النهار- رحلة المقاومة والشهداء مشاها الرئيس الإيراني من بنت جبيل إلى قانا أحمدي
إعلام وصحافة /
إعلامية /
2010-10-15
الجمعة 15-10-2010
رحلة المقاومة والشهداء مشاها الرئيس الإيراني من بنت جبيل إلى قانا أحمدي نجاد: لولا صمودكم لما كان معلوماً خط حدودكم
من بنت جبيل الى قانا، طريق رسمها العدو الاسرائيلي بدماء اللبنانيين والشهداء والدموع والتدمير، وطهّرتها المقاومة بعزيمة أبطالها وصمود أبناء الجنوب، مشاها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بفخر أمس، على رغم كل الضجيج الذي أحدثته هذه الزيارة، في المقلب الآخر من الحدود، وما وراء البحار.
الرئيس نجاد أكد للجنوبيين أنه لولا مقاومتهم وصمودهم "لما كان معلوماً في أي نقطة كان خط الحدود مستقراً اليوم"، ورأى في مقاومة الشعب اللبناني "نموذجاً يحتذى به" عالمياً.
في اليوم الثاني من الزيارة الرسمية للرئيس الإيراني، كانت محطة الجنوب الأكثر عاطفة وحرارة، وأشد وقعاً وأبلغ صدى.
بنت جبيل
وكتبت مراسلة "النهار" في بنت جبيل هند ن. خريش: "على مسافة أمتار من الحدود مع فلسطين المحتلة، دوّن أحمدي نجاد أول زيارة تاريخية يقوم بها رئيس ايراني لعمق المنطقة الحدودية وتحديداً مدينة بنت جبيل "عاصمة المقاومة والتحرير"، حيث كان له استقبال جماهيري أشبه بعرس في الملعب الرياضي للمدينة، والذي ألقى فيه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خطاب النصر عام 2000، لما لهذا الموقع من معان ودلالات.
وتجمهرت الحشود على جوانب الطرق الجنوبية لالقاء التحية على الرئيس الضيف والترحيب به. وعكست كثافتها حجم التقدير الذي يكنه الجنوبيون للجمهورية الاسلامية رئيساً وشعباً، فجاء الاستقبال في حجم أهمية الزيارة.
وصل الرئيس الضيف والوفد المرافق وزوجته السيدة أعظم السادات فراحي الى مدينة بنت جبيل قرابة الخامسة والنصف عصراً في موكب سيّار، أمنت له الحماية الجوية مروحيات "الغازيل" و"البوما" وطائرات "هوكر هانتر" التابعة للجيش اللبناني. وعلى الفور ظهر نجاد أمام الجماهير المحتشدة التي قدرت بعشرة آلاف مواطن استقبلوه بالهتافات والأهازيج واطلاق البالونات الملونة. وكان في استقباله ممثل رئيس الجمهورية وزير الشباب والرياضة علي عبدالله وممثل رئيس مجلس النواب النائب علي بزي ونواب ووزراء حاليون وسابقون وعدد من السفراء والديبلوماسيين وممثلي الهيئات القنصلية ورجال دين من جميع الطوائف كان أبرزهم وفد من مشايخ خلوات البياضة تقدمه الشيخ غالب قيس اضافة الى وفد من المطارنة والكهنة يتقدمه المطران الياس كفوري والمسؤول عن "حزب الله" في الجنوب الشيخ نبيل قاووق، ومحافظون وممثلون عن الاجهزة الامنية والعسكرية ورؤساء اتحادات بلديات ومخاتير وحشد من وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية والايرانية.
