مؤتمر صيدا حول الثقافة والمؤسسات الثقافيّة بين الواقع والمستقبل الإنـتمـاء وتفـاعـل الرؤيَــة في دورة دمويّـة واحـدة
مؤتمرات /
ثقافية /
1989-02-11
مؤتمر صيدا حول الثقافة والمؤسسات الثقافيّة بين الواقع والمستقبل
الإنـتمـاء وتفـاعـل الرؤيَــة في دورة دمويّـة واحـدة *
سنوات التقاء دوماً حبلى بالأمل ، حتى ولو كانت بولادة قيصرية ...
والإعصار المدمر لا بدّ أن ينجلي ، ليحل السكون في الطبيعة ، وتنبت الزهرة بجانب الجمجمة ، ويفوح بخور مريم بجانب المقابر .
عرفنا السنوات العجاف الأربع عشرة ، بالسلاح المتنقل والتفجيرات المتبادلة ، كما عرفنا وفود المسلحين ، والمرتزقة تدب على أرضنا ..
عرفنا الكلمة المرة ، وسمعنا الملاحظة القاسية ، ومزق صمتنا التعديات وصوت الأمر الواقع ، إلى أن تبدل كل شيء .. فعساه أن يكون قدرنا الحقيقي .
الأسبوع الفائت كان موعد الاستيراد والتصدير الثقافي ، والتبادل الفكري والكلمة، ولكن على غير ما ألفناه .. ولهذا نقول ونؤمن بقدرنا المتبدل ..
الأسبوع الفائت " احتجزنا " الفكر المشبع ، الخلاق المخلص حيث تبودلت الآراء.. كما سمعنا عن نشاطات كدنا ننساها ... فالفكر قفز الحواجز كالقنابل ، والكلمة اخترقت الآذان والقلب كما الرصاصة وكلاهما أقوى وأفتك ، بل وأكثر حناناً ورحمة ..
الجمعة الفائت وفي قاعة محاضرات " جمعية دار رعاية اليتيم " في صيدا ، اجتمع ممثلون عن " اتحاد الكتاب " اللبنانيين ، و" الحركة الثقافية " في انطلياس ، و"الرابطة الثقافية" في طرابلس ودار الفن والأدب ، وممثلين عن "الأمسيات العاملية" في صور ، بدعوة من المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا . لبنان ، كل لبنان الفكر تخطى الصعوبات المادية والأمنية وقفز فوق الحواجز النفسية ليجتمع ، باحثاً في الرأي والكلمة ، مشرعاً النشاط التربوي والإعلامي ودور الثقافة في بناء وطن سليم .
الفكر يجتمع بأخيه .. ويتفاهم معه بأسرع وأقوى من الحديد والنار ..
تلك الندوات هل تكون الأساس الصالح لوحدة لبنان ولبناء وطن سليم ؟
مع لقاء صيدا الثقافي الأول حول " الثقافة والمؤسسات الثقافية بين الواقع والمستقبل ".
افتتح المؤتمر رئيس المركز الثقافي للبحوث والتوثيق وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية في صيدا الدكتور مصطفى دندشلي فرحب بالمشاركين بكلمة جاء فيها: نحن هنا في هذا اللقاء الثقافي الجامع ، لا يجوز أن نصمت ، بل يجب علينا أن نتبع سياسة ما يمكن أن أسميه بسياسة " أضعف الإيمان " بمعنى أن نرفع الصوت عالياً وأن نقول كلمة لا : كلمة لا ، كبيرة .. أن نطلق صرخة مدوية ، صرخة احتجاج ورفض . حتى ولو كانت هذه الصرخة لن تؤدي إلى ما نطلب ونسعى ، غير أننا نريدها أن تكون تعبيراً حقيقياً وصادقاً عن استنكار ما أفرزته الحرب الأهلية في لبنان من تكريس النظام الطائفي المذهبي والتسليم بالتقسيم الفعلي والنفسي على الأرض . فمن أجل الثقافة والأجيال أقمنا هذا اللقاء لكي نعلن عن رأي موحد في بيان مشترك ، يعبر عن موقفنا ومنطلقاتنا المبدئية في هذا المنعطف التاريخي والمصيري من حياتنا . نعتقد أننا كمثقفين ملتزمين بقضايا الوطن والمجتمع والإنسان ، نحمل شعلة الأمل في وقت يخيم فيه اليأس في النفوس . نحمل فكرة الإقدام ، في ظرف يعم فيه الهروب .. إننا بكلمة ننطلق من هذا الانهيار العام كي نهيئ بصبر وأناة لحركة التغيير والبناء انطلاقاً من الفكر والعقل ، من الثقافة والاجتماع ولمصلحة الإنسان .
