نصرالدين رشيد مصطفى القواص
شخصيات /
تربوية /
2011-01-22
بطاقـة هُويـة
الإسم: نصرالدين
الوالد: رشيد مصطفى القواص
الوالدة: خديجة الشيخ سعدالدين حشيشو
* * *
بدأت دراستي في مدرسة المقاصد الخيرية الإسلامية عندما كانت مدرسة ابتدائية، تُعني بدراسة الدين والقرآن الكريم واللغة العربية والحساب. وبعد أن أنجزتُ الصف النهائي: مُنِحتُ الشهادة الابتدائية، وكان ذلك في شهر حزيران 1933م. موقّعة بإمضاء رئيس الجمعية سماحة المفتي الشيخ سعدالدين الصلح.
انتقلتُ بعد ذلك إلى مدرسة الفرير حيث أَنهيت دراسة الصف السادس ابتدائي في اللغة الإفرنسية، والصف الثاني تكميلي في اللغة العربية، نِلْتُ الشهادة الابتدائية اللبنانية في 15 تموز سنة 1935م. ونِلْتُ الشهادة الابتدائية الإفرنسية في 23 أيار سنة 1938م.
ثمّ عدتُ إلى مدرسة المقاصد الخيرية الإسلامية بسبب إنشاء صف للسنة الأولى التكميلي. وكان ذلك مجاناً دون رسوم تشجيعاً لِمن يريد من طالبي العلم متابعة الدراسة. وكانت الجمعية يومذاك برئاسة الأستاذ المحامي "محمود الشماع"، فتابعتُ فيها الدراسة النهائية.
في سنة 1943م. عُيِّنت مدرساً في مدارس المقاصد الخيرية الإسلامية، بعد أن أصبحت معهداً ثانوياً يضمّ قسماً للطلاب الداخلي وقسماً للطلاب الخارجي. وكنت أتنقَّل بين الكلية الثانوية وبين مدرسة فيصل الابتدائية المجانية، وكان ذلك حسب حاجة كل مؤسسة لتدريس العلوم والرياضيات والتربية وخاصة الصف الخامس ابتدائي.
إن أكثر أيامي التعليمية كانت في مدرسة فيصل المجانية بإدارة المُربّي الكبير الشيخ مصطفى الشريف، وكانت علاقتي معه علاقة أبوية، ممَّا سنح هذا التعاون الوثيق إلى رفع مستوى مدرسة فيصل حتى أصبح طلابها مؤهّلين للنجاح في امتحان الشهادة الابتدائية المدرسية والرسمية الحكومية والفرنسية بنسبة ممتازة. بعد أن كان الصف النهائي في المدرسة الثالث ابتدائي فقط.
أذكر الآن بعض النشاطات التي شاركت فيها أثناء وجودي في مدرسة فيصل المجانية:
أولاً: أنشأت مع بعض الأساتذة مدرسة ليلية لتعليم الأُميِّين، واستمرت هذه المدرسة ما يقرب من ثلاث سنوات ونيف، وكان ذلك مجاناً صرفاً.
ثانياً: شاركت بفتح مدرسة ليلية في مدرسة عائشة أم المؤمنين لتعليم الأُميِّين، باسم رئيس الحكومة اللبنانية "رياض بك الصلح" الذي تبرّع بجميع نفقاتها مدة ثلاث سنوات.
ثالثاً: شاركت بتأسيس مدرسة في البقاع "جب جنين" برئاسة "العلاّمة الشيخ أبو الهدى القواص". ثمّ نَمَت هذه المدرسة من مدرسة صيفية حتى أصبحت مؤسسة ثانوية ولا تزال حتى الآن باسم: "دار الهدى".
وفي سنة 1952م، شعرت برغبة في زيادة المعرفة، فالتحقت بالمدرسة الليلية للفنون التجارية في بيروت لمؤسسة التعليم العالي مع بعض الزملاء: أنهيت فيها الدراسة المقرّرة ونلت دبلوم المحاسبة العامة.
ومن أبرز الطلاب الذين نجحوا بتفوّق وبدرجة ممتازة في مدرسة فيصل المجانية كان رئيس الحكومة الحالي، السيد "رفيق بهاء الدين الحريري" ونال إثر ذلك منحة "الشيخ أحمد حشيشو" التعليمية لإكمال دراسته في ثانوية المقاصد الإسلامية في صيدا.
ولا ننس أيضاً شقيقه السيد "شفيق بهاء الدين الحريري" صاحب المشاريع الخيّرة لمدينة صيدا خاصة، وفي مناطق لبنان عامة.
