الرأي العام " الكويتية - إضاءات / أسسته مجموعة من المثقّفين في مدينة صيدا المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق محاولة لبنانيّة لإشاعة الثقافة وتنتظر من يدعمها ( ) كتب مدحت علام :
إعلام وصحافة /
ثقافية /
2002-07-15
إضاءات / أسسته مجموعة من المثقّفين في مدينة صيدا
المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق محاولة لبنانيّة لإشاعة الثقافة وتنتظر من يدعمها ( )
كتب مدحت علام :
" المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق " الذي يتخذ من مدينة صيدا في جنوب لبنان مقراً لـه ، علامة مضيئة في جبين الثقافة الإنسانيّة ، ورؤية تنويريّة خالصة من أجل الفكر والبحث ، وتقصي الحقائق التاريخيّة والعلميّة والثقافيّة نحو مفهوم الإنسان ، والبحث عن كلّ ما يتعلق بفكره وطموحه وحلمه .
وليس باستطاعتنا و" المركز احتفل في يناير الماضي بيوبيله الفضيّ ، ومرور خمس وعشرين سنة ، من العطاء المتواصل في سبيل ترسيخ مفاهيم الديموقراطيّة ، والحوار، والتربية ، والمبادئ الوطنيّة والاجتماعيّة والفكريّة والثقافيّة "، غير التأكيد على أهميته من خلال الدور الذي يلعبه من " أجل مستقبل ثقافيّ أفضل ، وحياة اجتماعيّة "، تسودها روح المحبة والمودة ، والانتصار للحريّة الفكريّة على كلّ الأصعدة " الثقافيّة والاجتماعيّة والإبداعيّة ".
وبالرجوع إلى العام 1977 ، وهو العام الذي تأسّست فيه أركان هذا المركز المهمّ ، من خلال مبادرة " ثقافيّة وفكريّة " لمجموعة من المثقّفين في لبنان ، وذلك لتنفيذ فكرة جريئة ، ورائدة طرحها الدكتور مصطفى دندشلي والتي تتلخص رؤاها في إنشاء مركز متكامل يأخذ على عاتقه مسؤوليّة النهوض بالثقافة في كل جوانبها ، هذا المفكر وصاحب الأفق البعيد ، كان واثقاً أنّ المركز "الذي وضع فيه جل أفكاره ومجهوداته ، والذي أصبح فيما بعد مؤسّسة أهليّة ثقافيّة تربويّة اجتماعيّة بموجب علم وخبر من وزارة الداخليّة اللبنانيّة "، سوف يساهم بشكل فعّال ومثمر كي يحقّق شعاراته الواقعيّة المنبثقة من خبرات العاملين فيه والمتمثلة في مبدأ " نحو انطلاقة جديدة ومعاصرة ورؤية مستقبليّة ثقافيّة اجتماعيّة حديثة ".
وفي غضون السنوات التي قضاها المركز في تأصيل مبادئه الطليعيّة ، حقّق العديد من الإنجازات والطموحات في طريق الثقافة والفكر، ولقد انطلق المركز كهيئة ثقافيّة غير حكوميّة ، لا تتعاطى العمل الحزبيّ السياسيّ ، من خلال استقلاليّة تامة، ومنبر حرّ يؤمن بالوطنيّة والديموقراطيّة، ومن ثمّ تبنّي الرؤية الحواريّة بين الرأي والرأي الآخر ، ونبذ الطائفيّة الضيّقة الأفق ، ولقد جاءت فكرة البناء التي انطلقت من صيدا تحديداً ، إثر انتهاء ما كان يطلق عليها " حرب السنتين 1975 حتى 1976 " وفي غمرة الحرب الأهليّة في لبنان أو من خلال الانهيار العام .