تحرير الإنسان
وقدم الأستاذ ميشال عقل أمين العلاقات العامة في الحركة الثقافية انطلياس بياناً أعلن فيه :
1 ـ نحن الهيئات الثقافية اللبنانية الداعية لمؤتمر " الثقافة والتغيير " نعلن عن عزمنا على حشد طاقاتنا وتوحيد جهودنا في عمل جبهوي ثقافي بقضايا الإنسان والوطن والحرية والإبداع في لبنان والعالم العربي .
نطالب بوقف الحرب وقفاً فورياً ونهائياً ، وإحلال الحوار محل القتال ، وحكم العقل محل حكم العنف ، وإزالة جميع الحواجز الفاصلة بين المناطق اللبنانية .
2 ـ التمسك بوحدة الشعب اللبناني ، ووحدة المؤسسات ، وقيام سيادة الدولة على كامل التراب اللبناني : دولة عربية حرة سيدة مستقلة .
3 ـ تحرير الإنسان ، ورفض استغلاله وتشيينه ، واعتباره غاية بذاته ، واعتبار حقوقه الطبيعية الأساسية التي حددتها " شرعة حقوق الإنسان " وملحقاتها هي الحد الأدنى الذي لا يجوز المساومة عليه لممارسة الحرية في المجتمع .
إنها بعث رسولي
أما السيد حسين شرف الدين و" الأمسيات العاملية " وما فعلته ماضياً وحاضراً في كل بيت جنوبي ، فكان لها معنى آخر قدمه قائلاً :
الأمسيات العاملية في جنوبنا بعث رسول .. ما أسمع صماً ، ما أيقظ ، ما أصاب، ما استمشى ، ما استركض ، بل غرز في التراب بنانه ، يستبط قلم الغزار ، فاستمرأت الأرض عطر الروح ، فكان العشق ، وسرى في شرايين الأرض يخرج من جذع السنديان صموداً ، وفي غصن الزيتون سلاماً ، وفي العناقيد شراباً ، وانعقدت في الأضاميم الأزاهر والرياحين . واختصرت كل الكلمات فكانت الثقافة ، وكان الشعر ، يعطي الملاحة للخمار الأسود ، يضفي النعومة في البنان الأولد ، يلوي الليونة في القوام الأغيد. فإذا انثنى فهو الصبا بركوده ، وإذا انحنى فهو الزعازع في زئير رعوده. "فالأمسيات العاملية" احملها معي إلى هذا المؤتمر ، فهي التي ترجعنا إلى الماضي ، إلى بيت المختار في القرية حيث كان الاجتماع بعشاق الشعر ، ولسنا من موقع التقوقع والبعد عندما نتغنى بالأمسيات العاملية ، نذكرها حيث افتقدناها في أيام البؤس الذي نعيش .. وبكلمة أخيرة أمسيات جبل عامل ليست تسمية إقليمية .
نجسد جهداً ثقافياً
أما الفيحاء فكان لها النصيب الوافر بشخص رئيس الرابطة الثقافية المهندس الأستاذ رشيد جمالي الذي عرض الحالة الثقافية في طرابلس من حيث عدد الندوات الثقافية والحضور ومما قاله : موضوع هذا اللقاء "المؤتمر الثقافي والمؤسسات الثقافية" بين الواقع والمستقبل هو محور هام من محاور البحث عن الطريق إلى الغد الأفضل .
