النهار - بين الإبن والخليفة الإنسان في تصورات المسيحية والإسلام
إعلام وصحافة /
فكرية /
2010-10-22
الجمعة 22-10-2010
بين الإبن والخليفة
الإنسان في تصورات المسيحية والإسلام
يستجلي مشير باسيل عون في كتابه مواطن الوصال والفراق في تعيين هوية الانسان في المسيحية والاسلام. ويحصر تحليله في معاينة الاصول اللاهوتية والفكرية التي منها تتفرع التماثلات والتباينات في مقاربة الهوية الانسانية، معتبرا ان "الوقوف على هذه الاصول يعين الفكر السياسي على الربط المعرفي ما بين الاصل الفكري اللاهوتي والفعل السياسي". وقبل ان يتوسع المؤلف في بحثه، يبيّن قرائن الخلفية التاريخية والثقافية، بما يساعد في ادراك معاني الاصطلاحات التي تستخدمها الانظومتان المسيحية والاسلامية.
وكان لكل فصل من فصول الكتاب الستة هدف واضح. ففي الفصل الثاني، قدم المؤلف "العمارتين الدينيتين المسيحية والاسلامية في تصورهما اللاهوتي الاشمل". ودرس في الثالث الاصول الكتابية والقرآنية "في سبيل استجلاء لاهوتي لهوية الانسان". وقدم في الرابع "اوجه القربى والاختلاف في النظر الى خصائص الكيان الانساني"، وتابع في الخامس "بالنظر في طبيعة الفعل الانساني". وفي السادس، عرض "التصورات المسيحية والاسلامية في سياق المطلب العلماني الكوني". ولعل ما اراده الكاتب في حصيلته ان يستنهض المؤمنين المسيحيين والمسلمين "ليتخلوا عن المقولات اللاهوتية الدفاعية التي حتمت عليهم في زمن المجادلات المسيحية - الاسلامية في القرون الوسطى تقاذف تهمة الكفر. الكتاب من سلسلة المسيحية والاسلام في الحوار والتعاون التي ينشرها مركز البحوث في الحوار الاسلامي - المسيحي. وهو من اصدار المكتبة البولسية.
ما الغاية من أن يكون المرء مسيحياً
يعتبر كتاب الاب تيموثي رادكليف الدومينيكي من اشهر الكتب التي نشرت حديثا في العالم، اذ فاز المؤلف بجائزة "مايكل رامزي" تقديرا لما تضمنه كتابه من كتابات لاهوتية. والتساؤل الذي يثيره يصيب عمق الموضوع، ومن خلاله ينطلق في البحث في آفاق عيش الايمان المسيحي في ظل تحديات، كالمال والجنس والسلطة والمكانة الاجتماعية والعمل... وقبل كل شيء، يبدأ بالاجابة عن سؤال آخر: هل هناك غاية لاي شيء؟ ويجادل في امور الحياة والايمان المسيحي، حاضا على التفكير، على المناقشة، باسلوب مشوق.
العناوين التي يجول في افقها منوعة، جدية: الخيانة، الخيارات، العفوية، حرية بذل الذات، الموت، القيامة، الضعف، الشجاعة، الانتظار، حضور الله، كهربائية الجسد، مجتمع الحقيقة، الايمان بالعقل، ما وراء الشك... مواطنو الملكوت وغيرها. وفي المسائل التي يتناولها بكثير من الصراحة، يترك في الخاتمة ما يجده اساسيا: "التحدي بالنسبة الى الكنيسة هو ان تصبح مجتمعا يستطيع الناس ان يتكلموا فيه على الله باسلوب مقنع، بمعنى آخر ان تصبح مكان رحمة وسرور متبادلين في الفرح والحرية". الكتاب من اصدار دار المشرق.
التواصل المدني بين التصلب الديني والعقلانية
مداخلات الحلقة النقاشية التي نظمها المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان - الاردن في شباط 2010 حول هذا الموضوع شكلت محور هذا الكتاب. وقد اراد به المعهد ان تتسع رقعة المستفيدين من هذه المساهمات الفكرية، بما يجعل المناقشة اوسع واجدى، انطلاقا من الادراك ان "ظاهرة التعصب الديني تحتاج الى جهد تحليلي وتفكيكي معمق، كما تتطلب اجتهادات في الاقتراح تساهم في دفع اخطارها ومضارها في المجتمع وعلاقاته بالعالم".
ومن كتبوا وحللوا و"فككوا" المشكلة واجتهدوا 11، فصلوا نواحي عدة من الموضوع. وكل منهم عالج عنوانا محددا. الدكتور رضوان السيد تناول "التشدد الديني الاسلامي: الظاهرة والآثار"، الدكتور علي احمد مدكور "التصلب بين الفعل ورد الفعل"، الدكتور عبد الجبار الرفاعي اجاب عن سؤال: "من اين تشتق الكراهية مفاهيمها؟"، والدكتور فيصل دراج عن: "نقد الفكر الايماني المغلق ام نقد ما ينتجه؟". وتابع نبيل عبد الفتاح بشرح "الموقف الايماني: من التعصب الديني الى الاعتدال"، والدكتور زيد عيادات "التعصب الديني: الظاهرة والدواعي"، والدكتور عبد الناصر ابو البصل "في سبيل الخروج من الازمة"، والدكتور شفيق الغبرا "الخروج من التطرف"، والدكتور محيي الدين توق "المدى الذي يمكن فيه التربية اشاعة العقلانية". وكان توزيع جيد للادوار، امكن من خلاله تغطية كل جوانب الموضوع.