كلمة المناضل - حـــول المبـادرات الجـادة التـي اتخذتهـا قيــادة الحـــزب حيـــال الأحـــداث
إعلام وصحافة /
فكرية /
1972-09-01
كلمة المناضل العدد 47 أيلول 1972
حـــول المبـادرات الجـادة التـي اتخذتهـا قيــادة الحـــزب حيـــال الأحـــداث
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
ورد في الفقرة الأولى من مقررات المؤتمر القومي الحادي عشر للحزب ، في مجال القضية الفلسطينية والعمل الفدائي ،(( أن المؤتمر يؤكد على ان محور النضال العربي ، يرتكز اليوم على قضية فلسطين ، والموقف منها يشكل المعيار لوطنية أي نظام وأيةحركة سياسية )) وفي مجال السياسة الدولية ، ورد في الفقرة الخامسة أن ((المؤتمر يوصي بضرورة الاستمرار بالتعاون وتمتين وتطوير العلاقات مع الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية التي تؤيد قضايا الامة العربية التحريرية وتدعم كفاح شعبنا العادل ، وذلك بما يخدم قضايا النضال المشترك ضد الامبريالية ويخدم قضايا الحرية والتقدم في العالم )).
ولقد سبق أن ذكرنا في افتتاحية المناضل عدد تموز ، أننا حريصون جدا على تعزيز صداقتنا مع الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية ، ولكننا على يقين ثابت من اننا ((بمقدار مانحرز من انتصارات ، بمقدار ما نستطيع ان ننمي تلك الصداقة ونطورها ، وأن أية هزيمة لشعبنا تشكل خللاً في معيار الصداقة مع البلدان الاشتراكية )). ومن هنا نستطيع ان نبين بجلاء تام ، المعاني الكبيرة التي تستخلص من التحركات والمواقف التي اتخذتها قيادة الثورة في القطر العربي السوري . أن مبادرة الرفيق الأمين العام للحزب رئيس الجمهورية في التحرك السريع بين دمشق وموسكو والقاهرة ، لم تكن كما أرادت بعض الجهات تصويرها على أنها كانت وساطة بين القاهرة وموسكو ، وإنما كانت منطلقة من استراتيجية حزبنا التي رسمتها مقررات مؤتمراته القومية ، ومبنية على أن القطر العربي السوري طرف في أية مشكلة سياسية تنشأ بين القاهرة وأية دولة أخرى ، لان القطر العربي السوري ، إحدى دول اتحاد الجمهوريات العربية الذي عاصمته القاهرة ، ولأن للقاهرة الدور الاساسي في معركتنا مع الصهيونية " واسرائيل "، وللقطر العربي السوري أيضا دور أساسي في المعركة ، وهو يتأثر سلبا أو إيجابا بأي موقف للقاهرة في هذا المجال ، إضافة إلى علاقات الأخوة والكفاح في سبيل الاهداف القومية المشتركة بيننا وبين القاهرة ان من شأن تحرك القيادة السياسية في القطر العربي السوري ، ان يعزز ارادة القتال ويخدم هدف التحرير الذي لايعلو عليه هدف في هذه المرحلة ، ولقد كان موقف الدعم اللا محدود الذي وقفه القطر العربي السوري في مواجهة العدوان الشرس على لبنان ، منطلقا من هذه الاعتبارات ، وكذلك عملية الردع التي قام بها نسورنا البواسل وهي وإن كلفتنا بعض التضحيات ، انها كانت ضرورية جدا لكسر هذا التحدي ((الاسرائيلي)) والغرور الصهيوني الذي يهدف الى بث روح اليأس والاستسلام في النفوس ، تمهيدا لتنفيذ المخططات الامبريالية وفرض المشروعات التصفوية الاستسلامية على شعبنا العربي .. اننا في هذه المرحلة، نخوض معركة يتميز عدونا فيها بالشراسة والتحدي اكثر من أي يوم مضى ، تدعمه في ذلك الامبريالية الاميركية والنازية الالمانية الجديدة الموجهة ضدنا ، فينبغي أن تكون استعداداتنا ومواقفنا وتحركاتنا منطلقة من الايمان الحتمي بالنصر ، الأمر الذي يدفعنا لمواجهة التحدي ، بدرجة اقوى من الصلابة والحزم والوضوح والصدق ، والحرص الكامل على تعزيز إرادة القتال وتعبئة الطاقات العربية الجبارة وزجها في معركة التحرير ، معتمدين في ذلك على وعي الطلائع الثورية وطموحات الجماهير العربية ، ودعم الدول الصديقة التي يجمعنا وإاها خندق واحد في مواجهة قوى العدوان على الشعوب .
المناضل