فمن مكب الضياع الذي أحال المثقف في وطننا ، لسنوات طوال كائناً عاجزاً مغلوباً على أمره ، هامشياً نخرج جميعنا اليوم لنجسد جهداً ثقافياً مسؤولاً ولنضع المؤسسات الثقافية والمثقفين في وطننا في أجواء تفاعل خلاق يوسع مدى الرؤية ويشحذ العقل ويعيد إلى ثقافة البناء دورها .
موضوع الثقافة ودور المؤسسات الثقافية المستقبلي هو أحد الأهداف البارزة لهذا اللقاء وصولاً إلى تحديد تصورنا لعالم ثقافة التغيير الملتزمة بالإنسان والوطن ، فذلك بعض من واجبنا ، وجانب من مسؤوليتنا كمثقفين ، ومواطنين في آن معاً . أن ننصرف إلى محاولة الإمساك بمصيرنا وإرساء أسس الغد الآتي على أرض صلبة ..
قدرنا وخيارنا في آن معاً أن تستمر الأنشطة المشتركة أياً يكن مضمونها : مؤتمراً يعالج بعضاً من مشكلاتنا وما أكثرها ، أو ندوة تتصدى بالبحث والتدقيق لقضايانا المختلفة ، أو معرضاً مشتركاً لفنانين يهبوننا الجمال ، فالمشروع الثقافي المستقبلي في الظرف الراهن هو العمل الثقافي المشترك .
وفي الساعة الواحدة رفعت الندوة ، ودعى الدكتور دندشلي المشاركون لتناول الغداء في "دار العناية" في عبرا ـ وخلال استراحة الغداء كان للديار دردشة قصيرة مع بعض المشاركين .. حول السؤال التالي :
ثقافتنا تعيش في وهم
ـ هل الأزمة في رأيك في الثقافة المشوهة المنتشرة بين يدي الشعب ، أم في المثقفين الذين لم يهضموا الثقافة ؟
* ورداً على السؤال قال الدكتور دندشلي : في الحقيقة أنني أطرح السؤال بصيغة مختلفة كلياً وأححده بمفهوم الثقافة والعمل الثقافي ودور المثقف .. أنني أعتقد بأن الثقافة في لبنان هي في الحقيقة ثقافة مجردة ونظرية ، وأكاد أقول أسطورية بمعنى هناك فراق بين الواقع والفكر .. بين القول والعمل .. فثقافتنا في لبنان وهذا رأي تعيش في وهم ، وهنا أعتقد تكمن الأزمة الحقيقية التي نعانيها ثقافياً وليس الآن وإنما منذ الاستقلال ، هذا إذا وضعنا جانباً النشاطات الثقافية المرموقة ، والمؤتمرات ، والندوات ذات السمعة الكبيرة .. إن كل ذلك برأيي مع أهميته يبقى في أحسن الحالات حركة تبقى على السطح ولا تغوص إلى الأعماق .. لذلك فأنا أميز بين الثقافة المثالية، والثقافة الواقعية.. ونحن قد اخترنا في "المركز الثقافي" الثقافة الواقعية ، بمعنى الثقافة التي تنطلق من الواقع الاجتماعي والتاريخي للبلد، الثقافة التي تلتصق بمصالح الناس وهمومهم، وآمالهم وأفكارهم .. ثقافتنا وصلت إلى مدى كبير من الضبابية ، ولذلك عملنا الثقافي ونشاطاتنا الثقافية في المركز تنطلق من فهمنا لواقعنا الجنوبي ، واللبناني ، تربوياً واجتماعياً ، واقتصادياً وسياسياً ، لهذا ومن أجل تحقيق هذا الهدف أنشأنا نحن كمركز ثقافي مستقل كلياً ، مركز للمعلومات والأبحاث الاجتماعية . ومطاليبنا جميعها تصب في هذا الفهم . فهم الثقافة على أساس واقعي . فالثقافة كما نفهمها ، هي عقل وعلم وتنظيم من أجل العمل على تغيير المجتمع لمصلحة العدد الأكبر دون تمييز بين طائفة أو دين أو مذهب.