ويتكوّن المركز من هيئة عامة تقوم بأعمال المراقبة والمحاسبة ، ومناقشة الأمور السياسيّة والثقافيّة والماليّة والميزانيّة العامة للمركز الذي يضمّ أعضاء عاملين ، وأعضاء المجلس التنفيذيّ المنبثق عن الهيئة العامة ، ثمّ أعضاء مجلس الأمناء ، وهو مشروع جديد، يمثله الأعضاء المقترحون من الأعضاء المؤسّسين أو أعضاء جدد مهمتهم الأساسيّة رسم السياسة الثقافيّة العامة من الناحية النظريّة والتطبيقيّة وكذلك السياسة الماليّة والميزانيّة العامة ، بالإضافة إلى تحمّل مسؤوليّة تغطية المصاريف السنويّة والمشاريع المستقلّة .
وللمركز طموحات يسعى إلى تحقيقها من خلال أهدافه التي تتركز في البحث عن الكفاءات العلميّة والإمكانات الثقافيّة ، ومساعدتها مادياً ومعنوياً وتربوياً واجتماعياً ، كذلك تحقيق هدف تربويّ إنسانيّ عن طريق تقديم المساعدات والقروض والمنح الماليّة اللازمة لطلبة صيدا المتميّزين ، ومن ثمّ التوجيه التربويّ والمهنيّ في مختلف المراحل الدراسيّة ، بالإضافة إلى الحث على التخصّص العالي وخصوصاً في الفروع العلميّة التقنيّة ، ومن الأهداف أيضاً ، إقامة مركز ثقافيّ تربويّ اجتماعيّ في صيدا ، وإنشاء مكتبة أهليّة عامة ، تخدم أي باحث أو قارئ في صيدا ، إضافة إلى السعي العلميّ لكتابة تاريخ صيدا الاجتماعيّ الحديث المرتبط بتاريخ لبنان والمنطقة العربيّة وذلك من خلال إقامة قسم خاص بالبحوث والتوثيق والدراسات والمعلومات ، كذلك تحقيق البحوث العلميّة والدراسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والتربويّة والتاريخيّة التي تتعلق بمدينة صيدا على وجه الخصوص .
والمتأمل في إنجازات المركز في كلّ التوجّهات الإنسانيّة ، سوف يتأكد من مدى الحرص الذي أولاه العاملون فيه من أجل مد جسور التواصل بين المتعاملين معه ، وما يقدّمه من خدمات إنسانيّة جليلة . وذلك رغم ظروفه الحرب والدمار والأوضاع السياسيّة والأمنيّة المضطربة والأزْمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة غير المستقرة التي مرّ بها لبنان خلال الأعوام الماضية وكذلك رغم ضعف إمكانياته الماليّة والبشريّة المتخصّصة ، فقد نجح المركز طيلة أكثر من نصف قرن في تحقيق إنجازات متميّزة لعلّ من أهمّها تقديم قروض ومنح ماليّة حتى العام 1984 ، لتسعة وعشرين طالباً وطالبة ، أنهوا جميعهم تخصّصاتهم الجامعيّة ، وشراء مقرّ خاص للمركز في العام 1986 تبلغ مساحته 350م2، افتتح للجمهور في العام 1992 ، بالإضافة إلى إنشاء قسم للتوثيق والمعلومات ، وحصيلة من الوثائق والبحوث والمؤتمرات والنّدوات والدراسات الثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والتربويّة والتاريخيّة ، ووجود تسجيلات وتحقيقات ومقابلات ميدانيّة ، تتعلق بيوميات الاحتلال العسكريّ الإسرائيلي الوحشيّ لصيدا في أعوام 1982 حتى العام 1985 ، ويعتبر المركز الثقافيّ الوحيد في جنوب لبنان الذي أقام مثل هذه السلسلة ضدّ الاحتلال العسكري الإسرائيليّ ، ومن ثمّ إصدار مجموعة من الكتب والدراسات والبحوث والمؤتمرات والنّدوات وزّعت على نطاق واسع وعالجت بعض القضايا الملحّة على الساحة ، والأهمّ تقديم جائزة ماليّة كبرى لطلبة وطالبات مدارس صيدا وجامعاتها ، تحت اسم " جائزة المركز الثقافيّ الأدبيّة " لعام 1990.