رعد
تلاوة قرآنية، فكلمة المسؤول الاعلامي في "حزب الله". وألقى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد كلمة قال فيها: "(...) تحل بيننا أخا مجاهدا ظافرا في مكان وقف فيه سيد المقاومة قبل سنوات وسجل من منبره حقيقة ساطعة ان اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. تحل بيننا في بنت جبيل عاصمة التحرير والانتصار، وتحل بيننا في الجنوب على تخوم فلسطين حيث يسكن وجع القدس وينتصر ويتراقص في مقاومة فرحا بقدومك. في هذه المنطقة التي تمثل ثغرا متقدما في مواجهة نظام الغدر، هنا سقطت أسطورة الصهاينة ومرغت أنوفهم، وهنا اكتشف زيف قوتهم وتسلطهم. هنا أمام الله سقط جبروتهم، وهنا كان الفتح المبين والنصر المؤزر. هنا نبت زرع الشهداء وحصدت الأمة الحاضنة جهاد ثمار الجهاد والمجاهدين. هنا حمل الامام الصدر همّ الوطن وهنا قرّ قرير القادة الشهداء: مصطفى شمران، عباس الموسوي، راغب حرب، خليل جرادي، محمد سعد وعماد المقاومة الحاج عماد.
سيادة الرئيس، أرواح أهلنا الشرفاء الأوفياء تخفق عزا وفخرا باللقاء. يا ابن الثورة الاسلامية، باسم حركة أمل وحزب الله وسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعوائل الشهداء والاسرى والأسرى المحررين والجرحى وكل المتلزمين نهج المقاومة، باسم كل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، نرحب بك في الجنوب وفي بنت جبيل حاضرة العلماء والشهداء وفي أرض البطولة والمواجهة، وتشكر لكم حبكم وحرصكم ودعمكم لنصرة قضايانا، ونسأل الله ان يرفع من مقامكم في الآخرة كما رفعها في الدنيا بسبب ما تقومون به من كليم طيب وما تقومون به من عمل صالح (...)".
نجاد
ثم ألقى نجاد كلمة قال فيها: "سلام الله على مجاهديكم الغيارى وسلام الله على هذا الشعب العزيز الطيب الذي يقف في جبهة الحق ضد الباطل، سلام الله عليكم أيها المجاهدون الذين تقفون اليوم امام كل رفض للخطر في الصفوف الامامية في مجال مقارعة المحتلين والطغاة ومكافحتهم.
وقفتم وصمدتم حتى استطعتم ان تحافظوا على كرامتكم وعزتكم، فسلام الله عليكم يا حماة الاستقلال والعزة والكرامة الانسانية. سلام الله عليكم أيها الابطال وعلى شهدائكم الأبرار. أعزائي، لولا مقاومتكم وصمودكم لما كان خط الحدود بين لبنان واسرائيل، بين لبنان والاحتلال في اي نقطة مستقرا اليوم.
انتم اثبتم ان جهادكم ودماءكم وصبركم وثباتكم اقوى من كل الاساطيل والبوارج والدبابات والطائرات. انتم ايها الاعزة، اثبتم للقاصي والداني ان مقاومتكم وصبركم وجهدكم وجهادكم اقوى من كل السيوف الظالمة التي هي في يد العدو الاسرائيلي.
اثبتم انه ليست هناك من قوة في العالم تستطيع ان تقهر مقاومتكم، لان مقاومة الشعب اللبناني نابعة من الايمان والصبر والثبات والتحمل، واليوم تحول الانسان المقاوم نموذجا يحتذى به لدى كل شعوب المنطقة والعالم. وكل الشعوب تعتبر انها مدينة بعزتها وكرامتها ورفعتها لمقاومتكم الباسلة في هذا البلد الشقيق. المقاومة هي رمز انتصار الشعب اللبناني ورمز انتصار كل الشعوب في هذه المنطقة. ولا شك في ان كل ابناء الشعب اللبناني، من اتباع كل الديانات السموية السمحاء والطوائف الكريمة تقف صفا واحدا ضد الاحتلال والطغيان ولا شك في ان اعداءنا واعداءكم يخافون من وحدة كلمتكم واتحاد صفوفكم، لان الوحدة هي رمز المقاومة والانتصار، الوحدة هي ايضا رمز البقاء والثبات والانتصار.
نشكر الله عز وجل ونحمده ان ابناء الشعب اللبناني العزيز كافة بكل دياناته وطوائفه ومشاربه متحدون بروح الوحدة والعزة.