ثقافتنا غير متحركة
أما السيد حسين شرف الدين رائد "الأمسيات العاملية" وافق على السؤال ، ولكن إذا كنا نعتبر بأن المثقفين هم مجموعة نخبوية .. نحن نعتبر أن كل فرد هو مثقف، أما النخبة فإنها تحاول أن تنسج حولها خيوطاً ، وتبني لنفسها قصوراً ، بخيث تخيف الناظر من بعيد ، من ولوج الباب المسحور.. هذا بالنسبة للمثقفين.. أما بالنسبة لنا.. نحن نعتبر أن كل فرد هو مثقف.. ونحاول أن تتأطر القدرات الفردية ضمن إطار شعبي عام ، بحيث تبقى ضمن خيمة ناطور ، أو عرزال .
أنا لا أعتبر بأن المسألة ، مسألة ثقافة مشوهة، وإنما يحاول المثقفون أن يظهروا التزاماً بخط ثقافي معين.. هذا الخط يحرمهم من التعاطي مع الجماهير المثقفة.. وهذا ما أسميته بالثقافة غير المتحركة .. لأنني أعتقد بأن الثقافة المتحركة هي التي تدخل كل بيت وتتخاطب مع كل صوت، واعتبر بأن الالتزام هو الالتزام للفكر والكلمة قبل أن يكون لخط سياسي محدد .. فإذا مارسنا هذا الأسلوب فإن جميع القصور العاجية تتداعى لنغني على عرق التينة أو تحت شتلة الزيتون .
ولكن هذا لا يمنع أن يكون للمثقف توجهه السياسي الذي يمكن أن يخاطب الناس من خلاله ، ولكن المخاطبة ضرورية ، وليس العمل الثقافي حوار طرشان ، ولا أحاديث الطاحون .
ثقافة التوحيد والتغيير
أما أمين العلاقات العامة في الحركة الثقافية ـ انطلياس الأستاذ ميشال عقل لم ينف الأزمة الثقافية التي نعيشها بكل ظواهرها المتعددة فقسمها إلى ثلاث مجموعات :
1 ـ الظواهر السياسية : مع الحرب : عرفنا النظام السياسي القائم في لبنان والذي كان يسمى ديمقراطياً وحراً ، وفيه حكم القانون ، وحقوق الإنسان ، عرفناه بوضوح مع حلول الحرب .. هذا الواقع مزيف غير موجود في العمق ، هو في القشور والسطحيات ، وفي الممارسات السطحية ، هذا الدخيل لم يعش في سلوك اللبنانيين ، ولكن مع حلول الحرب سقط هذا النظام مع القيم وحلّ مكانه نظام آخر ، هو نظام العنف والقتل والتشريد .. النظام المناقض لحقوق الإنسان ..
إذاً هذا النظام يجب أن يستبدل .. فكانت الوظيفة الأولى للثقافة في لبنان أن تسعى لاستبدال النظام الذي كان قائماً لأنه سقط نهائياً .
2 ـ أزمة الأديان والطوائف : في الأساس للأديان قيم وأخلاقيات ، وممارسات أقلها المحبة والتسامح والعدل .. وعند كل الأديان والمذاهب والطوائف ماذا حصل مع حلول الحرب . إن هذه القيم الدينية سقطت ، كل الطوائف تذابحت .. هذه القيم الدينية الأصيلة التي كان ينبغي للأديان أن توفرها للناس لم تكن موجودة ، فمن هذه الزاوية سقطت ، وبقيت عند مصالح الطائفة ..
هناك قيم أساسية موجودة عند كل الأديان .. من المفروض أن نتلمسها في الناس، وإلا ستصبح هذه الأديان مبعث نزوح، وحالة رفض للدين والتدين عند الشباب عموماً..