كما قام المركز بإصدار ما يقرب من عشرين بحثاً ، وهي عبارة عن أعمال توثيقيّة أو دراسات أو مؤتمرات أو ورش عمل متخصّصة ، بالإضافة إلى عقد أكثر من اثنين وأربعين نشاطاً بين معرض للكتاب والفنون التشكيليّة ولقاءات ثقافيّة وحفلات موسيقيّة وغيرها ، ثمّ إقامة نحو مئتين وخمسة وستين ندوة ومحاضرة ومؤتمراً ولقاءات ثقافيّة في مختلف الميادين والتخصّصات الفكريّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والوطنيّة والدينيّة والأدبيّة ، كما بلغ عدد المساهمين في هذه الأنشطة أكثر من 732 شخصيّة معروفة ، من تيارات فكريّة وفلسفيّة وثقافيّة وسياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وتربويّة متنوّعة .
وهذه هي بعض إنجازات المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق ، في أكثر من نصف قرن قضاها ، في خدمة أبناء صيدا والثقافة الإنسانيّة بكلّ أشكالها وتوجّهاتها ، كي يتخذ المركز شعاره الذي صيغ على النحو التالي : " هذه هي آثارنا تدلّ علينا ، وتنطلق بحالنا ".
وتـذكر منشورات المركز السنويّة الدعـم الماليّ والمعـنويّ الذي يتلقاه مـن الأهالي والمواطنين جميعاً من منطلق أنّه أسس على ما يتحصل عليه من التبرعات والهبات والاشتراكات التي يتلقاها سنوياً من أعضائه وأصدقائه المشجعين له ، كونه مؤسّسة ثقافيّة اجتماعيّة أهليّة خالصة .
وبالنظر إلى التطلعات المستقبليّة للمركز الثقافيّ الذي اتخذ من الاستمرار سبيلاً لتحقيقها ، وشعاره الدائم رغم ما يواجهه من الصعوبات الكبيرة ، والأوضاع المضطربة المتتالية، نجد أن الحلم متوجه نحو تحقيق خطوات مهمّة في طريقه المستقبليّة ، منها تكملة تجهيز مقرّ المركز وتأهيله بما يلزم ، من أجل إعادة تأسيسه وتحديثه ، كي يحتوي على مكتبة إداريّة وقاعة اجتماعات للمجلس الإداريّ ومجلس الأمناء وأعضاء الهيئة العامة ، ومن ثمّ تجهيز قاعة النّدوات والمحاضرات ، واللقاءات الثقافيّة وتأهيلها من جديد وتحديثها تقنياً وفنياً ، وإقامة مكتبة عامة للمطالعة ، بالإضافة إلى إعادة تأهيل قسم التوثيق والمعلومات والبحوث الاجتماعيّة وتطويرها بما يتناسب مع المرحلة الجديدة والعصر الحديث وإنشاء مؤسّسة معلوماتية متطوّرة تقنياً وفنياً .
ويرى العاملون في المركز إنّ من الأهميّة الآن تطوير المركز تدريجياً حتى يكتب لـه الاستمرار وذلك ضمن أهداف محدّدة لعلّ من أهمّها تجهيز قسم حديث يختص بأعمال التوثيق ومتفرعاته ، وقاعة المكتبة ، ثمّ تأمين الكفاءات البشريّة المتخصّصة ، وذلك عن طريق التدريب والخبرة العلميّة في شؤون التوثيق والبحوث والأعمال الإداريّة وغيرها ، وكذلك تطوير قسم التوثيق والبحوث والدراسات الاجتماعيّة وتحديثه ، هذه الأمور تؤمّن من خلال المساهمات الماليّة الضروريّة من مصادرها الثابتة .
ويتطلع المركز إلى إنشاء مجلة دوريّة موقتة تحمل اسم " أفق " تكون ناطقة ومعبّرة عن توجّهات المركز الثقافيّة والفكريّة والاجتماعيّة والحواريّة وغيرها .
