قضايا الصحة العامة في الجنوب حاضراً ومستقبلاً
ندوات /
إعلامية /
1985-01-20
ندوة " قضايا الصحة العامة في الجنوب " *
5 محاضرين في المركز الثقافي طالبوا بسياسة صحية رسمية
صيدا ـ النهار
في إطار النشاطات الثقافية والاجتماعية التي يقيمها المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا ، عقدت مساء الجمعة ندوة صحية عنوانها " قضايا الصحة العامة في الجنوب حاضراً ومستقبلاً "، وذلك في قاعة جمعية دار رعاية اليتيم .
وشارك في الندوة نائب صيدا الدكتور نزيه البزري ورئيس المستشفى الحكومي الدكتور إبراهيم عطوي وصاحب مستشفى حمود الدكتور غسان حمود ورئيس مصلحة الصحة في الجنوب الدكتور أنطوان ضاهر والمسؤول عن " النجدة الشعبية اللبنانية " الدكتور لبيب عبد الصمد .
وحضر جمهور من الصيداويين والهيئات الصحية والتربوية والدينية ، في مقدمهم مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران إبراهيم الحلو ونائبه الأب حنا الحلو ورئيس بلدية صيدا المهندس أحمد الكلش ورئيس تجمع الصناعيين في الجنوب المهندس سامي البساط ومدير فرع كلية الآداب في صيدا الدكتور فؤاد شاهين وأمين سر جمعية تنظيم الأسرة في لبنان السيد توفيق عسيران والقاضي وليد عاكوم .
افتتح الندوة رئيس المركز الدكتور مصطفى دندشلي ، فرحب بالحضور وشدّد على " التلازم بين المعركتين الوطنية والاجتماعية ".
البزري : ثم تحدّث الدكتور البزري عن أهمية التخطيط الصحي من جانبيه الوقائي والعلاجي، وطالب البلديات وقوى الأمن الداخلي مراقبة الكلاب الشاردة وضبط إصابات داء الكلب . واعتبر " أن العناية بالأم والطفل من مسؤولية وزارة الصحة ، وأن تحصين الأطفال ومراقبة الأفران والرغيف والحلويات وكل المواد الغذائية من مسؤولية الدولة ".
وعرض لأوضاع المستشفيات والمستوصفات الرسمية في الجنوب وأخذ على الدولة إهمالها .
عطوي : وشرح الدكتور عطوي أوضاع المستشفى الحكومي ، فوصفه بأنه " صورة لمأساة المستشفيات الحكومية في الجنوب "، ولاحظ أن هذا المستشفى " بدأ بالتقهقر ما إن أخرج من تبعية الجامعة الأميركية ". ورأى " أن قانون التفرغ لم يفلح في معالجة وضعه لأنه لم يطبق بكامله ". وشكا من " أن الرواتب دون الحد الأدنى الذي يجعل الطبيب يطبق اتفاقه ".
حمود : وتناول الدكتور حمود في كلمته معاناة المواطنين في المستشفيات واستشهد بأقوال شعبية منها " المستشفى مسلخ " و" اللي بيمرض بيبيع اللي فوقه وتحته " و" الفقير بيموت وما بيتحكم" و" رحت على المستشفى وما في أسرّة لوزارة الصحة ".
وقال : " في ضوء دراسة أجريت على 17 ألف مريض أدخلوا المستشفى عام 1984 توصلنا إلى النتائج الآتية :
ـ 16 في المئة من المرضى مشمولون بخدمات الضمان .
ـ 13 في المئة على نفقة وزارة الصحة .
ـ 9 في المئة على نفقة الجيش .
ـ 7 في المئة على نفقة تعاونية الموظفين .
ـ 12 في المئة على نفقة البلديات والمؤسسات والشركات .
ـ 43 في المئة على نفقتهم الخاصة .
ورأى " أن المشكلة محصورة في المؤسسات التي تدفع عن المريض وتشمل 57 في المئة من المرضى وفي الـ 43 في المئة الذين يدفعون نفقات علاجهم مباشرة ".
ولاحظ " أن معدل كلفة إقامة المريض في المستشفى بما في ذلك الأتعاب الطبية والفحوص المخبرية والشعاعية والأدوية 470 ليرة لبنانية يومياً عن المريض المضمون ، 508 ليرات كلفة كل يوم عن المريض على نفقة وزارة الصحة ، 475 ليرة كلفة مريض الجيش في الدرجة الثالثة ، في حين بلغة كلفة إقامة المريض من الجيش أو المريض العادي في الدرجة الثانية 665 ليرة . أما كلفة المريض في الدرجة الأولى 1190 ليرة يومياً .
ولفت إلى " أن وجود الاحتلال في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا وإقفال المعابر ، أدّى إلى ازدياد الأعباء وازدياد دور القطاع الصحي الخاص ". واقترح " توحيد مؤسسات الدولة المعنية بالقطاع الصحي والاستشفائي وتأسيس مجلس رسمي أعلى للشؤون الصحية والاستشفائية تشارك فيه نقابة الأطباء ونقابة أصحاب المستشفيات وكليات الطب والصحة العامة والنقابات المهنية ودرس الشروط الدنيا الواجب توافرها في المستشفيات ودرس الكلفة الحقيقية للاستشفاء ". وطالب بتوسيع قاعدة المشمولين بالضمانات الصحية لتشمل جميع اللبنانيين .
ودعا إلى عقد مؤتمر جنوبي عام لتدارس قضايا الصحة في صيدا والجنوب وتحديد برنامج موحد في هذا المجال .
ضاهر : وعرض الدكتور ضاهر أوضاع المستوصفات الحكومية في الجنوب مشيراً إلى " أن وزارة الصحة حوّلت اهتمامها منذ 1957 عن المستوصفات إلى أقسام الصحة في الأقضية والتي هي عبارة عن فرق صحية متجولة جعلت منها الركيزة الأساسية لتأمين العناية الطبية والوقائية في المناطق وأصبح إنشاء المستوصفات لا يتم إلا بناء على إلحاح أصحاب النفوذ لإرضاء اتباعهم ".
وقال : " أن المستوصفات الحكومية في الجنوب لا تزيد على خمسة ، في حين أن لمصلحة الإنعاش الاجتماعي أكثر من 30 مستوصفاً ". وشكا من أن مستوصفات الوزارة في الجنوب " تعاني حالاً متردية كما أن المستوصفات الأخرى ذات مستوى متدن يهجرها المريض بعد التجربة ". وقال "إن المنطقة تفتقر إلى مراكز ثابتة كالمستشفيات لتوفير العناية بالمرضى ".
عبد الصمد : ولفت الدكتور عبد الصمد إلى " أهمية العمل الصحي ـ الاجتماعي الذي تقوم به المؤسسات الشعبية والمستوصفات الخيرية . وقد كان قيامها استجابة لواقع أملته ظروف البؤس والحرمان والشقاء ولمستلزمات الصمود الوطني ". ولاحظ " أن هذه المراكز استقطبت الطبقات الفقيرة والمعدمة وذوي الدخل المحدود ". وأشاد بـ" الدور المهم الذي أدته المستوصفات الأهلية في مواجهة الوضع الصحي والاجتماعي المتدهور في الجنوب "
_______________________________________________________________________________________
* ) جريدة النهار بتاريخ 20 كانون الثاني 1985