هنا في بنت جبيل، موئل الحرية ومعقل الشرفاء، بنت جبيل قلعة المقاومة وعرين الانتصارات، ليعلم العالم ان الصهاينة قد خططوا ودبروا ذات يوم ان يهاجموا هذه المدينة لانهم ظنوا ان هذا يضع حدا للشعب اللبناني، اما الآن فأين هم؟ واين انتم ايها الابطال؟
اعلن من هنا ان بنت جبيل حية وباقية، وليعلم القاصي والداني ان بنت جبيل تقف اليوم مرفوعة الرأس ومنتصرة امام كل الاعداء، ولقد استطاع ابناء بنت جبيل ان يذيقوا العدو الاسرائيلي طعم الهزيمة المرة، كما استطعتم ان تدخلوا اليأس الى قلوب الصهاينة وكل الشياطين والمستكبرين. واليوم لم يعد هناك اي خيار امام الصهاينة الا الاستسلام للامر الواقع والعودة الى اوطانهم الاصلية. سلام الله وتحياته عليك ايها الشعب الثوري المجاهد.
السلام عليكم ايها الاحبة، انتم استطعتم رفع رايات العزة والافتخار والانتصار عاليا (...).
كونوا على ثقة ان فلسطين المحتلة سوف تتحرر من الاحتلال بفضل قوة المقاومة وايمانها.
راية العدالة مقبلة لا محال، العشق والمحبة آتيان لا محال، المستضعفون سيصلون الى الحرية، رجال الله سوف يأتون، حفيد الرسول الاكرم المهدي الموعود والمنتظر سيأتي باذن الله، والسيد المسيح سوف يكون رفيقاً وعوناً له، الظلم سيزول والطغيان سيمحى وكل مستضعفي هذا العالم سوف يكتب لهم الانتصار.
احبائي واعزائي كونوا على ثقة تامة ان شعب الجمهورية الايرانية سوف يبقى على الدوام الى جانبكم، ايها الشعب اللبناني العزيز والى جانب كل شعوب هذه المنطقة، انتم كالجبل الراسخ، نعتز بكم وسنبقى معكم دائما".
وبعد الانتهاء الاحتفال الجماهيري توجه مدير مكتب الرئيس الايراني رحيم نشاهي الى مارون الراس يرافقه رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي وعدد من رؤساء البلديات، حيث كان في استقباله رئيس بلديتها ابرهيم علوية وافتتح "حديقة ايران" التي مولتها بلدية طهران.
في قانا
وأورد مراسل "النهار" في صور اسماعيل صبراوي ان الرئيس الايراني انتقل بعد انتهاء مهرجان بنت جبيل الى قانا، حيث اقيم له استقبال شعبي حاشد، وزار ضرائح شهداء مجزرتي 1996 و2006 وتلا الفاتحة عن ارواحهم ووضع اكليلا على النصب التذكاري.
وبعد كلمة ترحيب من رئيس "لجنة تخليد شهداء مجزرة قانا" النائب عبد المجيد صالح، القى نجاد كلمة جاء فيها: "أتيت هذه الليلة الى قانا أحمل معي التحية من الجمهورية الاسلامية، سلام الله عليكم ايها الشجعان وعلى غيرتكم وعلى الشباب المقاوم في قانا الذين تعلّق عليهم الآمال، على قانا وشهدائها وعلى السيدة المضحية والطفل الشهيد. اتيت في هذه الامسية لاقدم اليكم الشكر على تضحياتكم. قانا ارض الصبر والمقاومة باتت وثيقة حية عن المقاومة وشهدائها، وثيقة حية لهذا الشعب الطيب. وهي وثيقة حية عن روح الاجرام لدى العدو الاسرائيلي. انتم منتصرون واعداؤكم هم الخائبون، اعداؤكم اعداء الحق والانسانية الى زوال. انتم تحملون رايات العز والانتصار، والصهاينة يحملون الذل والعار".
وشكر الرؤساء الثلاثة و"المجاهد الكبير بطل لبنان العزيز السيد حسن نصرالله، وجميع الطوائف والمسؤولين والجيش اللبناني والقوى الامنية، آملا "ان يكتب الفرج القريب (لقضية) خطف سماحة الامام موسى الصدر".