بالإضافة إلى طموح تحسين الوضع الإعلاميّ للمركز في لبنان والوطن العربيّ والعالم ، وتأمين كراسات وكتب دراسيّة سنويّة للطلبة المحتاجين في كلّ مدارس صيدا ، خصوصاً في ظروف أزْمة التعلم الراهنة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضاءات / أسسته مجموعة من المثقّفين في مدينة صيدا
المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق محاولة لبنانيّة لإشاعة الثقافة وتنتظر من يدعمها ( )
كتب مدحت علام :
" المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق " الذي يتخذ من مدينة صيدا في جنوب لبنان مقراً لـه ، علامة مضيئة في جبين الثقافة الإنسانيّة ، ورؤية تنويريّة خالصة من أجل الفكر والبحث ، وتقصي الحقائق التاريخيّة والعلميّة والثقافيّة نحو مفهوم الإنسان ، والبحث عن كلّ ما يتعلق بفكره وطموحه وحلمه .
وليس باستطاعتنا و" المركز احتفل في يناير الماضي بيوبيله الفضيّ ، ومرور خمس وعشرين سنة ، من العطاء المتواصل في سبيل ترسيخ مفاهيم الديموقراطيّة ، والحوار، والتربية ، والمبادئ الوطنيّة والاجتماعيّة والفكريّة والثقافيّة "، غير التأكيد على أهميته من خلال الدور الذي يلعبه من " أجل مستقبل ثقافيّ أفضل ، وحياة اجتماعيّة "، تسودها روح المحبة والمودة ، والانتصار للحريّة الفكريّة على كلّ الأصعدة " الثقافيّة والاجتماعيّة والإبداعيّة ".
وبالرجوع إلى العام 1977 ، وهو العام الذي تأسّست فيه أركان هذا المركز المهمّ ، من خلال مبادرة " ثقافيّة وفكريّة " لمجموعة من المثقّفين في لبنان ، وذلك لتنفيذ فكرة جريئة ، ورائدة طرحها الدكتور مصطفى دندشلي والتي تتلخص رؤاها في إنشاء مركز متكامل يأخذ على عاتقه مسؤوليّة النهوض بالثقافة في كل جوانبها ، هذا المفكر وصاحب الأفق البعيد ، كان واثقاً أنّ المركز "الذي وضع فيه جل أفكاره ومجهوداته ، والذي أصبح فيما بعد مؤسّسة أهليّة ثقافيّة تربويّة اجتماعيّة بموجب علم وخبر من وزارة الداخليّة اللبنانيّة "، سوف يساهم بشكل فعّال ومثمر كي يحقّق شعاراته الواقعيّة المنبثقة من خبرات العاملين فيه والمتمثلة في مبدأ " نحو انطلاقة جديدة ومعاصرة ورؤية مستقبليّة ثقافيّة اجتماعيّة حديثة ".
وفي غضون السنوات التي قضاها المركز في تأصيل مبادئه الطليعيّة ، حقّق العديد من الإنجازات والطموحات في طريق الثقافة والفكر، ولقد انطلق المركز كهيئة ثقافيّة غير حكوميّة ، لا تتعاطى العمل الحزبيّ السياسيّ ، من خلال استقلاليّة تامة، ومنبر حرّ يؤمن بالوطنيّة والديموقراطيّة، ومن ثمّ تبنّي الرؤية الحواريّة بين الرأي والرأي الآخر ، ونبذ الطائفيّة الضيّقة الأفق ، ولقد جاءت فكرة البناء التي انطلقت من صيدا تحديداً ، إثر انتهاء ما كان يطلق عليها " حرب السنتين 1975 حتى 1976 " وفي غمرة الحرب الأهليّة في لبنان أو من خلال الانهيار العام .
ويتكوّن المركز من هيئة عامة تقوم بأعمال المراقبة والمحاسبة ، ومناقشة الأمور السياسيّة والثقافيّة والماليّة والميزانيّة العامة للمركز الذي يضمّ أعضاء عاملين ، وأعضاء المجلس التنفيذيّ المنبثق عن الهيئة العامة ، ثمّ أعضاء مجلس الأمناء ، وهو مشروع جديد، يمثله الأعضاء المقترحون من الأعضاء المؤسّسين أو أعضاء جدد مهمتهم الأساسيّة رسم السياسة الثقافيّة العامة من الناحية النظريّة والتطبيقيّة وكذلك السياسة الماليّة والميزانيّة العامة ، بالإضافة إلى تحمّل مسؤوليّة تغطية المصاريف السنويّة والمشاريع المستقلّة .