3 ـ الأزمة الاجتماعية ، الاقتصادية ، لم نلمس بعداً واضحاً للأزمة بسبب طغيان عاملين ، الدين والسياسة ولكن في الواقع هناك أزمة طبقات ومع الحرب أصبح هناك طبقة واحدة طبقة الفقراء .. وقشرة من أغنياء الحرب وشركائهم ..
الخلل الكبير هو في تركيبة النظام الاقتصادي في لبنان ، الصناعة معدومة ، والزراعة بحكم الميتة فهذه ارتباط للإنسان بإرضه.. فماذا يربطنا بالوطن ؟، الأديان؟، الأرض؟، المصنع؟، أن يبقى لبنان مصرف ، ووسيط هش .. وساقط.. وقد سقط .
لذلك أنا أرى أن أزمة الثقافة بأبعادها السياسية والدينية والاقتصادية هي شبه ساقطة .. فنحن في أزمة مثلثة الأبعاد ، ولا يمكن الخروج من الحالة إلا بالوعي الكامل للحقيقة وتجاوزها عبر ثقافة التوحيد والتغيير .. من هنا دور المثقفين الطليعين المتنورين الذين عليهم أن يبلوروا أفكارهم ، والإطار النظري لتجمعهم لتحقيق هذه النقلة من الواقع المتردي إلى إمكانات النور .
المثقفون هم ضحية
وقال أمين سر اتحاد الكتاّب اللبنانيين الأستاذ سمير سعد : الأزمة العامة الوطنية في لبنان تنعكس سلباً على الثقافة ويتجلى ذلك بمحاولة تسييد اإنتماء الثقافي طائفياً ومذهبياً ، وبهذا نلاحظ أن ظواهر انقطاع عن ثقافتنا الوطنية ورموزها وأعلامها بدأت تبرز على حساب غياب مارون عبود مثلاً أو الريحاني أو أديب اسحاق وجبران وغيرهم.. غيابهم من ذاكرة الجيل الجديد ، هذا الغياب حل مكانه استحداث لإلغاء الذاكرة الثقافية الوطنية ، وغرس نوع من الإنتماءات الثقافية وللأسف للمفاهيم وللنظريات وللتيارات الطائفية والمذهبية وأحياناً العنصرية.
ومنشأ الخلل الأصلي الذي سهل ويسهل مثل هذا الانقطاع ، يكمن في سياسة المناهج التعليمية والتربوية التي لم تلتفت إلى مسألة ضرورية وهي مسألة توحيد المتاب التاريخي ، الكتاب الثقافي بالمعنى الوطني وليس الطائفي ...
أما الجانب الآخر الذي يبرز مشوهاً وخطراً، الثقافة التي تقدم في الظروف الراهنة التي يسود فيها القمع المباشر وغير المباشر.. القمع المذهبي في هذه المنطقة أو تلك.. هذا القمع المقنع ، الموجه للمثقف ، يدخل في لعبة الإنتاج المرئي المزيف .. والمبرر لهذا التيار السياسي أو ذاك ..
من هنا نرى هذا الانفجار من تدني المستوى في الأغنية والفن ، وعلى المسرح ، حتى أصبحنا نسمع أن فلاناً مطرب السنتين الأخيرتين ، أو المجموعة الطائفية فكم حورن وفعلن اللامركزية الثقافية ، إنها خضوع لموجبات ، وشعارات للإنتماء السياسي والطائفي لهذه القوة المقررة في تلك المنطقة .
هذه المظاهر من الثقافة تعطل ، وتشوه ، وتؤذي ..
وتعزيز الانقسام الثقافي في وعي الناس . ويبقى المثقفون في الحقيقة هم ضحية ، وهم مسؤولون عن هذا الواقع .
يمنى نعمه جلول
______________________________________________________________________________________
* ) جريدة الديار بتاريخ 11 شباط 1989