وهناك أيضاً كثير من طلابي الذين تخرّجوا من مدرسة فيصل المجانية والثانوية ونالوا مراكز مرموقة في الدولة وخاصة في القضاء كالنائب العام الذي كان في صيدا "الأستاذ جميل بيرم".
وكثيراً من الأطباء نذكر منهم على سبيل المثال: الدكتور عبدالحميد حشيشو والدكتور فؤاد حنينه وشقيقه الدكتور جمال حنينه، حبيب السبع أعين.
وكثيراً من المحامين نذكر منهم نقيب المحامين في صيدا، الأستاذ محمد شهاب والأستاذ أحمد الصباغ والأستاذ غسان المجذوب.
ومن المهندسين السيد خضر بديع، وسمير المجذوب، ومن الصحافيين السيد نزيه باشو والسيد نزيه النقوزي وغيرهم وغيرهم كثيرون.
عُيّنتْ ناظراً على القسم الداخلي للإشراف على المنامة بمشاركة الأستاذ "سامي بروم"، وعلى المطالعة الليلية للطلاب الداخليّين والخارجيّين مدة سنة كاملة حيث كان عدد الطلاب الداخليّين ما يقرب من ثلاثماية طالباً.
عُيّنت مع بعض المعلمين مراقبين على امتحانات الجامعة العربية مدة أكثر من ثماني سنين متتابعة.
بتاريخ 7 ـ12ـ 1964 تمّ انتخابي عضواً في مجلس الأوقاف الإسلامية في صيدا عن الخبراء في الشؤون المالية والحسابية وأُعيد انتخابي مرة ثانية في 6 ـ 2 ـ1967 م.
كُلّفت مع بعض الزملاء الأعضاء في المجلس وضع ملاك عام للقائمين بالمهام الدينية، وخدم المساجد الشريفة.
أقرّ في اجتماع مكتب المديرية العامة للأوقاف الإسلامية في بيروت برئاسة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية "الشيخ حسن خالد"، بعض الإنشاءات والاستثمارات لبعض العقارات الوقفية الخيرية منها بناء المدرسة الثانوية للبنات، وترميم الجامع العمري الكبير في صيدا بإشراف المهندس "السيد سمير المجذوب".
وبتاريخ 14ـ 5 ـ 1969م، عُيّنت خبيراً مالياً في وزارة العدل، محكمة الاستئناف في لبنان الجنوبي، قُمت بالمهمة بكل ما كُلّفت به من قضايا مالية بدقة وإخلاص وأمانة.
النشاطات المدرسية
كانت هوايتي المفضلة عندما كنت تلميذاً: الرياضة على أنواعها وخاصة الجنباز: المتوازيان ـ القضيب الثابت ـ رمي الرمح ـ كنت الوحيد في الثانوية الذي يتقن هذه الأنواع من الرياضة. وأذكر أنني نلت الدرجة الثانية "لرمي الرمح" في المباراة التي أُقيمت في بيروت بين الرماة المتبارين من بعض المدارس.
أما السّاري الذي نصب في وسط ساحة الثانوية أثناء المهرجان الكبير الذي أقيم بتدريب وإشراف الأستاذ "عبدالمجيد لطفي"، هذا السّاري الذي يبلغ ارتفاعه 12 متراً، فلم يتمكن غيري من بين ستة طلاب الذين حاولوا الصعود عليه. فَنِلْت إثر ذلك جائزة قيِّمة لِتمكُّني من الصعود عليه حتى قمته وكان ذلك سنة 1938م.
في الخامس عشر من شهر آذار سنة 1994م، أقامَتْ مؤسسة الثقافة والعلوم حفلة تكريم للمعلمين القدماء برعاية السيدة النائبة " بهية بهاء الدين الحريري" وكانت بادرة حسنة حيث كُرِّمتُ بإعطائي "درعاً" تذكارياً، لما قدمته من خدمات تربوية. أتمنى لهذه المؤسسة دوام العمل والتقدم في سبيل العلم والثقافة والتربية.
وفي الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول سنة 1998م، أقامت مؤسسة المركز الثقافي للبحوث والتوثيق. حفلة تكريم للمعلمين القدماء برعاية رئيس المركز الدكتور "مصطفى الدندشلي" ومعالي الوزير "ميشال موسى" كُرِّمتُ بإعطائي "درعاً" تذكارياً تقديراً ووفاءً لما قدَّمت من العطاءات العلمية والتربية.
وبهذه المناسبة أتمنى لمؤسسة المركز الثقافي للبحوث والتوثيق برعاية الدكتور مصطفى الدندشلي دوام التقدُّم في سبيل العلم والتربية.