وللمركز طموحات يسعى إلى تحقيقها من خلال أهدافه التي تتركز في البحث عن الكفاءات العلميّة والإمكانات الثقافيّة ، ومساعدتها مادياً ومعنوياً وتربوياً واجتماعياً ، كذلك تحقيق هدف تربويّ إنسانيّ عن طريق تقديم المساعدات والقروض والمنح الماليّة اللازمة لطلبة صيدا المتميّزين ، ومن ثمّ التوجيه التربويّ والمهنيّ في مختلف المراحل الدراسيّة ، بالإضافة إلى الحث على التخصّص العالي وخصوصاً في الفروع العلميّة التقنيّة ، ومن الأهداف أيضاً ، إقامة مركز ثقافيّ تربويّ اجتماعيّ في صيدا ، وإنشاء مكتبة أهليّة عامة ، تخدم أي باحث أو قارئ في صيدا ، إضافة إلى السعي العلميّ لكتابة تاريخ صيدا الاجتماعيّ الحديث المرتبط بتاريخ لبنان والمنطقة العربيّة وذلك من خلال إقامة قسم خاص بالبحوث والتوثيق والدراسات والمعلومات ، كذلك تحقيق البحوث العلميّة والدراسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والتربويّة والتاريخيّة التي تتعلق بمدينة صيدا على وجه الخصوص .
والمتأمل في إنجازات المركز في كلّ التوجّهات الإنسانيّة ، سوف يتأكد من مدى الحرص الذي أولاه العاملون فيه من أجل مد جسور التواصل بين المتعاملين معه ، وما يقدّمه من خدمات إنسانيّة جليلة . وذلك رغم ظروفه الحرب والدمار والأوضاع السياسيّة والأمنيّة المضطربة والأزْمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة غير المستقرة التي مرّ بها لبنان خلال الأعوام الماضية وكذلك رغم ضعف إمكانياته الماليّة والبشريّة المتخصّصة ، فقد نجح المركز طيلة أكثر من نصف قرن في تحقيق إنجازات متميّزة لعلّ من أهمّها تقديم قروض ومنح ماليّة حتى العام 1984 ، لتسعة وعشرين طالباً وطالبة ، أنهوا جميعهم تخصّصاتهم الجامعيّة ، وشراء مقرّ خاص للمركز في العام 1986 تبلغ مساحته 350م2، افتتح للجمهور في العام 1992 ، بالإضافة إلى إنشاء قسم للتوثيق والمعلومات ، وحصيلة من الوثائق والبحوث والمؤتمرات والنّدوات والدراسات الثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والتربويّة والتاريخيّة ، ووجود تسجيلات وتحقيقات ومقابلات ميدانيّة ، تتعلق بيوميات الاحتلال العسكريّ الإسرائيلي الوحشيّ لصيدا في أعوام 1982 حتى العام 1985 ، ويعتبر المركز الثقافيّ الوحيد في جنوب لبنان الذي أقام مثل هذه السلسلة ضدّ الاحتلال العسكري الإسرائيليّ ، ومن ثمّ إصدار مجموعة من الكتب والدراسات والبحوث والمؤتمرات والنّدوات وزّعت على نطاق واسع وعالجت بعض القضايا الملحّة على الساحة ، والأهمّ تقديم جائزة ماليّة كبرى لطلبة وطالبات مدارس صيدا وجامعاتها ، تحت اسم " جائزة المركز الثقافيّ الأدبيّة " لعام 1990.
