت بما لا يليق مع المناسبة ..؟؟ كما جرى في الشويفات على سبيل المثال.. وكما جرى ويجري في مدينة صيدا..؟؟ وهل يقبل حزب الله المعاملة بالمثل..؟؟
- هل الأحزاب الإسلامية والمسيحية التي لم تحمل السلاح بعد اتفاق الطائف التزاماً منها بروحيته ونصوصه تعتبر حالات أصولية تشكل خطراً على السلم الأهلي والعيش المشترك، بينما حزب الله الذي ارتكب العديد من المعارك الداخلية في بيروت والجنوب والبقاع ويعزز روح التسلح خارج إطار مؤسسات الدولة الشرعية، يعتبر حركة سلمية علمانية وليست أصولية رغم شعاراته وبياناته ومواقفه المؤيدة لكل نظام ظالم من سوريا إلى إيران وتحديداً الالتزام بنهج ولاية الفقيه المشروع الديني الذي يختلف على الالتزام به أبناء الطائفة الشيعية أنفسهم..؟؟
- هل حمل السلاح وقطع الطرقات وتفتيش المارة عمل حضاري كالذي يجري في مناطق مختلفة من لبنان وخاصةً تلك التي تحدث عنها احد العلماء في صيدا وأثارت حفيظة حزب الله وأتباعه وبعض المسؤولين الأمنيين..؟؟ وأضاف نحن لا نخضع إلا لسيادة القانون ولا نقبل بسلاح في لبنان إلا سلاح الشرعية وحدها، وإلا فنحن لنا الحق في حمل السلاح أسوة بحزب الله ولا يحدثنا أحد عن المقاومة ومشروعيتها فنحن أبناء هذا الوطن أيضاً ويحق لنا الدفاع عنه في وجه العدوان من أي جهة كان إلى جانب الجيش والشعب..؟؟
- من الذي يستهدف القوات الدولية في صيدا وعلى طرقاتها وفي الجنوب..؟؟ ومن يملك القدرات اللازمة والحماية المناسبة لارتكاب ما يريد دون رقيب أو حسيب..؟؟ وأخرها كان إطلاق الصواريخ على فلسطين المحتلة واتهام أحد أجنحة القاعدة بذلك، مع أن هذا العمل كان بعد أيام من تهديد أحد أتباع هذا الحلف والفريق للقوات الدولية، وقد نفت هذه المجموعة مسؤوليتها لاحقاً كما ذكر موقع "النشرة"( أنّه، وبعد تلقيه رسالة عبر بريده الالكتروني الأسبوع الماضي تتبنى فيها "كتائب عبد الله عزام" مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، عاد وتلقّى رسالة جديدة تنفي فيها كتائب عبد الله عزام مسؤوليتها عن هذه الحادثة. وأوضحت الكتائب أنّ هذه العملية نفّذت لصالح النظام السوري وحليفه في لبنان حزب الله بأيدي عناصر مُنتسبة إلى فصيل معروف له علاقات بالحزب).
يضيف هذا المصدر الإسلامي قائلاً انه لم يعد من الممكن تجاهل ما يقوم به حزب الله من ممارسات وتصريحات وقد ذكر إحداها من باب الغيرة والنصيحة مشكوراً الصحافي علي الأمين، كما ورد في سياق مقالته، فهذا الحزب إضافةً لتجاهله قيم ومبادئ وعقائد أهل السنة في لبنان، فإنه يقوم باتهامهم بما لا يليق من التطرف والتخوين والارتباط بمشاريع مشبوهة بهدف إيقاع العداوة بينهم وبين مكونات المجتمع اللبناني الأخرى دون وجه حق، وهذا في الحقيقة جريمة يعاقب عليها القانون لأنها تسريب لإشاعات ومعلومات مغلوطة بهدف زرع الفتنة والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد.. وختم هذا المصدر بالقول لذلك نقول إن تجنب الفتنة بين مكونات الوطن ليس مسؤولية فريق أو مجموعة أو حزب بل هو مسؤولية تستدعي عملاً مشتركاً وجهداً فاعلاً من الجميع، إضافةً إلى ضبط الأداء الإعلامي، واحترام مشاعر كافة مكونات الوطن اللبناني، لأن الاستمرار في إصدار التهم والتهم المضادة والرد على الإشاعات إلى جانب توقف القوى الأمنية عن ممارسة دورها الوطني في مناطق معينة والتحكم في مفاصل الإنتاج والسلطة والحكم والمؤسسات في الكيان اللبناني يؤسس لأزمة عميقة وانقسام عامودي بين مكونات المجتمع اللبناني وهذا ما لا يريده أي مواطن أو فريق غيور على الاستقرار والسلم الأهلي..
hasktb@hotmail.com