كما قام المركز بإصدار ما يقرب من عشرين بحثاً ، وهي عبارة عن أعمال توثيقيّة أو دراسات أو مؤتمرات أو ورش عمل متخصّصة ، بالإضافة إلى عقد أكثر من اثنين وأربعين نشاطاً بين معرض للكتاب والفنون التشكيليّة ولقاءات ثقافيّة وحفلات موسيقيّة وغيرها ، ثمّ إقامة نحو مئتين وخمسة وستين ندوة ومحاضرة ومؤتمراً ولقاءات ثقافيّة في مختلف الميادين والتخصّصات الفكريّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والوطنيّة والدينيّة والأدبيّة ، كما بلغ عدد المساهمين في هذه الأنشطة أكثر من 732 شخصيّة معروفة ، من تيارات فكريّة وفلسفيّة وثقافيّة وسياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وتربويّة متنوّعة .
وهذه هي بعض إنجازات المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق ، في أكثر من نصف قرن قضاها ، في خدمة أبناء صيدا والثقافة الإنسانيّة بكلّ أشكالها وتوجّهاتها ، كي يتخذ المركز شعاره الذي صيغ على النحو التالي : " هذه هي آثارنا تدلّ علينا ، وتنطلق بحالنا ".
وتـذكر منشورات المركز السنويّة الدعـم الماليّ والمعـنويّ الذي يتلقاه مـن الأهالي والمواطنين جميعاً من منطلق أنّه أسس على ما يتحصل عليه من التبرعات والهبات والاشتراكات التي يتلقاها سنوياً من أعضائه وأصدقائه المشجعين له ، كونه مؤسّسة ثقافيّة اجتماعيّة أهليّة خالصة .
وبالنظر إلى التطلعات المستقبليّة للمركز الثقافيّ الذي اتخذ من الاستمرار سبيلاً لتحقيقها ، وشعاره الدائم رغم ما يواجهه من الصعوبات الكبيرة ، والأوضاع المضطربة المتتالية، نجد أن الحلم متوجه نحو تحقيق خطوات مهمّة في طريقه المستقبليّة ، منها تكملة تجهيز مقرّ المركز وتأهيله بما يلزم ، من أجل إعادة تأسيسه وتحديثه ، كي يحتوي على مكتبة إداريّة وقاعة اجتماعات للمجلس الإداريّ ومجلس الأمناء وأعضاء الهيئة العامة ، ومن ثمّ تجهيز قاعة النّدوات والمحاضرات ، واللقاءات الثقافيّة وتأهيلها من جديد وتحديثها تقنياً وفنياً ، وإقامة مكتبة عامة للمطالعة ، بالإضافة إلى إعادة تأهيل قسم التوثيق والمعلومات والبحوث الاجتماعيّة وتطويرها بما يتناسب مع المرحلة الجديدة والعصر الحديث وإنشاء مؤسّسة معلوماتية متطوّرة تقنياً وفنياً .
ويرى العاملون في المركز إنّ من الأهميّة الآن تطوير المركز تدريجياً حتى يكتب لـه الاستمرار وذلك ضمن أهداف محدّدة لعلّ من أهمّها تجهيز قسم حديث يختص بأعمال التوثيق ومتفرعاته ، وقاعة المكتبة ، ثمّ تأمين الكفاءات البشريّة المتخصّصة ، وذلك عن طريق التدريب والخبرة العلميّة في شؤون التوثيق والبحوث والأعمال الإداريّة وغيرها ، وكذلك تطوير قسم التوثيق والبحوث والدراسات الاجتماعيّة وتحديثه ، هذه الأمور تؤمّن من خلال المساهمات الماليّة الضروريّة من مصادرها الثابتة .
ويتطلع المركز إلى إنشاء مجلة دوريّة موقتة تحمل اسم " أفق " تكون ناطقة ومعبّرة عن توجّهات المركز الثقافيّة والفكريّة والاجتماعيّة والحواريّة وغيرها .
بالإضافة إلى طموح تحسين الوضع الإعلاميّ للمركز في لبنان والوطن العربيّ والعالم ، وتأمين كراسات وكتب دراسيّة سنويّة للطلبة المحتاجين في كلّ مدارس صيدا ، خصوصاً في ظروف أزْمة التعلم الراهنة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1) أنظر ، جريدة " الرأي العام " الكويتية ، 15 تموز 2002 ، العدد 12802 .